أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية














المزيد.....

محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المطلوب من الطرف الوطني العراقي أن يقرأ تقرير لجنة دراسةالعراق، قراءة موضوعية هادئة، ليكتشف ويكشف إتجاهاته وأغراضه الرئيسية، وتأثيره المباشرعلى الوضع الداخلي، وهذا مايهمنا، بعيداً عن الضجيج والتشويش المثار، والآراء المتسرعة، وبعيداً عن التشاؤم أو التفاؤل المسبقين، والقراءة الموضوعية وحدها التي تساهم في كشف حجم التورط والفشل الذي وصل إليه العدو، وتبين تفاصيل المأزق الذي يعيشه المحتل، وتحدد كيفية الاستمرار بالمواجهة الوطنية .
لاشك إن تقرير لجنة بيكر- هاملتون، هام جداً بالنسبة للادارة الأمريكية، وبالنسبة للشعب والجيش الأمريكي، بشكل خاص، وربما سينعكس على الوضع السياسي والأمني في بلادنا، وعلى جميع الأطراف، لإنه سيساهم في تحريكه بإتجاه معين . والتقرير نتاج عمل لجان وفرق كبيرة، ميدانية ومتخصصة، وقد خصصت إمكانيات كبيرة ووقت طويل، لتوصيف وشرح الوضع الأمني والسياسي في العراق، وتحديد النقطة التي وصل إليها، من وجهة نظرهم طبعاً، لوضع المعالجات، واخراج أمريكا من المستنقع العراقي، ودراسة كافة الاحتمالات، مع ترجيح خطط إنجاح وفرض الاحتلال من جديد، التي يصر ويراهن عليها بوش .
لقد أثيرت ضجة صاخبة، غير مسبوقة عن التقرير، وكانت ردود الفعل كبيرة ومتنوعة ومتعارضة بشكل لافت، وجرى إطلاق نشاطات كبيرة، ومؤتمرات صحفية، ومناقشات متنوعة مع بوش مباشرةً، وفي لجان الكونغرس العسكرية، ومن خلال الفضائيات والصحف، الى درجة التشويش العالي، المقصود وغير المقصود، والذي ربما يؤدي الى التقليل من أهمية التقرير، وبالتالي التقليل من حظوظ التطبيق والتنفيذ، بينما المطلوب هو التصدي للتقرير، وإعادته الى حجمه الطبيعي، وطرد الدخان المطاير حوله، وإيقافه على قدميه، من دون شروح ومتون وضجيج مفتعل ومبالغ به، الى هذه الدرجة التي إنطلقت قبيل وبعد إعلانه .
فمن المعروف إن هذا التقرير، هو واحد من تقارير وأفكار كثيرة جداً، أعدها هادلي، الى جانب أفكار وزير الحرب الجديد، وشخصيات عديدة، بالاضافة الى لجان كثيرة قدمت أو ستقدم تقاريرها، وهي جميعاً، بما فيها تقرير لجنة بيكر، توصيات إستشارية، غير ملزمة ولا إجبارية بالنسبة لبوش وإدارته، وقد أعلن بوش رأيه بقرير بيكر والذي قال عنه، بأنه كان قاسياً ومتشدداً، مع العلم بأن هذه التقارير والدراسات والأفكار كلها مشوشة وناقصة، وربما غير قابلة للتنفيذ والصلاحية، بعيداً عن السقف الزمني، لأن الوضع العراقي يتطور بسرعة بالغة.
الذي يهمنا في الجانب الوطني العراقي، هو دلالات هذه التقارير وهذه الضجة الكبيرة، هو الإعتراف العلني، بحقيقية الوضع العراقي، والمأزق المتصاعد للطرف الأمريكي وأعوانه، بعد العناد والرفض السابق، على لسان بوش خاصة، والكلام الفارغ، عن التقدم المزعوم والأحلام العريضة، التي أطلقها ، من على ظهر المدمرة الأمريكية، بشكل إستعراضي وكاركتيري، بينما يتم الآن مسح ( ولحس ) كل تلك الادعاءات والتصورات السابقة، كما سقطت أوهام التقدم والازدهار، وحل محلها أنهار الدم العراقي، والحرب الأهلية المستعرة، بعد إن فشل الجميع في فرض سيطرة الاحتلال على أرضنا الوطنية، وتساقط كل رموز الحرب والاحتلال والعدوان، واحداً بعد الآخر، حيث سيبقى بوش وحيداً، محتمياً بصلاحياته الرئاسية . إذن علينا رصد السؤال المركزي والأساسي في هذا التقرير ؟؟ وهو هل حصل فشل استراتيجي في الموقف الأمريكي ؟؟ وماهو حجمة ؟؟ وماهي إنعكاساته السريعة والآنية والمستقبلية ؟؟ وهل يفيد مصالحنا الوطنية الأساسية ؟؟ وكيف ؟؟ .
