أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمد رضا عباس - عراقيون يختارون العشيرة على القانون














المزيد.....

عراقيون يختارون العشيرة على القانون


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7981 - 2024 / 5 / 18 - 19:29
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


أتذكر ان وزير الدفاع العراقي بعد التغيير السيد حازم الشعلان اختلف مع الدكتور الراحل احمد عبد الحسين الجلبي فهدده بعشيرته , وعندما اختلفت السيدة عالية نصيف مع رئيس مجلس النواب العراقي السيد أسامة النجيفي هي الأخرى هددته بعشيرتها .
في حينها غضب الشارع العراقي واندهش بان يرجع كبار المسؤولين الى عشيرتهم وهم يحكمون البلد. الا ان بمرور الأيام وبعد ان زاد الإرهاب في البلاد وخرجت المدن من سيطرة الدولة اصبح لا خيار للمواطن الا اللجوء الى عشيرته لحماية نفسه وماله واهلة وعملة .
لم يقتصر لجوء العراقيون الى عشيرتهم على أبناء الريف او أبناء العشيرة في المدن , وانما شمل حتى المثقفين ومن ليس له عشيرة او من لا يستسيغ ان تحل العشيرة محل القانون . ولهذا السبب خرجت العشرات من المقالات والتحليلات ترفض تسييد العشيرة على شؤون المدن , خاصة بعد ان تبنى بعض افرادها تجاوزات خطيرة بحق الأطباء والمعلمين و زادت النزاعات العشائرية الى درجة بدء استخدام السلاح الخفيف والمتوسط في معاركهم.
لا اعتقد ان الدولة وحدها تستطع القضاء على العشائرية او تقليص نفوذها , لان العمل يجب ان يكون شعبي وحكومي , وهذا ما تم فعلا في زمن حكم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم . الزعيم الراحل استطاع القضاء على هيمنة العشيرة لان الشعب العراقي جميعه كان معه , يضاف الى ذلك وجود نظام قضائي محكم السيطرة عليه . فخلال حكم الزعيم والاخوين عارف وفي العشرة سنوات الأولى من حكم حزب البعث في العراق انتهت الى حدا بعيد مسالة العشائرية واصبح القانون هو السائد في البلاد.
كما ذكرنا أعلاه , انتعشت العشائرية مرة أخرى بعد التغيير , وشارك في عودة الحياة الى العشائرية هو غياب القانون وتسيد الإرهاب في المدن الرئيسية من العراق ولم يبقى على المواطن العراقي الا اللجوء الى اعمامه .
الحالة مستمرة حتى كتابة هذه السطور , وربما ارتفعت من وتيرتها , والسبب الفساد المالي والإداري الذي أصاب مؤسسات وزارة الداخلية و وزارة العدل . اقولها وانا متأكد من ذلك , ولا اعتقد ان سيادة وزير العدل او الداخلية لا يعرفون ذلك . العراق في خطر , التجربة السياسية العراقية الجديدة في خطر , وان النظام الديمقراطي الذي انتظره العراق في خطر. لان جميع الدول العظمى سقطت بسبب الفساد الداخلي , وخير مثال على ذلك الاتحاد السوفيتي والذي ارعب العالم بقدرته العسكرية ولكنه لم يستطع ضبط الداخل , فوقع الانهيار في المنظومة الشيوعية والاشتراكية .
الموطن العراقي , المذنب والبريء, يدخل مركز شرطة ولا يخرج منه الا بعد ان ينزعوا منه كل ما يملك , ولهذا السبب اصبح حل مشاكل الناس في مجلس الشيخ اقل كلفة واكثر احتراما من الذهاب الى مركز الشرطة.
عندما تلقي الشرطة , الله يوفقهم , على متهم بأعمال تخالف القانون , في اغلب الأحيان ليس من اجل انصاف المتضرر , وانما من اجل ابتزاز المخالف , خاصة اذا كان هذه المخالف من العوائل المتمكنة . هذا المكرود اذا طلب بوجبة عشاء من المطعم القريب يجب عليه مشاركة جميع شرطة المركز. انها قضية تذكرني كيف ان شركات الإطفاء في أمريكا سابقا كانت تتنافس للوصول الى مكان الحريق ليس من اجل اخماد ناره وانما من اجل نهب اكبر كمية من ممتلكاته.
وحتى اثبت ذلك , فان بعض كبار رجال الامن والشرطة مشتركون في جرائم سرقة المال العام الكبيرة , واخرها اللواء سعد معن الذي كان يشغل وظيفة المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية لأكثر من عشرة سنوات .
بعض رجال القانون , واعني الحكام , اصبحوا من طبقة الأغنياء , واغنياء جدا لانهم لا يحاكمون بقضية قانونية الا بعد رشوة كبيرة . اعتقد كل عراقي يعرف قصة من هذا النوع. وعجبي على الدولة كيف ان تتغافل عن ثراء هذه الطبقة وهي تعلم ان راتب القاضي لا يسمح له ان يرسل أولاده للدراسة خارج العراق او شراء سيارات حديثة او السكن في بيت فاخر. انها الرشوة.
اعرف احد العوائل الغنية في بغداد . الرجل كان له خلافات مع زوجته منذ السنوات الأولى من زواجه . لم يطلق الزوجة لأنها انجبت له الأولاد وخاف عليهم من الضياع . ولكن بمرور الزمن ازدادت الخلافات وتمرض الزوج , مرض بدني غير عقلي , وفي الأخير طلقها وهو في قمة صحته العقلية . لم يبقى بعد الطلاق الا أسابيع قليلة , حيث توفى الزوج , وقام اخوانه بتحويل جميع املاكه الى مديرية أموال القاصرين . وهنا وقعت الواقعة . الزوجة المطلقة تريد الاستحواذ على املاكه , وبالفعل قامت بإرهاب اخوة المتوفي بطرق عدة , مدعية بان زوجها كان يحبها وان طلاقها كان باطلا .
ولان عائلة الزوجة لها علاقات مع المؤسسة القضائية , فقد طالب الحاكم من ذو المتوفي القدوم الى المحكمة والاثبات بان المتوفي كان كامل الاهلية . هذا مع العلم ان الطلاق كان رسميا , وان المتوفي كان يدير شركة حتى يوم وفاته يعمل فيها اكثر من 30 عاملا.
الدولة لم تستطع حل مشكلة ذوي المتوفي , وانما شيخ عشيرة المتوفي . هذا الرجل اجتمع مع ذوي زوجة المتوفي واخبرهم بان هذه العائلة ليست وحيده وانما وراءها جيش من الرجال , ويجب ان يكون القانون هو الحكم . لم تنتهي المشكلة لحد الان , ولكن على الأقل استطاع اهل المتوفي كف شر الزوجة من المطالبات الكثيرة .
اني اكتب هذه الكلمات ليس من اجل تسقيط مؤسسة حكومية معينة , ولكن من اجل كشف بعض مشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي , والتفات الدولة لها . كما واني لست من انصار العشائرية ولن ادعمها , لان استفحالها سيقسم العراق الى دويلات ومقاطعات وسيكون من الصعب جمع شتاته مرة ثانية . العراق عظيم بارضه وشعبه ويجب ان يبقى عظيم , وان عظمته تتجلى عندما يشعر كل مواطن يسير في شوارعه مضمون الحقوق .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك
- لا مكان للفقراء العيش في العراق
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
- الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟
- كم كلفة العطل الرسمية و غير الرسمية في العراق لعام 2024؟
- ماذا قالوا حول معركة غزة ؟
- رجوع الشيخ السليمان الى بغداد
- حلبجة .. حكاية واحدة من ذكريات - الزمن الجميل-
- أوكرانيا : الحرب العالمية ام الهدنة ؟
- رسالة وقحة من زوجة رئيس وزراء وقح
- سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق
- كيف قضت حرب غزة على السلم العالمي ؟
- كيف تقلل من ازعاجات الالتهابات الجسدية ؟ معلومات قد تنفعك
- العراق ليس اذربيجان يا اسلاميين
- تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران


المزيد.....




- -المعجب غلطان شده من هدومه-.. نجيب ساويرس يعلق على -صفعة- عم ...
- شاهد: مظاهرة حاشدة لأمريكيين يدعمون فلسطين أمام البيت الأبيض ...
- السفر في إجازة برفقة روبوت الدردشة!
- بدء التصويت في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي
- افتتاح مراكز الاقتراع في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان ا ...
- مصر.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين جراء انقلاب سيارة محملة بع ...
- إيران تتوعد باستخدام كل قوتها لإلحاق هزيمة ثقيلة بإسرائيل وإ ...
- تذكّر بتدمير الأمريكيين لمدينة دريسدن الألمانية.. مشاهد صادم ...
- شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة
- فيديو يظهر لحظة هجوم قرش على فتيات يسبحن قرب شاطىء في فلوريد ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمد رضا عباس - عراقيون يختارون العشيرة على القانون