أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء التجربة العراقية















المزيد.....

الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء التجربة العراقية


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تجربتنا العراقية الراهنة والسابقة، ما يثير أسئلة كثيرة وكبيرة، حول وجودنا ومستقبلنا، كشعب يتعرض الى محنة قاسية وطويلة، حيث تزداد الأزمة الوطنية الساحقة عمقاً وإتساعاً، لتشمل حياة شعبنا في جميع مجالاتها الأساسية، وهذه الأزمة الطاحنة قد تتحول الى حالة تدميرية أخرى، شديدة الخطر والتعقيد، وهذه الأزمة أيضاً هي أمتداد للأزمة الوطنية التي خلقتها وخلفتها الفاشية، ونقلتها الى مستويات نوعية جديدة، وتحولت بسبب الحرب العدوانية والإحتلال وتفاصيلهما الرهيبة، والتدخلات الإقليمية والإرهاب الطائفي الخطير. إننا بحاجة الى إجابات أخرى، وخطاب آخر يتجاوز الخطاب السائد الذي نراه ونسمعه ونقرأه من على شاشات الفضائيات، أو على مواقع الأنتريت المنتشرة بشكل واسع .
من أسباب الفشل العام الذي نمر به اليوم هو غياب الفكر السياسي المتطور في المراحل السابقة، ولابد لنا من فكر سياسي وطني متطور يتصدي لهذه الأزمة وهذه المخاطر الواسعة والعميقة، ولمواجهة فكر أزلام الإحتلال والإدارة المحلية، وكل من تطابق معه وهادنه وقبل بمخططاته .
إن أهم مايجب أن يميز الفكر السياسي الوطني الذي يواجه كل هذه المشاكل والتعقيدات، يجب أن يكون فكراً نقدياً وعلمياً، والفكر النقدي والعلمي، وحده من يملك الطاقة المستقبلية المتجددة، وهو قادر على التحليل والتفسير ومن ثم التغيير، ذلك الفكر الصريح والعلني والمعتمد على قراءة الواقع، وعلى المراجعة والتقدم الدائمين، وله القدرة على نقد نفسة أولاً وتجاوز كل الطروحات والأفكار المتقادمة والناقصة .
عندما يمتلك الفكر الوطني هذه الشروط، يستطيع أن يشارك بفعالية في تحريك الأوضاع الإجتماعية والسياسية، ويستطيع أن يساهم في رسم مستقبل الناس، بإعتبار السياسة الجزء التطبيقي المباشر من الفكر الإجتماعي العام، والذي يقف وراءه وأمامه فكر فلسفي كبير، ذلك الفكر الفلسفي الذي يطلق حركات النهضة الحقيقية، ويواجه الأزمات التاريخية الشاملة، كما في أزمة الإحتلال وتهديد الإنسان العراقي والوجود الوطني العراقي .
لايمكن للنهضة أن تقوم بدون فكر نهضوي جديد، ولذلك توقفت كل المحاولات السابقة في المنطقة العربية، والتي بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر وتعثرت وتوقفت في نهاية الخمسينات أو نهاية الستينات على وجه الدقة والتحديد، لذلك أيضاً بقي الواقع العربي متخلفاً ومتراجعاً بشكل لافت، ثم نجحت الهجمات الداخلية والخارجية الشرسة لتخريب وتدمير كل شيء بواسطة الإحتلال العسكري المباشر .
إن البوادر الكثيرة والبائنة لفشل الإحتلال ومشاريعة في العراق والمنطقة، يطرح إحتمالات كثيرة، ويدفع بعملية الإنتاج الفكري والسياسي الى مديات واسعة، لكن من أخطر هذه الإحتمالات هو بروز بدائل خاطئة إستبداية ومتطرفة، كنتاج للحالة الجارية في بلادنا وعموم المنطقة .
عسكر الإحتلال يترنح ويدخل حثيثاً في المأزق العراقي العصيب، ومعه يهتز الفكر السياسي للمحافظين الجدد وعملياتهم، ويبدو التخبط واضح وشديد على بوش وإدارته، ومنها تحرك رايس الجديد في المنطقة، وعلينا مواجهته بالفكر الوطني الديمقراطي الحديث والمعاصر، وعدم تحول الكارثة الواسعة الجديدة الى كوارث أخرى مثلما حصل مع الفاشية وتحولها الى إحتلال .
اما بالنسبة لأزلام السلطة وفكرها السياسي، فقد سجلت تجربة رثة ومضحكة في كل عملها وتحركها، وفي كل خطواتها البائسة الصغيرة والكبيرة، وهذه الحالة الرثة الراهنة غير منفصلة عن ركاكة تجربة المعارضة السابقة، وهي تحاول الآن إستغلال تمزق وتردي حالة البلد، لتفرض مشاريعها محتمية بالمحتل، كما يجري من قبل الحركة القومية الكردية والتحرك الطائفي الآخر، وقد تهاوت كل المشاريع المطروحة، ولم يفد معها الشرح والتبرير، لإن الواقع والوقائع صلبة وصادمة للعقل والروح والوجود الإنساني بكل مستوياته .
وقد إزداد مأزق الفكر السياسي الديني أو تجربة الإسلام السياسي، بسبب تورطه الطائفي، وتورطه في التعامل مع المحتل، كما حصل للسيستاني وتعامله المباشر مع بريمر وتبادله لإكثر من ثلاثين رسالة تفصيلية حول كل مجريات العملية السياسية الأمريكية، وكيفية تثبيت الإحتلال حسب مسعى وتوجه بريمرعلى الأقل، كذلك المشاريع الطائفية التي طرحها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية . على إن الفكر السياسي الديني مقيد، أصلاً بمجموعة من الثوابت والمقدسات التي لايمكن تجاوزها وتطويعها مع التطورات العصرية أصلاً، وعندما يتدخل الدين في السياسة فهو يفقد جزء من قيمه وثوابته ومقدساته حتماً، وتجربة الإسلام السياسي، تعد تجربة فاشلة على جميع المستويات وهي بلا أفق حقيقي يساعد على بناء المستقبل .
أن جميع التبريرات والحجج التي رافقت الإحتلال وشرحته، الى جانب الوعود الصفراء الكاذبة حول الرفاه والديمقراطية والشفافية، وتكرار نموذج اليابان أو ألمانيا، وشعارات تافهة أطلقها علاوي والجلبي وغيرهما من أزلام الإحتلال، والتي تجاوزتهم الأحداث، ولفهم النسيان، عدا إستشاراتهم للسفارة الأمريكية، كذلك فشلت محاولة التسلل بإسم العقلانية والواقعية ولبوس الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان، وكلها مفاهيم لم يجر مقاربتها مع الواقع العراقي الراهن، إنما كانت مفاهيم صادرة من الخارج والى الخارج، وليس الى الداخل المحطم والمنهار، إلا في حالة إعتقاد هذه المجموعة بأن الاحتلال سيأتي بالديمقراطية والتقدم، ولو عن طريق ديمقراطية المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة، وهو أمر غريب يكشف مزاعم الإرتزاق الفكري والسياسي والثقافي بشكله المنحط والخسيس، ومن ثم تحوله الى لغو فارغ بين ندماء فاشلين، يتهلون بهذه الترهات ويمدح أحدهم الآخر، وجاءتهم صفعة جديدة من صديقة تقليدية هي رايس التي إستبدلت مشروع الديمقراطية المزعوم بالإعتدال والتعاون والتنسيق لمحاربة ( التطرف) .
أين وصلت صحافة وإعلام وفضائيات هذه القوى ؟؟ وكيف تتعامل الإدارة المحلية مع الصحافة والثقافة وحرية التفكير والتعبير ؟؟ أين صار الكتاب والمجلة والدوريات والمراكز الفكرية في بغداد ؟؟ الى أين وصلت الجامعات والتعليم بشكل عام ؟؟
إن الإصرار على تحريك الوضع الفكري في مواجهة الوضع الراهن يعد مهمة صعبة خاصة في داخل الوطن، وتبقى إمكانية التحرك في الخارج كبيرة لكنها لم تستثمر للآن، وعملية إيصالها الى داخل الوطن لاتزال صعبة ولاتوجد قنوات يسيرة ومفتوحة للتفاعل الواسع واليومي بين الداخل والخارج، بسبب الظروف العصيبة التي يواجهها الناس والمجتمع، بسبب عمليات القتل اليومي ومحاولة إلغاء الحياة الطبيعية وإنعدام الكهرباء والخدمات البسيطة، وتوقف الحياة الثقافية والفكرية، وتحولها الى آخر السلم، بسبب الظروف وبسبب العقل المليشياوي الفاسد والغبي، الذي يحارب الوعي الإجتماعي المتنور ويفرض الظلام ليعشعش فيه ويعتاش عليه .
الجبهة الفكرية والثقافية، هي الجبهة المتحركة والأخيرة التي ستبقى واقفة ومستمرة دائماً، وستبقى حائط الصد الأخير والثابت، ولايمكن للعدو أو الأعداء من مصادرتها أو إيقافها أو السيطرة عليها .
لقد حان الوقت من جديد لتفعيل المواجهة الفكرية والثقافية والسياسية، بين خطين وتيارين، أحدهما وطني، والآخر غير وطني تورط في الوقوف ضد مصالح الشعب والمجتمع، وضد طموحاتهما المشروعة ومستقلبهما الطبيعي، بعيداً عن الإحتلال والقتل الجماعي الطائفي، وتهديد الوحدة الوطنية، ولنتخلص من الخمول والتراخي والآنتظار بسلبيته المدمرة، وتكفي النتائج المريعة التي وصلنا لها اليوم أو أوصلنا لها، لمراجعة كل شيء، وإعادة النظر السريعة بكل شيء، وقبل فوات الأوان .
إننا بحاجة الى مشروع فكري وثقافي لمواجهة الإستعمار العسكري الأمريكي، إننا بحاجة الى فكر وطني وثقافة وطنية متخصصة لمقاومة الإستعمار والإحتلال، يساند الجبهات والفعاليات والنشاطات الأخرى، ويرسم أفقها الوطني الديمقراطي المستقبلي .

أحمد الناصري



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رايس : الشيطان وحاوي الثعابين
- مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .
- موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا ...
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...
- يوميات العدوان : مفارقة الربط التعسفي بين الشرعية الدولية وا ...
- يوميات العدوان : إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المتأخر، ش ...
- يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي
- متابعة ليوميات العدوان : العدو يفشل في التقدم البري، والمقاو ...
- متابعة وتعليق : مصير الهجوم الصهيوني الرئيسي الأخير، هل إنتص ...
- تعليق : مابعد اللحظة الراهنة ، الهجوم الصهيوني الجديد، وعدم ...
- كوندليزا رايس في غرفة العمليات الحربية الصهيونية
- مجزرة قانا الجديدة : الأمريكي والصهيوني يكرع الدم اللبناني ب ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - الفكر السياسي الوطني والفكر السياسي التابع للإحتلال في ضوء التجربة العراقية