لا شك إن الادارة الأمريكية، وخاصة بوش، لايزالان يحلمان، بفرض السيطرة واستمرار الاحتلال، وإستنفاذ الوقت حتى اللحظة الأخيرة، بإعتباره إمكانية لاتزال موجودة، وهذا التصور مبثوث في ثنايا تقرير بيكر، وكل الأفكار والتقارير الأخرى، لأن هذه السياسة هي الجزء الرئيسي للاستراتيجية الأمريكية الكونية، والسياسة الخاصة بمطقتنا العربية، وهذا مايجب الإنتباه له دائماً من الطرف الوطني العراقي، وعدم التسرع في إطلاق التصورات المتسرعة، حول تداعيات التقرير والوضع بشكل عام .
إن التداعي والتصدع في الموقف الأمريكي واضح جداً، الى درجة الإعتراف العلني به من قبلهم، وله أسبابه الكثيرة، وبعضها يستعصي على الحل . وهذا إعتراف غير متكامل، وغير تام، وجاء بالتقسيط وليس دفعة واحدة وحسب تطور الأحداث الميدانية على الأرض، وقد وصلنا اليوم الى درجة من التحول النوعي، بالنسبة لجميع الأطراف، علينا إلتقاطه ودراسته وتحديد درجته الحقيقية، للبناء والتحرك على هذا الأساس الجديد .
أما بالنسبة لإتباع الاحتلال في بلادنا، فهم طرف ثانوي وغير مؤثر، ورد فعلهم يعكس بوادر الذعر والضياع والهزيمة، وهم في كل الأحوال طرف متلقي وليس طرف مقرر في كل مايجري، لذلك لاتأثير أو جدية لرأيه والتحركات والتصريحات الأخيرة للمالكي والحكيم تعكس الشعور بالمأزق، دع عنك الفشل التام السياسي والأمني والخدماتي، وإستمرار بناء ( تجربتهم ) بواسطة عسكر ومستشاري وشركات المحتل، وهو مأزق وطني لايمكن الفكاك منه، أو التخلص من بشاعته وخطورته الرهيبة . فكيف يمكن شرح أو تبرير دعوة المالكي والحكيم لبقاء قوات الاحتلال في بلادنا ؟؟ .
المهام الوطنية في بلادنا تزداد تعقيداً وصعوبة، خاصة مايتعلق بالمستقبل، والذي لايزال غامضاً ومشوشاً، وهو يحمل إحتمالات كثيرة متشابكة ومتناقضة الى حد بعيد، والوضع ربما يزداد خطورة ويشهداً تصعيداً نوعياً من قبل أطراف متعددة، لفرض رؤيتها على التغيرات الأمريكية المتوقعة، وربما تشهد مدننا عديدة تصعيداً أمريكياً همجياً، لخلق شعور عام بالقوة والاستمرار، ومحاولة أخيرة لفرض السيطرة من جديد .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداعي والتراجعات والاحتمالات
- التداعي
- التحركات الأمريكية الأخيرة، هل هي تحركات اللحظة الأخيرة ؟؟
- ماذا سأفعل لك ياغزة ؟؟
- العراق على مفترق الطرق وبداية التحول النوعي
- تعليق على تطورات مثيرة ... أرقام مجلة لانست ولجنة بيكر وتصري ...
- ماذا تفعل رايس في بغداد الآن ؟؟
- الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء ا ...
- رايس : الشيطان وحاوي الثعابين
- مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .
- موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا ...
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - محاولة لتحديد حجم وأهمية تقرير لجنة بيكر، وفق نظرة وطنية