أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - موجز حكاية عيد الغدير في المريخ!














المزيد.....

موجز حكاية عيد الغدير في المريخ!


علي مارد الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعوني أعود بكم في الزمن للوراء، قبل قرن من الآن، حين أندلعت الاضطرابات القبلية والاقطاعية في جنوب و وسط العراق، والتي صارت تعرف اليوم في القاموس السياسي "المريخي" بثورة العشرين، وهي اضطرابات أشعلها بعض من المعممين والاقطاعيين لاغراض شتى، وانساق لها اتباعهم ضد البريطانيين الذين كانوا للتو قد حرروهم من الاستعباد والتمييز الطائفي..!

في ذلك الوقت لم يهتم زعماء الشيعة، أصحاب الجاه والوجاهة والحشم والخدم والامتيازات، أن يكون منصب الملك من حصة الاغلبية الشيعية إذا كان النظام ملكيًا، أو تكون حصتهم رئيس الجمهورية أو الحكومة إن كان جمهوريًا أو برلمانيًا.

كانت فكرة مشاركتهم في الحكم بثقلهم الحقيقي بعد قرون من الاقصاء والتهميش أكبر بكثير من إستيعابهم، بل تطور الأمر بعد أخذ و رد بينهم إلى رفض المشاركة في الحكومة وجميع وظائف الدولة من الأساس بحجج وذرائع مختلفة، قبل أن يتحول أقصى حلمهم إستيراد حاكم بدوي سني من صحراء الحجاز لينصب ملكًا عليهم، وما كان للانكليز بعد مناوشات ومفاوضات شاقة معهم الا الانصياع لهذا المطلب السفيه، تحت ضغط شارع شيعي غاضب يتغنى بهتاف: الطوب أحسن لو مكواري!!

وقد حاول زعماء ووجهاء الشيعة آنذاك، من رجال دين وشيوخ عشائر، أن يكون مقابل هذا "الإيثار" الكبير والتضحية الجسيمة بحقوق الاغلبية في الحكم، الفوز بمكافأة رمزية تتمثل بإقرار يوم الغدير الأغر عيداً رسميًا وعطلة وطنية يحتفل بها في العراق، على إعتبار أن الشيعة هم أغلبية الشعب العراقي. لكنهم لم يمتلكوا الشجاعة لطرح الأمر بشكل مباشر، فضلا عن فرضه على الانكليز أو الملك فيصل. فتفتقت عبقريتهم عن خطة أتفقوا وتوافقوا عليها، ظنًا منهم إنها من الذكاء لدرجة لا يمكن أن تخطر حتى على عقل انشتاين، وتقتضي الخطة أن يكون تنصيب الملك المستورد خصيصًا لهم في نفس يوم الذكرى السنوية لعيد الغدير، ليكون هذا اليوم عطلة وطنية شاملة لكل العراقيين، وبالتالي سيكونون قد ضربوا أكثر من عصفور بحجارة واحدة.

بالطبع لم يمانع ضيفهم الصحراوي الذي أصبح بين ليلة وضحاها ملكًا على العراقيين، أن يكون تنصيبه في أي موعد تختاره الاغلبية الجاهلة بحقوقها، وهو لا يكاد يصدق سذاجة هؤلاء القوم الذين سلموه رقابهم معتقدين إن خطتهم قد أنطلت عليه وعلى الاقلية الطائفية المتوثبة تحت جناحه، لكن المثير للسخرية المريرة، وما غفل عنه هؤلاء القوم، هو انهم اختاروا يوم تنصيب فيصل ملكاً على عرش العراق حسب التقويم الهجري المربك والمتغير، الذي لا يصلح لمتطلبات العصر الحديث. وهذا ما تنبه له الملك فيصل الذي وافقهم بدهاء أول الأمر، بعد أن تشاور مع شيوخ ووجهاء السنة الذين التفوا حوله، فقرر بمجرد أن تم تتويجه رسميًا ملكًا على العراق، ان يُحتفل بالعيد الوطني، وهو يوم جلوسه على العرش، وفقًا للتقويم الميلادي من كل عام..!!

فكانت ضربة "بوري معدل" على رؤوس أولئك الذين ضيعوا المشيتين: إذ خسروا حقوقهم الأساسية في وطنهم، ولم يحافظوا حتى على عقيدتهم!!



#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجيات سايكولوجية مخادعة
- ظلم واستغلال يمارس بأدوات القانون!
- الدروس المستفادة من خسارتنا بكرة القدم
- هل تبدأ الأحلام التنبؤية في تفاصيل اليقظة قبل أن ننام؟!
- توقفت ساعتي اليدوية ذات مساء
- وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا !
- آن الاوان لتقليل وضبط أعداد حمايات أعضاء مجلس النواب
- حكاية واقعية لكل أم وأب
- أخلاقيات التصوير والنشر في الأنترنت
- عن حدود الوعي البشري مرة أخرى
- اقتلوني ومالكًا.. في الرياضة هذه المرة!
- عندما يُعالج الخطأ بالخطيئة!
- يوم اكتشفنا أن الإسلام دين الدولة!
- قرض بشرط عدم الإلتزام!
- موت بالمجان في شوارع العراق
- من أجل بيئة مجتمعية نظيفة
- هل أصبحت أسماء النساء عورة في العراق؟!
- دعوة للمراجعة
- من قاموس المجاملات العراقية التي يجب ألا تصدقها
- لماذا يتذيل الجواز العراقي ترتيب جوازات العالم؟


المزيد.....




- -الصورة العائلية- المحرجة لقادة العالم
- باحثون يكشفون عن -لص معرفي- في أدمغتنا
- -روستيخ- تطور حواسب صغيرة بمواصفات خاصة
- الجراح غوتيه: روسيا رائدة في مجال زراعة الأعضاء
- أين ستعثر الولايات المتحدة على جنود جدد لقتال روسيا؟
- ترمب يعمل على سحب ورقة الناخبين السود من يد بايدن
- أبعد مسبار فضائي عن الأرض.. -فوياجر -1 التابع لناسا يعود للح ...
- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - موجز حكاية عيد الغدير في المريخ!