أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة صوفية .














المزيد.....

مقامة صوفية .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8013 - 2024 / 6 / 19 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


مقامة صوفية :
كتب على صفحته : (( لنحاول الشهيق معاً , عسى أن نزفر الحزن معاً )) .
تقول أليف شافاق : لا أحد يشبه أحداً , حتى في الإحساس , فهناك من يسلم باليد , وهناك من يسلم بالروح , ويقول الصّوفيّ محيي الدِّين بن عربي : (( لقد صَارَ قَلْبِي قابلًا كلَّ صُورَةٍ/ فمرعىً لِغزْلَانٍ ودَيْرًا لرُهْبَانِ/ وبَيْتًا لأَصْنَامِ وكَعْبَةَ طَائِفٍ/وألواحَ تَوْرَاةٍ, ومُصْحَفَ قُرْآن/ أدِينُ بِدِينِ الحُبِّ أنَّى تَوَجَّهَتْ/ رَكَائبُهُ فالحب دِينِي وإيماني)) , يا ايها الحلم الجميل , كلما أطلت التفكير فيك , تاهت مني كلماتي , واختزلت بك ,كل أبجديتي بنقطة في نهاية السطر.

يقف القلب على عتبة الصمت الباكي , وتتخاذل الألوان حين تعجز الأنامل عن الرسم ,
وفي أيامنا الوردية لم يكتمل القمر , رأينا منه عشقا يقتحم الكيان , وابتسامة نادرة , وجفاف الكلام الذي يتمنى التقرب, والخسارة جحيم عندما يطرق العشق باب القلب , ونرفض مغالطة النفس , عندما ندخل بمعترك الحياة ومتاهتها.

وأنا أصبحت كالوهم المكبل بالمواقيت, يغمرني بالأسى وبأنين العابرين , وليس من رفيق ,
ومللتُ وعودَ زمنٍ مفقود, مترامي الأطراف مكبّل بـ جمر الوريد , ومدارات الأحلام ,
فتصبح القصائد والوعود, والتراتيل مجرد أضرحة للأحلام الخائبة , هذا هوالحزن الأحمق , الذي يكفر بوحدانية مابين الأضلع والجنبات, فيا أيها الرابض بين حروف التكوين , والقابع خلف نجمة ضاربة في تضاريس الحروف, تطل مكتظًا بالنور, في منتصف المسافة بيني وبين العوسج البري , بغفلة من جنوح الريح.

وفي الأعتراف ألأخير يكون الجسد المبتل بالندى , كوردة لامستها أكف من لهيب القصائد التي يتساقط منها رطبا شهيا , ويبقى الحلم المتطايرالذي يلهث في تفاصيل أسئلة النهار, عندها تذكرت ذلك العاشق الذي قال لمريده : كم تمنيتُ أن أكون أحولا كي أراك مرتين , وعندما انتبه اليه ومدَّ يده في قلبه, لم يأخذ سوى الثقوب , وبعدها فكر أن يدخل في شجر التوت حيث تحوّله دودة القزّ خيط حرير, فيدخل في إبرة إمرأة من نساء الأساطير, ثمّ يطير كشال مع الريح.

وفي حشرجة الروح بين الغفوة والغفوة , نستحضر ما كان فينا من لسعِ الوردِ الأول , من شفافيةٍ أولى , ودهشةٍ أولى , و شجنٍ أوّل , كأنَّ أحداً منا لم يفترقْ عن أحدٍ أو مكانٍ أو عاطفة, وكأنَّ أحداً أيضاً لم يلتقِ بما ضاع منه فيه , وفي طرقات يمحوها المطر, ولكنّ الجمالَ الحُرّ هو الذي يوجع , ونحن نحاول الإطلالة, من غيمِ الصوتِ البعيد, على صورتنا الأولى, وفي زحمة الحلم نطيركما تطير أسراب اليمام , ثم نستعيدُ ترتيب الحلم في إناءٍ بلّوريّ على ظهرِ مهرٍ نزق , على امل الا لاينكسر .

عندما أمسكت بذيل قميص المولوي المفتول مثل رقصة الدرويش لم يقل كلمة , لقد أغلق وجهَهُ ومنحني ظهرَهُ العالي ثم مضى متعجلاً , تبعتُهُ ماشياً على رؤوس أصابعي , طار عالياً ودخل عين الشمس , تذكرت ماحدث وماقاله قبل الذهاب إلى التنور: (( صارحه تفقده , انقده ينقلب عليك , ففي كل خطوة لغم عداوة ينفجرتحت قدميك , بينما يداك مغموستان في ماء محبتهم )) , وليبق الدعاء : (( مولاي هل يبصر آلام الروح سواكْ ؟ هل تترك أزهارَ الأرضِ تضيعُ سدى؟ فامنحنا حُبًا فوق الحبّ, ورفقًا فوقَ الرفقِ , وصبرًا وهدى , وامسح ارواحَ عبادِك -أهل الصفّة- بالنورْ , واحشر عُبّادَ السحرةِ في ضيقِ الذلّ وشتتهم بدَدَا , مولاي هب للعاشقِ رشدا)) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأعياد .
- مقامة انا أبن جلا وطلاع الثنايا .
- مقامة الخيال الفائق : دانتي والمتنبي.
- مقامة حمال الأسية.
- مقامة حمال ألأسية.
- مقامة ألألقاب .
- مقامة المكتبات .
- مقامة الجنسية .
- مقامة شيوعي أشهر أسلامه , كيف ؟
- مقامة القهوة .
- مقامة الدعاء .
- مقامة عرب الجنسية .
- مقامة المتشابهات .
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .


المزيد.....




- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة صوفية .