غزة والعالم

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8012 - 2024 / 6 / 18 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تأتي عاصفه 7 اكتوبر 2023 كنقطه محوريه في تاريخ العالم وليس في تاريخ المنطقة فقط لأنها ارست عده مبادئ اساسيه اولا عجز الرهانات الأمريكية عن الدفاع عن انصارها عبر العالم وذلك لتعقد الظروف العالمية المرتبطة بظهور قطب مثل الصين وثبات روسيا على الرغم من محاولات امريكا لتدميرها تحت وطاه سباق التسلح وعلى الرغم من سقوط 1991 الى انها لا زالت ندا . ثانيا ادراك دول العالم ان امريكا قد سقطت اقتصاديا بحكم عجزها الطبيعي عن تسديد فاتورة الرجل المسلح الاول في العالم خاصه وان الشعوب قد بدات في امتلاك قراراتها مع وجود التنظيمات ما فوق الدولة. اليمن على سبيل المثال وجود تنظيم الحوثيين وهو تنظيم ما فوق الدولة قد اربك حسابات منطقه الخليج بشكل كامل خاصه وانه من اجل اللحاق او مقاومه ايران ادمنت الامارات الارتماء في حضن اسرائيل وذلك ليس عشقا لإسرائيل او حبا لها او تغييرا للعقائد والاديان ولكنه ادراكا للبعد التكنولوجي حيث تمتلك اسرائيل تقنيه الطائرات الدرونز وقد اقامت الامارات مركزا يساوي 4 مليار دولار لإنتاج الطائرات الدرونز لمقاومه ايران ولكنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ فالجبال ونفوس الاشخاص هم حصن الحصين للأفكار الوطنية علاوة على عصر الصورة وتركيبه عصر الصورة وقدره الصورة على ابراز الحقيقه بعيدا عن مناطق التأثير الايديولوجي او امتلاك اليهود لوسائل الاعلام الأمريكية والغربية وعصر الوسائط الاجتماعية قد اكسب الشعوب منبر اخر يستطيعون ابراز مشاعرهم والاحداث التي تحدث لهم بعيدا عن مساحه التعتيم التي تمارسها الأجهزة الإعلامية في الاوطان العربية وكذلك وسائل الاتصال والاعلام التي يملكها اليهود وكذلك قدره المقاومة الفلسطينية على تكوين شبكه دعائية خاصه بهم خاصه مع وجود فئه طليعيه من الفلسطينيين تدرس وتعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في اوروبا وهو اعاده لإنتاج التاريخ فقد تفوق اليهود على العرب عام 1948 بحكم انضمامهم الى الحرب العالمية الثانيه ووجود لواء يهودي يحارب مما اكسبهم قدره قتاليه وقدره على التكنيك العسكري فكان النصر لهم في 1948 صرخنا ولجانا الى الدعايات وهم رجعوا الى العلم. الامر يعاد ترتيبه بدرجه او بأخرى من خلال العقول الفلسطينية المقاومة
السؤال الاهم مدى قدره النظام الامريكي في المستقبل على تمويل الحرب الثلاثية التي تقودها لتشكيل العالم الحرب في السودان والحرب في اوكرانيا والحرب في اسرائيل ومدى قدرتها بعد ذلك على استحلاب راس المال العربي خاصه مع مساحه التراجع للأنظمة العربية ومساحه الانكشاف المخزي لتلك الأنظمة بعد ملحمة سبعه اكتوبر 2023 وكذلك تراجع مساحه الراي العام الامريكي وانضمام شريحه منه الى القضية الفلسطينية وبالتالي من يمول النظام الامريكي في المستقبل ، خاصه وان مساحه من الامريكان قد تراجعوا عن تأييد فكره اسرائيل وجزء استراتيجي هام حيث ان استراتيجية المعابر التي تقوم عليها السيطرة الأمريكية قد اختلت مع سيطرة الحوثيين على باب المندب وخوف المستقبل من اتجاه الأصولية وظهور فكره الأصولية في المغرب فبذلك تصبح القضية اخطر مما تتخيل حيث يصبح سيطرة الامريكان وفق بريجنسكي على المعابر امر غير قابل للحدوث وكذلك ثبات النظرية القائلة ان حرب العصابات ليس لها عمرا معينا وان حرب العصابات قادره على اسقاط دول بأكملها وبالتالي فكره سقوط دوله اسرائيل فكره قائمه وبالتالي من سينوب عن اسرائيل ككلب حراسه جديد في المنطقة خاصه وان عقدة فيتنام ليست ببعيد بالنسبة للسياسة الأمريكية.
في النهاية ان الضحية الاكبر للحرب المقدسة التي بدات في 7 اكتوبر 2023 هي امريكا وليست اسرائيل لان اسرائيل الى الزوال بطبيعة الحال بحكم انها استعمار استيطاني ونمط الاستعمار الصليبي قد اثبت هذا عبر التاريخ

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل