أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الأديان والأخلاق














المزيد.....

الأديان والأخلاق


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 16:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسخت الأديان التوحيدية وخاصة الإسلام في عقول العوام منظومة أخلاقية مازالت سارية المفعول إلى يوم الناس هذا لأنها صبغت بالمقدس وأصبح التخلي عنها وتجاوزها لمنظومة أكثر عدلا وإنسانية أمرا صعبا خاصة عند الفئات الغير متعلمة والجماعات السلفية المتطرفة.فالأخلاق ككل فعل ثقافي واجتماعي واقتصادي تتطور وتتغير وتتأثر بدورة الزمن وكذلك القوانين الضابطة لسلوك المجتمع على العكس من الأخلاق المرتبطة بالدين فهي ثابتة ومتجمدة في التاريخ لأنها مؤسسة بنصوص لا يمكن تغييرها وتحديثها حتى تتماشى مع مفاهيم وسلوك وتصرفات المجتمعات الحديثة فكلما تقدم بنا الزمن تراءت لنا المنظومة الأخلاقية الدينية غريبة عن المجتمع المعاصر ومحل نقد وتجاوز. فالمنظومة الأخلاقية الدينية وليدة عصرها تتصف بالقسوة والحقد والقتل وسفك الدماء والشدة والعنصرية المذهبية والعصبية المفرطة والتعالي وقهر المرأة والغزو من أجل الغنيمة والسبي والتوسع وعدم تحميل المسؤولية وغياب منظومة عقابية ناجزة وعادلة.فالنصوص الدينية مليئة بالدعوة لقتل المختلفين في العقيدة "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ" وقد وصل الأمر بالإله أن يقتل نيابة عنهم" فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ"وسبي نسائهم والتمتع بهن جنسيا بدون حصر للعدد وفي هذا حط من كرامة المرأة وعبث بشرفها" فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا"وقد تم وصف المعاملة الحميمية مع الزوجة بكل دونية واحتقار ولاإنسانية "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ" فتحولت المرأة إلى حقل للحرث ومكان للعبث السادي بدون ضوابط ومعاملة طيبة تراعي مشاعرها يفعل بها الرجل ما يشاء وكيفما يشاء وأين يشاء. ومن الأخلاق الدينية قسمة الغنائم بعد الغزو وضمنها قسمة النساء كسبايا والرجال كعبيد على المحاربين"واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" فحتى الإله مالك الكون محتاج ويطلب نصيبه من الغنيمة والتي هي في حقيقة الأمر سرقة موصوفة وبلطجة وسطو مسلح.فهذه الإعمال الدنيئة المبررة دينيا هي جرائم لا تتم محاسبة مقترفيها ومعاقبتهم على أفعالهم بل يبشرون بالجنة ومازال المتدينون إلى اليوم يمجدونهم ويتباهون بأفعالهم وبطولاتهم ويتمنون لو يعود زمن الغزو والقتل والدماء وقطع الرؤوس وسبي النساء وقطع أرزاق الناس ومن مكر التاريخ أن جاءت داعش لتذكر الناس بحقيقة ما حدث في زمن الإسلام المبكر وما هو مكتوب بالنصوص الدينية وموجود في خبايا التراث من عقارب وأفاعي وسموم قاتلة للأخلاق والحضارة تخبو نارها تحت رماد التاريخ فتلتهب من جديد كلما نفخ فيها المنهزمون والصعاليك ومجانين الله.فالدين يدعو للتواكل والكسل ونبذ العمل والكد بحكم أن الإله يوزع الأرزاق حسب معرفته ومشيئته وكل شيء مقرر مسبقا "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"و"وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " وهذا جعل الناس لا يهتمون بالعمل من أجل خلق الثروة والتوجه أساسا للقيام بالعبادة والصلاة والتضرع والاعتكاف بالمساجد والدعاء لأن ذلك يرضي الإله حتى يمنحهم صك التوبة والجنة الموعودة فالمتدين موجود حاضرا بجسده فقط فعقله مأخوذ إلى الماضي السحيق بصولاته وجولاته وأساطيره اللذيذة ومشدود إلى وهم الآخرة إلى درجة أنه ينسى نفسه ووجوده. ومن أخلاق المتدين االتعالي المزيف أليس هو من خير امة أخرجت للناس "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" ولذلك يتطاوس على الآخرين ويراهم أدنى منه مقاما ومنزلة فيكتفي بما عنده من نصوص دينية وتراث قديم فهو بذلك ليس في حاجة لتعلم العلوم الجديدة بل يعتبر العلوم العصرية والحديثة مضيعة للوقت وكفر بالدين وخلخلة للثوابت ويعتقد أن علوم الفقه هي أساس المعرفة الصحيحة وليس هناك غير علماء الدين في الساحة وهذا السلوك المعرفي الغارق في التراث حتى التخمة قطع صلة المجتمع بالعلوم الحديثة والتطور المعرفي والتقدم الحضاري لأجيال عديدة وخلق هوة معرفية وفجوة بين الغرب والشرق.أما النظرة الدينية المتخلفة لدور المرأة في المجتمع والمنبثقة من أخلاق العبيد والجواري جعلتها خادمة ومربية أطفال في حضرة الرجل الباشا والسيد المطاع تلبي رغباته ونزواته الجنسية حبيسة البيوت المغلقة وبهذا وقع تغييب نصف المجتمع من المساهمة والمشاركة في تطوير المجتمع بدعوى أنها عورة وجسد مثير لشهوة الرجال وفساد الأخلاق فحملوها دون ذنب اقترفته الهواجس المرضية للرجال وفساد نواياهم فمنعوها لزمن طويل من التعلم والخروج من سجنها وإن خرجت غيبوها في خيمة سوداء تجعلها ممسوخة بلا ملامح وبلا هوية.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود العبثي للإنسان
- الأخطاء النافية للمعرفة الكلية وللتوحيد في آية واحدة
- المنبت الديني
- حقيقة الإله الخالق الغائبة وغباء العوام
- الفكر الديني بدون دليل لا يمكن أن يكون حقيقة علمية
- الأديان التوحيدية ضد حرية الإنسان ومنبع الصراعات في العالم
- التناقضات النافية
- لا تطور بدون قطيعة مع التراث المتخلف
- القرآن والأشهر القمرية
- هل الإله في حاجة للعبادات والطقوس الدينية؟
- الريع االديني والتكفير
- المرأة العربية بين مجتمع ذكوري متخلف ووضع اجتماعي مزري
- لا شيء ثابت في الكون والأفكار
- الأصول الملفقة للدين
- الأحياء الأموات
- النصوص المتجمدة عائق أمام تطور الأديان
- لا يمكن الصعود إلى الأعلى على أنقاض الماضي
- ما هو الإسلام المتخلف ؟
- الهاتف والبغل الطائر
- السب والشتم في القرآن


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الأديان والأخلاق