أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - هياء قصة














المزيد.....

هياء قصة


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


عينان عسليتان .نهد خمري , قبضة كف, مكور ومنتفض ,عشرون عاما مضت منذ تعرف عليها , دار ت به وبها عجلات الزمن ,لم تترك لونا من اسلحة الارادة الا وجربته لمقاومة الانهيار ,وحيدة هي الان في قرية قصية بالجنوب .. بلبل في قفص وقطة جميلة هي ما تبقى من ضجة الاصدقاء والاقرباء ...
مضى على ذلك اكثر من ربع قرن .. مذ رآها يافعة في السابعة عشرة من عمرها ..ام صارمة واخ متأزم ..طيب متشدد ومتساهل , نهم في القراءة لكنه لم يكتب حرفا ولا انتج فكرة , بشرته شديدة السمرة احكمت حياته فصار البحث عن الجمال هدفا وان يحب جميلة وتحبه غاية سخّر لها كل عمره .لم تكن الام تؤمن بالتحلل لكنها ترى ان على الفتاة ان تتبسط مع الرجال لكسب مادي او منفعة ...تساهل وسطي دون تسجيل هفوات او التوغل في كمين .. خدع انثوية لاجل الاصطياد لكن ( هياء) لا تتقبل الامر .. عفة مترسخة وتحسس من القذارة وتخوف من سطوة الرجل .. لون غريزي من الاشمئزاز من العلاقات الحميمية ومشتقاتها .0
( امي تريدني امضي بالطريق الخطأ , ذلك سر ازمتي ) , هكذا اخبرت القيصر الذي يكبرها بعشرة اعوام , ذات يوم سحرت القيصر فابتكر لها كل الكمائن فخسر معاركه معها واحدة تلو الاخرى ..نجت من قبضته الماهرة باقتدار ...ولكنه مبكرا علم بان لا امرأة تتمكن من الافلات من رجل مصر اخبرته بذلك زميلة له ..فكان تقريرها منهجا وقاعدة رياضية لا تقبل النقض ..ودعّم ذلك ما قرأها برواية الجريمة والعقاب ( اية امرأة اخضعها لارادتي بالنفاق والمجاراة ) ...ترسخت فكرة بطل دستوفسكي عميقا في وجدانه ولم ينتبه او لم يتمكن من التوقف عن الشق الثاني - المفند - من الحوار حيث اجاب البطل (ان عصت فتاة علي فسانتحر ) .. حقا انتحر في النهاية ...
انتقل القيصر لمحافظة اخرى وتناسى مؤقتا هياء .. انشغل بالرسم والصيد رغم انه لشهرين لم يصد على الفرات الا انه كان يقصده لساعتين صبحا ومثلها في العصر فيعود غروبا مزدحما بالفراغ ... فيمسك ريشته حتى الفجر ..
في غمرة هذا الانهماك وصلته رسالة عن طريق صديق جار.. كان ذلك ضحى الخميس .. (هل نسيت .. عاجلا تعود للبصرة .. انتظرك .. هياء .).
بعد وجبة الظهر قصد القيصر محطة القطار القريبة من منزله وتوجه الى البصرة .
عليك تصحيني في المنتصف .. وبقي يتلظى فلما بلغت الحادية عشرة ونصف .. قصد الساعة الجدارية وحرك عقاربها .. وناداها بشبه همس فامها جوارها .. وقصد الغرفة الاخرى ينتظر ..رآها تخطو بتثاقل ملامسة ارنبة انفها يلتف على بشرتها الحنطية ثوب مزهر يضيق صدرا والخاصرة ورغم ضعف الضوء التقط صبي حياء يعوم بعينيها السوداوين الواسعتين , لم يكن لمسها متعذرا فطالما تمددت على بطنها ودعته لمساج على توتر ظهرها ...وطالما قطف لمسات وضغطات من الرمانتين .. لكنها ستاتيه الليلة كلها .. استعداد جسدي دافق ولّده الهجر والبعد والفراغ .
جاءت وقطرات الماء لم تجف تماما , كان جسدها يفرز عطرا انثويا اخاذا ,وبعد لحظات بدأ بتنشق الازهار النعمانية التي تبعثرت على ثوبها ..هي الان في قبضته وعليه استخدام مهارته ليسكن فيها الارتعاد ..يهيئها لاول ملحمة ستخوضها ... عميقا في وجدان كليهما ستنحت هذه الليلة ..التاريخ يستعد .. الزمن سيخلد ..الذاكرة في اعلى درجات التأهب لتلتقط هذه الذكرى وتخزنها للابد ..
وعلت تاوهات منها , فقالت الام من ظلام غرفتها
( هياء ما بك ) هي تعرف تماما ما بها .. وهي فرحة لها فلم يكن النداء الا رسالة اطمئنان .
في الصباح فاجأته : ( ما حدث الليلة الماضية كان خطأ لن يتكرر) ...اعلنت بتوتر وهي خفيضة العيون .
ـــــــــــــــــــــــ
( كان خطأ ),فكرة غامضة صادمة ..استغرق عشر سنوات ليفكك شفرتها ..ليلة عاشتها في غاية الذوبان والسحر الروحي فكيف كان خطأ ..وادرك انه يحتاج الى علم حفريات الروح وانواع الطبقات الروحية ليتفهم ما وراء ذلك ...لكن فرويد بكل كفاءته التحليلية استغرق وقتا ليتفهم الغاز حلم مر في وجدان مريضته المصابة بالهسترا ..فقد حلمت انها تنحر كلبا .. بعد جلسات ادرك بان الكلب الاحمر هو عمتها لانها اطلقت عليها هذا الوصف في طفولتها.
لكن ذلك جرى منذ اكثر من ربع قرن .اما الان فهياء وحيدة في قرية قصية بالجنوب ..
مقطع من رواية صنارة وانهار



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات
- الدلالة المركزية والهامشية للالفاظ
- الاف العلماء والأكاديميين والطياريين تمت تصفيتهم في العراق
- الشيطان امرأة رواية الحب المعلب
- كتاب الامثال الشعبية في البصرة
- القاصة الامريكية فلانيري اوكونور اثر الكاثوليكية في الكتابة
- اخيرا وجد الحل في الصراع المذهبي
- ورقة اليانصيب
- قذيفة واحدة تقضي على 5 الاف من اجنة الاطفال في غزة .
- بعد ربع قرن وفي اللحظة الاخيرة قصة
- تمثال السياب يحترق على كورنيش شط العرب
- امراة في الرمال لكافكا اليابان كوبي آبي
- العدوى القرائية والكتب الاكثر مبيعا
- كتاب شذرات من كتب مفقودة في التاريخ
- قوة الدراما في ثلاث قصائد عربية
- التوابيت
- يقتلن اطفالهن انتقاما او لاجل العشق .
- طائرة الحسناء النائمة مغامرة لصيد الجمال
- المواقف والمخاطبات للنفري
- رواية ذكريات نائمة معاناة ترميم الذاكرة


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - هياء قصة