|
هادي العلوي والفكر الهندي
ابراهيم ازروال
الحوار المتمدن-العدد: 7935 - 2024 / 4 / 2 - 07:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كان ظهور المثقف الكوني، في منظور هادي العلوي، علامة من علامات تحقق سلطة المثقف وقدرته على تجاوز الرؤى الجزئية أو القطاعية وبناء فكرية مركبة تمتح من أكثر من معين ،وتكرس وحدة التطور في الشرق الآسيوي ،قبل أن تؤثر في صياغة الوجدان العالمي .وبينما يعقد أواصر التواصل بين التاوية والفكر الصيني وبين الفكر العرفاني العربي-الإسلامي ،فإنه يغفل ،مساهمة الفكر الهندي في تأسيس الفكر العرفاني الشرقي . I-المثقف الكوني : 1-خاصيات المثقف الكوني: يروم المثقف الكوني، من منظور هادي العلوي ،التحرر ،في المقام الأول ،من القيود والمحددات والموجهات الصارمة للإرادة الطيعة،والانسلاخ شبه الكلي ،مما يعيق ،تجوهره أو تأنسنه أو ارتباطه الكلي بالمطلق .ولتحقيق هذا المطلب المعرفي-الأخلاقي-الوجودي ،ينقطع إلى المعرفة وتهذيب الذات والتأمل الدقيق في النفس وأطوار الزمان والتعلق بالمطلق.لا ينشد المثقف الكوني ،المعرفة النسقية أو المنهجية ،ولا الدراية بالتاريخ ومساراته وتعرجاته ولا بناء الأنساق الأخلاقية ؛بل يتوخى الربط بين المعرفة الحدسية والتأمل المتواتر في كل إشكاليات الوجود وبين العمل بمقتضى تفكيره ،وتنمية الإرادة عبر توسيع قدراته الادراكية وتهذيب النفس والامتناع شبه الكلي عن اللذات والمباهج المباحة للجموع. (وتترقى المثقفية إلى مستوى كوني بانعتاق المثقف من هذه الفروض أولا ، ومن فروض الذات ثانيا والمثقف الكوني مستقل عن الدولة والدين والإيديولوجيا كاستقلاله عن المال والوجاهة والأحلام الشخصية بالمجد...)-1- يمتلك المثقف الكوني، من فرط المعرفة والتأمل والتركيز والتدقيق في أصول الأشياء ومصائرها، القدرة على إعادة ترتيب الضروريات. وبينما تضيع قدرات وكفاءات ونزعات الآخرين، في حمى التهافت والإقبال غير المحسوب على اللذات والمباهج الوقتية والأهواء، فإن المثقف الكوني، ينزاح، كليا عن نثريات الحياة اليومية، وسوالب الإرادة، وينحاز إلى كل ما يعزز حضور الذات وقوتها وقدرتها على التأمل والاستشراف. (ومع بلوغ هذه المرتبة تنشأ لدى المثقف قوة خاصة يستطيع بها إعادة ترتيب الضرورات وفقا لمتطلبات الفكر.وفي طليعة ما يتحقق له بفضل هذه القوة السيطرة على الهموم اليومية التي تشغله عن التفكير أو تضع فواصل بينه وبين نصوصه.)-2- إن المثقف الكوني، إذن، نموذج للحكيم الشرقي، المهموم بثبيت سلطة الإرادة وسط سلط الأغيار، وتحرير الوجدان مما يعيق أصالته، وإدراك الكليات والتخلص من المعارف الجزئية أو القطاعية المفتقرة إلى شمول الرؤية واتساع المنظور. لا ينشغل المثقف الكوني بالتعمق النظري في إشكاليات الفكر والإنسان والوجود أو بالمعالجة العقلية المجردة والصياغة الاستدلالية والتدليلية (على غرار أرسطو أو كانط أو هيغل مثلا) للقضايا الإنسانية الكبرى ،بل يقرن المعرفة المشبعة بالحدوس والاستبصارات والتأملات بالتدبر الوجداني و المسلك العملي المفضيين إلى التأنسن . (تتميز هذه الفئة بتكامل التكوين الثقافي بين الذهن والذات ،وتتمتع بفضل التعمق في قضايا الفكر والإنسان والوجود مقترنا بالتحرر الروحي لدرجة من الوعي الكوني تدمجها في ضمير