أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال المظفر - إسهال سياسي














المزيد.....

إسهال سياسي


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:36
المحور: الصحافة والاعلام
    


ثلاثون يوما بالتمام والكمال أصبت بالإسهال السياسي، قد يستغرب البعض من هذا المرض الجديد، لم أكن اعرف مسبباته أو أعراضه، ولا حتى الطبيب الذي كنت أراجعه في عيادته ، تعب معي في التشخيص وبحث في المعاجم الطبية عن سر هذا الإسهال المتواصل الذي لم توقفه أقراص الانتيروستوب التي يقال أن رواد الفضاء يتناولونها رغم أني كائن ارضي لم احلق عن مجال الجاذبية سوى بضعة سنتمترات لصعود شقتي المستأجرة والتي تقع في الطابق الخامس ( أي فوق السطوح ) قريبا من الله بعيدا عن عباد الله . بعد ثلاثين يوما قرر الطبيب ترك العلاج الكيمياوي واللجوء إلى العلاج النفسي عله يجد حلا لهذه الحالة، وبدون وعي أخبرته بأن وضعي النفسي مضطرب ومترد للغاية لأن هناك لجنتين تحقيقيتين تحققان معي أحداهما مشتركة من ديوان الرئاسة والأمن العامة ونقابة الصحفيين لنشري ( تعزية ) لفقيد من عائلة الكسنزانية المعروفة حسب ما اعتقد واللجنة الثانية برئاسة ضابط كبير في الفدائيين وعضوية ضابط في الأمن واثنين من نقابة الصحفيين العراقيين لا أود ذكر اسميهما حفاظا عليهما من أي مكروه ولكي لا أكون بالمستوى الذي كانا فيه ، وهذه اللجنة كانت تحقق معي في ست عشرة قضية افتعلها بعض المحسوبين على الوسط الصحفي والأدبي سامحهم الله ، و هي الطائفية والإباحية والفصل الجماعي ونشر الممنوعات والدكتاتورية واعتمادي سياسة مابين السطور في النقد الغير مباشر للدولة والمسؤولين وبأني أسأت إلى عضو القيادة الأسير حاليا لدى القوات الأمريكية ( محمد زمام عبدا لرزاق ) كوني كتبت عمودا في جريدة صوت التأميم الأسبوعية التي كنت رئيس تحريرها لمناسبة ذكرى تأسيسها واستغليت مقولة الرئيس السابق صدام حسين ( اكتبوا بلا خوف وبلا تردد حتى لو كانت الدولة غير راضية عنكم ) وكانت هذه المقولة في حقيقتها فخا للأقلام الحرة والجريئة من اجل فرز الكاتب الموالي للدولة والمعارض لها وبالفعل حشر في الزنزانات عشرات الصحفيين وللأسف الشديد أن اغلب الصحفيين الذين سجنوا كانوا ضحايا أقلام زملائهم التي توشي للمسؤولين بأن هذا الصحفي يقصد كذا وكذا وانه كاتب متمرس في الدس ( مابين السطور) ، وبالفعل أوصل بعض الزملاء إلى عضو القيادة بأن ما اقصده ب ( الرؤوس العفنة ) و( الحاقدين ) و( ألاميين ) وغيرها من المصطلحات هي إشارة إلى شخصه الكريم وليس إلى أمريكا التي كانت تهدد العراق وتتوعده بالحرب آنذاك ، مما دفع ( الرفيق) شبه ألامي إلى أن يكتب على الجريدة وبالقلم الأخضر الذي يستخدمه كل المسؤولين في توقيعهم بالنص ( يبدو أن رئيس التحرير لا يعترف بوجود حزب البعث ) وهذا وحده كان كافيا لأن يقودني إلى حبل المشنقة حسب قول رئيس اللجنة التحقيقية والذي كان برتبة عميد ركن في الفدائيين آنذاك. وبعد إكمالي الحديث مع الطبيب المعالج ، ضرب كفه اليمنى على يسراه واخبرني بأن الإسهال الذي أعانيه هو إسهال سياسي وليس عضوي وذلك بسبب القلق الذي يساورني من هذه اللجان التي تعتمد أساليب قمعية ضد من يقعون تحت طائلتها ، واعتبر حالتي من الحالات الفريدة التي وصلته لحد هذه اللحظة وامرني بترك العلاج والاتجاه إلى الله والصبر على الشدائد. وبالفعل تركت العلاج وفوضت أمري إلى الله وكنت اصبر نفسي بالآية الكريمة( قل لن يصيبنا الاماكتب الله لنا ) ودفعت ثمن الكلمة أياما قاسية في الزنزانة ولكني شكرت أصدقائي ( الخونة ) لأنهم صنعوا لي تاريخا سياسيا يتمنى كل صحفي ومثقف وسياسي شريف أن يصنعه لنفسه وهو تكريم للمبادئ والقيم النبيلة .



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيدنا الوطني: لا كهرباء بعد اليوم
- رسالة الى امرأة تتشظى
- حوارية الرأس المقطوع
- مثقفون على خط الفقر
- البصرة ذاكرة المدن اللامرئية
- للحرب نشوة
- أعدموا الزعيم مرتين
- مشا عر مضطربة
- طقوس روحانية
- ادلجة الارهاب
- قاماتنا اعلى من تمثال الحرية
- الغاء البطاقة التموينية جريمة كبرى
- الكبسلة تغزونا بثياب الادوية
- انصفوا المثقف المضطهد
- براءةالطفولة
- هويات من عاج ومثقفون جياع
- قصائد للشهيد والشهادة
- ثعالب السلطة ... والغرف الحمراء
- تكميم الافواه
- سيادة مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال المظفر - إسهال سياسي