أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكسيم العراقي - هل كان علي بن ابي طالب واولاده, شيعة او اطاريون او صدريون او رهبريون او غديريون!؟-1















المزيد.....

هل كان علي بن ابي طالب واولاده, شيعة او اطاريون او صدريون او رهبريون او غديريون!؟-1


مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1—مقدمة عامة
2— تعليق اولي على رسالة المنصور التاريخية الى محمد النفس الزكية! وهي محل نظر لمن يقرا التاريخ حول الولاية والخلافة والحجج الدينية والتاريخية لكل طرف من مدعيها!
3— رسالة ابي جعفر المنصور الى محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية!
4- خطبة الشقشقية لعلي, وفيها ملاحظات كثيرة! منها انه لم يستند لحقه في يوم الغدير!!

(1)
الاعياد في دولة محمد وخلفاءه هي ثلاثة فقط:
الفطر: ومناسبته اختتام صيام رمضان.
الأضحى: ومناسبته اختتام عشر ذي الحجة.
الجمعة: وهو عيد الأسبوع، ومناسبته اختتام الأسبوع. ولم يُحتفل بما سواها، فلا يُحتفل بذكرى غزوة بدر، ولا غيرها من الغزوات العظيمة سواء كانت هذه الانتصارات في عهد محمد او غيره!
ولم يجري الاحتفال بانتصار القادسية ولا اليرموك ولا كل الفتوحات ولافي تولية احد من الخلفاء! او لمناسبة قول مهم للنبي لاحد الصحابة! ومااكثرها!
فكثرة العطلات والاعياد خراب للامة اقتصاديا وسياسيا وتجاريا ومبعث للفرقة والتناحر!
ومن يبحث في زوايا ذلك انما هو سوسة للبلاء والخراب والتدمير ولن يكف عن ذلك حتى يدعس يوما!
ومن يحدد اولويات الامة واهدافها؟ هل هم الجهلاء ممن يحركون الغوغاء ام حكمائها؟, ان كان هناك حكماء اليوم باقون لم يشردوا او يقتلوا او يسجنوا!
مات النبي في السنة 11 للهجرة ولم يامر خلال 11 عاما هجريا باي اعياد اخرى!
وعلي تولى الخلافة بين 35 و40 هجرية ولم يامر باي اعياد اخرى, لاغدير ولا غيره!
كان محمد وخلفاءه ياخذون خمس الغنائم وتوزع بين المسلمين حسب منازلهم وكذلك الزكاة حسب النص, واراد عمر في اخر عهده مساواة الناس في العطاء!
وقد قتله ابو لؤلؤة المجوسي في 23 ذي الحجة سنة 23 للهجرة! وقد حاول المسلمون القبض عليه فطعن 13 رجلا مات منهم 6 ولما احيط به طعن نفسه!
وضريح أبي لؤلؤة المجوسي أو ضريح فيروز النهاوندي, هو ضريح يقع على أطراف مدينة كاشان في إيران وقيل ان ابي لؤلؤة المجوسي قاتل عمر قد دُفن فيه.
ويعظم الفرس قتلة كبار اعدائهم ومن ذلك تسمية شارع مهم في طهران باسم خالد الاسلامبولي قاتل انور السادات, في مسعى لنشر فكر الاغتيالات ضد اعدائهم, وفي تاريخ ذاتها احداث خطيرة عن الاغتيالات!
وهذا يعبر عن خداع وخواء وسفالة فكر امة من الامم!

لم ياخذ علي ولابنوه خُمسا من احد!
وفي عهد الخلفاء الثلاثة الاوائل توسعت الفتوحات كثيرا وزادت موارد الدولة, وقهرت شعوب ونهبت وسبيت, وتحرر العراق اخيرا بعد ان دمر الفرس في عهد الاخميني بابل العظيمة في عام 539 ق م للابد كما تنبات التوراة! من كثر كراهية كتبة التوراة لها!
ولابد يوما ان تنهض بابل العظيمة واور واشور وكلدان واكد وكل بلاد العراق العظيم بعد ان يتم طرد الاغراب والفسدة والقتلة والمخربين ويصبح امر العراق بيد ابناءه البررة الحقيقيين!
ثم يجب ان تكون السلطة مستندة لانتخابات رئاسية شرعية لفترتان فقط وليس مفتوحة تلك التي ادت لمنتج مثل مختار العصر قروي جناجة! او بطل التحرير القومي قروي العوجة!
ويجب ان يستند الرئيس لمراكز قرارات ودراسات مختصة وليست حسب اهواء رجل مختل يجلس صباحا ليامر دون علم احد بغزو دولة اخرى! بعد فاض عليه الانا! وحب الذات وجنون العظمة! وطبول الطبالين الجهلاء المتزلفين سياسيين وقادة عسكريين!
فسبب بذلك كوارث للعراق قد تدوم لمائة عام!