العالم...) -3- يكرس المثقف الكوني سلطته الرمزية والثقافية، من خلال التموسع أو التمثقف ،ومن خلال التحرر من السلط الثلاث المتنافسة في المعترك –الاجتماعي-السياسي:سلطة السياسة وسلطة المجتمع وسلطة اللاهوت. ثمة نماذج-حسب هادي العلوي - للمثقف الكوني في الحضارات الكبرى: الحضارة الصينية والإسلامية والغربية. ومن بينهم : لاوتسه وأبيقور وتشوانغ تسه و منشيوس و موتسه ومزدك و الغفاري وسلمان الفارسي وعامر العنبري وإبراهيم بن أدهم و البسطامي والحلاج و النفري و محمد بن زكريا الرازي والمعري وعبد القادر الجيلي وشاو يونغ و وجوته وماركس وتولستوي ويوهانسون. 2-أصول المثقف الكوني: ألا تذكرنا مقتضيات المثقفية الكبرى ،كما حددها هادي العلوي ،بالفكر الهندي ،في تجلياته البرهمانية-الهندوسية والبوذية ؟ (وهكذا فالمثقفية الكبرى زهد في المال والعيش والجنس والوجاهة، و الإخلال بواحد من هذه دخول في جبهة الأغيار وانقطاع عن الناس .والعزلة التي اختارها حكماء الصين والإسلام في هذه أي اعتزال الخساسات الأربع وأصحابها وليست هي العزلة عن الناس.) -4- ينفي هادي العلوي، تأثير الفكر الهندي والروحانية البرهمانية –الهندوسية والبوذية ومساهمتهما في صياغة بعض مفاصل الثقافة العربية –الإسلامية في العصر العباسي وما بعده، ليؤكد علائق وروابط محتملة، بين الفكر التاوي وبين الفكر الصوفي. إن الصفات المنسوبة هنا إلى المثقف الكوني ،هي صفات العارف البرهماني –الهندوسي والبوذي والجيني واليوجي الهندي. فكيف يمعن هادي العلوي ،في مقارنات بين العارف الصوفي ،وبين التاوي الصيني ،علما أن تأثر العارف الإسلامي ،بالهند أكثر رجحانا من منظور تاريخي ومعرفي؟ وندلل على رجحان هذا التأثر، استنادا إلى ما يلي : 1-الاشعاع الثقافي للهند وتسرب كثير من علاماتها وسماتها الثقافية إلى المراكز الثقافية الكبرى(ترجمة الكتب الهندية إلى العربية في الأوان العباسي) ؛ 2-توطد العلائق الثقافية وروابط التثاقف بين الفضاءات العربية –الإسلامية والهندية بشهادة أبي الريحان البيروني (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) وابن النديم (الفهرست)؛ 3-نهل بعض الصوفية من معين الفكر الهندي مباشرة ( الحسين بن منصور الحلاج)؛ 4-التشابه الكبير بين قسمات العرفان الإسلامي والعرفان الهندي ؛ 5-قدم العرفان الهندي بالقياس إلى العرفان الصيني ،التاوي أو الحكمة الكونفوشيوسية. ولو تأملنا بعمق شروط المثقف الكوني كما حددها هادي العلوي ،لألفيناها قريبة ،رغم الاختلاف في اللغة المستخدمة ،من خصال العارف البدي/البوديسعية ،كما حددها الشهرستاني في "الملل والنحل": (.. والثالثة التعفف عن الشهوات الدنيوية ؛والرابعة الفكرة في التخلص إلى ذلك العالم الدائم الوجود من هذا العالم الفاني ؛والخامسة رياضة العقل بالعلم والأدب وكثرة النظر إلى عواقب الأمور؛ والسادسة القوة على تصريف النفس في طلب العليات ، والسابعة لين القول وطيب الكلام مع كل أحد ؛والثامنة حسن المعاشرة مع الإخوان بإيثار اختيارهم على اختيار نفسه ؛ والتاسعة الإعراض عن الخلق بالكلية والتوجه إلى الحق بالكلية ،والعاشرة بذل الروح شوقا إلى الحق ووصولا إلى جناب الحق.) -5- وكما يتخفف المثقف الكوني من لذات الجسد، فإنه يتخلى عن تمجيد الذات والسعي إلى تكريس سطوتها وتوهجها في الوسط الاجتماعي والثقافي. والحقيقة، أن هذين المطلبين الجوهريين، مشتركان بين المثقفية البرهمانية –الهندوسية وبين المثقفية القطبانية-الصوفية. أليست الضوابط الخمسة لليوجا مثلا، مشابهة لمقتضيات التمثقف الكوني عند هادي العلوي ؟ تنص اليوجا على خمسة ضوابط أساسية : 1-الضابط الأول هو أهمسا، أي اللاأذى "؛ 2-الضابط الثاني يخص الكلام؛ 3-الضبط الثالث يتعلق بعدم السرقة؛ 4-الضابط الرابع وهو عدم التشبث؛ (ويمضي الضابط الرابع، وهو عدم التشبث، بالحظر المفروض على السرقة إلى مستوى أكثر عمقا، ذلك أن عدم التشبث يعني القضاء على الرغبة بأسرها في امتلاك الخيرات، حتى ما يدعى ب"الملكية المشروعة". ويقضي هذا المبدأ بأنه بينما يجوز استخدام كل ما هو ضروري للحياة من قبل أي شخص يحتاجه، فإن مبدأ الملكية نفسه هو تعبير عن الطمع، يدفع قدما من خلال دافع الأنا العمياء.) -6- 5-الضابط الأخلاقي هو موجه ضد النشاط الجنسي. ليس التشابه القائم بين آراء وأفكار وسلوكيات العرفاء الهنديين والصوفية، اعتباطيا، أو عرضيا ؛فمن الطبيعي ،أن تجتاف الحضارة الناشئة ،أفكار وآراء ونظريات ورؤى الحضارة الراسخة ،وذات الباع الطويل في إعادة بناء الوجدان الروحاني ،وصياغة آليات تهذيبه وترقيته . (..فإذا أحب الخلاص من ربق الجسد وقيود المادة ،وإذا أراد الخلاص من شقاء هذه الحياة الدنيا، فما عليه إلا الترفع عن شهوات الجسم والمادة ،والانقطاع عن عالم الدنيا ،وتطهير نفسه حتى من الرغبة ،في الوجود ،حتى تتم الغلبة والسيطرة للروح على الجسد ،فتتم سعادته القصوى بالوصول إلى النرفانا والاتحاد بها ،ويحصل له كل الخير ويعيش في خلود تام وسلام عام .) -7- ألا يجتاف المثقف الكوني، بعض الخاصيات التكوينية ،للرؤية البوذية ،ذات الاستلهام البرهماني؟ 3-الأقطاب والمثقفية الكونية : إن تعريف الأقطاب أو الأبدال أو الضنائن في (المدارات) أو المثقف الكوني ينطبق كليا على العارف أو الحكيم الهندي ،البرهماني –الهندوسي أو البوذي أو الجيني أو اليوجي. (وتنفرد فئة الأقطاب بتعبيرها عن النهج الأشد تكاملا للتصوف وفيها تبلغ المثقفية الإسلامية ذروتها فتناهز مرتبة المثقف الكوني في خصوصيات متعالية التفكير ومندمجة في الناس مع استقلال عن سلطة الدولة وسلطة الدين وسلطة المال.) -8- إن المؤثر الهندي "مركزي" في التجربة العرفانية العربية –الإسلامية ،إذ أسهم هذا المؤثر في تعيين بعض مسارات ومسالك وممرات التجربة الصوفية ، معرفة و أخلاقا وتربية وسلوكا وتصورات .بيد أن تأكيد "مركزية "هذا المؤثر ،لا تلغي بأي حال من الأحوال ، وجود مؤثرات فكرية وتاريخية وسياسية أخرى (المانوية والغنوصية والمزدكية والزرادشتية والهرمسية والأفلاطونية المحدثة ...إلخ). فكيف يكون ماركس ولينين ضمن الأبدال ،ويقصى عرفاء هنديون ،ممن استوفوا شرائط ولوازم المثقفية الكونية كما حددها هادي العلوي؟ألا يستوفي غاندي مثلا ،مقتضيات التمثقف الكوني أكثر من ماركس أو لينين ؟ II-هادي العلوي والعرفان الهندي : 1-خاصيات العرفان الهندي : إن الرغبة في الانعتاق من إسار الامتلاك ومن الرغبات، والرغبة في التحرر من سطوة الأشياء و العلائق والمتع ، من السمات المركزية للحكمة والعرفان الهنديين . وبينما يستبعد هادي العلوي الحكمة والعرفان الهنديين ،من مدارات فكره ،فإنه يجتاف كثيرا من عناصر العرفان الهندي ،حين يحدد مسارات المثقفية الكبرى. ينهل هادي العلوي،إذن ، من العالم الذهني والفكر والحكمي للهندوسية –البوذية ،حين يرسم ملامح المثقف الكوني ورؤيته الوجودية المخصوصة ،دون أن يدري. إن اعتزال الخساسات الأربع ،من نتاج الحكمة العرفانية الهندية ،بالتحديد .إن تأثر التصوف القطباني ،بالفكر والتصوف الهنديين ،أكثر احتمالا من تأثره بالتاوية والعرفان الصيني.كما لا يمكن إنكار تأثر فكر ومسلك أبي العلاء المعري(النباتية والعزلة ورفض الإنجاب...إلخ) وأبي بكر محمد بن زكريا الرازي(التناسخ) بالروحانية الهندية . كما لا يمكن إنكار نفاذ بعض المؤثرات العرفانية الهندية إلى فكر الحسين بن منصور الحلاج(الحلول) وأبي يزيد البسطامي وأبي بكر الشبلي. وكما أثرت البوذية الهندية في الكونفوشيوسية الصينية ذاتها، فإنها أثرت، بلا شك ، في التصوف الإسلامي .والواقع أن تأثير العرفان الهندي –الهندوسي-البوذي ، في عرفان الشرق الأوسط ،في حاجة إلى دراسة وإبانة وإلى مقارنات منهجية ضافية . 2-التصوف القطباني والتاوية : ويجد هادي العلوي توافقات وتماثلات فكرية ونظرية بين التصوف القطباني وبين المثقفية التاوية ؛فالصوفي والتاوي منشغلان،بالتعمق في استكناه الوجود ،معرفيا ،وبإقرار العدل ،اجتماعيا. (وللمثقفية التاوية نظرية المجتمع العظيم المقابلة لمبدإ "راحة الخلق" في التصوف القطباني .وقد نزع الفريقان إلى العزلة واعتبروها من مطالب البعد عن الأغيار وهم أضداد القطب من الحكام والأغنياء .)-9- والواقع أن التصوف بأنواعه الثلاثة: المعرفي والاجتماعي والاهتيامي ،أقرب إلى العرفان أو الحكمة الهنديين. كان من الضروري، من الجهة التاريخية ومن الجهة المعرفية –النظرية، عقد مقارنات بين مفاهيم ومقولات ونظريات التصوف بأنواعه الثلاثة وبين العرفان الهندي، القديم تاريخيا، بالقياس إلى العرفان الصيني أو الفارسي أو اليوناني، والقريب، نظرا ومعرفة وآليات، من العرفان العربي-الإسلامي، كما تجلى في آراء وأفكار الأقطاب ولا سيما : أبو يزيد البسطامي والحسين بن منصور الحلاج . يفسر هادي العلوي ،التقارب الثقافي بين التاوية وبين التصوف والحكمة الإسلامية بالتقارب في نمط الحياة الشرقية ؛والحال أن الإقرار بالتقارب ،يقتضي إدماج الهند ،الأقرب إلى الفضاءات الإسلامية ،جغرافيا وثقافيا وتاريخيا ،ضمن هذا المسار ،لا إقصاء حكمتها وفكرها من مدارات الثتاقف ومسارات التفاعل الفكري والعرفاني والحكمي بين الشرقين. إن وحدة نمط التطور الآسيوي، تقتضي، في الحقيقة ، إدماج الفكر والتجربة الروحية الهندية ، في مسارات الفكر والتسويغ النظري للمشتركات ،لا إقصاؤهما والاكتفاء ،بعلاقات مفترضة بين التاوية وبين التصوف القطباني ،المعرفي أو الاجتماعي . 3-المؤثرات الحكمية الهندية: إن الانكباب على الذات، وتشذيبها وتهذيبها وترقيتها، أخلاقيا وفكريا ووجوديا، قواسم مشتركة بين الفكر الصوفي وبين الفكر البراهماني –الهندوسي والبوذي والجيني. إن القواسم المشتركة بين التصوف الإسلامي وبين الفكر الهندي الهندوسي أو البوذي أو الجيني، جلية وبارزة ؛ ولذلك فهي أجذر بالدراسة والإحاطة والمعالجة والاستقصاء من منظور تاريخي مقارن أو فلسفي تأويلي أو أخلاقي وجودي تأملي. (واختارت الهند التشديد