تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة

أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السيد بوش يتعرض الى هجمات مركزة وقوية في عقر داره وفي حديقته الخاصة الأمم المتحدة، من قبل الرئيس الفنزويلي اليساري ( المتطرف ) شافيز، وقد شبهه بالشيطان الذي وقف يوم أمس على المنصة العالمية ودنسها، وترك رائحة الكبريت معشعشة وتفوح في المكان، وكان رد بولتون ( أبو شوارب ) بائساً وركيكاً، وقد اسقط في يده، وربما كان الرد الآخر عرقلة سفر وزير الخارجية الفنزويلي من مطار كندي، في خرق واضح لإتفاقيات وجود وعمل مقرات وهيئات الأمم المتحدة في نيويورك.. كما تعرض الى هجمات أخف من قبل الرئيس الإيراني، الديني اليميني أحمدي نجاد، ثم عاد الرئيس الفنزولي الى الهجوم الشرس والتفصيلي في معاقل الكنسية، وفي مكان المرجعيات الملفقة لبوش في سياساته وحروبه العدوانية الطائشة، وقال شافيز ما لم يقله من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث إن الحرية هنا أكبر بعيداً عن الأعراف واللياقة الدبلوماسية، من أن بوش مجرد سكير وحشاش عادي يعني غير حالم ( من عندي ) وبذلك هو مريض رسمي، وهو يتشبه بالكابوي الأمريكي في مشيته ولكنته وغبائه وعنجهيته وسلوكه السياسي العالمي، وهو لايملك مواهب رئاسية أو سياسية خاصة، إنما قدمه والده الرئيس الأسبق لأمريكا، بمساعدة شركات النفط والسلاح لآل بوش وديك تشيني والأوساط الرأسمالية القذرة في الولايات المتحدة، لتوسيع وتنشيط مصالحها، عبر الحروب والعدوان والإجتياحات للعالم، مع التركيز على المنطقة العربية، ونهب ثرواتها النفطية الكبيرة، وحماية إسرائيل وكيانها ووجودها العدواني، كما حصل في العدوان الأخير على لبنان، وكما يحصل يومياً في غزة والضفة الغربية، ومناطق ال 48 ضد السكان الأصليين، ضمن سياسة الأبارثيد والفصل العنصري .
في هذه ( الزحمة ) من الإنتقادات المنظمة والساخرة، تأتي لطمة جديدة لبوش، لكن هذه المرة من صديق تقليدي ومضمون، هو الحليف الباكستاني برويز مشرف، الذي قال في مذكراته التي ستصدر قريباً، إن الإدارة الأمريكية أوصلت له أوامرها وتهديداتها، بأن تعود بالباكستان الى العصر الحجري ، إذا لم تتعاون في الحرب على طالبان وأفغانستان،، وهو نفس التهديد الذي أوصله بيكر لطارق عزيز عشية حرب الكويت، وقد رد بوش ببلاهته المعهودة في البيت الأبيض وبحضور مشرف، من إنه مندهش ومتفاجئ وغير مصدق لما يسمع ( ومنفلش ) بهذا الكلام ومن هذا الكلام الخطير والغريب وو، لكن إرميتاج، نائب وزير الخارجية السابق كولن باول، ومسؤول قسم الأديان في الخارجية الأمريكية، وهو الناقل الأصلي للرسالة والكلام، بأنه نقل مطالب وتعليمات وأوامر قوية وغير قابلة للنقاش، وهو تأكيد ضمني لنص ماقاله مشرف، وأرمتياج لم ينف الواقعة، إنما أعادها بطريقته الى أن تكشف الوثائق الحقيقية، كما إن مشرف لايمتلك أن يختلق نص آخر، فهو تابع وخادم للأمريكان ومشروعهم، كما إنه شخص غير مستقل .
ومن الفضائح السريعة المتواترة، الموقف الأمريكي الأخير في العدوان العالمي المشترك على لبنان، والأوامر الأمريكية للأنظمة العربية المعروفة المتخاذلة، وقضية تلفون بوش المفتوح الى هذه الأنظمة المعروفة، وبحضور رايس ورامسفيلد ومسؤول الأمن القومي، والذي تظمن الأوامر الصريحة التي أنتجت البيانات والآراء والتصريحات في مصر والسعودية والبيان الوزاري المتخاذل في اليوم الأول من أيام العدوان، حول المغامرة والعقلانية وعدم الإستشارة، ثم فضائح محاولات التسلل والتجويف المحمومة بواسطة اليونفيل، والتي ستؤدي الى تصعيد المواجهة اللبنانية الداخلية، من خلال التقسيم الطوائفي والإستقواء باليونفيل وتوسيع صلاحياتها خارج القرار 1701، ذلك القرار الملتبس الذي أعد في مكتب ليفني حسب تصريحها، ودفعها الى مناطق ومهام خطيرة وحساسة جداً، تساهم في الإحتقان الداخلي، وربما الى إشعال الحريق الأخيرفي لبنان من جديد، والتحضير لنقله الى عموم المنطقة .
ومن الأخبار الجديدة إزدياد حالات السرقة للسلاح من مخازن جيش الإحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق، وبيعه بالكوكائين والحشيش وربما حبوب التسطيل، وهي فضحية لجيش الإحتلال وأخلاقه وإنحلاله، وهذه دلالة على تدني المعنويات والحالة النفسية التي وصلت إليها تلك الجيوش وأفرادها في العراق، وهي من مؤشرات الهزيمة الأكيدة التي تتجمع بوادرها وأسبابها يومياً ..
ومن الأخبار المرتبطة بسياسة الإدارة الأمريكية وبالإحتلال الأمريكي لبلادنا إتساع حالات القتل الجماعي المنظم وتعدد أساليبه بواسطة الإرهاب الغامض، وإتساع حالات الخراب المروع والشامل في بلادنا، لكن الغريب في الأمر، ولاغريب غير الشيطان ورائحته الكبريتية حسب تعبير شافيز المحدد، فإن إدراة الإحتلال قد يتصاعد في شهر رمضان !! هناك إحتمالان لاثالث لهما ، وكليهما ضد إدارة الإحتلال ومشروعها وأساليبها، أولهما إن الإحتلال هو من يقود وينظم وينشر هذا الإرهاب الشامل، لذلك يعرف توقيته وتصعيده وحركته، والثاني إذا جرى تصعيد الإرهاب من أطراف أخرى، فمسؤولية حماية بلادنا تقع على عاتق الإحتلال حسب المواثيق الدولية، أما وقد فشل فعليه أن ينسحب ويترك المهمة لسكان البلاد لتدبير أمورهم الأمنية والسياسية والإقتصادية، كما في جميع المجالات الأخرى، وليس لتدمير أمورهم كما هو الواقع الآن.
وبينما الوطن والبلاد والعباد تنزلق حثيثاً نحو الكارثة التامة، ومع التعارك والتصادم الطائفي والقومي الضيق الذي فرضه المحتل، ونفذه من نفذه، يكرس البعض هذا التقسيم الطائفي حتى في فريضة واضحة مثل الصوم وشهر رمضان، وينقل بداية الشهر من يوم السبت الى يوم الأثنين، ليكون له شهره الطائفي الخاص، بينما يمكن التأكد من الشهر، وبسهولة علمية قاطعة ومانعة، ومن خلال مرصد فلكي إسلامي مشترك، تجوز فيه الإستعانه بتقنيات المحتل العلمية شرعاً، كما جرت الإستعانة والإستفادة من قواته المسلحة شرعاً، ولكن من يسمع ومن يعترف بالعلم أصلاً .
هذه الأخبار ليست أسرار أو فضائح، وربما هي ليست الأخبار المهمة أو الرئيسية في أمريكا وحولها، لكنها نماذج واضحة حول الرفض والممانعة الكبيرة للسياسة الأمريكية وفشلها التدريجي والمتعدد في العالم والمنطقة، كما تكشف المستوى الحقيقي للرئيس الأمريكي بوش، وحقيقة السياسة الأمريكية الراهنة .

أحمد الناصري

#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات