أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - قراءة في الهجوم الإيراني















المزيد.....

قراءة في الهجوم الإيراني


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في الهجوم الإيراني ،،،،،،،،

ما بين الصبر الاستراتيجي والرد التكتيكي مقاربات كثيرة. للوقوف عليها علينا استعراض سياقات الصبر الاستراتيجي الإيراني، الكثير من العمليات الأمنية التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات علمية نسبت إلى إسرائيل دون أن تعلن الأخيرة مسؤوليتها مما ترك هامش من المناورة للقيادة الإيرانية لاحتواء العمليات والتخندق وراء الشعار "الرد المناسب في المكان والزمان المناسب " ما المتغير في هذه المرحلة؟ لماذا أقدمت إيران على تنفيذ هجوم عسكري على مواقع عسكرية وأمنية الآن؟ هل اغتيال العميد محمد رضا زاهدي أكثر إيلاما من اغتيال محسن فخري زادة "الذي كان دوره ومكانته في إيران بمكانة قائد فيلق القدس قاسم سليماني"؟ حيث جرى اغتياله في وضح النهار خارج العاصمة طهران.

لا أعتقد أن الرد الايراني مرتبط بمكانة العميد زاهدي ولا بمكان تنفيذ العملية "القنصلية" التي تحظى بحصانة وفق القوانين الدولية ذات الصلة. لأن هذين المعيارين ينطبقان على محسن فخري زادة، لم تعمل إيران على الرد رغم الخسارة الاستراتيجية التي لحقت بها جراء اغتيال الأخير ارتباطا بمشروعها النووي والذي تعمل ليل نهار على استكماله لخلق حالة ردع استراتيجي في المنطقة والعالم.

أعتقد أن العوامل التي دفعت إيران للرد هي:

• المحافظة على مكانتها في إدارة محور المقاومة، لا يعقل أن يتحدى اليمن المثخن بالجراح الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وإسرائيل ويتحمل الضربات إسنادا لغزة ودفاعا عن الكرامة القومية، وقيادة محور المقاومة تمتص الضربات ولا تدافع عن ذاتها.
• تعميق الأزمة الداخلية في إسرائيل، الضربة ستدفع قيادة حماس للتمسك بشروطها لإتمام أية تسوية للحرب المستمرة على غزة منذ 191 يوم، الأمر الذي سيساهم في رفع مستوى التناقضات الشعبية والحزبية داخل إسرائيل وصولا إلى دفع المستوى السياسي إلى القبول بمطالب حماس أو القبول بمطالب الشارع الآخذة بالتبلور وصولا لإجراء انتخابات برلمانية أو الذهاب بعيدا بتصعيد أمني يشمل الإقليم في محاولة لتوريط أمريكا بحرب مباشرة مع إيران لتغطية العجز في حسم الحرب على غزة.

