أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - رايس : الشيطان وحاوي الثعابين















المزيد.....

رايس : الشيطان وحاوي الثعابين


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعود كوندليزا رايس بسرعة كبيرة، ومعها كشكول كبير يحتوي على كل مشاكل المنطقة العربية والشرق الأوسط، فهي تريد إطلاق مشروع ( تحالف المعتدلين ) ضد ( تحالف الأشرار )، والمعتدلون هم ( أمريكا وإسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن يساندهم ويدعمهم الإتحاد الأوربي ويمكن إضافة جناح محمود عباس ) ضد تحالف الشر أو الممانعة الإيراني السوري مع حزب الله وحماس وربما بعض الأطراف الوطنيةالعراقية الرافضة للإحتلال . إذن هذه خريطة التحرك الجديد، وهذه القوى الجديدة المكونة للمع وللضد الأمريكي .
إنها خلطة كبيرة ومعقدة الى حدود غامضة وفضفاضة، تأتي مباشرة بعد فشل العدوان الأمريكي الإسرائيلي المشترك على لبنان، ومحاولة محاصرة القوى الرافضة للمشروع الأمريكي لفرض الشرق الأوسط الجديد، وتصعيد الموقف العام ضد إيران ومشروعها النووي وتدخلها الواسع والسافر في العراق، ومحاصرة سورية، والتهرب من المأزق العراقي المتصاعد، واللعب والخداع في تحريك القضية الفلسطينية عبر حشرها المفتعل هذا بين القضايا المطروحة والمستهدفة، فقضية الشعب الفلسطيني وحصاره وتجويعة لاتشغل رايس ولا أي طرف مشارك في هذه التظاهرة .
ربما يشكل هذا التحرك الجديد، تغيير ما ولو بسيط أو تدريجي، في العقل السياسي الأمريكي، بعد الفشل التام لإفكار مجموعة المحافظين الجدد الخطيرة، والعودة ولو الهادئة الى الفكر المحافظ التقليدي في أمريكا، بعد الفشل الكبير والواضح في العراق وأفغانستان وأخيراً في لبنان .
إذن تأتي رايس لإعادة تقييم الأوضاع في المنطقة العربية الى جانب إيران، وربما تحريك السعودية الغنية والكبيرة، كقوة إقليمية لمواجهة إيران، ودفع السعودية ومصر للضغط على سوريا كي لاتذهب بعيداً في مواقفها، لكن هذا التقسيم الأمريكي للدول العربية الى معتدلة ومقبولة وأخرى شريرة ومرفوضة، ينطوي على مخاطر حقيقية في خلق بؤر وتصادم لاتحتاج لها بلداننا وإنظمتها، ولاتتحمله المنطقة، كما إن هذا التحرك والتقسيم سوف يكشف ويفضح الدور المناط لهذه الأنظمة وسط تصاعد السخط الجماهيري بعد العدوان المشترك الأمريكي الصهيوني، والموقف الداعم للعدوان من قبل بعض الأنظمة العربية .
من جانب آخر تتخلى الإدارة الأمريكية تحت ضغط الأحداث الخارجية وإنعكاساتها الداخلية، عن طروحات الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان والرفاة الإقتصادي المزعوم، وتتخلى عن قوى ما يسمى ( بالليبرالية العربية الجديدة ) التي صدقت الكذبة الأمريكية وتبنتها، وحاولت تفعيل وإستثمار الضعط الأمريكي اللافت على الأنظمة العربية، وها هي تعود لتدعم أنظمة رجعية وإستبدادية، أنظمة الفساد والتوريث والتخلف، حسب التقارير والدراسات الأمريكية نفسها. فأين هي الإدعاءات لتحديث وتطوير المنطقة ؟؟ إنه الجوهر الحقيقي للشركة الأمريكية والعالمية، التي تلهث وراء الربح وحدة، حتى لو سحقت شعوب المنطقة تحت بساطيلها ودباباتها وسجونها، وأماتتها من الجوع والذل كما حصل أثناء حصار العراق، ويحصل الآن في غزة والضفة الغربية، وفي سجونها المحلية أو الخارجية عبر العالم .
إنها طبخة أمريكية مسمومة جديدة، تحاول رايس طبخها وتقديمها من المدن العربية، ومن بعض مطابخها الرسمية، لكن أمريكا لاتستطيع أن تصنع المعجرات، فالوضع العراقي قد تحدد تقريباً، وهاهو خليل زادة ينذر خادمة المالكي الإنذار الأخير، ويعطيه مهلة قصيرة جداً، ولا أدري كيف للمالكي أن يتدبر أمره في الشهرين القادمين ؟؟ لقد اُثبتت الأحداث السياسية العاصفة منذ الإحتلال الى الآن عجز وفشل مجموعة الإدارة المحلية القابعة في المنطقة الخضراء، وفشل عقلها السياسي الضيق والتابع، وتوقف خططها ومشاريعها في إنتاج سلطة قوية تابعة للمحتل، وهي تبدو تتخبط في خطط كاركتيرية لاتتوقف، تعكس هشاشة فكرها السياسي التافه، وتكشف نواياها الخطيرة، كمجاميع مبتذلة وغير وطنية، تدعمها مرجعيات لاتتبنى فكر وطني عراقي جامع، وأصبحت بعد هول الأحداث ( كالأطرش في الزفة مثل صاحبنا المعروف في طرشه المزمن والأكيد )، لذلك إستغلها هذا الطرف أو ذاك لإغراضه الطائفية التدميرية بشكل علني أدت الى تخريب حياة الناس في كل تفاصيلها، في كل المدن والمناطق، وخاصة مدن الجنوب التي تخضع لهذه السياسات مباشرة، بعد إن ذهبت هذه الأطراف بعيداً في ممارسة وفرض التخريب بأسم الدين الطائفي وبشكل علني مقرف، مدعومة من المحتل الذي فرض هذه السياسات، عبر مديره التنفيدي بريمر الذي كشف جزء يسير لكن خطير من هذه الخطط .
وفي لبنان التي لعبت رايس دوراً خطيراً في أحداثه الأخيرة، والتي قادتها من السفارة الأمريكية في عوكر مع الأطراف المتواطئة معها، ومن غرفة العمليات الصهيونية مع الوزير الفاشل بيرتس، تعود اليوم لتجويف و( تبويش) الوضع والنتائج التي أفرزتها الحرب، وتعديل وتطوير القرار 1701، وإيصاله الى الحدود التي فشل فيها العدوان العسكري المباشر، ومن هنا يأتي التعقيد والتسخين والملاسنات المخططة في الوضع اللبناني المفخخ، مع التهديد اليومي بإطلاق العدوان من جديد على الشعب اللبناني، او تحريك القوى الداخلية وطروحاتها الغريبة المستقوية برايس أو بالتهديد الإسرائيلي الجديد ، وبخلط الأوراق عبر تقديمها وتأخيرها .
أما الحديث عن القضية الفلسطينية والحل السلمي فهو لذر الرماد في العيون، والمشروع الأمريكي الجديد يتطابق مع التصور الصهيوني التي عبرت عنه ليفني، فلا وجود لخارطة الطريق حتى بنسختها الإسرائيلية وتعديلات شارون الأساسية عليها، ولا وجود لمبادرة الملك عبداللة، ولا عودة الى حدود ال67، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، تظم القدس العربية، وتظمن عودة اللاجئين ، إنما الحل حسب الوقائع الجديدة والرؤية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، وهذا نفق طويل وجديد وبلا أفق !!
يبدو أن المنطقة قادمة على المزيد من التصعيد والتصادم واستمرار الصراع بأشكال مختلفة، مادام العقل الأمريكي يضخ خططه من خلال رؤية الشركة العالمية لمصالحها ومصالح إسرائيل، وهي تطارد الشعوب بالسلاح وبالدبلوماسية، وبواسطة ثعابين رايس الجديدة، التي سوف تعبث بالوضع، رغم مقاومة الشعوب، وفي ظل عجز النظام العربي التاريخي ... إن الشعوب سوف لن تسكت، وقد رأت التجربة اللبنانية في المقاومة والممانعة، وإن أمريكا وإسرائيل لستا قدر التاريخ والحياة والمنطق السليم، إن الشيطان يتحرك من جديد ويطلق ثعابينه في العراق ولبنان وفلسطين وعموم المنطقة .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية لوجه الوطن المقدس، وكلمات ضد من وقف ضده .
- موقفان من الإحتلال العسكري الأمريكي لبلادنا، وتصريحات جلال ا ...
- كلمات أخرى الى ستار غانم راضي العابر في الزمن المفقود
- تعليقات سريعة على أحداث وأخبار أمريكية ساخرة ومتنوعة
- متابعة وتعليق : حول تصريحات ورسائل بوش والإدارة الأمريكية ال ...
- كلمة : رأي في المسألة النووية الإيرانية وأوضاع المنطقة
- ماذا حصل في العراق في شهر تموز الفائت ؟؟
- كلمة : عن الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية
- كلمة : وحشية العدوان الصهيوني وحجم الكارثة
- لبنان الكرامة والشعب العنيد
- يوميات العدوان : المرحلة البرية الأخيرة المتعثرة، ووضع المقا ...
- يوميات العدوان : مفارقة الربط التعسفي بين الشرعية الدولية وا ...
- يوميات العدوان : إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المتأخر، ش ...
- يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي
- متابعة ليوميات العدوان : العدو يفشل في التقدم البري، والمقاو ...
- متابعة وتعليق : مصير الهجوم الصهيوني الرئيسي الأخير، هل إنتص ...
- تعليق : مابعد اللحظة الراهنة ، الهجوم الصهيوني الجديد، وعدم ...
- كوندليزا رايس في غرفة العمليات الحربية الصهيونية
- مجزرة قانا الجديدة : الأمريكي والصهيوني يكرع الدم اللبناني ب ...
- كلمة : إطردوا كوندليزا رايس، وأمنعوا القوات الدولية في الجان ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - رايس : الشيطان وحاوي الثعابين