أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية














المزيد.....

معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7984 - 2024 / 5 / 21 - 20:13
المحور: الصناعة والزراعة
    


5007 مولدة كهربائية أهلية , حسب اخر إحصائية لها, تتوزع على شوارع بغداد . الرقم يتناقص ولكن التلوث الذي ينطلق الى الهواء من استخدامها مازال يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة . انها تسبب الضوضاء وتلوث الهواء الذي يستنشقه البغداديون . الوكيل الفني لوزارة البيئة والصحة السيد جاسم عبد العزيز حمادي وصف تلوث الهواء كواحدة من اكبر الازمات التي يواجهها العراق , حيث كشف عن دراسة مفادها , ان " عدد الأشخاص الذين لقو حتفهم بسبب تلوث الهواء يفوق عدد الوفيات المسجلة منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
الادخنة الداكنة تحتوي على أنواع من السموم كلها تأثر على الجهاز التنفسي , المثانة , و الانف والاذن والحنجرة . معاون مدير مركز الامراض السرطانية وشعبة السيطرة على امراض السرطان في ذي قار الدكتور باسم عبد الرزاق ذكر , ان سرطان الرئة يأتي في المرتبة الأولى يليه سرطان الثدي في العراق . وفي اخر إحصائية لوكالة الصحة العالمية , فان عدد حالات الامراض السرطانية في العراق قد بلغت اكثر من 35 الف إصابة , حصة النساء منها 57%.
وحسب دراسة جديدة أعدها باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت , فان الامراض السرطانية ارتفعت بنسبة تصل الى 30% في منطقة بيروت بعد ان زاد من استخدام المولدات ساعات اطول. الدراسة ركزت على جانبين , وهي الجزيئيات التي تترسب في الرئة , وتسبب امراض التنفس , والجانب الاخر هي المواد المسرطنة الموجودة في هذه الجزئيات .وبذلك فان الدراسة قد اثبتت للمرة المليون من ان هناك علاقة طردية بين الصحة العامة وزيادة الابخرة السامة في الجو , وان هذه زيادة مرتبطة بزيادة اعداد المحولات الكهربائية .
الدراسة اكدت على الحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذا التلوث وحماية صحة المواطنين , وطلبت تعميما يفرض على أصحاب المولدات ذات السعة الكبيرة استعمال فلاتر لتصفية الجزيئات الصغيرة التي يتنفسها السكان , في الوقت الذي لم اجد مثل هذا الطلب من قبل الحكومة العراقية لأصحاب المولدات .
كما ذكرنا , ففي الوقت الذي زاد من استخدام المحولات الكهربائية في بيروت , فان عددها في بغداد قد تقلص وهي اخبار طيبة . ولكن هذا لا يكفي . بغداد خسرت بسببها , رائحة قداح اشجار النارنج والبرتقال والتي كانت تغطي المدينة عشرة أيام في كل ربيع و حلت محلها ضوضاء المحولات ودخانها المتصاعد الذي يؤذي الصدور.
بغداد لا تحتاج اكثر من مليار دولار لبناء محطة كهربائية ثانية والتخلص من شر المحولات. المبلغ ليس كبيرا على ميزانية دولة تقدر 153 مليار دولار. واكثر من ذلك ان المليار دولار سوف يصرف ليس بدفعة واحدة وانما بدفعات قد تطول أربعة سنوات , وبالنتيجة ستصبح بغداد افضل واجمل , وبدون انقطاعات في الطاقة الكهربائية , وبدون ازعاج المواطن البغدادي.
بالحقيقة , ان القضاء على ازمة الطاقة الكهربائية في بغداد قد تقلل من تكاليف المعيشة فيها , خاصة اذا علمنا ان معدل أجور فاتورة الكهرباء العائدة للمحولات الاهلية هي 100 دولار شهريا, وهو مبلغ باهض على أصحاب الدخول المحدود . يضاف الى ذلك انخفاض كلفة إدارة الاعمال في بغداد , حيث هناك محولة كهربائية في كل عمارة , في العادة ان كلفة تشغيل الماكنة تضاف على كلفة الايجار.
ولكن يبدوا , ان قضية التخلص من المحولات الكهربائية الاهلية في العراق عموما وفي بغداد خاصة , موضوع معقد قد تدخل فيه السياسة , حيث ليس من المعقول ان تبقى انقطاعات الطاقة الكهربائية قائمة بعد القضاء على تنظيم داعش عسكريا , السبب الذي كان يتعكز به السياسيون هو الكلفة العالية التي تحتاجها القوات المسلحة من اجل القضاء على التنظيم وان هذه الكلفة تمنع من الالتفات الى قطاع الطاقة الكهربائية .
اما محبو المولدات الكهربائية ووفرتها على كل مداخل الشوارع و الازقة فيبررون وجودها بانها توفر عمل لأكثر من عشرة الاف مواطن , وان الغائها سوف يؤدي الى فقر عوائلهم . الدعوة فيها شيء من الحقيقة , ولكن دولة بحجم العراق سيكون حلها سهلا جدا , شراء المحولات بأسعار مجزية ,وتوفير العمل لأصحاب المحولات , لمن يريد , في دوائر وزارة الطاقة الكهربائية حيث ان خبرتهم أصبحت لا ينافسها احد. وسيكون اجمل ان تضع على المحولات التي ما زالت على قيد الحياة لافتات تقول هدية من الشعب العراقي الى الشعب السوري . فهم إخواننا وجيراننا , كما يقول المثل العراقي " حق الجار على الجار".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيون يختارون العشيرة على القانون
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك
- لا مكان للفقراء العيش في العراق
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
- الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟
- كم كلفة العطل الرسمية و غير الرسمية في العراق لعام 2024؟
- ماذا قالوا حول معركة غزة ؟
- رجوع الشيخ السليمان الى بغداد
- حلبجة .. حكاية واحدة من ذكريات - الزمن الجميل-
- أوكرانيا : الحرب العالمية ام الهدنة ؟
- رسالة وقحة من زوجة رئيس وزراء وقح
- سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق
- كيف قضت حرب غزة على السلم العالمي ؟
- كيف تقلل من ازعاجات الالتهابات الجسدية ؟ معلومات قد تنفعك
- العراق ليس اذربيجان يا اسلاميين


المزيد.....




- -لا توجد طريقة لعدم موت أحد-.. سائقة تدهس موكبًا من الأشخاص ...
- متحف أمريكي يخطط لإعادة تمثال يتجاوز عمره ألفي عام إلى ليبيا ...
- هل هي ثورة صناعية جديدة؟...شركة -إنفيديا- تعلن عن مشاريع ومن ...
- السعودية.. وزارة التجارة تشهر بمواطن ومقيم من ميانمار وتكشف ...
- استطلاع: 21% من الألمان يفضلون المزيد من اللاعبين البيض في ا ...
- شاهد: الزوار يتدفقون على حديقة حيوان ناشفيل لمشاهدة نبتة است ...
- نجوم من المنتخب الألماني يتنقدون بشدة استطلاعا للرأي حول اله ...
- -أنا ابن صحفي-.. جورج كلوني ينفي -ملاحقة الصحفيين الروس-
- ترامب يشكر جونسون على دعمه
- السيسي يصدر بيانا بعد استقالة الحكومة


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية