أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر














المزيد.....

لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7924 - 2024 / 3 / 22 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة اليوم العالمي للشعر:/
لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر!

تربطنا القصائد بماضينا، حيث تتردد من خلال أبياتها الطقوس واللغات والتجارب. القصائد تربطنا بمستقبلنا، وتستكشف الآثار المترتبة على الاتجاهات الحديثة لحياتنا المعاصرة، هنا والآن.
قرأت شيئا مشجعا مثل هذا بمناسبة اليوم العالمي للشعر، من لدن شاعر بريطاني يقيم ببولندا.
تربطنا القصائد بالأشياء الدائمة الوجود في حياتنا: الحب، القدر، الموت، الظلمة والعمق، كما في قصيدة روبرت فروست "التوقف عند الغابة في أمسية ثلجية"، أو قصيدة "غريب على الخليج" لشاعرنا الخالد بدر شاكر السياب.
يقدم لنا شعراء آخرون تجارب غريبة، ويساعدوننا، من خلال قوى الاستحضار، على فهمها. في عصرنا المتضارب والمفتت، من المهم أن نقدر وجهات النظر الأخرى.
هكذا يخبرنا الشاعر بن سكسسميث.
قبل كل شيء، الشعر جميل. إنه جميل كالموسيقى، بإيقاعات وألحان الأسماء، والصفات، والأفعال؛ كلمات مليئة بالرنين والحروف الساكنة والمتحركة المتشابكة. ينبغي قراءة القصائد بصوت عالٍ، يؤمن البعض، حتى يتم تقدير ذلك. خذ هذا المقتطف من قصيدة "إلى الأرض" لروبرت فروست:
كان الحب على الشفاه لمسة
حلوة بقدر ما أستطيع أن أتحمل؛
وبمجرد أن بدا ذلك أكثر من اللازم؛
اضمحللت في الهواء.

خذ هذا ايضا من ايميلي ديكنسون "لأنني لم أستطع التوقف عن الموت":
لأنني لم أستطع التوقف عن الموت،
توقفت لي عربته بلطف
ولكن لم يكن ثمة مكان فيها إلا لإثنين
أنا والخلود.

وخذ هذا من السياب العظيم:
"الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلامْ
حتى الظلام هناك أجملُ، فهو يحتضن العراق"

كتب "أودن"، الشاعر المتشائم دوما: "الشعر لا يصلح لأي شيء. نعم. "لقد تم إخماد الطاقة الإبداعية التي انبثقت من رماد الحرب العالمية الأولى عندما تم طمسها بوحشية القمع التوتاليتاري. قام الشعراء اليمينيون برؤية آمالهم يتم الاستيلاء عليها وتفضيلها من قبل ألمانيا النازية، بينما تورط الشعراء اليساريون في الموضة الشيوعية، وشهدوا ستالين وهو يعدم نصف زملائهم الشرقأوروبيين.
أما بالنسبة لنا في عالم العرب، فحدث ولا حرج!
ألم يذهب السياب ضحية بين الشيوعيين والبعثيين؟
"يا ريح، يا إبرًا تخيط لي الشراع، متى أعود
إلى العراق؟ متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجدافٌ يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرةَ.. يا نقود!"

لاشك إن الشعر أقل شعبية من غناء مطربات الفيديوكليب، كما هو أقل من موسيقى الجاز. إنه أقل شعبية من الرقص وكرة القدم، ولديه فقط نصف شعبية الحياكة والطبخ. ربما لا ينافس الشعر في مضمار امتلاك جمهور ضيق وضئيل إلا الأوبرا…
هذا أمر مؤسف حقا. يجب على الجميع قراءة بعض الشعر. وحتى الشعراء من محترفي كتابة الشعر عليهم دائما الإكثار من قراءته، وخاصة قراءة أشعار غيرهم. إذا كنت تمتلك القدرة على القراءة العامة الكافية ولكن ليست لديك القدرة على قراءة الكثير من القصائد بالخصوص، فأنا أشجعك على إضافة المزيد من الشعر إلى حياتك.
يشعر الكثيرون بأن الشعراء أصبحوا صعبين جدًا. هناك بعض العدالة في ذلك. قد يكون البعض منهم متعمقين جدا ومتفلسفين، والأسوأ من ذلك، أن يكونوا أحيانا يستخدمون التعقيد كوسيلة لإخفاء فراغاتهم وسطحيتهم. تسببت الحداثة الراديكالية لإليوت وباوند وأدونيس وتوفيق صايغ ويوسف الخال في إطلاق طريقة راقية من الرموز، والنزعة العامية، والهراء النفسي. منذ أكثر من سبعين عامًا، وما زلنا نتجادل حول قصيدة النثر والشعر الحر ونظام الشطرين، ولم نتفق على شيء بعد.
ومع ذلك، يجب أن يكون الشعراء صعبين. القصائد العظيمة تتطلب الاهتمام والتأمل، لأنها جميلة، وليست جميلة فقط، وليست مجرد معلومات، بل مضيئة. في عصر تدور فيه المعلومات حولنا بقوة، يجب علينا أن نتحدى تفضيلاتنا الزمنية بالفن الذي يدوم. يتطلب شكسبير وقتًا وجهدًا أكثر من المدونات العادية، كما يتطلب فهم أنسي الحاج وصلاح عبد الصبور مكابدة كبرى للتغلب على الكسل الفكري. وقليل منا قد ينكر أن هذا الأمر يستحق القبول.
القصائد جميلة أيضًا في حقيقة ملاحظاتها وإشاراتها. يفكر بن سيكسسميث في صقر جيفرز المجروح الذي "يسير جناحه مثل راية الهزيمة". أعتقد أن إيميلي ديكنسون ترى الأمل على أنه "الشيء ذو الريش" الذي "يجثم في الروح"؛ أفكر في سماء إليوت المسائية، "مثل مريض مُخثَر على طاولة". أفكر أيضا في إعدام صقر سركون بولص في صحراء نيفادا، أو في رؤيا أليعازر كما عند خليل حاوي. فدوى طوقان في "رحلة جبلية، رحلة صعبة". كوليرا نازك الملائكة. غراب تيد هيوز، ونمر وليم بليك وذئب البحتري وحصان بدوي الجبل.
هذا سركون بولص يقول:
"رجل سكران التقيتُ به في محطة بنزين
قريبا من رينو بصحراء نيفادا، عيناه زمرّدتان من
حديقة الشيطان تحت قبعة الكاوبوي، يده مدفونة في قفّاز ضخم لتدريب الصقور، قال لي أنه قضي أعواما طويلة في تدريب صفره علي الصيد، لكنه فقد حاسة القتل. كما أخبرني كأنه يتكلّم عن ملاكم، ولم يعد أكثر من دجاجة، تطلّع يا بني، ثم أراني صقره الذي اكتهل في الأسر، وأطلقه من الحلقة ليطير، وبيده الأخرى العارية، تناول بندقية وصوّب بعين واحدة. ما كاد الصقر يحلّق حتى سقط في التراب، وحرّك جناحه الأيمن للمرة الأخيرة ناكشا به الى الأعلى غيمةً صغيرة من الغبار، كومةً من الريش التقطها الرجل بحنان وأفرد جناحيها ثم ألقى بها في صحن سيّارته البيك-اب، وانطلق هادرا صوب الصحراء".

إذن، يجب علي أن أقرأ المزيد من القصائد. ربما يجب عليك أنت أن تفعل كذلك.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أرض للمسنين..
- ايموشنز
- بيان الكتابة التشاركية..
- في ذكرى وفاة إيميلي برونتي
- الهيمنة الغربية على الأدب: القانون والسنن، الكتب الأمهات، ال ...
- ست قصائد نثر
- يا فارس بغداد..
- من يقتل الزهرة ثانية؟
- البيان الشعري:*القصيدة العربية الجديدة ما بعد النثر والتفعيل ...
- هايكوات عشر..
- هايكوات أربع..
- هايكوات خمس...
- هواتف دان براون الذكية وطابعاته..
- السكيتش- بين محمد خضير وعواطف محجوب..
- بابِ الجَّلادين..
- ما بين الحجارة والطمي..
- حبنا الذي ترعرع في الكنائس..
- موزاريللا..
- جدل الصورة والقناع في -الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل- لعب ...
- ارتجال موسيقى الجاز، وعنوان رواية -جاز- لتوني موريسون، أية ع ...


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر