أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كاتدرائية رايموند كافر تحفة من الواقعية التأملية














المزيد.....

كاتدرائية رايموند كافر تحفة من الواقعية التأملية


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


"كاتدرائية" رايموند كارفر: تحفة من الواقعية التأمّلية..
ذات يوم من أيام سنوات بغداد العجاف، كنت أتمشى في شارع سوق السراي (قبل أن يتحول اسمه فيما بعد الى شارع المتنبي) أبحث عن أخطاء الكتب (كما كان دائما يقول صديقنا الموسوعي سعيد الغانمي) وليس كتابا بعينه، إذا بالصديق العتيد، كاتب القصة والروائي حميد المختار يستوقفني بعد التحية والسلام، ويقول لي "سأهديك كتابا سيجعلك تتذكرني بخير دائما، مثلما سيمتعك دائما". وأخرج من حقيبته كتابين، مد لي أحدهما فتلقفته مشكورا ووضعت عيني على الغلاف دون انتظار فكان "كاتدرائية"، مجموعة قصص من تأليف كاتب كنت ألتقيه لأول مرة: رايموند كارفر.
كنت متأكدا وأنا أودع صديقي حميد المختار أنني سأظل أذكره بخير دائما وأبدا لما يربطنا من محبة واحترام وإبداع وجمال، لكني لم أكن أتصور أن رايموند كارفر سيستحوذ بهذا الشكل على ذوقي في قراءة القصص وقابليتي على نقدها وتحليلها، وأن الكاتدرائية ستحل معي أينما حللت، طيلة عقود ثلاث تلت تلك الحادثة.
لقد قرأت قصص رايموند كارفر مرارا وتكرارا، وكتبت عنه وعنها في مناسبات كثيرة، وكان حديث نجواي بيني وبين خلاني في معظم أوقاتي معهم، وكأن نبوءة حميد المختار قد صدقت، وصدق معها إنني لحد هذه اللحظة أذكره بخير وأشكره على تلك الهدية القيمة، وإن كان الزمن والمنفى والترحال والشتات قد تحالفوا جميعا ليفقدوني تلك النسخة الجميلة النادرة من "كاتدرائية" مفعمة بأريج صداقة بغدادية أثيرة، ولم تبق منها في الذاكرة إلا أنها قد طبعت في القاهرة في ثمانينات القرن الماضي، أما اسم المترجم فقد طوته يد النسيان، بكل أسف.
واليوم، تقع بين يدي الطبعة السويدية للمجموعة القصصية "كاتدرائية" لرايموند كارفر، بترجمة قامت بها الشاعرة كريستين غوستافسون، وقدمت لها الناقدة أولين ستيغ. ونشرتها دار نشر باكهول عام 2023، في كتاب أنيق بواقع 238 صفحة.
تشكّل "الكاتدرائية" شاهداً على مهارة رايموند كارفر الاستثنائية ككاتب. تسبر هذه القصص الحادة أعماق الطبيعة البشرية، كاشفة ما هو استثنائي داخل المألوف. يلقي كارفر اهتمامًا رائعًا للتفاصيل، ويستكشف عمق العواطف بلا تردد، ويستطيع التقاط تفاصيل العلاقات البينية ببراعة، مما يجعل من "الكاتدرائية" شاهدة بلا جدال على روعة الواقعية التأمّلية. إنها مكتوبة من وجهة نظر ضمير المتكلم المفرد مما يتيح للقراء تجربة الحكاية من خلال منظور بطل القصة واكتساب نظرة ثاقبة على أفكاره وعواطفه.
تتألف هذه المجموعة القصصية التي أهداها مؤلفها إلى زوجته الشاعرة تيس غالاغر، وإلى ذكرى صديقه الشاعر جون غاردنر، من القصص التالية:
الريش، بيت الشيف، الحفظ، المقصورة، شيء صغير وجيد، الفيتامينات، حذر، من أين أتصل، القطار، حمى، اللجام، كاتدرائية.
لقد عشت طوال هذه السنوات مع رايموند كارفر وقصصه وقصائده ومقالاته، ومع من كتبوا عنه في العربية والانكليزية، وظللت متأرجحا بين من صنفه ضمن تيار الواقعية القذرة، وبين من صنفه في فئة المينيماليين التقليليين، ومن وضعه مع الواقعية التأملية. لكنه في كل أحواله وتقلباته بقي عندي كاتبي الأثير الذي أعيد قراءته كل حين.
أرسل إلي صديقي الشاعر البغدادي حسين علي يونس نسخة من كتاب "كاتدرائية" لرايموند كارفر بترجمة عربية جديدة انتشرت بسرعة في الآونة الأخيرة، ففرحت بها جدا، ولكنني سرعان ما أحجمت عن المضي في قراءتها عندما لاحظت أن المترجم (وربما الناشر!) قد حذف قصة من القصص الإثنتي عشر التي يحتويها الكتاب في لغته الأصلية. لكني أشكر كل من يهتم برايموند كارفر، وقصصه وشعره ومقالاته، وأظل أذكر بخير مترجم الطبعة العربية الأولى، وصديقي الجميلين، حميد المختار وحسين علي يونس، وبغدادنا طبعا.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفعالات
- نوال.. رواية قصيرة جدا مشتركة
- الرواية القصيرة جدا: ما الدافع وراء كتابة هذا النوع الجديد م ...
- بيان الحركة النقدية العربية الجديدة
- من قصيدة النثر إلى قصيدة الحرية
- روايات.. روايات
- هوللي.. رواية عن الشعر الكورونا والأقنعة الواقية ودونالد ترا ...
- ليالي الطاعون أم ليالي الكوفيد؟
- ستة تحديات أمام المسرحيين في عالم اليوم
- د. عبد السلام الشاذلي ونصف قرن من النقد الأدبي
- بيان الرواية القصيرة جدا
- لماذا يجب عليك قراءة المزيد من الشعر
- لا أرض للمسنين..
- ايموشنز
- بيان الكتابة التشاركية..
- في ذكرى وفاة إيميلي برونتي
- الهيمنة الغربية على الأدب: القانون والسنن، الكتب الأمهات، ال ...
- ست قصائد نثر
- يا فارس بغداد..
- من يقتل الزهرة ثانية؟


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كاتدرائية رايموند كافر تحفة من الواقعية التأملية