أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - ما بين الثورة والثورة المضادة














المزيد.....

ما بين الثورة والثورة المضادة


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من تعبيرات الديمقراطية حرية التظاهر وحرية المعتقد وحرية تشكيل الأحزاب وحرية التعبير...الخ، مجموع هذه الحريات حقوق تاريخية إكتسبتها الشعوب في سياق بحثها عن صيغة تنسجم مع مفهوم الديمقراطية المباشرة "حكم الشعب للشعب وبالشعب " دون إنابة أو تفويض لأحد
مع ذلك ونظراً لتعثر تحقيق الديمقراطية المباشرة جراء البنية الطبقية للمجتمعات وما ترتب عليها من تعارض في المصالح نتاج الإمتيازات المتحققة للقوى الطبقية المتحكمة بالإنتاج، سعت هذه القوى إلى صياغة آليات سياسية تعمل من خلالها على تفريغ الطاقات الثورية للقوى الطبقية النقيضة من خلال بلورة مجموعة من الحقوق السياسية توجه من خلالها التناقضات على أرضية المحافظة على النظام القائم من خلال الإحتكام إلى أدوات عمل هي نتاج لثقافته ومصالح قواه الإجتماعية السائدة، من هنا وعلى الرغم من ضرورة الإستفادة من هذه الآليات في خلخلة البنية الطبقية السائدة، علينا العمل دوما على تطوير المشاركة الإجتماعية في الممارسة السياسية على قاعدة إشراك الجماهير الشعبية في صنع وإتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلها كونها الأكثر تضررا من القرارات والتوجهات السياسية والإقتصادية الإجتماعية التي تتخذها الطبقات أو الفئات الطبقية الممسكة بزمام الحكم، والتي تعبر بالضرورة عن مصالحها المتعارضة بكل تأكيد مع مصالح الجماهير الشعبية.
لتكن أدوات العمل "الديمقراطي الليبرالي " وسائل لتعلم النضال الطبقي ومرحلة من مراحل إدارة الصراع على أن يتم الحرص على ضرورة أن يكون الهدف الإستراتيجي لنضالنا تحقيق العدالة الإجتماعية من خلال نفي المجتمع الطبقي القائم على إستغلال الإنسان للإنسان، حيث تشكل أدوات العمل اليبرالي عامل كبح لهذه التطلعات كونها أُنتجت للحفاظ على النظام القائم مع إجراءات ذات طابع إصلاحي لا ترتق إلى تحقيق مفهوم الديمقراطية "حكم الشعب للشعب " ولتوضيح ذلك تسمح البرجوازية للعمال بالتظاهرللمطالبة بتحسين شروط وظروف إستغلالهم الطبقي ولكنها تضرب بيدٍ من حديد أية محاولة لإلغاء الإستغلال الطبقي. لذا تكون المظاهرات مرخصة من قبل الحكومة التي تمارس الإستغلال الطبقي بفعل دورها الوظيفي كجهاز بيروقراطي يحمي ويعبر عن مصالح البرجوازية التي وصلت إلى السيطرة على المجتمع بعد إنتصارها التاريخي على الإقطاع وعملت على إنشاء أدوات القمع الطبقي من أجهزة أمن ومحاكم وسجون وأدوات سيطرة أيديولوجية من مدارس وجامعات وجوامع وكنائس بهدف تشكيل الوعي الإجتماعي وما يتناسب مع المجتمع الطبقي.

استطاعت البرجوازية بعد إنتصارها التاريخي على الإقطاع من تطوير أدوات العمل، وقد تمكنت خلال القرنين الماضيين من التجدد بصيغ سياسية عبرت عن الأزمات المتلاحقة التي كانت تواجه كل شكل من أشكال العمل السياسي وما ساعد في ذلك التجربة الإشتراكية التي أجبرت الدول الرأسمالية للبحث عن صيغة لدولة الرفاه، تعطل تصاعد التناقضات الطبقية، وقد استطاعت بلورة آليات إقتصادية جنبتها الدخول بمواجهة مع الجماهير الشعبية بدولها من خلال بلورة مفهوم المركز والمحيط بالعلاقات الإقتصادية الدولية حيث تم نقل الاستغلال الوحشي لدول المحيط لتحقيق أعلى نسبة من القيمة الزائدة ليتم بعد ذلك تخصيص الفتات منها لتحسين الظروف المعيشية لمواطني تلك الدول، ما حققته الرأسمالية من إستقرار إلى اللحظة هو إستقرار مؤقت نتاج تصدير الإستغلال إلى خارج الحدود الوطنية وخلق تمايزات ثقافية واجتماعية بين الشغيلة بدول المركز والشغيلة في دول المحيط لإفشال الشعار التاريخي لماركس "يا عمال العالم إتحدو" .عند الحديث عن حريات في مجتمع طبقي يتم الحديث عن حريات بإطار النظام السياسي المنبثق من بنية هذا المجتمع، لذا يمكننا فهم حالة التبدل في النظام السياسي وإنعدام التغير الطبقي.
التبدل يحافظ على استقرار النظام الإقتصادي الإجتماعي القائم، بينما التغير يؤدي بالضرورة إلى بروز دور جديد لقوى اجتماعية اقتصادية جديدة تحمل توجهات تغير البنية القائمة.
نحن بحاجة إلى التغيير الذي لا يتحقق دون ثورة، والثورة هي حالة إنتقال تاريخي من نمط إنتاج إلى آخر، وهذا ما يجعلنا نقف أمام كل التسميات التي يتم إطلاقها على التحركات في الوطن العربي والعالم من حولنا، هل نتحدث عن ثورة أم انتكاسة " ثورة مضادة " ما يمكننا تلمسه في الوطن العربي من تراجعات في الخطاب السياسي والثقافي، " إبراز البعد الطائفي والإثني " يشير إلى أن الثورة المضادة تحاول مصادرة ما أنجزته الجماهير الشعبية خلال العقود الماضية برهن مستقبل الوطن العربي لتحالفات مشبوهة مع الإمبريالية العالمية في محاولة لضرب التوجهات القومية من خلال إنعاش فكر تكفيري إقصائي يقوم على خلق تناقضات بين القومية العربية والإسلام، في تناسي واضح لدور العرب في حمل الإسلام والدفاع عنه في كل المراحل التاريخية التي مر بها، وتجاهل تام أن اللغة العربية هي الحامل والحامي للإسلام.



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زلت أحلم
- هي 4
- هي 3
- هي 2
- ما بعد البداية
- سورياو - إسرائيل -
- القرضاوي وأمريكا
- يوم الأسير الفلسطيني
- إلى متى
- تشافيز لن تغيب وإن غيبت
- خطاب بار إيلان
- فكر بغيرك
- ليس حباً بعمرو ولكن كرهاً بزيد
- الإنتخابات الصهيونية.....إلى أين
- رسالة إلى الجماهير الشعبية في الأردن
- بشرى سارة : الوهابيون مع الجندر
- البحرين وأنصاف المثقفين وأدعياء اليسارية
- إلى المنتخب الرياضي
- من تحرير فلسطين إلى الدعوة إلى المشاركة بالإنتخابات الإسرائي ...
- علمنا الحكيم .....الإمبريالية رأس الحية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - ما بين الثورة والثورة المضادة