أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - يوميات كهل مراهق














المزيد.....

يوميات كهل مراهق


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 21:50
المحور: الادب والفن
    


تقاعدت منذ بضعة سنوات نسيت عددها بعدما قضيت عمري بين رحى العمل و المنزل ، تزوج الأبناء ورزقنا الله بالأحفاد وكنت أظن أني لن أشعر بالملل أبداً في ظل تلك الذرية لكن بعض الظن إثم؛ فالجميع مُنشغل في أعماله وطاحونة الدراسة والدروس الخاصة وتدريبات النادي لأبناءه وبناته ولا يتذكر أباه وأمه سوى بزيارة كل أسبوع إن وجد وقتاً لذلك وبمكالمة يومية للأم ينعون فيها همهم وما عليهم من أعباء يئنون منها وفي خاتمة المكالمة جملة ثابتة( إبقي سلمي لنا على بابا ) ونادراً ما يحادثونني شخصياً لسماع صوتي أو لطلب نصيحة في مشكلة صادفتهم وبقية أيام الأسبوع أمضيها أنا وزوجتي وحيدين يُغيم علينا الصمت إلا قليلاً ،، زوجتي إمرأة عظيمة بذلت جهداً كبيراً في تربية الأولاد حتى وصلوا لما هُم عليه ولم ترهقني بتفاصيلهم ومشاكلهم لتجعل ليَّ البيت هدوء و سكينة من ضغوطات العمل و لأننا رُزقنا بأول أبنائنا في عامنا الأول من الزواج تلاه الثاني والثالثة والرابعة ومابين  آلام حمل لمخاض لمراعاة رضيع وهكذا من طفل لآخر ثم دراسة ثم ثم ثم وجدت أن العمر قد فات ونحن لم نعش حياتنا التى تخيلها كل رجل مع زوجته وبرغم أن الفرصة الآن متاحة لتفرغي وخلو المنزل إلا أن علامات الزمن والمرض حلت علينا وعلى زوجتي بالأخص وأصبحت تنهرني كلما إقتربت منها وتتهمني بالتصابي وتتعلل بالتعب والزهد وعدم القدرة والرغبة و أنا برغم الشعر الأبيض الذي كسا لحيتي التي أطلقتها بعد التقاعد وضعف النظر واستنادي على عصا للحول دون وقوعي اذا اختل توازني أثناء سيري إلا أن لدي رغبة في تحقيق أحلام الشباب بكل ما فيها من جنون وخيال ،، إعتادت زوجتي أن تبدأ يومها بالاستيقاظ قبل الفجر لقيام الليل و صلاة الفجر و تلاوة ورد القرآن حتى الضحى وبقية اليوم تقضي فيه ضروريات المنزل وتستمع لدروس الحديث والفقه والعلم الديني وتستسلم للنوم بعد صلاة العشاء بينما يومي مقلوباً ينتهي بعد رجوعي من صلاة الفجر في المسجد المجاور لمنزلي و الذي أحرص على صلاة الفروض جميعها فيه إن استطعت وأعود  لأستسلم للنوم حتى الظهيرة أستيقظ للصلاة وتناول الإفطار ثم أطالع الأخبار والرياضة و هكذا طوال النهار و يأتي المساء لأجلس وحيداً
بلا أنيس أو جليس بعدما نامت زوجتي و لا أجد مفر سوى برامج التواصل الاجتماعي الحديثة التى تعرفت فيها على أصدقاء من شتى محافظات الوطن و من دول أخرى كثيرة وجددت الوصل مع زملاء ومعارف فرقتنا الأيام و في هذه البرامج كل شئ متاح و ما إن تنطق بكلمة أو تبحث عن شئ أو تدقق في صورة إلا و ظهرت أمامك مئات المقترحات لما حدثت نفسك عنه أو بحثت عنه و كانت الشرارة الأولى حين دفعني شيطاني و فضولي لتصفح صفحات نساء ظهرن كصديقات مقترحات و صورهن جذبتني و طاوعتني نفسي لإرسال طلبات صداقة لبعضهن وكانت المفاجأة في قبولهن و تفاعلهن مع منشوراتي مما شجعني لإرسال رسائل ترحيب على الخاص بعضهن تجاهل الرد و البعض الآخر بادلني الرسائل فشعرت بدبيب الحياة من جديد و بشغف لتجاذب أطراف الحديث معهن بصورة يومية وبإيحاءات رومانسية أحياناً و غير أخلاقية أحياناً أخرى و تقبلهن لتلك الإيحاءات جعلني أتمادى ليصبح الكلام عن الغريزة و الحرمان و الرغبة و يقابلن ذلك بالضحكات و بعض الكلمات التي تؤجج مشاعري أكثر و لكن ردود إحداهن كانت أكثر تفاعلاً معي و سمحت لي بترك العنان لنفسي لأتخيلها رفيقة فراش لي و أسرد ما أتمنى فعله معها و هي تتجاوب معي كتابة و كأنها تشاركني اللحظة بالفعل حتى تخيلت صوت تأوهاتها يمر بأذني وإنتفاضة جسدها بين أناملي و ذوبان شفاهها حين تحتضنها شفتاي و مع كل وصف لما أتخيله أجدها تدق الحروف متتابعة بسرعة  لتعبر عن احساسها هي الأخرى و لا ننتهي من الحديث إلا و جسد كل منا ينتفض من نشوة اللذة فأنهض سريعاً للاغتسال و علامات السعادة تكسو وجهي و يغالبني النوم فتضيع علي الصلاة و في اليوم التالي أُسرع في محادثتها طلباً في رؤية صورة لها و بعد دلال و تمنع ترسل صورة لأجدها غاية في الجمال أتغزل فيها و في حسنها و في كل ملمح من ملامحها و يزداد طمعي و أطلب سماع صوتها فتتعلل بما يمنعها مع وعد منها بالاتصال حينما تسمح ظروفها و تتكرر المحادثة الحميمية و يشرد الخيال في ملامح الصورة و يزداد تفاعلها معي و توافق على كل ما يسوله شيطاني لفعله معها و كأنها هي أيضاً تريد ذلك و بقوة بل و تنتظر يوماً نلتقي فيه و يصير فيه الخيال حقيقة وتباغتني بحاجتها لبعض الأموال و بلا تردد أوافق فتطلب تحويل المبلغ لرقم مكتب اتصالات مجاور لها تستطيع إستلام الأموال منه و أنفذ طلباتها فترسل لي صورة جسد شبه عاري مدعية أنه جسدها مكافأة منها فأنبهر أكثر و أكثر و يزداد تعلقي بها و رغبتي فيها وبخجل تطلب مبلغ آخر فأرسل لها فترسل مقطع فيديو قصير لعارية تستحم دون ظهور وجهها فيُسال لعابي حتى أنني لم انتبه للفارق بين لون البشرة في اول صورة و في الثانية و لا باختلاف شكل الجسد في الصورة شبه العارية و مقطع الاستحمام و إشتعلت رغبتي في رؤيتها فعرضت عليها تحويل مبلغ جديد و كنت قد اتصلت بمكتب الاتصالات و حصلت على عنوانه و رتبت معها تحويل المبلغ في وقت معين لتستلمه مباشرة و توجهت لمكتب الاتصالات و حولت لها المبلغ من محفظة هاتفي و انتظرت إطلالتها و انا أقف متخفياً على رصيف مكتب الاتصالات منتظرا دخولها لتسأل عن المبلغ المُحول و إذا برجلٍ يدخل المكتب و يسأل عن نفس المبلغ و يذكر رقمي لصاحب المكتب  فأسرعت بالاتصال عليها ماسنجر لأسمع صوت هاتف الرجل يرن و هو ينظر لشاشته و يضحك ويتمتم مع نفسه
( لا كفاية على جدو لحد كده هعمل له بلوك و أدور على مغفل غيره اضحك عليه ) سقطت العصا من يدي و دارت بي الدنيا و كادت أنفاسي تنقطع وانسابت دموعي نادمة على غفلتي التي أعمتني على إدراك أني فريسة منتحل تلاعب بي و بنزوتي من أجل حفنة من الأموال ، لا أعلم كيف عدت لمنزلي لكني عدت عازماً على التوبة عسى أن تكتب لي مغفرة لما إرتكبت من سيئات الأقوال و الأفعال و كل ما جرني إليه شيطان الخيال .



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُغمَضةُ العَينين
- المسرحية الهزلية
- شيطان سوزي
- الشعوب العربية
- ثمنٌ بخس
- أنا وكيتي
- سأعود
- أحببت البكاء
- بعد منتصف الليل
- الاحتياج
- دفاتر الذكرى
- لو عادوا
- أفيقي
- أنا وأنت
- رسالةإلى أمي الحبيبة
- أدركت النعمة
- للخوف ثمن باهظ
- العصا السحرية
- لست بهيمتك
- ضياع


المزيد.....




- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - يوميات كهل مراهق