أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مبرؤون














المزيد.....

مبرؤون


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 20:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


نستوحي عنوان هذا الفصل من افتتاحية مفكر فرنسي تناول فيها المأساة الإنسانية في قطاع غزة حيث رد أسبابها إلى إعطاء جماعة استعمارية استيطانية عنصرية أحقية التصرف بحرية كاملة ، دون قيد أو حساب ،في فلسطين و بلدان شرق المتوسط ، محاكاة لسلوك الدول الأوروبية في حروبها القومية و الاستعمارية في النصف الأول من القرن العشرين ، بعد أن تبنت هذه الدول الفعل المأساوي و تعهدت بضمان تبرئه الفاعلين المطلقة ، كونها الملهمة و المثال المحتذى .
يأخذنا في الواقع السياق الذي تجري فيه المأساة في الحاضر إلى ارتجاع مفهوم العنصرية ، و تحديدا مصطلح " معاداة السامية " ، لوضعه ضمن حدوده التي يرسمها ميزان القوى . فمن نافلة القول أن الكراهية العنصرية التي يترجمها الفريق الأقوى ، إبادة أو إبعادا أو عبودية ، "هي مبرّأة " ، بينما ردة فعل المغلوب على أمرهم ، الكلامية الصاخبة ، التي لا يستتبعها في أكثر الأحيان عملا جديا ، دفاعا عن أنفسهم و عن وجودهم فهي مدانة لأقصى درجات الإدانة لا سيما إذا أوكل الأقوياء إنزالها بهم إلى المبرئين !
مهما يكن فإن الدول الأوروبية في المنضوية تحت لواء الولايات المتحدة الأميركية ، طوت في أغلب الظن نهائيا في سجلاتها القديمة صفحة الاستعمار و الإبادة الجماعية والرقيق و العبودية ،و لا تسمح بفتحها و مناقشة محتواها ، تحت زعم أن محصلة الاستعمار كانت إجمالا في صالح شعوب المستعمرات و بالتالي هي قدمت أكثر مما أخذت فهي براء من جميع التهم التي "يتلفظ بها بعض المؤرخين و المفكرين" .
و لكن تبرئة هذه الدول لنفسها من الجرائم التي ارتكبتها في الحروب من أجل التوسع و ترسيخ كياناتها و الاستحواذ على الثروات الطبيعية ، لا تعني تخليا عن أهدافها و أن ما تعنيه هو استبدال لأساليب الفعل يتيحه السبق العلمي ـ التقني في إنتاج و سائل صراع متفوقة ، بحيث صار مجال الاطماع و السيطرة يشمل العالم كله او بحسب المصطلح السائد " تعولم مجال الأطماع و السيطرة " .
يستوقفنا هنا أصل التبرئة التي اتاحت للحركة الصهيونية التي تقود دولة إسرائيل انتهاج سياسة تفريغ فلسطين من سكانها ، إبادة أو ترحيلا ، و قد يتمدد مسرح الجريمة إلى الأقطار المجاورة في سورية و العراق . هل هذا الأصل في سياسة التطهير العرقي من اليهود التي اتبعها النظام الألماني النازي اثناء الحرب العالمية ، و تحديدا الأساليب التي استخدمها لتحقيق غايته الإجرامية ، المرموز إليها بما جرى في معسكرات أوشفيتز التي أقامها الألمان في بولندا ؟ تحسن الإشارة هنا إلى أن نظاما نازيا مشابها ، كان قائما أو مرغوبا به في معظم دول أوروبا الغربية في السنوات الثلاثين من القرن الماضي ، و التي اعتمدت سياسة الصفاء العنصري عن طريق ترحيل الافراد الأجانب و الجماعات العرقية المصنفة دنيا بحسب الفهم السائد آنذاك .
ولكن اللافت للنظر أن نيل الفرد اليهودي " التبرئة" المطلقة كان دائما مرتبطا بالهجرة إلى فلسطين و الانخراط في المشروع الاستعماري الاستيطاني الذي تقوده هناك الحركة الصهيونية بالتعاون مع بريطانيا ، وما يدعم هذه الفرضية هو حصول اليهود العرب عليها مقابل الهجرة إلى فلسطين اختيار أو إكراها .
من المعروف في هذا الصدد أن " التبرئة " الأصلية هي ضرورة لاستعمار بلاد الشام و العراق عن طريق المجازر الجماعية و الاغتيال الفردي و التدمير ، دون حسيب أو رقيب ، تحت رعاية و حماية الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية .و لا شك في أن ما يجري في قطاع غزة هو في صميم هذا المشروع الاستعماري ، و لكنه بالقطع ليس منتهاه .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصة الكلام بعد قمة في البحرين
- ثبات سلوك الرأسمالية الاستعمارية!
- الترحيل و التوطين و التشتيت
- النازح و المهاجر
- هوية الارض و هوية الدم ـ2ـ
- عنصرية الدم و عنصرية الأرض !
- التوجه شرقا أو غربا ؟
- الكائن و الكيان
- المؤقت و الدائم
- مسائل الحاصر مستعجلة و مسائل الماضي يجب تأجيلها !
- 3 ـ قراءة في المشهد الغزازي
- 2 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
- 1 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
- أبعاد الحرب على قطاع غزة
- إتلاف الشعب الفلسطيني
- البحر أمامكم
- الحرب الدولية الكبيرة 2
- الأبادة أو المنفى
- حرب دولية كبيرة
- الموقف الوسطي خدعة في المحيط المتوسطي


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - مبرؤون