أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية














المزيد.....

أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 20:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الضغوطات الامريكية على محكمة الجنايات الدولية المتكررة وهي تؤدي واجبها الذي تأسست من اجله يشكل خطرا على السلام العالمي و خطورة جديه على الدول الضعيفة . الضغوطات الامريكية بكل صراحة تقول للعالم نحن لا نكترث باي قرار دولي لا يتماشى مع المصلحة الامريكية , مصلحة أمريكا فوق القانون الدولي , ولا قوة قانونية تسطيع الوقوف بوجه الهيمنة الامريكية . المسؤولون الامريكيون الكبار قالوها بصراحة عندما ارادت المحكمة مقاضاة عدد من عناصر الجيش الأمريكي بسبب اتهامات بانتهاكات لحقوق معتقلين في أفغانستان . ففي وقتها وقف مستشار الامن القومي الأمريكي جون بولتون قائلا " سنقوم بفعل كل شيء لحماية مواطنينا". وأضاف " اننا لن نقف مكتوفي الايدي اذا أصرت المحكمة الدولية على قرارها".
بولتون هدد القضاة بمنعهم دخول الولايات المتحدة , تجميد ارصدتهم البنكية في الولايات المتحدة , و محاكمة القضاة و أي دولة او هيئة او مؤسسة " تعاون المحكمة في محاكمة مواطنين أمريكيين".
تكررت التهديدات الامريكية مرة ثانية , ولكن هذه المرة في قضية مجازر غزة . التهديدات هذه خرجت من اعلى سلطة تشريعية في الولايات المتحدة الامريكية , أعضاء من مجلس الشيوخ. المجلس كتب رسالة تهديد ووعيد الى رئيس المحكمة يقول فيها " نكتب بخصوص التقارير التي تفيد بان المحكمة الجنائية الدولية قد تفكر في اصدار أوامر اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و مسؤولين إسرائيليين تعتبر مثل هذه الإجراءات غير شرعية و تفتقر الى أساس قانوني , واذا تم تنفيذها فسوف تؤدي الى فرض عقوبات شديدة عليك وعلى مؤسستك". وانهى الأعضاء رسالتهم بالقول " لن تتسامح الولايات المتحدة مع الهجمات المسيسة التي تشنها المحكمة الجنائية الدولية على حلفائنا . استهدفوا إسرائيل و سنستهدفكم " .
التهديدات الامريكية تضمنت انهاء كل الدعم الأمريكي للمحكمة و معاقبة موظفي المحكمة وعوائلهم .
التهديدات الامريكية لمحكمة الجنايات الدولية تذكرني بتهديدات داعش للحكام في العراق الامر الذي أدى بالحكومة العراقية جمع الحكام وعوائلهم في أماكن معينة ومراقبتها من قبل القوى الأمنية لحمايتهم من القتل , ولكن في قضية الجنائية فان لا قوة تسطيع حماية الحكام من القبضة الامريكية , الامر الذي يسمح للمجرمين الدوليين انجاز كل ما يريدونه .
طبعا , الإدارة الامريكية لا تنظر الى الاعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد أبناء غزة بانها اعمال إجرامية وانما هي اعمال مبررة وانها عمليات ردع عدوان !
الإدارة الامريكية تنظر بان الإجراءات الإسرائيلية مشروعة هدفها الدفاع عن النفس , عدم وجود تكافؤ أخلاقي بين إرهاب حماس والرد المبرر من جانب إسرائيل , إسرائيل والولايات المتحدة ليسوا أعضاء في المحكمة الجنائية , وكان الأحرى اصدار أوامر اعتقال بحق المرشد الإيراني علي خامنئي و الرئيس السوري بشار الأسد و وزعيم حماس و الرئيس الصيني . هؤلاء عند الولايات المتحدة من يخرق القانون الدولي ويجب معاقبتهم .
بالحقيقة , الإدارة الامريكية تعتبر نفسها هي المتفضلة على الفلسطينيين بتهديد المحكمة الدولية , لان السكوت على إجراءات المحكمة الدولية يعد حجر عثرة امام الجهود الدبلوماسية الجارية لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة , و منع إسرائيل الانتقام من السلطة الفلسطينية باعتبارها صاحبة الدعوى.
ولكن كل من واكب حرب غزه سوف يكتشف وبدون معاناة ان الكلام الأمريكي لا يطابق الواقع . أمريكا وقفت مع الكيان الصهيوني منذ البداية ومازالت تدعمه بالمال والسلاح والاعلام . حتى البارحة ( 11 أيار) أمريكا تقول ان إسرائيل لم تخرق القانون الدولي ولا القانون الأمريكي في غزة. 35 الف شهيد اغلبهم من الأطفال والنساء ضربتهم السماء وليس إسرائيل !
الولايات المتحدة تعرف جيدا ان المحكمة الجنائية لها الولاية القانونية للنظر في أي جريمة ترتكب على الأراضي الفلسطينية المحتلة أيا كانت جنسية مرتكبها . وان الولايات المتحدة الامريكية تعرف ان حجم القتل والدمار في قطاع غزة لا يناسب فرضية الدفاع عن النفس , وان الشعب الفلسطيني قد انتفض لان ارضه قد سلبت واصبحوا سجناء في بلدهم . أمريكا تقاتل الروس في أوكرانيا دفاعا عن امنها القومي وهم على بعد الاف الاميال , ولا تسمح للفلسطينيين الدفاع عن انفسهم وعلى ارضهم .
لا يمكن خط القوانين الدولية بمواصفات أمريكية . هذه الطريقة تنتج عنها علاقات تجارية متوترة , حرمان المرضى من الرعاية الصحية التي توفرها المؤسسات الدولية للدول الفقيرة , تدمير البيئة , ودخول في حروب غير مبررة . جميع الحروب التي شاهدتها منطقة الشرق الأوسط كان من الممكن تجنبها لو استخدمت الولايات المتحدة الامريكية الحكمة والعدالة .
محكمة الجنايات الدولية اخر ملجئ يلتجئ اليه الضعفاء , وعندما تغلق الأبواب بوجوههم حسب الإرادة الامريكية , فان هؤلاء الضعفاء سوف يضطرون الى التجمع حول المتحدي الأكبر لأمريكا , وبذلك سوف يرجع العالم مرة ثانية الى شرق وغرب . يضاف الى ذلك فان عدم احترام المحكمة وقراراتها من قبل القوى العظمى سوف لن يبقى للدول الا تحويل ثرواتهم والتي من المفروض صرفها على شعوبهم الى شراء السلاح , وهنا سيكون التفاهم ليس في قاعات المؤتمرات وانما على سواتر القتال.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك
- لا مكان للفقراء العيش في العراق
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
- الوعد الصادق : مسرحية هزيلة ام جبن عربي ؟
- كم كلفة العطل الرسمية و غير الرسمية في العراق لعام 2024؟
- ماذا قالوا حول معركة غزة ؟
- رجوع الشيخ السليمان الى بغداد
- حلبجة .. حكاية واحدة من ذكريات - الزمن الجميل-
- أوكرانيا : الحرب العالمية ام الهدنة ؟
- رسالة وقحة من زوجة رئيس وزراء وقح
- سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق
- كيف قضت حرب غزة على السلم العالمي ؟
- كيف تقلل من ازعاجات الالتهابات الجسدية ؟ معلومات قد تنفعك
- العراق ليس اذربيجان يا اسلاميين
- تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران
- لماذا يكرهوننا ؟
- هل يحتاج بايدن دخول حرب مباشرة على غزة؟


المزيد.....




- شاهد: مقتل 6 مدنيين في قصف روسي استهدف خاركيف بصواريخ إس-30 ...
- العدل الدولية: ماذا نعرف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ...
- علاج جديد مبتكر قد يعالج الشلل الناتج عن كسر في الرقبة
- لماذا يرغب بايرن ميونخ بالشاب كومباني مدربا؟
- في ذكرى الدستور.. شتاينماير يندد بالعنف ضد السياسيين
- أهم ما يجب أنه تعرفه عن الدستور الألماني في ذكراه الـ 75
- مصدر مصري رفيع المستوى: موقف إسرائيل غير مؤهل لصفقة وقف إطلا ...
- -حزب الله- يرد على اغتيال المقاتل فران وإصابة طلاب لبنانيين ...
- الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخا ...
- الفصائل العراقية تعلن ضرب أهداف حيوية في ميناء حيفا بصواريخ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية