أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .















المزيد.....

مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الوطن العتيد، الوطن العنيد، الوطن العتيق والعريق والقديم، الوطن السعيد، الوطن المتنوع والمتعدد في كل شيء، في ناسه وهواءه وماءة وأهواره وجبله وترابه وتاريخه وفكره وثقافته وعلومه وثرواته، في طبقات التاريخ الموغل في القدم والبدائية والبدايات، وطن أور وكلكامش وإبراهيم، وربما مر عليه طيف آدم وطيف نوح، وحاور على بن أبي طالب والمتنبي والحلاج وأبو حنيفة والكيلاني والمعتزلة والقرامطة، ومر به المعري الكبير، وتقبل الزنادقة والمارقين والأفاقين والحمقى، وطن ألف ليلة وليلة وآلاف الأعوام المليئة بالعطاء والزاخرة بالمطر، ونادمه الحبوبي والرصافي والجواهري والسياب والبياتي وسعدي يوسف والحصيري وحسين مردان والمئات غيرهم، وسقط بين قدميه فهد وسلام عادل، ورسمه جواد سليم وفائق حسن وكاظم حيدر وشاكر حسن آل سعيد وجبر علوان والمئات غيرهم، ومثل له حقي الشبلي ويوسف العاني وخليل شوقي وزينب وناهدة الرماح ومي شوقي وإبراهيم جلال وسامي عبد الحميد ودريد إبراهيم والمئات غيرهم، وغنى له الكبنجي والغزالي ويوسف عمر وصديقة الملاية ومائدة نزهت وعفيفة إسكندر ووحيدة خليل وفريدة وداخل حسن وحضيري أبوعزيز وحسين نعمه وفؤاد سالم ورياض أحمد وسلمان المنكوب، وخانه من خان، ودافع عنه من دافع، ومرت على جسره مواكب الشهداء ، وقوافل الكتب والحكماء والعارفين، وطن الغزوات والفتوحات والتحولات التاريخية السعيدة والحزينة، ومات به الأسكندر المقدوني، وطن مر عليه كل ما مر على هذا الكون أو مربه، من رياح وشموس ولعنات وتطورات وإرتكاسات وإرهاصات ومخلوقات وبهاء وعته، وطن له رائحته الخاصة وجنونه الخاص، ذلك الجنون الذي شكل مادته الغامضة ومزاجه العجيب .
وطني الخاص والكبير والإستثنائي، من دون مبالغة أو ضيق، وطن الأحلام الواسعة والمسرات العريضة، وطن النائبات، وطن الإمكانيات الهائلة والتاريخ الباذخ، من الذي أتى بك الى دروب الضياع والخراب ؟؟ من الذي جرك وإقتادك من معصميك ورمى بك في أتون المحرقة؟؟ من الذي مزق ملابسك خرب هندامك الجميل وأخذ بك الى الوحل، كي يطيح بهيبتك وجبهتك العالية ؟؟ يا وطني المهدد بالذئاب والذباب والجروح والقروح، من الذي يريد أن يطيح برأسك العالي ؟؟ من الذي يريد أن يحطم أبراجك الشاهقة، ويلغي أمجادك، ويمزق خارطتك الأصلية والأصيلة ؟؟
من الفاشية السوداء والمتخلفة، الى الحرب السوداء القذرة الأخيرة، وإحتلالها الإجرامي، وقبلها الحصار الرهيب، الى الأحزاب المأجورة والتائهة في بحور الخراب والضلال، ومن بيوت وشوارع ومقرات الطائفية المقرفة، الى الجهل القومي المطبق، والدين الطائفي من حيث هو لا دين وضد الدين، الى الإرهاب المفخخ والجريمة المنظمة، الى شركات النهب الدولي وإعادة التخريب، الى السجون السرية ومثاقبها القديمة والحديثة وأزلامها، وركام المزابل والقذارة والقذى، والمجاري التي تسدها الجثث .. فالى أين تسير ياوطني المهدد ؟؟ وكيف ترى المستقبل من خلال غشاوة الدم ؟؟
لست خائفاً منك، بل خائف عليك .. ولا أملك من متاع الدنيا غير كلمة لاأريدها أن تكون عابرة أو هاربة منك، فكل شيء لك ولديك، وبدون علاقتنا الإنسانية بك، فلا نساوي شيئاً ولا نعني شيئاً .. أما كيف يمكن أن يخون الخائنون ؟؟ كما تسائل إبنك بدر السياب، فهي محنة الروح والعقل أمام تفشي الخراب وإنتشارة مثل مرض سريع لاراد له غيرك، ولادواء له غير دواءك .. وإلا كيف تتحول الخيانة الى حرفة عادية يتباهى بها البعض، ويتسابق إليها البعض الآخر، وهي ضدك، وضد ناسك، رغم نتيجة الخيانة الفادحة، حيث أصبح كل شيء فيك غير صالح للإستعمال، الأشياء العامة والخاصة، متعلقات المجتمع والدولة والإشخاص، تحولت الى حطام، النفط ينهب، الزراعة متروكة للخراب، ونحن بلا صناعة أصلاً، والشوارع والساحات صارت مكبات للزبالة، والثقافة تحولت الى جهل تام، والمجاري مقابر جماعية، والدين تحول طائفياً، والثورة سقطت، وحزب الفقراء باع نفسه للشركة العالمية، ولم يبق إلا وجهك الكريم والجليل أيها الوطن، أخاف أن يرمي عليه زنيم ما الأصباغ الملوثة، أن يرمي بوجهك المزيد من الدم .
تقارير الأمم المتحدة تقول إن الإرهاب قد زاد درجات ومراتب أخرى عن زمن الفاشية القاسي، عجيب كيف يتحمل أبناءك كل هذا العسف والدمار ؟؟ ألم نقل إن تجربة الفاشية ونموذجها يمثل أبشع تجربة في التاريج، فكيف يأتي من يتجاوزها ويبزها بإسم الدين أو الطائفية أو القرف ؟؟ حتى جاك سترو أحد مخططي الجريمة، الذي خدم سيده بلير خادم بوش خرج عن صمته ليقول : إن الوضع في العراق يسير نحو الكارثة . ياللهول ياللكارثة !! وتقرير أمريكي يتحدث عن أكاديمية الشرطة في بغداد، والتي تعتبر مطبخ توفير الأمن والسلام الداخلي، يقول : البول والبراز يرشحان من خلال الأسقف ويتساقطان على معدات الانارة في بناية سيادية يفترض ان تكون رمزا لاعادة اعمار البلاد، وإليكم رابط الخبر والتقرير والعهدة على الكونكرس الأمريكي بمجلسيه وبحزبيه وشيوخه، وخراهم على وجوههم وعلى حسابهم !!
http://www.middle-east-online.com/?id=41471
كيف يعمل من تلوثت هامته بالخراء لصالح الناس ؟؟ وهل يخجل من تلوثت عمامته أو سدارته أو أصابعه أو قامته بالنجاسة في مجلس المحكوميين أو المنطقة الخضراء المؤممة، أو بالعملية السياسية الأمريكية وتفاصيلها المضحكة، من هذه الأخبار البسيطة والصغيرة جداً ؟؟ هل تخجل مكاتب الرئاسات الثلاث، أو المكاتب الطائفية للمليشيات أو المكاتب السياسية للأحزاب المتقاعدة أو المرجعيات الدينية المتخصصة في فقه النجاسة، ومراكز تعزيز ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني من هذه الأخبار والأحداث الصغيرة ؟؟ هل يستقيل أو يحتج أحد منهم لإي خبر، سواء كان حادثة جسر الأئمة، او إغتصاب الطفلة عبير، أو من فداحة الفشل الأمني، أو من الفساد والخراب والعمالة، أو من آخر جريمة حدثت أو ستحدث في بعقوبة أو حديثة أو النجف أو مدينة الثورة؟؟ أو خبر براز أكاديمية الشرطة المنسكب على الوجوه والرؤوس ؟؟ لااحد ينتظر شيء منكم، ماتت ضمائركم منذ يوم معلوم ومعروف ومسجل في روزنامة الوطن، ومعه كل الأسماء الرثة التي باعت وإشترت وتلاعبت بمصيره ووجوده ومستقبله .

أحمد الناصري



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا ...
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...
- يوميات العدوان : مفارقة الربط التعسفي بين الشرعية الدولية وا ...
- يوميات العدوان : إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المتأخر، ش ...
- يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي
- متابعة ليوميات العدوان : العدو يفشل في التقدم البري، والمقاو ...
- متابعة وتعليق : مصير الهجوم الصهيوني الرئيسي الأخير، هل إنتص ...
- تعليق : مابعد اللحظة الراهنة ، الهجوم الصهيوني الجديد، وعدم ...
- كوندليزا رايس في غرفة العمليات الحربية الصهيونية
- مجزرة قانا الجديدة : الأمريكي والصهيوني يكرع الدم اللبناني ب ...
- كلمة : إطردوا كوندليزا رايس، وأمنعوا القوات الدولية في الجان ...
- كلمة : المقاومة اللبنانية باقية، ولواء كولاني الوحشي ينهزم، ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .