أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال المظفر - الوطن في حقيبة سفر














المزيد.....

الوطن في حقيبة سفر


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 07:23
المحور: حقوق الانسان
    


الاف العراقيين يغادرون حدود الوطن يوميا هربا من اعمال العنف التي ارتفعت معدلاتها بشكل كبير مع عجز تام للحكومة في ايجاد حلول للانفلات الامني الذي يشهده العراق وخصوصا العاصمة بغداد .
الاف العوائل حزمت حقائبها بعد أن باعت كل ماتملك من اجل الهرب وأن تنفذ بجلدها للحفاظ على ابنائها المتبقين بعد أن حصد العنف الكثيرين منهم .
عوائل مكسورة ومرعوبة مما يجري ، قتل وذبح وخطف وتعذيب وجثث مجهولة الهوية تتفسخ على أرضيات دوائر الطب العدلي بعد أن عجزت الثلاجات عن استيعاب اعدادها ، بل وصل الامر الى عزوف ذوي القتلى عن مراجعة المشارح خوفا من الاختطاف والقتل مثلما جرى للمئات من مراجعي هذه الدوائر .
وطن نخره السياسيون بصراعاتهم وتصريحاتهم النارية التي تدل على هشاشة موقفهم أمام الشعب الذي يعرف حجمهم وحقيقتهم .
الساسة هم الذين أذكوا الفتنة الطائفية ، بل لهم الفضل في اكتشاف الطائفية وتعميقها بعد أن أسس لها الاحتلال منذ غزو قبلة العرب – بغداد – عاصمة الثقافة والفن والالفة والمحبة والعلم والعلماء.
ماالذي جرى في العراق العظيم ؟
العراق الذي عاش مواطنوه لالاف السنين متحابين متجاورين قلوبهم تحن الى بعضهم لافرق بين مواطن وآخر الا بسعة قلبه وحبه لعراقه الجميل ...
السياسيون يتحملون كل ما يجري في العراق ، هم سبب المشكلة وأدواتها والايام تشهد أنهم غير قادرين على قيادة دولة ، أو حتى محافظة بحجم العاصمة بغداد أو ديالى التي فلت زمام الامور فيها هي الاخرى ، ديالى مدينة البرتقال تحولت الى مدينة الرؤوس المقطوعة والجثث المجهولة الهوية الملقاة على الترع والاختطافات بالجملة والرعب الدائم .
أكثر من انقلاب عسكري حدث في العراق ولم نشهد انفلاتا في الامن أو ترد في الاقتصاد والسياسة مثلما يحصل اليوم ، القيادة ليست منحة أو قلادة لمن يقدم تنازلات للغزاة أو من يرسم سياسته على اساس ماترسمه له قوى الاحتلال .
من حق الشعب أن يهاجر خوفا على نفسه وابنائه ، ومن حق الشرفاء أن يحافظوا على العراق – الجميل الجريح وأن يدافعوا عنه بكل الوسائل كي لايضيع ( بشربة مية ) مثلما يقول المثل الشعبي .
هذا العراق الذي بنى تاريخه بآلاف السنبن يضيعه السياسيون بجرة قلم أو برشقة من رذاذ السنتهم عبر مايكرفونات القنوات الفضائية التي تبحث عن الاثارة والتشويق على حساب أمن الشعب ومستقبله ..
العراقيون حزموا حقائبهم وودعوا العراق الجريح فيها ، حملوا معهم أوعية من تربته وعبأوا قناني العطور بهوائه وكل شئ يذكرهم بعراقهم الجريح..
وداعا ياأبناء العراق الجريح ... وداعا أيها الغيارى .. وداعا أيها المنكسرون ، ياأيها الصابرون المبتلون بالحصارات والاحتلالات وعنتريات الساسة وبهلوانياتهم ..
الى أين تهاجرون ياأبناء العراق الغيارى ..؟؟
الى المدن التي تزيد من انكساراتكم وهزائمكم ؟؟
الى المدن التي لاتريد أن تأويكم حتى لو وددتم المبيت على قارعة الرصيف ..؟؟
الى المدن التي لاتريد احتضانكم في ايام الموت والدمار بينما احتضنتم ابناءها في أيام الشدة والحصار وقا سمتموهم رغيف الخبز رغم جوعكم ..؟؟
الى المدن التي لاترغب في منح اللجوء للمواطن العراقي لأ نه يحمل وطنية عالية في داخله ويحب العروبة مثلما يحب عراقه الجريح ...
كل المدن لاتستقبل العراقيين ، بينما يستقبل العراق كل المدن وكل الجنسيات ، حتى التي لاتأتي للسياحة ، وانما مجنزراتها وطائراتها واباتشياتها تفتك بالعراقيين وتقتلهم بالجملة وتبعثر أوصالهم وسط مرأى ومسمع السياسيين الذين لاينطقون ببنت شفة ..!!
الله وحده يعلم صبركم وحلمكم وحجم مصيبتكم ...
لابارك الله في الزناة وفي الغزاة وفي باعة الاوطان والضمير ...
لابارك الله في كل من أذكى نار الفتنة الطائفية ...
لابارك الله في كل من يسعى الى تفتيت وحدة العراق وشعبه ..
اللهم احفظ العراق وشعبه ، اللهم وحد كلمتهم وأخزي المتآمرين على وحدته ، اللهم ألف بين قلوب العراقيين المساكين ، اللهم داوي جراحهم واعزهم في المنافي ، اللهم لاتشمت بهم احدا ..وانصرهم على القوم الظالمين



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراء الثقافة..لا دعاة للتطبيع والمجون السياسي
- قراءة في رواية البلد الجميل: التنافذية والبناء الاسطوري في ه ...
- إسهال سياسي
- نشيدنا الوطني: لا كهرباء بعد اليوم
- رسالة الى امرأة تتشظى
- حوارية الرأس المقطوع
- مثقفون على خط الفقر
- البصرة ذاكرة المدن اللامرئية
- للحرب نشوة
- أعدموا الزعيم مرتين
- مشا عر مضطربة
- طقوس روحانية
- ادلجة الارهاب
- قاماتنا اعلى من تمثال الحرية
- الغاء البطاقة التموينية جريمة كبرى
- الكبسلة تغزونا بثياب الادوية
- انصفوا المثقف المضطهد
- براءةالطفولة
- هويات من عاج ومثقفون جياع
- قصائد للشهيد والشهادة


المزيد.....




- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال المظفر - الوطن في حقيبة سفر