أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - إتحاد الشغل والعيش في ريع التاريخ














المزيد.....

إتحاد الشغل والعيش في ريع التاريخ


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال هو هل إتحاد الشغل جمعية نقابية أم حزب سياسي؟ فالعيش في جلباب الماضي وريع التاريخ هو ضيق أفق وإنكار لكل التحولات الفكرية والتكنولوجية و محتوى العمل والتصرف في المؤسسة. فهذا زمن إما أن تتغير وتتأقلم أو تندثر.فبعد الإستقلال كانت تونس في مرحلة بناء وتشييد في كل الميادين مع غياب وجود حكومة كفؤة وقادرة على التصرف والتنفيذ وأخذ القرار المناسب في ظل غياب شبه كلي للإطارات المدربة المنضوية تحت سلطة الدولة بعد مغادرة المستعمرين نهائيا البلاد وترك فراغ مؤسساتي يصعب التعامل معه في وقت قصير ولهذا اتجه بورقيبة بحنكته السياسية المعروفة إلى استيعاب واحتواء إتحاد الشغل بما يملكه من نفوذ وتنظيم وانتشار في كل الجهات مع توفر إطارت عمالية مدربة وقادرة على التخطيط والتنفيذ فكانت الحكومات تحتوي على العديد من إطارات الإتحاد كما اعتمدت الحكومة على مخططات تنموية أعدها هيكل الدراسات بالإتحاد وقد ترأس العديد من وزراء بورقيبة مقاليد المنظمة الشغيلة التي أصبحت من الأدوات المهمة للحكم وضمان استقرار الدولة وديمومة الإنتاج. وبداية من وسط السبعينيات وبعد فشل سياسة التعاضد وترهل نظام الحكم وبداية مرض بورقيبة والدخول في صراع الأجنحة والخلافة على رأس الدولة دخل الإتحاد في معركة الإستقلالية الهيكاية عن الدولة وحزب الدستور بقيادة االنقابي الحبيب عاشور الذي تحت ضغط القواعد اليسارية المتخرجة حديثا من الجامعات أراد الخروج من بيت الطاعة وجبة بورقيبة لتكوين دولة موازية فكان التصادم الدموي في 26 جانفي 1976 بين الإتحاد وأجهزة الدولة فتم حل جمعية الإتحاد وسجن قيادتها.وقد عاد الإتحاد من جديد مع قدوم الجنرال بن علي للحكم في نوفمبر 1987 إثر انقلاب صحي أبيض على بورقيبة بعقلية المهادنة والضبط الاجتماعي والتحكم في الاحتجاجات ودورية الزيادات في الأجور تماشيا مع قدرة المؤسسات وتطور في مستوى الأسعار مع تثبيت سياسة دعم االمواد الأساسية ومساعدة العائلات المعوزة والتي لا تتوفر على دخل. فالإتحاد مازال بعد مرور فترة طويلة على بحبوحة العيش في جلباب الدولة وفي كنف ريعها والتي حقق فيها امتيازات كبيرة تحت رعاية الدولة بما أنه كاان جزء منها فكانت له مقرات في كل ولاية وامكانيات مالية ذات وزن معتبر تمكنه من الحشد والانتشار والتمدد في كل المؤسسات فتوظف العمال وتقيل المسؤولين من خلال الضغوط والتأثير المباشر والغير مباشر. فأصبح الإتحاد بمرور الوقت شبه دولة داخل الدولة بما له من امكانيات مادية وبشرية مما يعطي لقيادته احساسا بالقوة والتحدي فيتمرد على السلطة القائمة مثلما حدث في 26 جانفي 1976 والتي مر بعدها لسنوات طويلة في مرحلة تيه طويلة وشاقة عاد بعدها إلى مرحلة الطاعة والاستكانة مع فترة الجنرال بن علي بعد مغادرة للرؤوس الحامية .مازال إتحاد اليوم يحن إلى تلك الفترة الذهبية والتي أعقبت الاستقلال بحيث كان يقتسم ويساهم في السلطة ويتحمل المسؤولية.وبعد الاستقلالية التامة عن الدولة وعدم تحمله للسياسات التي تتخذها الحكومة فالإتحاد لم يعد فاعلا سياسيا وليس حزبا سياسيا ولم يتم انتخاب مسؤوليه وقيادته لمناصب سياسية في الدولة وفي الهياكل المنتخبة مباشرة من الشعب فهو مجرد جمعية نقابية تدافع عن حقوق منظوريها فقط وليس لها دخل في تسيير دواليب الدولة وإذا أراد الخروج مما يشترطه قانون الشغل ولعب دور سياسي فعليه تكوين حزب سياسي فاللعب على حبلين وإدخال السياسي في النقابي كمثل إدخال الدين في السياسة سيجلب التصادم الحتمي مع الدولة التي هي وحدها من يحتكر الفعل السياسي.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تم الانقلاب على حراك 17 ديسمبر 2010 بتونس؟
- خطر التنظيمات الموازية على سلطة الدولة والمصلحة العامة
- حراك 17 ديسمبر 2010 بتونس لم يؤد إلى ثورة حقيقية لماذا؟
- الديمقراطية في مجتمع متخلف ترف فكري
- من يصنع التطرف والجماعات الموازية ولماذا؟
- التدخل الأجنبي عن طريق الإعلام و حرية التعبير: تونس أنموذجا
- المنظومة العقابية الإلهية تنفي عن الإله الرحمة بوجود القدرة
- الذنوب والجرائم لا تمحى بالدعاء والصلاة والحج بل بتطبيق القا ...
- آيات اللامساواة بين الرجل والمرأة
- التمسك بالفكر الخرافي وأثره على تطور المجتمع،الشيطان أنموذجا
- تونس بلد جميل يطيب فيه العيش ولا عزاء لناكري الجميل
- النظام الرأسمالي والحركة العمالية
- حظ المرأة السيء في الأديان
- كذبة الإلحاد
- الإنسان يولد بالفطرة ملحدا
- جنة الإله البدائية
- النخب العربية ودورها التنويري
- كل إنسان ملحد بالضرورة
- القدرة مع وجود الشر عبث
- الأديان والأخلاق


المزيد.....




- بعد ثلاثين عامًا في السجون الفرنسية: مصير بوعلام بن سعيد معل ...
- -يأكل مما نأكل-.. القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي في ...
- من رام الله - وزير خارجية ألمانيا يحذر إسرائيل من ضم الضفة ا ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض والضمانات قبل المفاوضات
- التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا
- بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي ...
- إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا ...
- ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة ...
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
- محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - إتحاد الشغل والعيش في ريع التاريخ