أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - نولد كبارا ونموت في عمر الزهور !














المزيد.....

نولد كبارا ونموت في عمر الزهور !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا كفّ الماضي عن المضي قُدماً؟ ولماذا أصاب العطب عجلة التاريخ في عقر دارنا فتوقّفت عن الدوران، ربما إلى الأبد ؟!
نحن ابناء الشرق قد نكون حالة نادرة مقارنة ببقية البشر. نعيش ثلاثة أرباع حاضرنا في ضيافة الماضي. وفي معظم الشدائد التي تمرّ بنا، وما أكثرها واقساها, نلتفت إلى الوراء كأننا نبحث عن منْ ينقذنا من مصير مشؤوم. نصوّب انظارنا إلى أبعد نقطة ممكنة في أفق الماضي القاتم. وفي كل خطوة الى الامام، وغالبا ما تكون متعثّرة، نجد أنفسنا في ذات المكان الذي يزداد ضيقا علينا كل يوم. أجسادنا ملتصقة بحكم قوانين الطبيعة بارضية الحاضر. وثلاثٌ او اربع من حواسنا مشدودة بحبل من مسد إلى عالم آخر. عالم كنّا في ما مضى ننتمي اليه، واليوم هو الذي ينتمي الينا ولا يفارقنا حتى في المنام. كل يوم لنا امام قتيل. وامام شهيد. وامام جريح وآخر طريد. وهكذا دواليك.
وخلافا لبقية شعوب الارض نمضي جلّ ايامنا بين عزاء اقيم حديثا ومانم خرجنا منه للتو، باعين دامعة وقلوب دامية.
لا علاقة لنا بالمستقبل، لا القريب منه ولا البعيد، الا في مقدار حاجتنا " الماسة ! الى استدعاء ماضينا الذي يابى ان يمضي قُدما، ولو الى حين من الدهر.
ان غالبية شعوب العالم اجرت ما يشبه الغربلة في ماضيها واستخرجت منه العناصر الجوهرية والإيجابية. واستخلصت عِبرا ودروسا لا غنى عنها. وتوصّلت الى النتيجة التالية: الماضي هو الماضي والحاضر هو الحاضر والمستقبل هو المستقبل. وفيما بعد أصبحت هذه النتيجة بالنسبة لهم نقطة انطلاق نحو الرقيّ والتطور. أما نحن فليس لنا سوى ماضٍ يرتدي ثياب الحاضر البالية. ويتجوّل في أروقة ايامنا المعتمة.
في أوروبا لم اسمع أحد يتحدث عن أمور حصلت قبل أكثر من ألف عام. ولا حتى اقلّ من ذاك. فهم لا يستحضرون ابطالا ورموزا وطواطما و"قال الراوي" وما شاكل ذلك، ليضعونها على موائد الطعام. كما نفعل نحن. اسمعهم يتحدثون، وانا اعيش بينهم منذ عقود، عن اليوم والغد وما بعدهما. ويرسلون نظراتهم الفاحصة إلى أبعد من ذلك. فيرون أمورا كثيرة التفاؤل في الأفق البعيد الذي يربطهم بالحاضر، بحبل من مسد ايصا.
نحن نرى في الحاضر مرآةً مشوّهةً تعكس لنا ماضٌٍ مشوّه هو الآخر. بينما هُم يرون في الحاضر مرآة ناصعة تعكس المستقبل بلون شفّاف خالٍ من الشوائب. يعيشون حياتهم بأقلّ "كلفة" على المستوى النفسي والعاطفي والوجداني والديني أيضا. أما نحن فنعيش حياتنا كأنّها معضلة بلا حل ومأساة بلا نهاية. حياتنا تنوء تحت اثقال تشبه الصخور الجبلية. وسلاسل وقيود في دواخلنا كانها صُنعت خصّيصا لنا. ولهذا فنحن نولد كبارا ونموت في عمر الزهور.
فيا لها من مفارقة عجيبة !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجر عثرة من العيار الثقيل
- تصوّرا لو كان هؤلاء الضحايا من اليهود !
- خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون
- الحزب الحاكم يقاطع انتخابات الإقليم !
- احياناً...بل في كلّ الأحيان !
- جسد مخصّب بالحناء والأساطير البابلية
- ورقة خضراء من خريف المستقبل
- المتعطشون لدماءِ الآخرين
- ومن الحب ما فشل...فشلا ذريعا !
- ما زلتُ اتصيّد في الماءِ العكر مغمض العينين
- يا فلان، ميّل زرعك عن دوابي !
- امريكا.. تعدّدت الأسباب والانسحاب واحدُ !
- نصائح مرفوضة جملةً وتفصيلا
- العراق وهواية تشكيل اللجان التحقيقية !
- محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !
- ملائكة الحرمان سرقوا حقيبة احلامي
- انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل
- عندما يفقد الزمن نكهة المفاجآت
- ثلاثة وجوه خلف قناع واحد
- سياسة الضحك المتبادل على الذقون


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - نولد كبارا ونموت في عمر الزهور !