على ضبط الرغبات، ونتيجة لذلك فإن فلسفات الهند تميل إلى التشديد على الانضباط الذاتي والسيطرة على النفس، كشرط مسبق للسعادة والحياة الخيرة. فالسيطرة على الذات، لا إشباع الرغبات، هي الطريق الأساسي للقضاء على المعاناة.) -10- لقد تسربت، بلا أدنى شك، الأفكار والآراء والممارسات الروحانية والحكم الأخلاقية الهندية، إلى الفضاءات الثقافية المركزية في الشرق الأوسط القديم والوسيط ، وأسهمت ،بلا ريب ،في صياغة الوجدان والضمير ،في سياق مثاقفة متعددة الأبعاد .ولذلك ،فلا يمكن خلق روابط ثقافية أو أخلاقية بين الفكر الصيني التاوي وبين الفكر العرفاني الإسلامي - وهي ممكنة في أحسن الفروض -والتغافل ،لاعتبارات وانحيازات ذاتية ،عن الروابط الثقافية المؤكدة بين الفكر الهندي و بين الفكر الصوفي أو العرفاني الإسلامي منذ العصر العباسي الأول بالتعيين. إن النظريات الصوفية الخاصة بالفناء ووحدة الوجود والحلولية ،مدينة ،بلا شك ،للفكر البرهماني-الهندوسي ،حسب علي زيعور. ولا يقتصر تأثير العرفان الهندي على النظريات، بل شمل كذلك السلوكيات وطرائق تدبير العيش وإدارة الذات. ألا يفصح الفناء والحلول ووحدة الوجود ووحدة الشهود عن نزعات قريبة من النزعات العرفانية الهندية ؟ألا يمكن مقارنة الفناء بالنيرفانا البوذية مثلا ؟ (والواقع أن الهدف الحقيقي للرجل البوذي هو النرفانا وهو يحمل معنى "الإخماد أو الإنطفاء"-وما يتم إطفاؤه كالمصباح –أو إخماده هو الرغبة الملحة أو التوق الأناني. وعندما يتم إطفاء هذا التوق الأناني تجتث المعاناة من جذرها.)-11- ليس المؤثر الروحاني الهندي عرضيا أو ثانويا بل هو" مركزي" في تحديد بعض المفاصل على التعيين ؛إلا أن تأكيد هذه "المركزية" ،لا ينفي وجود مؤثرات ثقافية وأخلاقية وسلوكية وثقافية وسياسية كثيرة(زرادشتية ومزدكية ومانوية وغنوصية وهرمسية وفيثاغورية و أفلاطونية محدثة ويهودية ومسيحية وشيعية ... إلخ)،نابعة من مربعات التنافس الرمزي بين الجماعات الثقافية وعن التفاعلات الحضارية في سياقات ثقافية –حضارية مركبة ،وعن تجاوب الأفراد الكاريزميين وتفاعلهم المركب في الغالب مع تحديات الواقع واضطرابات المعاني واهتزاز اليقين التداولي نتيجة احتدام المنافسات المحاكاتية حول المعنى الكلي . كان إذن، لاجتماع الفواعل الداخلية والخارجية، والمؤثرات العرفانية والبيانية والبرهانية ، والنزعات الشخصية والعوامل السياسية-التاريخية ، دور كبير في صياغة العرفان وبناء عوالمه وتصوراته الوجودية ويقينياته المعرفية والروحية . (و عنه قال :"لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير أبي القاسم الجنيد،ولا أكثرهم كان يكون له علم كثير ولا يكون له حال ، وآخر كان يكون له حال كثير وعلم يسير ،والجنيد كانت له حال خطيرة وعلم غزير ،فإذا رأيت حاله رجحته على علمه،وإذا رأيت علمه رجحته على حاله")-12- -IIIتأثير العرفان الهندي : 1-عامر العنبري: ألا يستدعي مسلك عامر العنبري ،المختلف ( الامتناع عن الزواج أي اختيار العزوبة وعدم أكل اللحم أو النباتية وعدم حضور الصلوات الجماعية ...)،البحث عن مقدمات ومؤثرات وموجهات شرقية لسلوكه ؟كيف يختار تابعي ،مسارا متفردا ،في زمان لم تتشكل فيه بعد النظريات والمقولات والمفاهيم الصوفية أو الكلامية أو الفلسفية في الفضاءات العربية-الإسلامية؟ يورد هادي العلوي إفادات عن مسار العنبري، تحفز على طرح فرضية جديرة بالتمحيص: 1-تجذر النباتية والتروحن الفردي والزهدي في الفضاءات الثقافية الهندية؛ 2-الاتصال الثقافي بين الهند وبلاد الهلال الخصيب؛ 3-تمسك العنبري بمسلك "عرفاني" متسق جزئيا. (إن عامر بن عبد قيس جذر مشترك لاتجاهات حاكمة في المجتمع الإسلامي يغري المؤرخ بإعطائه حق الأبوة في تواريخ كبرى : تاريخ التصوف ... تاريخ الزندقة بمضمونها الإنساني ...ثم تاريخ المعروية كسجل مخصوص ينفرد به أبو العلاء ،إنما ابتداء من ذلك الجذر البعيد ...) -13- هل كان بإمكانه –حسب إفادات هادي العلوي -، اتباع نهج "عرفاني" ناضج ومحدد المعالم والتوجهات، لو لم يستند إلى عرفان ذي رؤى وتصورات فلسفية وميتافزيقية، وطرائق نظرية مصاغة صوغا موحدا؟ ألا يستند الجذر نفسه فيما يبدو، إلى إحالات ومستندات ومسلكيات عرفانية واختيارات فلسفية-وجودية متناسقة كان للهند إلى جانب بابل و فارس اليد الطولى في صياغتها وبنائها وبسطها وبثها في الشرقين؟ 2-المعري والعرفان الهندي: -المعري و وعي الإرادة: انشغل أبو العلاء المعري بإشكاليتي: الشر والعدل؛ وهما مركزيتان في الفكر العرفاني بعامة ( الهندوسية والبوذية والمانوية والغنوصية ...إلخ).فالحكيم منشغل بتدبر معنى وجود الشر ،وكيفية استنقاذ الذات والآخرين إن أمكن، من أحابيل العدوان والصلف والظلم والتيه والضياع .وتستدعي معالجة إشكالية الشر، الاشتغال بالألم والمعاناة ،وطرق احتوائهما وتجاوزهما ،عبر الانفكاك عن قيود عالم محكوم جوهريا بالحركة والفساد ،والوصول إلى مرحلة التجوهر الكلي أو النرفانا. يتفرد أبو العلاء بامتلاك وعي الإرادة حسب هادي العلوي ؛ وهي من أمارات و علامات التمثقف ،أي من مقتضيات التمايز ،ثقافيا وأخلاقيا ،عن الأغيار ،والتحرر من موانع التأنسن .والحقيقة أن وعي الإرادة ، من القواسم المشتركة بين الفكر الصوفي وبين الفكر الهندي. سلك المعري مسلك عرفاء وحكماء الشرق،واجتاف كثيرا من الخبرات والتجارب والتطلعات الحكمية ،وكشف عنها في فكره وشعره وسلوكه : العزوبة و النباتية والعزلة والتذاهن مع المطلق والانسلاخ من العلائق والروابط الاجتماعية-الثقافية. (ومن هذه الثقافة بمركباتها المتفاعلة صنع لنفسه كيانا متفردا يستند إلى درجة خاصة من الوعي هي وعي الإرادة. إن كثيرا من الناس يمتلكون نفس رصيده الوافر من الثقافة دون أن يستطيعوا الانتقال إلى موقعه ليمارسوا من فوقه إرادتهم الخاصة بهم.)-14- -المعري والحلم : لم يكتف المعري بالعقل، بل أفسح مجالا متسعا للحلم، حتى يتمكن من توسيع مدى فكره، والانعتاق من إسار التجربة الحسية المحدودة. وبما أن الحلم منزاح بداهة عن النطاقات المحدودة للمقولات الفلسفية، فإنه خير معين، للمنعزل، في حمى انشداده العرفاني ،إلى الأسمى. (وكانت في حياة أبي العلاء فسحة واسعة للحلم شغلتها العلاقة مع الأسمى .كان الانقطاع عن الخلق يؤول به إلى نشدان صديق كوني يبادله الخطاب في وحدة الروح فيستريح إليه ،وقد يستمد منه السلوان فيبكي في خلواته الأزلية حيث لا يسمع بكاءه غيره.) -15- إن صلة المعري بالحكيم الشرقي أو الهندي،وثيقة ؛وكان من المطلوب الكشف عن خلفيات مسلكه ،وإبحاره في بحار الكينونة ،باستعمال أشرعة الحلم ،ومجاذيف العرفان. - المعري والتراث الهندي: يندرج المعري، حسب هادي العلوي، في سياق روحانية شرقية خاصة، تجلت علاماتها المتميزة في التاوية والكونفوشية الجديدة والفلسفات الشرقية والتصوف الاجتماعي. (لكن ذلك لم يجعله ماديا صرفا ،بل هو يجري على نهر مورود من الروحانية الشرقية اللادينية التي تبدأ مع لاوتسه وتستمر في فلاسفة التاو والكونفوشية الجديدة وأفراد الفلاسفة ممن لا ينتمون إلى مدرسة بعينها وتعود إلى الظهور في أقطاب التصوف الاجتماعي الإسلامي.) -16- هل يمكن حصر هذه الروحانية في تجليها الإسلامي والصيني ،وإغفال المساهمة الهندية التأسيسية في الحقيقة ؟ ألم تسهم الهند ،تاريخيا ومعرفيا وأخلاقيا ومنهجيا في بناء إبدال حكمي روحاني متماسك ،أقدم تاريخيا( الفيدا والأوبانيشاد) وأكثر تماسكا وتأثيرا في الشرق الأقصى والشرق الأوسط ؟ يزيح هادي العلوي، الروحانية الهندية إلى الظلال، بينما هي مؤسسة، تاريخيا ومعرفيا ومنهجيا، للروحانية الشرقية. أليس المعري، النباتي المتزهد والروحاني والربوبي ،أقرب إلى الحكيم الهندي في الحقيقة ؟ هل يمكن كتابة تاريخ مدقق للروحانية الشرقية ،دون استحضار دور الروحانية الهندية و الزرادشية والمانوية والغنوصية في بنائها وصوغها وتحديد منظوراتها ورؤاها الوجودية الكبرى ؟ المعري والنهج الهندي : من المستغرب أن يتجاهل هادي العلوي، إمكان تأثر المعري، بالعرفان الهندوسي أو البوذي ،في مسلكه وآرائه (النباتية و إطراء حرق الموتى والتمسك بالزهد والعفة وعدم التناسل و التروحن الفردي .. إلخ) . تؤكد إحدى الفرق الهندية ،على التزهد والتقلل من الشهوات الجسدانية والطعامية ،والانعتاق من ربقة التلذذ ،المانع في منظورها من التجوهر. (فرقة قالت : إن التناسل في هذا العالم هو الخطأ الذي لا خطأ أبين منه؛إذ هو نتيجة اللذة الجسدانية ،وثمرة النطفة الشهوانية ؛فهو حرام ،وما يؤدي إليه من الطعام اللذيذ ، والشراب الصافي ،وكل ما يهيج الشهوة واللذة الحيوانية ، وينشط القوة البهيمية فهو حرام أيضا ؛ فاكتفوا بالقليل من الغذاء على قدر ما تثبت به أبدانهم . ) -17- ليس عزو هذا النهج الحكمي إلى فيثاغورس وإلى تلميذه قلانوس بالمسلم في اعتبارنا؛ فالنهج الحكمي –العرفاني وما يوازيه من طقوس ورياضات وزهد، وثيق الصلة بالتراث الفيدي-الأوبانيشادي –البرهماني . ألا تنهج بعض التيارات العرفانية الهامشية في الفضاءات الثقافية الإسلامية، جزئيا على الأقل، نهج هذا العرفان؟ ومن الجدير بالذكر أن التاوية ،تثمن الجنس ،خلافا لبعض تيارات العرفان الهندي ،المضادة ،عمقيا للباه واللذات الحسية . المعري وتفضيل الهند: لقد أقر هادي العلوي بتحبيذ المعري لأديان الهند ،وعزا ذلك التحبيذ إلى تقدير المثقفين الكبير لحكمة الهند ولا سيما البوذية ،وعدم تعمق صاحب "اللزوميات" و"رسالة الغفران" في دراسة تاريخ وفلسفات أديان الهند . ( وأبدى تحبيذا لأديان الهنود.ومن المحتمل أنه لم يطلع عليها اطلاعا كافيا ،وإلا لكانت موضوعا لنقد مماثل .وكانت للهند حرمة روحية عند بعض المثقفين المسلمين نتجت عن بعض المعلومات التي تلقوها عن حكمة الهند وما في البوذية من تسامح نظري.) -18- والحقيقة أن هذا التحبيذ المشفوع بالتساهل،خلافا لنقده الصريح للساميات ،دال على ارتباط المعري ،بالحكمة الهندية ،وميله إليها. -المعري والتاوية : يلح هادي العلوي ،على بعض التوافقات والمشتركات بين الموروث التاوي و بين فكر أبي العلاء المعري .