• فرض هيمنة إقليمية من خلال إبراز القدرات الحربية الإيرانية. صرح وزير الخارجية الإيراني "أن إيران أعلمت الدول أن الرد سيكون في إطار الرد المشروع والحازم والطبيعي ونحن نأخذ بعين الاعتبار أمن المنطقة، للدول التي لديها علاقات عسكرية مع "إسرائيل" نقول نحن لا نبحث عن استهداف القواعد الأميركية أو توسيع دائرة الصراع". وأضاف "أخبرنا دول الجوار ودول المنطقة قبل 48 ساعة بأن الرد الإيراني هو دفاع مشروع، وفي حال تدخلت الولايات المتحدة للدفاع عن الكيان الصهيوني من أراضي دول المنطقة فإننا سنتصدى لها.
• إجراء حوارات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوضعها بحدود العملية العسكرية حيث صرح وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان "في رسالتنا للبيت الأبيض فجر اليوم أوضحنا أن عملياتنا كانت محدودة وهي لمعاقبة الكيان الصهيوني".
قد يختلف الكثيرون حول جدوى الرد الإيراني من حيث الأداء والنتائج فقد أطلعت إيران دول الجوار بالعملية قبل تنفيذها ب 48 ساعة واستخدمت الطائرات المسيرة والتي تحتاج من 6-8 ساعات للوصول إلى أهدافها المحددة وفق المخطط الإيراني في الوقت الذي كان بإمكانها تنفيذ هجوم بالصواريخ البالستية التي تحتاج ما بين 10-15 دقيقة للوصول إلى أهدافها محتفظة بعنصر المفاجأة.
لماذا اختارت إيران هذا الشكل من الرد؟
• عدم رغبة إيران في توسيع رقعة المواجهة مع إسرائيل خوفا من التدخل الأمريكي وتحويل المواجهة لحرب مفتوحة " إن استهداف الحرس الثوري الجولان السوري المحتل وأهدافا عسكرية في صحراء النقب يرمي لاحتواء التطورات وعدم استفزاز الجانب الإسرائيلي أكثر مما هو عليه".
• ارضاء الشارع الإيراني بعد تراجع شعبية النظام نتاج الوضع الاقتصادي وتشديد التيار المحافظ قبضته على مفاصل الحياة الداخلية في إيران "المؤشر على ذلك انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية حيث وصلت الى41% فقط، مسجلة تراجعا بنسبة أكثر من 1.5% مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2020، وهي أدنى نسبة مشاركة تسجّل في تاريخ الجمهورية.
• فحص آليات التدخل الأمريكية والغربية والعربية في أية مواجهة مستقبلية مع إسرائيل.
هل نجحت إيران في إدارة هذه المواجهة:
على الصعيد التكتيكي كانت العملية محدودة النطاق تهدف إلى استعادة قوة الردع الإيرانية في مواجهة إسرائيل، أدخلت الأخيرة في حالة إرباك شديدة، تجلى ذلك بالتعليمات التي تم إصدارها للجبهة الداخلية "وقف التعليم، إغلاق المطارات" وما رافق ذلك من نقل مقر اجتماع مجلس الحرب المصغر وانتشار المضادات الأرضية وسلاح الطيران للتصدي للمسيرات والصواريخ التي أطلقت من إيران واليمن والعراق. حيث كلف اعتراض هجوم الصواريخ الباليستية والمسيرات الإيرانية ما بين مليار حتى ملياري شيقل، وفقا لتقديرات جنرال احتياط شاشون حداد.
استراتيجيا، لا يمكن الحسم بأن إيران حققت نجاحا استراتيجيا للعديد من الأسباب أهمها غموض الموقف الإسرائيلي، إلى اللحظة لم يصدر أي موقف رسمي إسرائيلي يشير إلى نية إسرائيل الرد على الهجوم أو الاكتفاء بما حققته من نجاحات في اعتراض معظم المسيرات والصواريخ فقد صرح الناطق العسكري بنجاح إسرائيل باعتراض 99% من الصواريخ في أول تماثل في المعطيات بين الانتخابات في الدول العربية ونتائج التصدي الإسرائيلي للهجمات الإيرانية. "قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الغالبية العظمى من الصواريخ تم اعتراضها خارج الأراضي الإسرائيلية بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية".
• مع ذلك يعتبر الرد الإيراني تغير في قواعد الاشتباك المفتوح بين إيران وإسرائيل الممتد منذ نجاح الثورة الإسلامية، سيكون على إيران ترسيخه في التعامل مع أي هجوم إسرائيلي على أهداف إيرانية داخل أو خارج إيران.
موقف الولايات الأمريكية المتحدة من الهجوم:
عملت أمريكا إلى دفع إيران لتقليص هجومها للحدود الدنيا من خلال دعوة بايدن إيران للامتناع عن إلحاق ضرر جدي بعبارتهDON’T وما رافق ذلك من تحريك لحاملة الطائرات في البحر المتوسط وتفعيل القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة للتصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية مع ذلك لا تنوي الإدارة الامريكية الانجرار لحرب مفتوحة مع إيران في سياق ذلك، قال البيت الأبيض بشكل صريح، إن واشنطن لا تريد تصعيدا للأزمة في الشرق الأوسط وإن الرئيس جو بايدن أبلغ نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي ردًا على هجمات إيران، بالتوازي مع معلومات مسربة تحدثت عن حث بايدن، الجانب الإسرائيلي على عدم الرد على طهران".
الموقف الأمريكي يستند للاعتبارات التالية:
1. عدم ثقة الإدارة الامريكية بتوجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي واعتقادها بأنه يسعى إلى تعويض فشله في غزة بجر المنطقة لحرب مفتوحة تنقذه من تحمل تبعيات الفشل في 7 اكتوبر وما لحقها من إخفاقات بإدارة الحرب في غزة.
2. الحرب في المنطقة ستسبب خسائر اقتصادية وعسكرية لأمريكا نظرا لتحالفات إيران الإقليمية والدولية وقدرتها على تفعيل أكثر من جبهة في ذات الوقت.
3. دخول أمريكا في أجواء الانتخابات وما يتطلب ذلك من استقرار اقتصادي وأمني.
4. سعي أمريكا إلى تفعيل تحالف دولي ضد إيران يشمل الدول الاوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا بشكل أساسي) ودول الاعتدال العربي التي شاركت في التصدي للصواريخ الإيرانية أو أبدت تحفظها من العملية.
هل سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني:
إلى اللحظة لم يتم بلورة موقف واضح يقضي برد إسرائيلي محتمل، مع ذلك هنالك إمكانية واقعية للرد خوفا من استمرار تآكل عنصر الردع الذي اعتمدت عليه إسرائيل منذ قيامها وهذا ما أشار إليه بن غفير وسموتريتش الوزيران الأكثر يمينية في الحكومة الإسرائيلية حيث صرح الأول: " على إسرائيل عدم اتباع سياسة الاحتواء من أجل خلق الردع في الشرق الأوسط، على صاحب البيت أن يرد بجنون "وفي سياق متصل أكد بتسلئيل سموتريتش: "إن أعين المنطقة والعالم صوبنا في رد لمنتصر يسمع صداه لأجيال على هجوم إيران وإذا ترددنا سيؤدي ذلك إلى خطر وجودي علينا ". داعيا الحكومة إلى تعلم الدروس والتوجه الى مدينة رفح.
أما وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، فقد صرح في أعقاب الهجوم الإيراني، إن إسرائيل "ستنتزع ثمنا من إيران بالطريقة والوقت الذي يناسبنا". وأضاف أن إيران "واجهت قوة النظام الأمني الإسرائيلي".
سيعمل نتنياهو على الإفادة القصوى من الهجوم الإيراني فقد اصطفت الدول الأوروبية وأمريكا من جديد إلى جانبه في إدانة الهجوم الإيراني مما يخفف الضغط عليه جراء استهدافه للمدنيين والمستشفيات في قطاع غزة مما تسبب بارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء وإصابة عشرات الآلاف من الجرحى دون تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة "القضاء على حماس تحرير الأسرى" قد يحاول الاستفادة بشن ضربات على قواعد عسكرية وأمنية لإيران في سوريا والعراق أو ضرب مقرات عسكرية وأمنية داخل إيران متحديا الموقف الأمريكي المطالب بعدم الرد. وقد يكون الخيار الأسهل له الهجوم على رفح في محاولة أخيرة لتحقيق أي إنجاز يقدمه للمجتمع الإسرائيلي الذي بدأت قطاعات منه المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.
ستبقى المواجهة مفتوحة في المنطقة ارتباطا بطبيعة الصراع القائم ولن تنتهي إلا بانتصار مطلق لطرف من طرفي الصراع، وسيُكتب التاريخ في الجغرافيا من نتائج حالة الصراع المستمرة منذ أكثر من قرن بين مشروع تحرري نهضوي ومشروع إحلالي



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات وليد
- رسالة إلى وليد
- هبة القدس إلى أين
- سوريا والكيماوي
- الصمت ماذا بعد .................
- ما بين الثورة والثورة المضادة
- ما زلت أحلم
- هي 4
- هي 3
- هي 2
- ما بعد البداية
- سورياو - إسرائيل -
- القرضاوي وأمريكا
- يوم الأسير الفلسطيني
- إلى متى
- تشافيز لن تغيب وإن غيبت
- خطاب بار إيلان
- فكر بغيرك
- ليس حباً بعمرو ولكن كرهاً بزيد
- الإنتخابات الصهيونية.....إلى أين


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - قراءة في الهجوم الإيراني