جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:22
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لم تثر همة بعض القادة العرب على مر العصور مثلما تثور اليوم في مكافحة الارهاب بعدما اعطى الضوء الاخضر من قبل الولايات المتحدة الامريكية للتحرك وعلى مساحات اوسع حتى لو اكلت جزءا من حقوق الانسان .
فبعد احداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر وما رافقه من سيناريو بشع صدم العالم اجمعه ، اذ لم يتوقع أي خبير عسكري على هذا الكوكب ان تنهار الاسطورة الامريكية في ليلة واحدة اما تنظيم شبه عشائري او قبلي لا يملك مؤسسات مخابراتية او سلطات في مكافحة الارهاب ولا جهاز امني متطور في اخراج هذا الفلم المرعب ، سارع بعض القادة العرب وبسرعة على مكافحة الارهاب في دولهم ، واخذت مفاهيم الارهاب تأخذ مديات اوسع ، فالمعارض ارهابي والمندد ارهابي ومن لا يقبل بزيادة اسعار رغيف الخبز والمشتقات النفطية ارهابي ومن يطالب بالغاء الخصخصة واعادة القطاع العام ودعمه من الدولة ارهابي ومن لا يؤمن بأن لغة الهراوة هي المرادفة للغة العربية والانكليزية والفرنسية فهو ارهابي لأن المثل العربي يؤكد هذه المفردة الازلية ( العصا لمن عصى ) ونحن كعرب متمسكون بتاريخنا وبداوتنا وامثالنا التي تلازمنا في الافراح والمصائب والنوائب والى غيرها من المفاهيم والاشتقاقات اللفظية والقانونية ، ولعمري لم ار قادتنا او اقرأ عنهم في كتب التاريخ قد هبوا او انتخوا لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمران او العمل على معالجة الفقر الذي اصبح الصفة الملازمة للموصوف ( العربي ) مثلما يهبوا اليوم في ( مكافحة ) الارهاب والذي اصبح للبعض فرصة سهلة لتصفية خصومهم او منافسيهم تحت غطاء مكافحة الارهاب الدولي وبثقة تامة او مثلما يقول المثل الشعبي ( بحيل صدر ) دون خوف من امريكا او غيرها من الدول التي تنادي بحقوق الانسان وتنتقد كل انتهاك له مهما كان ، بل من ينتهك حقوق الحيوان يدان اكثر ممن ينتهك حقوق الانسان على مساحة الوطن العربي الكبير .
مفهوم الارهاب بحاجة الى اعادة قراءة ، وعدم ادلجته على اساس الرؤيا الضيقة للساسة وسحب الخصوم السياسيين الى معركة غير متكافئة تدخل في باب التصفيات الفكرية والجسدية ، بحيث لم يصبح هناك تحديد قانوني للارهاب وفتح الباب على مصراعيه للتأويلات والتفسيرات الفوضوية واللامدروسة لهذا البند وصار السلاح الذي استورد لحماية الشعوب يستخدم ضدها ووجهت فوهات البنادق والمدفعية لمعارضي الانظمة صاحبة السيادة والقرار.
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