أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل















المزيد.....

عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 8009 - 2024 / 6 / 15 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتضمّن المشهد العام في لبنان: السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، خصوصاً في العقد الأخير، عدة عناوين أهمها:1- سقوط كل محاولات الإصلاح لحساب ترسُّخ منظومة المحاصصة الطائفية أداةً للبرجوازية الكبرى، لإدامة وإحكام سيطرتها الشاملة على مصائر اللبنانيين.
2- تداعَى عن ذلك حصولُ «سرقة العصر» بنهب وتبديد المال العام والخاص، وبإفلاس الدولة والمواطن، ما قد يؤدي، أيضاً، بعد الإفقار والتشرد والهجرة والانهيار الشامل، إلى وضع يد المدينين على أملاك الدولة والمصرف المركزي وموجوداته من بقايا أموال المودعين، وعلى رصيد البلد من الذهب الموزّعة سبائكه بين بيروت وواشنطن.
3- تفاقم الانقسام السياسي والمجتمعي إلى مستوى تعطيل الحدود الدنيا من حضور المؤسسات وفعاليتها. يتصل بذلك تصاعد الدعوات إلى الفدرلة والتقسيم كنتيجة لتضاؤل دور الدولة لحساب الدويلات. كذلك تعاظم التبعية للخارج مقرونة بتنامي الفئوية، وشغور مراكز المسؤولية في السلطة، والعجز عن تداولها، حسب النصوص الدستورية؛ في تكرار مأزقي ينذر بأكثر من العجز والفشل والفوضى.
4- حصول انفجار مرفأ بيروت، وكيفية تعاطي السلطة والقضاء معه، ومحاولة استغلاله من الداخل والخارج... ما شكّل كارثة متعاظمة الخسائر والأضرار.
5- تفاقم غياب المساءلة والمحاسبة بوصفهما أداة لا غنى عنها من أجل فرض احترام القانون والدستور، وحماية المصالح الوطنية، ومنع الانحرافات والارتكابات من كل نوع.
تأكّد بالتكرار البالغ التكلفة أن الخلل يكمن في صلب النظام السياسي الراهن، وأن الإصلاح لن يكون إلا في تجاوزه إلى نظام مدني يستند إلى المواطنة المتساوية، وإلى مؤسسات سلطة منبثقة عبر آلية وقانون انتخاب ديموقراطييْن: في كنف دستور متطور وقضاء مستقل ووحدة وطنية متينة وراسخة.
6- في المقابل، استمرار المقاومة ضد العدو الصهيوني، عاملاً متصاعد الدور والحضور وصولاً إلى اتخاذ قرار بالمشاركة في «مساندة» الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، عبر التصدي للعدوان البربري الذي تحوّل إلى حرب إبادة بشرية وعمرانية بأبشع وأقذر الوسائل. لقد شكّلت عملية «طوفان الأقصى»، قبل أكثر من ثمانية أشهر، انتفاضة بطولية ضد محاولات ومؤامرات العبور -بواسطة الاعتداءات العنصرية الصهيونية، والضغوط الأميركية خصوصاً، وبوسائل التواطؤ والتطبيع من قبل وكلاء واشنطن من الحكام العرب- نحو تصفية سياسية شاملة لحقوق ولمجمل قضية الشعب الفلسطيني. تمكّنت عملية 7 أكتوبر، بالبطولة والصمود المدهشيْن، وبدعم أطراف المقاومة، من إعادة طرح القضية الفلسطينية بوصفها قضية تحرر بامتياز في وجه إرهابيّي العصر الحقيقيين، الصهاينة وداعميهم المستعمرين وأدواتهم!
لعل الأبرز حالياً في كل ما تقدّم (رغم خطورة الأزمة اللبنانية)، هو العنوان الأخير، لأنه يجسّد فعلاً إيجابياً في مشهد سلبي عام: على غرار ما حصل بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. يومها تمكّنت المقاومة، رغم الانقسام والاحتراب الداخلييْن، من التصدي للغزو الصهيوني ومن فرض انسحابه، تباعاً ودون قيد أو شرط، كما لم يحصل، أبداً، في تاريخ الصراع معه. ينتسب قرار المقاومة بـ«مساندة» غزة عسكرياً، من الجنوب اللبناني، (والذي هو قرار صائب وشجاع)، إلى تراث العمل الوطني المقاوم في لبنان، بدعم كفاح المقاومة الفلسطينية من أجل استعادة حقوق شعبها المشروعة. هذا القرار يسير، عموماً، بعكس موجة الاستسلام السائدة. وهو يشكّل تصدياً مشروعاً تماماً للنهج العدواني الصهيوني الذي جدّد المجرم نتنياهو التأكيد عليه حين أعلن، غداة «طوفان الأقصى»، أنه سيرسم «خريطة جديدة للشرق الأوسط». هذا التهديد، الذي يقف وراءه مشروع غربي أطلسي أيضاً، موجّه ضد كل شعوب المنطقة، وفي مقدّمتها لبنان الذي تحتل تل أبيب جزءاً منه، وتتهدد أطماعها وخرائطها وعنصريتها أرضه وسيادته ووحدته وثرواته وتنوُّعه.
ينبغي القول، إيجازاً، إن سلطة منظومة الإفلاس والنهب والفشل، قد تمكّنت من الإفلات من المحاسبة والعقاب، بسبب عدة عوامل من أبرزها غياب بديل شعبي سياسي ذي برنامج متكامل لتحرير النظام القائم من الطائفية السياسية (كما ينص الدستور!)، ومن سطوة وهيمنة منظومتها المافيوية التي يحتشد فيها خليط من بقايا الإقطاع السياسي وطغمة أصحاب رؤوس الأموال والاحتكاريين والمصارف... إن البحث في هذا الأمر، يشكِّل محوراً أساسياً لمعالجة الأزمة اللبنانية. وهو يتطلّب توقفاً مطوّلاً ومعمّقاً ومسؤولاً في تناول لاحق.
أما ما يتصل بقضايا المنطقة الكبرى، ومنها لبنان، فهو المحور الثاني الأساسي المتقدّم، راهناً: في المنطقة وحتى في العالم. يحتاج هذا المحور إلى توقف أكثر تركيزاً ومسؤولية بسبب الانقسام الداخلي اللبناني، بهذا الشأن. كذلك بسبب كون العامل الخارجي، وخصوصاً الغربي الاستعماري، لاعباً كبيراً فيه: خدمة للمشروع الاستيطاني الصهيوني، وسعياً لتعزيز الهيمنة على المنطقة، ثروات وأسواقاً وموقعاً، من جهة ثانية.
ليس أسوأ من مسألة «الشرعية» مدخلاً للولوج إلى هذا الموضوع. ذلك أن الشرعية نفسها هي مادة نزاع وتقاسم أيضاً. ثمة «شرعية» للجميع: في النصوص الدستورية وفي البيانات الوزارية. في الالتحاق بالسياسة الأميركية، أو في مناهضتها. في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، التي بها، فقط، كان التحرير ممكناً، أو في الركون إلى «الشرعية الدولية» (الأميركية) التي لا تسمن ولا تغني... يلحّ اليوم ورثة شعار «قوة لبنان في ضعفه»، ويلتحق بهم بعض يسار خائب متأمرك، على أن عنوان السيادة هو «امتلاك السلطة لقرار الحرب والسلم» الذي لم تمارسه يوماً لمصلحة الوطن. هم يرفضون، في المقابل، مصدراً مرجعياً وأصيلاً للشرعية، أي الشعب الذي بادر وضحى وحرَّر. فيما كانت «الشرعية الرسمية» عاجزة ومنقسمة وموزّعة الولاءات ومستغرقة في النهب والصفقات.
لا يمكن تجاهل واقع أن أكثرية من اللبنانيين ممن استهدفتهم عملية النهب والسطو الشاملة، يعانون من وطأة كوارثها حتى اليوم ولسنوات. يستطيع هؤلاء القول: «وضعنا ما عاد يحمل» وهو كلام صادق ليست السياسة هي الأهم فيه، رغم أنها قد تكون حاضرة نسبياً. أكثرية هؤلاء ليست أبناء منطقة واحدة، أو من أتباع ديانة بعينها، أو مذهب دون سواه. لكن هذا الواقع الصعب الذي لا يجوز تجاهله، لا يجوز بالمقابل أن يُحتكم إليه وحده في الحالات المصيرية الطارئة التي ينبغي فيها أن نستخرج من الضعف قوة.
قدّم الشعب اللبناني مساهمةً ريادية في مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية. وهو حقّق إنجازات غير مسبوقة في حقول التضامن مع شعب شقيق مضطهد، مشتقاً نموذجاً باهراً في تجسيد قيم الوحدة الكفاحية العربية، ومن أجل التحرر والسيادة واستعادة الحقوق...إن ذلك، وبهذا المعنى النبيل، يمكن أن يتشكّل كخيار، وأن يشكّل مادة للحوار، خصوصاً إذا اندرج في نطاق مشروع شامل يرمي إلى تحرير النظام من التبعية والمحاصصة والفساد والتطييف. إن من شأن ذلك أن يجعل لبنان تجربة فريدة حقاً، وحافزَ تحررٍ، وأنموذجَ تقدّمٍ وحضارة في كل المنطقة.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة بايدن: الحرب بوسائل أُخرى
- نقطة الضعف الكبرى
- نتنياهو: غزة وفلسطين والمنطقة جميعاً!
- «قرار الحرب والسلم»: 17 أيار نموذجاً
- أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟
- قوة عظمى للعدوان والهيمنة
- الأميركي، «وسيط» أم عدوّ؟!
- وليمة القتل بين بايدن ونتنياهو
- ماذا عن تلكؤ «الشارع» العربي؟
- جوهر التحرّر العربي: مواجهة مشروع الصهاينة وحماتهم
- خطة الاحتواء الأميركية قيد التطبيق
- بلينكن: خطّة استفراد غزّة وعزل إيران
- حرب بلا قواعد!
- الخاسر الأكبر
- إجرام الصهاينة: التفوّق على الذات!
- قمّة الاحتواء والتمييع
- معادلة الجزء والكل: واشنطن العدو الأساسي
- غزة العُظمى!
- مفارقات ما بين اللجوء والنزوح
- نظام اللامحاسبة


المزيد.....




- توجيه من ترامب بطلاء الحاجز الحدودي مع المكسيك بالأسود وسبب ...
- بابتسامة أمام صيحات استهجان.. نائب ترامب ووزير دفاعه يتعرضان ...
- الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري
- خلية إضفاء الشرعية سلاح إسرائيلي آخر في إبادة غزة
- السعودية.. مقاطع مدى شبه محمد بن سلمان بجده عبدالعزيز تثير ت ...
- تقسيم سوريا لـ3 دول وماذا يعني للأردن وتركيا والعراق وإسرائي ...
- لماذا تعيد دمشق فتح أبوابها لموسكو الآن؟
- إسرائيل تستدعي آلاف الجنود لبدء خطة احتلال غزة وحماس تندد با ...
- أهلكت 140 مليون إنسان.. لماذا تصنع الدول الكبرى المجاعات الق ...
- جدل في لبنان بعد تصريحات البطريرك الراعي عن سلاح حزب الله


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل