أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون














المزيد.....

خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون منذ عدة اشهر حالة مركبة هي خليط من المرأرة والخيبة والقشل والانكسار. بعد ان تم طرد قواته من بعض الدول الأفريقية التي كانت يوما ما مرتعا خصبا لجيوشه وشركاته الجشعة ومرتزفته القتلة.
وبما أن دوائر الدنيا تدور. وتستمر في الدوران. فبدأ أن رؤساء بعض الدول الأفريقية لم يجدوا سوى روسيا الاتحادية حليفا موثوفا يمكن الاعتماد عليه. وليس له تاريخ استعماري بشع كفرنسا. وهذا التوجه من جانب بعض الزعماء الأفارقة نحو موسكو اثار غضب وحنق وغيرة الرئيس الفرنسي ماكرون. وبما أن ثقافته وعقليته هي ثمرة حقبة استعمارية عنصرية فهو لا يؤمن بأن تلك الدول الأفريقية لها الحق في التحرر والتخلص من الماضي الاستعماري البغيض، او ان تكون حرّة في اتخاذ القرارات السياسية المستقلة. وحسب تصوره الخاطيء يجب أن نبقى إلى الأبد تحت هيمنة واستبداد سلطة الاستعمار الفرنسي القديم. وكانّ لسان حاله يقول، عجبا ! كيف سمحوا لانفسهم وتمردوا علينا هؤلاء الافارقة ؟
وبطبيعة الحال لم يجد رئيس فرنسا طرفا آخرا ليصب عليه جاب غضبه وحقده سوى روسيا. فراح يطلق التصريحات النارية ويحرّض بعض الدول الأوروبية ويهدّد ويتوعّد. وآخر "بنات أفكاره المريضة هو رغبته أو عزمه على ارسال قوات عسكرية تقاتل إلى جانب اوكرانيا ضد روسيا. طبعا ليس من أجل عيون المهرج زيلينسكي بل بحثا عن فرصة للثار من روسيا التي ساهمت بشكل كبير في طرد فرنسا من أكثر من أربعة دول أفريقية والحبل ما زال على الجرار. والمضحك في دعوات الرئيس ماكرون الحماسية إلى "تجاوز كل الخطوط الحمراء" مع روسيا, لم تجد آذانا صاغية من غالبية دول حلف الناتو. باستثناء ثلاث أو أربع دول ليس لها موقع من الاعراب على الساحة الدولية. ويبدو أن دول حلف الناتو أصيبت بالرعب والهلع من قدرات الجيش الروسي وصمود اقتصاد روسيا وتماسكها من جميع النواحي، حكومة وشعبا. وهنا تجدر الاشارة، وبناءا على دراسة الواقع المعاش، أن اية دولة من دول الاتحاد الاوروبي، باسثناءات قليلة جدا، لا يمكنها ان تصمد لأكثر من شهرين في حالة نشوب حرب عالمية. ولهذا السبب، ولاسباب اخرى اقتصادية واجتماعية، تسعى معظم دول الحلف الى تجنب الصراع المباشر مع روسيا. رغم عنتريات بعض الحكام وتهديداتهم في وسائل الاعلام.
ان الرئيس الفرنسي، وبعد الهزيمة والفشل في افريقيا فقد على ما يبدو بوصلة الحكمة السياسية. وأخذ يبحث عن سبل خبيثة للتحرش بروسيا الاتحادية سعيا منه للعثور على مؤطيء قدم في البلدان المجاورة لروسيا. ليقوم من هناك باطلاق التصريحات النارية التي لا تخيف حتى الاطفال.
واتضح في الأشهر الأخيرة أن التخبط طاغٍ على تصرفات وتصريحات رئيس فرنسا. وكثيرا ما يناقض نفسه بنفسه خصوصا في موضوع الحرب ضد روسيا.. وقبل اشهر قليلة صرّح مخاطبا حكام أوروبا: " لا ينبغي إذلال روسيا". واليوم يعد العدّة لارسال جيشه الى هناك.
والظاهر أنه ما زال يرى في أحلامه آثار هزيمة نابليون على يد الروس. ولا يُستبعد أن تكون لدى ماكرون، شان القادة الألمان الحاليين، غرائز ثار وانتقام لما جرى لهم، على يد الجيش الأحمر السوفييتي ابان الحرب العالمية الثانية، من "بهذلة" وهزيمة نكراء. جعلتهم مطأطيء الرؤوس خجلا وخزيا لأكثر من سبعين سنة. واليوم وجدت المانيا في نظام كييف التجسيد الأمثل لتاريخها النازي. وما دعمها المنقطع النظير لمهرج اوكرانيا زيلينسكي آلا تعبيرا عن حقدها الدفين على روسيا.
وسواء كان ماكرون فرنسا اومستشار المانيا شولتس او مخرف امريكا جو بايدن، من اكثر الساعين إلى استمرار وإطالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا. واكثر "الكرماء" في المال والسلاح لكييف، فمن المستحيل أن يحقق لهم نظام اوكرانيا النازي شيئا ملموسا يفتخرون ويتباهون به أمام العالم.
لن تنفع الرئيس الفرنسي ماكرون تصريحاته العنترية وتهديداته وتحريضه المستمر ضد روسيا. وعليه أن يعرف أنه، مهما نفخ في نفسه وصال وجال وعربد في وسائل الإعلام، سيبقى أقل حجما بكثير جدا من نابليون الذي تذوّق، على يد روسيا القيصرية، مرارة هزيمة تاريخية نكراء لن ينساها الفرنسيون ابدا...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الحاكم يقاطع انتخابات الإقليم !
- احياناً...بل في كلّ الأحيان !
- جسد مخصّب بالحناء والأساطير البابلية
- ورقة خضراء من خريف المستقبل
- المتعطشون لدماءِ الآخرين
- ومن الحب ما فشل...فشلا ذريعا !
- ما زلتُ اتصيّد في الماءِ العكر مغمض العينين
- يا فلان، ميّل زرعك عن دوابي !
- امريكا.. تعدّدت الأسباب والانسحاب واحدُ !
- نصائح مرفوضة جملةً وتفصيلا
- العراق وهواية تشكيل اللجان التحقيقية !
- محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !
- ملائكة الحرمان سرقوا حقيبة احلامي
- انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل
- عندما يفقد الزمن نكهة المفاجآت
- ثلاثة وجوه خلف قناع واحد
- سياسة الضحك المتبادل على الذقون
- متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟
- انتخابات أوروبا ديمقراطية وانتخابات العراق ديمقراطية جدا !
- ما انصف القوم ضبّه زيلينسكي واورسولا الطُرطُبة


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون