أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - عازف الناي/ قصة قصيرة














المزيد.....

عازف الناي/ قصة قصيرة


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-استفيقي يا ليندا
تعالي نمرح وسط الوديان
نرقص.. نغني
نقطف ورود الياسمين”
هذه الاغنية كان يرددها الفتى -حسام- عندما كان يخرج كل صباح ليرعى الاغنام وسط الوديان المملوءة بالعشب الاخضر وبالورود الملونة الزاهية ثم يجلس تحت شجرة البلوط ويمسك نايه الطويل ويعزف به حتى تظهر -ليندا- ومعها مجموعة من الاغنام..
صوت الناي يسمع من بعيد، حتى اهل القرية اخذوا يعرفون عزفه ، فالناي هو اجمل شيء يسمعونه صباح كل يوم.. الكل يعرف بان حساماً يحب ليندا وسوف تتم خطبتهما يوم الاحد القادم، وكالمعتاد خرج حسام باغنامه وهو يردد اغنيته اليومية ويعزف بنايه الطويل كان في اشد الشوق لرؤية ليندا. فبعد يومين سوف تصبح مليكة له وسيملأ الدنيا صخباً ومرحاً.. جلس تحت شجرة البلوط لساعات وطال انتظاره فقد بدأت الشمس تتعامد لتدل على حلول فترة الظهيرة ولم تطل الجميلة.. مما زاد في قلقه فقرر ان يعود الى القرية للبحث عنها فراح يجمع الاغنام وعادأدراجه في وقت مبكر غير الوقت المعتاد له وجاء اهل القرية يسألونه عن سبب رجوعه مبكرا. اخبرهم بانه لم ير ليندا هذا اليوم ولا يدري فيما اذا كان شيء ما منعها من الخروج، اندهش الناس لانهم شاهدوها في الصباح وهي تقود الاغنام نحو الوادي فصرخت امها مفجوعة: “انها النسرة” هي التي سرقتها اذ يحكى ان الفتيات الجميلات يكن دائماً عرضة للاختطاف من قبل النسرة، فقد كانت في هذه القرية امرأة قبيحة المنظر لم تتمكن من الزواج وذلك لقبح وجهها واشمئزاز الناس منها حاولت ان تنتقم من الفتيات الجميلات بواسطة اختطافهن والتخلص منهن ويمكنها ان تتحول الى نسرة.
كانت تلك الليلة اسوأ ليلة تمر بها هذه القرية المسالمة فليندا شابة جميلة خفيفة الدم والعاطفة رقيقة الطبع. . فراح الكل يبحث عنها في الحقول والوديان وفي القرى المجاورة ولم يقعوا على اي أثر لها، أما حسام فلم يكل في البحث عنها ليل نهار، تارة يحمل نايه ويعزف علها تسمع صوت الناي ويتمكن من العثور عليها وتارة يصرخ بأعلىصوته : ليندا.. ليندا.. الا ان جميع المحاولات ذهبت سدى.
ذات ليلة وبينما هو جالس تحت شجرة البلوط اقتربت منه حمامة ناصعة البياض وبدأت تطلق صيحات غريبة اشبه بصيحات استغاثة اثارت انتباهه، لكنه عاد الى سكرته في التفكير بفتاته المفقودة.
ازدادت صيحات الحمامة واصبحت قريبة من النواح وغطت رأسها بجناحيها ورفرفت بهما وطارت.
وذات ليلة مقمرة خرجت حشود الناس ليلاً تحمل مشاعل النار لتخويف الساحرة وطرد الروح الشيطانية منها..
انتشرت النار في كافة ارجاء القرية بحثاً عن ليندا، وبعد بحث طويل يئست القرية مثلما في كل يوم وقررالاهالى العودة وطلب الاب من حسام ان يعود الى معه لانه منذ ليال لم ينم في منزله يمضي طول الوقت في الغابة يعزف بنايه الحزين.
فرد عليه حسام : لن اعود يا ابتي فانا انتظر ليندا. فعندما تعود سنأتي سوية فرد عليه الاب بصوتٍ اجش: إن الجو بارد هذه الايام وعليك ان تقي نفسك من الاصابة بالزكام لكنه تجاهل كلامه وأمسك نايه وبدأ يعزف. وترك الناي ثم قال له : ساعثر على ليندا حتماً وذهب الاب يجر اذيال الخيبة تاركاً حسام في وحدته القاتلة ، لم يبق احد في الوادي، القرية اطفأت انوارها ونامت، لم يبق إلا القمر البائس الذي يضيء وحدته ويزيد من حزنه.. ومع انسحاب اهل القرية تبقى اصداء اغنية ترافق خطواتهم وتهز مشاعرهم.. والصدى يتضح كلما ابتعدوا.
ليندا تعالي
إلي.. تعالي
ارسلت لكِ مع الريح.. سلاماً "
كل شيء نائم في هذه القرية ، الناس.. الطيور.. الاشجار لم يسمع سوى نقيق الضفادع وبينما هو في سكرته عادت اليه الحمامة الناصعة البياض وحطت بالقرب منه وراحت تطلق هديلها نظر لها كم هي جميلة هذه الحمامة ريشها كخيوط الحرير وبياضها مثل وهج الشمس اقترب منها كي يمسكها لكنها حالما راته طارت من حيث اتت .
رجع الى مكانه واعاد العزف على الناي فكلما امسك الناي وعزف جاءت له الحمامة البيضاء وكانها امتلكت اذناً موسيقية لصوت الناي..
وذات ليلة وبينما هو متكئ على شجرة البلوط جاءت اليه هذه الحمامة وحطت بالقرب منه وسمعها تحكي.. يا الهي هذه الحمامة تتكلم.. هل هذا معقول!!
اقترب منها وحدثها: من انت ايتها الجميلة؟!
ابتعدت عنه قليلاً ثم ردت عليه:- قبل أن أجيبك يجب ان ترجع الى اهلك لئلا تغدر بك الساحرة الشيطانة اما انا من اكون، فانا من تبحث عنها.
فصاح بها انت ليندا، اقترب منها اكثر، لكنها رفرفت بجناحيها وطارت وبدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً ويتداخل ضوؤها مع قرص القمر!!



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الى الخليج
- الوطن في حقيبة سفر
- أمراء الثقافة..لا دعاة للتطبيع والمجون السياسي
- قراءة في رواية البلد الجميل: التنافذية والبناء الاسطوري في ه ...
- إسهال سياسي
- نشيدنا الوطني: لا كهرباء بعد اليوم
- رسالة الى امرأة تتشظى
- حوارية الرأس المقطوع
- مثقفون على خط الفقر
- البصرة ذاكرة المدن اللامرئية
- للحرب نشوة
- أعدموا الزعيم مرتين
- مشا عر مضطربة
- طقوس روحانية
- ادلجة الارهاب
- قاماتنا اعلى من تمثال الحرية
- الغاء البطاقة التموينية جريمة كبرى
- الكبسلة تغزونا بثياب الادوية
- انصفوا المثقف المضطهد
- براءةالطفولة


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - عازف الناي/ قصة قصيرة