أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - اعذروا لكنتي الفرنسية














المزيد.....

اعذروا لكنتي الفرنسية


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


اعذروا لكنتي الفرنسية..
وأنت تقرأ الرواية، ستقابلك داخل القطعة الحوارية لأحد الفصول، تعبيرة ربما لن تتوقف عندها باهتمام لو كان الأمر لا يثير استغرابك: «اعذري لكنتي الفرنسية.. ربما قد ذكرت تلك المرأة شيئا عن أطلانطا». سألت هوللى وقد تحمست واشتعلت النار فى داخلها: «أية امرأة؟». «لا أستطيع تذكر اسمها تماماً، ربما ديكنز أو ديكسون، شيء ما من هذا القبيل.. ولكنها لم تبد شخصاً سيئاً». ص 229 من الترجمة العربية لرواية ستيفن كينغ بعنوان "هوللي" قام بها د. ماجد حامد.
وأنت تعيش في لندن وتتمشى في شوارعها وتتعرف على أناسها وتسمع منهم الانكليزية الصحيحة، وليس انكليزية الوافدين أو معاهد تعليم اللغات للأجانب، ستسمع من محدثيك بين فينة وأخرى عبارة "اعذرني لفرنسيتي، أو اغفر لي فرنسيتي، أو أعتذر عن لكنتي الفرنسية"*.
كذلك، وأنت تطالع المزيد من الروايات المكتوبة بالانكليزية أو المترجمة عنها، أو تشاهد الكثير من الأفلام السينمائية، سواء بحضورك في صالات العرض أو باستمتاعك بها عبر المنصات الرقمية أو باقات الاشتراك المنتشرة بكثافة هذه الأيام، فإنك ستلاقي هذه التعبيرة أمامك حين يكون ورودها ضروريا في السياق..
فما هو أصل هذا التعبير في اللغة الانكليزية يا ترى؟ ومتى يستعمل، وكيف؟
تُستخدم عبارة "اعذروا لكنتي الفرنسية" بشكل شائع في اللغة الإنكليزية للاعتذار عن استخدام الكلمات البذيئة أو اللغة المبتذلة الأخرى أو ما تسمى باللغة الثالثة. غالبًا ما يتم استخدامها بشكل فكاهي للاعتراف باستخدام الشخص للغة قد تعتبر غير مناسبة أو مسيئة. يُعتقد أن هذا التعبير نشأ في القرن التاسع عشر كوسيلة لإعفاء المتحدث من استخدام الكلمات الفرنسية البذيئة، والتي كان يُعتقد في العالم الإنكلوسكسوني أنها أكثر فحشا من الكلمات الإنكليزية.
وبمرور الوقت، تطورت عبارة "عفوًا عن لغتي الفرنسية" لتصبح طريقة مرحة للاعتراف وقبول استخدام اللغة القوية والكلمات النابية. يتم استخدامها عمومًا بطريقة تستنكر الذات، مما يشير إلى إدراك أن المتحدث على دراية بالإهانة المحتملة لكلماته. من خلال قول "عفوًا للغتي الفرنسية"، فإن المتحدث يطلب في الأساس العفو أو التفهم من المستمع لاختياره للغة. في حين أن العبارة نفسها قد يكون المقصود منها أن تكون طريقة مرحة أو غير رسمية لمعالجة استخدام الكلمات البذيئة، إلا أنها تحمل أيضًا معنى أعمق حول قوة الكلمات وتأثيرها على الآخرين. فمن خلال طلب الصفح عن استخدام لغة قوية، يدرك المتحدث الضرر المحتمل الذي يمكن أن تسببه الكلمات ويظهر استعدادًا لتحمل مسؤولية كلامه.
قد تكون عبارة "العفو عن لغتي الفرنسية" طريقة مرحة للاعتراف باستخدام لغة قوية، ولكنها تحمل أيضًا رسالة أعمق حول أهمية التواصل الواعي وتأثير كلماتنا على الآخرين. ومن خلال إدراك الضرر المحتمل الذي يمكن أن تسببه اللغة وإظهار الرغبة في تحمل المسؤولية عن خطابنا، يمكننا العمل على خلق حوار أكثر إيجابية واحترامًا مع من حولنا.
استخدم ستيفن كينغ عبارة "(اعذرني على فرنسيتي)" في روايته "هوللي"، كما أسلفنا القول، بطريقة فكاهية أو ساخرة، وجعل الشخصية الناطقة بها تعي أنها تستعمل لغة بذيئة أو مبتذلة وغير ملائمة في الخطاب. تتميز روايات كينغ بشكل عام بالتعبيرات العامية والحوارات الواقعية، مما يجعل شخصياته ملموسة ومحببة للقراء. يضيف هذا المصطلح اللغوي لمسة من اللغة اليومية والفكاهة إلى السرد، مما يسمح للقراء بالتواصل بشكل أعمق مع الشخصيات والأحداث المقدمة في الرواية.
أما في الأدب عموما، وفي الرواية والمسرحية خصوصا، فإن استخدام هذه العبارة ومرادفاتها، كما هو الحال في رواية ستيفن كينغ المشار اليها أعلاه، يعكس بشكل كبير الأبعاد الاجتماعية والطبقية للشخصية التي ستستعمل هذه العبارة، وهي في حالاتها الأغلب ستأتي مدرجة ضمن خطاب الشخصيات أو مونولوجاتها أو ديالوجاتها، ونادرا ما ستصادفها ضمن نسيج السرد المحال على ضمير المؤلف وراويه الضمني سواء أكان عليما أم جزئي العلم.
*Pardon my French´-or-Forgive my French



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهب ذلك -الزمن الجميل-، ومن أين أتى؟ جوليان بارنز، باريس ...
- موت مدفعي
- أغاني زرادشت
- ناقدات من تونس
- سبع قصائد من برد أبريل
- كاتدرائية رايموند كافر تحفة من الواقعية التأملية
- انفعالات
- نوال.. رواية قصيرة جدا مشتركة
- الرواية القصيرة جدا: ما الدافع وراء كتابة هذا النوع الجديد م ...
- بيان الحركة النقدية العربية الجديدة
- من قصيدة النثر إلى قصيدة الحرية
- روايات.. روايات
- هوللي.. رواية عن الشعر الكورونا والأقنعة الواقية ودونالد ترا ...
- ليالي الطاعون أم ليالي الكوفيد؟
- ستة تحديات أمام المسرحيين في عالم اليوم
- د. عبد السلام الشاذلي ونصف قرن من النقد الأدبي
- بيان الرواية القصيرة جدا
- لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر
- لا أرض للمسنين..
- ايموشنز


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - اعذروا لكنتي الفرنسية