أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا سيناترا - ما لون العناق يا أمي ؟














المزيد.....

ما لون العناق يا أمي ؟


روزا سيناترا

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


أحمر؟
أصفر؟
أخضر؟
مثل ألوان الشارة الضوئية
أم مثل الحب شفافٌ ويضحك؟

ما شكلُ العناقِ يا أمي؟
أهو حيّ يرزق ..
يشربُ الماءَ حينَ يعطش؟
يقضمُ تفاحةً حينَ يجوع ؟
وينامُ في سريرهِ مغمضَ العينين
أم أنه بلا ضلوعٍ
مثلُ نافذةٍ على البحر؟

ما رائحةُ العناقِ يا أمي؟
أهو منعشٌ كضحكةِ فتاةٍ
وسط مقهى كله رجال؟
أم منفرٌ مثلُ خوفٍ يمشي أعرجاً
على سكة حديد؟
لقد قابلتُ البارحة شراباً احمرَ غليظ البنية كان يقهقه بصوتٍ عالٍ وينادي عليّ بأعلى صوته:
تعالي.. تعالي
أنا دافئ وستموتين فيّ
لقد صدّقتُهُ يا امي، فشفتاه كانتا جميلتين جداً،
لكنني استيقظتُ في الصباح وكأسي فارغة
كنتُ أعرفُ انه خائنٌ مثل كل “الخفيفين”..
يا لي من سخيفة
كيف لم الحظ الخزانة البيضاءَ ذات الملمس الناعم،
لقد كادت ان تمشي على رجلٍ واحدة وهي تناديني من بعيد..
أفروديت..تعالي..تعالي
أما انا فقد كنتُ انظر اليها،أغمزُها وأقولُ:
“بعيدة عن شواربك”
أريدُ عناقاً بحجمِ السّماء وأنت ذات قامة قصيرة لا تطالُ أوجاعي..

أتعلمين يا أمي أن تغريداً سميناً وقف هذا الصباح فوق حبل غسيلي؟
كان يدّعي أنه عناق وأني لن افلتَ من قبضته “والسما زرقا”..
لم أخف،
لكنني صرتُ اخلعُ الروب الأزرقَ وأجلسُ جوار الشرفة..
رشفةٌ لي ورشفةٌ له
قبلةٌ لي وقبلةٌ له
هكذا يبدأ الصباحُ وردي الوجنتين..
او هكذا ظننت..

ما.. ما طعمُ العناقِ يا أمي؟
أهو حلو مثل قبلة؟
أم غني النكهات مثل الموسيقى؟
إنه من المضحكِ حقاً انني توقفتُ عن مشاهدة “جودي ابوت” مثلما كنتِ تريدينِ دوماً،
ولكنني ما زلتُ اكتبُ الرسائلَ التي لا تصل لأحد
يا امي..
هيا اخبريني..
كيف تحملُ الشجرة ايادٍ عديدة ولا تعانقُ إلا السماء
يا أمي انا احب السماء
ولكني لا اريدُ ان اكونَ شجرة !
أنا احب الروج الوردي وطلاءَ الأظافر الأحمر والعطرَ عند طرفَ الرسغين
وهاتان اليدان اجملُ من ان تتحولا لخشبتين تقفُ عليهما العصافير
أصلاً انا لا اصلحُ لمهمةِ “فزاعةٍ في الحقل”
كل العصافير ستنقرني قُبلاً،
ثم بالله عليكِ يا امي..
هل رأيتِ فزّاعةً جميلةً وتبكي؟

يا امي..
ما شكلُ العناق يا امي؟
أحقاً كما يقولون إن ريشَهُ ابيض وعنقه طويلة وأنه ناعمٌ أكثر من قصيدة؟
لقد علمتني الغناءَ والاحتفاظَ بالسكاكر للذين أحبهم،
علمتني ترك شَعري للريح وقلتِ: إن الريحَ تحبّ الأراجيح الوثيرة ولكنكِ لم تعلميني
كيف يكون الله سعيداً بوحدته !
حسناً..
لديّ من عسل الروح ثلثان
ثلثٌ لمريمَ
وثلثٌ لكِ
ارجوكما يا امي
خبأنهُ لي
فذات ليلة..
ستتوقفُ اصابعي عن اللعب
وسأعودُ إلى إحداكما
بثوبٍ ابيض ابيض
وطعنات كثيرة..

ولكن..
ما طعم “العناق” يا امي؟
حسناً لا تخبريني
سأغمضُ عينيّ
وأروي لي “حكايةَ قبل النوم”
وسأنسى..
سأنسى..



#روزا_سيناترا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يفهم أحد حزن الشعراء
- المعركة الأخيرة دوت كوم
- اعترافات امرأة عارية (2) one woman show
- اعترافات امرأة عارية 1
- وراء كل امرأة عظيمة نفسها ثم نفسها ثم نفسها
- waze الحب الحقيقي
- الجهاد المقدس أم النكاح المقدس
- الوطن ليس حدوداً مرسومة فوق صخرة
- الحب يحتاج صدراً شامخاً لا عضلات
- الله لا يحتاج إلى قتلة
- 2020 لوين رايحين ؟ الحلقة الثانية
- 2020 لوين رايحين ؟
- سنووايت الشرقية في رسالةٍ عاجلة إلى ابنتها
- عمرو دياب ليس فتى أحلامي ( لكنه يتحب)
- وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟
- تباً للبكيني أبو القنابل والستيان أبو وردتين
- من مختبرات الفحولة مع خالص حبي
- أيوة أنا بطلة بورنو وبطلة حياتي بس أنتم الكومبارس
- الإعلام العربي كلب أثر محشش-


المزيد.....




- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا سيناترا - ما لون العناق يا أمي ؟