وبسبب تدمير بابل يكن اليهود حبا عذريا للفرس! والحب متبادل واعظمه يقع تحت السطح! وهناك جالية يهودية كبيرة وفعالة في ايران لحد الان وهناك لوبي ايراني في امريكا!
ولكن بلاد فارس المقهورة بعد الغزو العربي الاسلامي, لم تستسلم وحاولت بطرق ملتوية الانتقام ومنها دخول الدين وتخريبه من الداخل, واقامة طوائف جديدة فيه متناحرة وتاليه اهل البيت مرة وقبلها تاليه الصحابة لاثارة الخراب والنزاع بين العرب انفسهم وفي عقلهم الباطن لاايمان لهم باي من منتجات الدين!
وقد كانت بلاد فارس اولا سنية وخرج منها ائمة سنة كثيرون خربوا المذهب السني بجبال من التلفيق!
ثم اصبحت شيعية بالسيف والنطع في عهد الصفويين! فانتج ذلك جبال من الخرط والخريط والخرافات السامة!
قتل عثمان بعد ثورة في عام 35 هجري, وبقي ثلاثة أيام لم يدفن، لم يكن عليٌّ في البداية راغبًا في تولِّي الخلافة، وخاطب الذين رشَّحوه قائلًا: "لا تفعلوا، فإنِّي أكون وزيرًا خيرٌ من أن أكون أميرًا" وهذا يثبت ان علي لاعلم له بتصورات العلويين والشيعة ممن جاء بعده! وصنعوا مذهب لاعلم لعلي به, وهو نتاج لصراعات سياسية وسلطوية وتاريخية!
واُغتيل علي بن أبي طالب على يد أحد الخوارج يُدعى عبد الرحمن بن ملجم في 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م.
وبويع بعده ابنه الحسن وقال علي لما طلبوا رايه (لاامركم ولاانهاكم!)
وهذا دليل على ان الحكم هو شورى بين المسلمين وليس لطائفة او عشيرة او عائلة منهم!
فلم ينص في القران او السنة على شيء اخر وهل كان الله خائفا من احد لينص على ولاية او خلافة احد او ان يكون الامر وراثة!
وقد بويع الحسن بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب في الكوفة. واستمر بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر، ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن صالحه على عدد من الأمور:
وقال عن ذلك المنصور انه باعها بِخرَق ودراهم، ولَحِقَ بالحجاز، وأسلم شيعتَه بيد مُعاوية، ودَفع الأموالَ إلى غير أهلها، وأخذَ مالاً من غير ولائه، فإن كان لكم ( يقصد ابناء علي )فيها حقٌّ فقد بِعْتموه وأَخذتُم ثمنَه.

(2)
سيتم في الجزء الاخر من المقالة الكتابة عن النقاط المهمة في الرسالة.
انها رسالة تاريخية من المنصور باني بغداد, فيها رد لحجج النفس الزكية عن االمصدر:
روائع رسائل الخلافة العباسية| قصة الإسلام (islamstoy.com)
ويورد فيها المنصور حججا منطقية وفق اسس الدين, لحق بني العباس في الخلافة!
وتلك المتانة في اللغة والتعبير والحجج احدى اسس وركائز ومتانة دولة بني العباس التي دامت لان من صنعها حقا هم رجال دولة!
حيث عرف خلفاء بني العباس بكونهم قادة للأمة الإسلامية لمدة خمسة قرون (من 750 حتى سقوط بغداد عام 1258)!
فضلا عن دهاء وتدبير بني العباس وسيطرتهم على السلطة وسط اقسى الظروف بينما عجز ال البيت عن ذلك في احسن الظروف مقارنة بالعباسيين بغض النظر عمن هو احق بالخلافة!
وفكرة ان يكون امر العرب والمسلمين بيد عائلة واحدة تتوارث الحكم فكرة سيئة فلابد ان يصل الحكم يوما لمن ليس مؤهلا لقيادة الامة وقد عانت الامة طويلا من الخلفاء الضعفاء الذين ليست لهم داله غير دمائهم الزرقاء!
ولم ينص القران على التوريث وقال الامر شورى بينهم! وان نص النبي على احد فلايعني ان الامر بعده هو لابناءه!
وفكرة تقديس بشر وان تكون الارض لهم هي فكرة مخبولة, فيجب ان يتصدر الحكم من هو الاكثر علما وفائدة وحكمة وقدرة وليس من كان ابوه فلان!
ان كان لاحد سابقة في الاسلام فتلك محفوظة, اما ان يكون الحكم لمن جاهد ففكرة عقيمة وراينا في العراق الان دولة المجاهدين السابقين الذي انزلوا العراق للحضيض مما لم يحصل طيلة تاريخه!

(3)
رسالة أبي جعفر المنصور (عبد الله بن محمد) يَرُدُّ بها على الحجج التي أرسلها محمد بن عبد الله بن الحسن (الملقَّب بالنفس الزكيَّة):

من عبد الله أمير المُؤمنين إلى محمد بن عبد الله بن حَسن،
أمَّا بَعْدُ؛ فقد بلغني كتابُك، وفهمتُ كلامَك، فإذا جُلُّ فَخْرِكَ بقَرابة النِّساء؛ لتُضِلَّ به الغوغاء، ولم يَجعل اللهُ النساءَ كالعُمومة والآباء، ولا كالعَصَبَة الأولياء؛ لأنَّ الله جعل العمَّ أبًا، وبدأ به في القرآن على الوالد الأدنى، ولو كان اختيارُ الله لهنَّ على قدر قَرابتهن لكانت آمنة أقربَهن رَحِمًا، وأعظمَهن حقًّا، وأوَّلَ مَن يدخل الجنَّة غدًا، ولكنَّ اختيارَ الله لخَلقه على قَدْرِ عِلْمِه الماضي لهم. فأمَّا ما ذكرتَ من فاطمة جدَّة النبيِّ وولادتها لك، فإنَّ الله لم يَرزق أحدًا من وَلدها دينَ الإسلام، ولو أنَّ أحدًا من ولدها رُزق الإسلام بالقرابة لكان عبد الله بن عبد المطلب أَوْلاهم بكُلِّ خَيْر في الدُّنيا والآخرة، ولكنَّ الأمرَ لله يَختار لدِينه مَن يشاء، وقد قال جَلَّ ثناؤه: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56].
وقد بعثَ الله محمدًا وله عُمومة أربعة، فأنزل الله عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، فَدعاهم فأنذرهم، فأجابه اثنان أحدُهما أبِي، وأَبَى عليه اثنان أحدُهما أبوك، فقطع الله ولايتَهما منه، ولم يَجعل بينهما إِلاًّ ولا ذمَّة ولا مِيراثًا. وقد زعمتَ أنَّك ابنُ أخفِّ أهل النار عذابًا وابنُ خير الأشرار، وليس في الشرِّ خِيارٌ، ولا فَخْرَ في النار، وسَترد فتَعلم؛ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].
وأمَّا ما فَخرتَ به من فاطمةَ أمِّ عليٍّ، وأنَّ هاشمًا ولد عليَّا مرَّتين، وأنَّ عبد المُطَّلِب وَلَدَ الحَسَنَ مرَّتين، وأنَّ النبي وَلَدَكَ مرَّتين، فَخَيْرُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ رسولُ الله لم يَلده هاشمٌ إلاَّ مرَّة واحدة، ولا عبدُ المُطَّلِب إلاَّ مرَّة واحدة. وزعمت أنَّك أوسطُ بني هاشم نَسَبًا وأكرمُهم أبًا وأمًّا، وأنَّك لم تَلِدْك العَجم، ولمِ تُعْرِق فيك أمَّهاتُ الأولاد، فقد رأيتُك فَخرتَ على بني هاشم طُرًّا, فانظُر أين أنت -ويحك- من الله غدًا!! فإنَّكَ قد تعدَّيت طَوْرك، وفَخرت على مَن هو خيرٌ منك نفسًا وأَبًا وأوَّلاً وآخِرًا؛ فَخرتَ على إبراهيم ولد النبيِّ ، وهل خيار ولدِ أبيك خاصَّة وأهلُ الفَضل منهم إلا بنو أُمَّهَات أولاد؟!! وما وُلد منكم بعد وفاة رسول الله أفضلُ من عليِّ بن الحُسين، وهو لأمِّ ولد، وهو خَيرٌ من جَدِّك حَسن بن حسن. وما كان فيكم بعدَه مثلُ ابنه محمد بن عليٍّ، وجدَّتُه أُمُّ ولد، وهو خيرٌ من أبيك، ولا مثلُ ابنه جَعفر، وهو خيرٌ منك، وجدَّته أُمُّ ولد.
