أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


في أحد الأيام، عندما كان سعيد منغمسا في الأخبار المروعة عن غزة، غارقا في حكايات الدمار والموت المروعة التي عرضتها وسائل الإعلام بلا هوادة أمامنا، وجد نفسه يغرق أعمق في مستنقع اليأس. لقد تحمل عليه الوزن الخانق للقسوة في العالم، مما ألقى بظلال من اليأس على روحه. كان الجو كثيفا مع اليأس، وكانت روحه متعبة، وثارت بسبب الواقع القاتم للوجود.

وسط هذا الكآبة القمعية، زاره صديق مسن. شعره، الذي أصبح فضيا الآن مع تقدم العمر، مؤطرا بوجه محفور بخطوط الحكمة والتقوى. ينضح وجوده بالصفاء الهادئ الخالد، وهو تناقض صارخ مع الاضطرابات التي استهلكت سعيد الشاب اليافع القوي. استشعر تحريضه، اقترب بابتسامة لطيفة من وقال: "سأخبرك قصة قصيرة" يا عزيزي .

نظر سعيد إليه، وأثار الفضول على الرغم من اضطرابه الداخلي. لقد بدأ:

ذات مرة، في أرض لا تختلف كثيرا عن أرضنا، عاش رجل عجوز حكيم. لقد شهد العديد من الفصول، وشهد صعود وسقوط الإمبراطوريات، وانحسار وتدفق ثروات البشر. في يوم من الأيام، جاء إليه شاب، مثلك، مثقلا بالظلم في العالم وقسوة القدر. قال: "سيدي، كيف يمكن للمرء أن يجد السلام في عالم مليء بالألم والمعاناة؟"

توقف الرجل العجوز مؤقتا، وعكست عيناه أعماق تأمله. قال: "تعال معي"، مما قاد الشاب إلى حديقة منعزلة. في وسط هذه الحديقة وقفت شجرة البلوط الكبرى، فروعها مترامية الأطراف ومهيبة، وتقدم الظل والعزاء.

قال الحكيم: "انظر إلى هذه الشجرة". لقد نجت من عواصف لا حصر لها، ومع ذلك فهي طويلة القامة وغير منقطعة. جذورها عميقة، وترتكز عليها من خلال أشرس العواصف. مصاعب الحياة مثل العواصف التي تضرب هذه الشجرة. قد يجردون أوراقها، ويكسرون فروعها، لكنهم لا يستطيعون اقتلاعها ما لم تفقد اتصالها بالأرض.

استمع الشاب، ونظرته ثابتة على الشجرة القديمة. "ماذا يجب أن أتعلم من هذا؟" لقد سأل.

أجاب الرجل العجوز: "يجب أن تصبح مثل هذه الشجرة". ارسخ نفسك في أعماق الحكمة والرحمة. دع جذورك تغرق في التربة الغنية من التفاهم والتعاطف. ستغضب العواصف في العالم، لكنها لا تستطيع تدمير جوهر هويتك، ما لم تسمح لهم بذلك. احتضن العواصف، لأنها تشكلك، وتذكر، حتى في أحلك الأوقات، أنك تحمل بداخلك القوة للتحمل والقدرة على النمو.

صمت الرجل العجوز، واكتملت قصته. شعر الشاب، الذي يتعمق في التفكير الآن، بتحول بداخله. بدا عبء حزن العالم أخف قليلا، والطريق إلى الأمام أكثر وضوحا قليلا."

عندما أنهى صديقه المسن حكايته، استقر هدوء عميق فوقه. كان لحكمة القصة صدى عميق، منارة الأمل وسط الفوضى. كان العالم الخارجي لا يزال في حالة اضطراب، ولكن بداخله، تم زرع بذرة من المرونة، واعدة بالقوة لتحمل أعنف عواصف الحياة.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فلسفية للتراث الثقافي العربي الإسلامي وارتباطه بالحدا ...
- همسات التنفس
- الفطريات المضيئة الحيوية: أعجوبة الطبيعة المتوهجة
- تحطم الطائرة الإيرانية: مؤامرة أم حقيقة؟
- جدلية الظاهر والمخفي: في سياق الفلسفات الإمبريالية وأنظمة ال ...
- الفوائد المحتملة لعلاج الواقع الافتراضي في علاج الصحة العقلي ...
- الشغف المستمر للبحث في ظاهرة الخوارق والطرق المختلفة للإدراك ...
- غزة التي لا تنام
- سفير إسرائيل في الأمم المتحدة: سلوك غير مهني
- الاعتراف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة: الآثار الم ...
- نغمة امل
- اغنية تنمو …
- تحت التهديد
- الدروز: استكشاف شامل لتاريخهم ومعتقداتهم ووجودهم الراهن- (مج ...
- منذ الازل
- الحركة الطلابية تضامنا مع غزة: استكشاف تناظراتها النفسية
- ديناميكية العلاقة بين الهيمنة المادية والهيمنة الثقافية
- اكواب من الذكريات
- تفاعل اليقين والميتافيزيقيا في التحقق
- نظرية قشر الرمان: من بنية الكون إلى فوائده الصحية


المزيد.....




- حريق مفتعل أم قضاء وقدر؟ جدل حول وفاة الفنانة المصرية نيفين ...
- -صوت هند رجب- يمضي لمسافة أبعد في منافسات جوائز الأوسكار الـ ...
- -صوت هند رجب- و3 أفلام عربية أخرى تقتحم سباق الأوسكار
- الأوسكار في دورته الـ98.. قائمة بأبرز الأفلام المرشحة لنيل ا ...
- ضايل عنا عرض لمي سعد وأحمد الدنف: فيلم يروي يوميات سيرك غزة ...
- -صوت هند رجب- يتصدر ترشيحات الأوسكار بعد جائزة -الأسد الفضي- ...
- بالصور.. مهرّج مكلوم يرسم الابتسامة على وجوه أطفال غزة
- نجوم الغناء ضحايا الاصدارات الزائفة باستخدام الذكاء الاصطناع ...
- «كعكة الرئيس» يدخل القائمة القصيرة للأوسكار في إنجاز تاريخي ...
- فيلم وثائقي يكشف أسرار معركة حلب وتفاعل واسع على المنصات


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - قصة قصيرة