وأمَّا قولُك: إنَّا بنو رسول الله فإن الله يقول: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، ولكنكم بنو ابنتِه، وهي امرأة لا تُحرز ميراثًا، ولا تَرث الوَلاء، ولا يَحلُّ لها أن تَؤُمَّ، فكيف تُوَرَّث بها إمامة، ولقد ظَلمها أبوك بكُلِّ وجه، فأَخرجها نهارًا ومرَّضها سِرًّا، ودَفنها ليلاً، فأبى الناس إلاَّ تقديم الشيخين وتفضيلَهما.
ولقد كانت السُّنَّة التي لا اختلاف فيها أنَّ الجدَّ أَبَا الأُمِّ والخال والخالةَ لا يرثون، وأمَّا ما فَخَرْتَ به من عليٍّ وسابقته، فقد حضرتِ النبيَّ الوفاةُ، فأمر غيرَه بالصلاة، ثم أخذ الناسُ رجلاً بعد رجل فما أخذه، وكان في الستَّة من أصحاب الشُّورى، فتركوه كُلُّهم: رفضه عبدُ الرحمن بن عوف، وقاتله طَلحة والزبير، وأَبَى سعدٌ بيعتَه وأغلق بابَه دونه، وبايع معاويةَ بعده. ثم طلبها بكلِّ وجهٍ فقاتل عليها، ثم حَكَّم الحَكَمَيْنِ ورَضِيَ بهما وأعطاهما عهدَ الله وميثاقَه، فاجْتمعا على خَلْعه واخْتلفا في مُعاوية. ثم قال جدُّكَ الحسن فباعها بِخرَق ودراهم، ولَحِقَ بالحجاز، وأسلم شيعتَه بيد مُعاوية، ودَفع الأموالَ إلى غير أهلها، وأخذَ مالاً من غير ولائه، فإن كان لكم فيها حقٌّ فقد بِعْتموه وأَخذتُم ثمنَه.
ثم خرج عمُّك الحُسيَن على ابن مَرْجانة، فكان الناس معه عليه حتى قَتلوه وأَتَوْا برأْسِه إليه، ثم خرجتُم على بني أُميَّة فقتَّلوكم وصَلَّبوكم على جُذوع النخل، وأحرقوكم بالنِّيرانِ، ونَفَوْكم من البُلدان، حتى قُتل يحيى بن زيد بأرض خُراسان، وقَتلوا رجالَكم، وأسروا الصِّبية والنِّساء، وحَملوهم كالسَّبي المجلوب إلى الشام، حتى خرجنا عليهم، فَطلبنا بثأرِكم، وأدْركنا بدمائكم، وأورثناكم أرضَهم وديارَهم وأَموالَهم، وأردنا إشراككم في مُلكنا، فأبيتم إلاَّ الخروجَ علينا، وظننتَ ما رأيتَ من ذكرنا أباكَ وتَفضيلنا إيَّاه أنَّا نُقَدِّمه على العبَّاس وحمزةَ وجَعْفَرٍ، وليس كما ظننْتَ ولكنَّ هؤلاء سالمون مُسَلَّم منهم، مُجتمع بالفضل عليهم.
وابتُلى بالحرب أبوكَ، فكانت بنو أمية تَلعنه على المنابر كما تَلعن أهلَ الكفر في الصلاة المكتوبة، فاحتججنا له، وذكرنا فَضله، وعنَّفناهم، وظَلَّمناهم فيما نالوا منه.
وقد علمت أنَّ المكْرمة في الجاهلية سِقَايَةُ الحاجِّ الأعظم وولاية بئر زمزم، وكانت للعبَّاس من بين إخوته، وقد نازعَنا فيها أبوك، فقضى لنا بها رسولُ الله ، فلم نَزل نَليها في الجاهليَّة والإسلام. فقد علمتَ أنه لم يَبْق أحدٌ مِن بعد النبيِّ من بني عبد المطلب غير العبَّاس وحدَه، فكان وارثَه من بين إخوته، ثم طَلَبَ هذا الأمرَ غيرُ واحد من بني هاشم، فلم يَنله إلاَّ ولدُه، فالسقاية سقايتُنا، وميراث النبيِّ ميراثُنا، والخلافة بأيدينا، فلم يبقَ فَضل ولا شَرف في الجاهليَّة والإسلام إلاَّ والعبَّاس وارثه ومُورِّثه، والسلام".

(4)
خطبة الشقشقية وردت في كتاب نهج البلاغة، وهُوَ مَجْمُوعَةٌ شَهِيْرَةٌ مِنْ خُطَبٍ، رَسَائِلٍ، تَفَاسِيْرٍ، ورواياتٍ منسوبةٍ إلى الإمامِ عَليٍّ بنُ أبي طالِب، جمعها الشريف الرضي أحد علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري -العاشر الميلادي.
وفيها دليل واضح على رغبته بتولي امر المسلمين ولكنه لم يشر الى اسباب من جوهر القران او السنة كما فعل بعد ذلك المنصور في رسالته لمحمد النفس الزكية ولا الى يوم الغدير كاساس لحقه! وتلك مسالة شائكة: هل ان تكون مجاهدا , يعني ان تكون حاكما!!!
سيتم في الجزء الاخر من المقالة الكتابة عن النقاط المهمة في تلك الخطبة.

قال علي في تلك الخطبة:
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا اِبْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْبًا وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحًا وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ.
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى وَفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْبًا حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ - ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَبًا بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَالِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجًا حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ.
فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَأيَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسادًا وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عفطة عنزٍ.
قَالُوا وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَأوَلَهُ كِتَابًا قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْاِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ [فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ] قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ.
فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ اَرَادَ.



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان لله جنودا من طائرات!!...معجزة الله الرملية في طبس ومعجزته ...
- التصنيف السياسي لمجموعات التعازي بمصرع اية الله رئيسي ولهيان ...
- المهازل السبعة لايران, خلال الفطسة الكبرى للمرحوم رئيسي ورفا ...
- بعد اختفاء السفاح رئيسي والمتعجرف عبد اللهيان, فان قتل الخام ...
- حسب موشرات مدركات الفساد العالمي, فان العراق مازال في قعر ال ...
- سودانيات هادفة-8/ غارة مطيبيجة, اعلان للفشل السياسي والعسكري ...
- سودانيات هادفة-7/ غارة مطيبيجة, اعلان للفشل السياسي والعسكري ...
- سودانيات هادفة-6/ خراب الخطوط والمطارات
- ام فدك (بلاسخارت) وتلميع صورة نظام الفساد والارهاب الايراني ...
- سودانيات هادفة-5
- ترجمة وتعليق/ لمقال في الكارديان البريطانية/ حول تحقيق الامم ...
- سودانيات هادفة-4
- ترجمة وتعليق لمقال ديرشبيكل الالمانية (الموقع العالمي) عن مق ...
- ترجمة وتعليق لمقال في المونيتور / في إيران، استقبل خامنئي وا ...
- سودانيات هادفة -3
- نظام الذيول على طريق اقامة الجمهورية الدينية الفاشية الفارسي ...
- سودانيات هادفة-2
- نظام الذيول (العراقي) على طريق اقامة دولة قندهار الفارسية ال ...
- سودانيات هادفة-1/ يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب بين المذ ...
- نظام الذيول (العراقي) على طريق اقامة دولة قندهار الفارسية ال ...


المزيد.....




- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- تقرير عبري: كارثة المدرعات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في غز ...
- نقطة حوار - عيد الأضحى: كيف يستقبل أهل غزة والسودان العيد هذ ...
- وفاة 19 شخصا من الأردن وإيران خلال أداء مناسك الحج
- -كوميميوت- تعود إلى إسرائيل (صورة)
- وثائق تأسيس الولايات المتحدة تعرض للبيع في مزاد بـ 8 ملايين ...
- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين آخرين لترتفع حصيلة قتلاه إ ...
- برلماني ألماني يقترح طريقة غريبة لدعم نظام كييف في التعبئة! ...
- مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكسيم العراقي - هل كان علي بن ابي طالب واولاده, شيعة او اطاريون او صدريون او رهبريون او غديريون!؟-1