إن حكيمية المعري،في منظوره، تاوية ،طالما أنها تؤكد على ضرورة معاندة ومجافاة الطبع والتغلب عليه،و على ما يحفل به من رغائب وتطلع إلى اللذات .لا يكتفي الحكيم التاوي ،بالتوافق مع العالم أو مجاراة الطبع ،بل يعمل على مجافاة الجبلة ،والتعويل في مسار التخلص من إساره على قوة الإرادة ،والشوق الكبير إلى بلوغ الحكيمية. (وهي حاجات[يقصد الأكل والشرب والجنس والشهرة ] تقع في أصل الطبيعة البشرية التي سيقول عنها أبو العلاء المعري إنها مضادة للعقل ، وأن الإنسان ،في حكيميته المعروية ، وهي تاوية أيضا ،يفني عمره في صراع ضد الطبع...) -19- أليست صفات الحكيم التاوي ،مشابهة في الحقيقة لصفات الحكيم الهندي؟ .ولذلك لا معنى لإقامة تفرقة غير مسوغة بين الفكر الصيني و بين الفكر الهندي ،وتقديم صورة تجزيئية لمسارات الروحانية في الشرق الأقصى. -هادي العلوي والماركسية والتاوية :IV لم يستبعد هادي العلوي الفكر والحكمة الهنديين ،من مداراته العرفانية-الماركسية ، علما أن الفكر الهندي بتجلياته الهندوسية والبوذية ،ركيزة من ركائز الفكر والروحانية الشرقيين؟. (التصوف الاجتماعي حركة نضال في ساحة المشاعية الآسيوية رفيقه فيها فلاسفة التاو والمسيح. ولا أعرف رفيقا في حضارات الشرق الأخرى ،الكبيرة ،أعني مثلا حضارة الهند فقد عاينت فلسفتها ثم أطبقت دفتي الكتاب إذ لم أجد إلا الدين.)-20- اعتبر صاحب المدارات لينين من الضنائن ، فيما ضن بالقطبية على غاندي .علما أن المهاتما يستوفي كل مقتضيات القطبية كما حددها ،إذ تمثل الحكمة الهندية وأبرز عناصرها الفاعلة وقدرتها على تحرير الإنسان هنا والآن، و استثمر عناصر الوجدان والمتخيل الجماعيين في العمل السياسي-الميداني. يراهن هادي العلوي على المزج بين التراث الصوفي وبين التاوية والماركسية لتأسيس ما يسميه بشيوعية القاعدة ،المتميزة ذهنيا ووجدانيا ومعرفيا،عن شيوعية القمة المتسمة في اعتباره بالتجريد والغربنة والانفصال شبه الكلي عن الوجدان الجماعي . (وإنما عدنا إليه ضمن العودة إلى التراث ونحاول بعثه وتطويره بالدمج بينه وبين الماركسية الاجتماعية وإثراءه بالتصوف الصيني المسمى بالتاوية.ويوفر تصوفنا الاجتماعي وتاويتنا معا الأساس لبناء شيوعية القاعدة شيوعية جذور العشب على أنقاض شيوعية القمة شيوعية البرجوازيين المتمركسين.)-21- والواقع أن هادي العلوي، قدم قراءة تأويلية للتصوف؛ قام بموجبها، بإغفال مؤثرات كثيرة، أسهمت بقسط وافر، ولا سيما المؤثر الهندي والغنوصي والهرمسي ، في صياغة التوجهات المعرفية والوجودية والأخلاقية للتصوف وبناء منظوره الكلي. ومن البين، أن التأويل الذاتي، لا يفيد كثيرا في تقديم منظور متجدد للتراث ورؤى جديدة لمزجه بالحداثة ؛إذ يغفل هذا التأويل العمق النظري للتراث ،وتاريخ مثاقفاته،وبناه الأنثروبولوجية والثقافية ،وقوامه النظري والمعرفي .والواقع أن مسارات تشكل التصوف ،نظرا ومعرفة وأخلاقا وسلوكا ،متشابكة ومعقدة ،يتطلب الكشف عنها ،إبراز جملة من المؤثرات والخلفيات والمرجعيات والمستندات والملابسات السياسية والتاريخية والمخاضات الثقافية والاجتماعية كشف علي زيعور وكامل مصطفى الشيبي و محمد عابد الجابري ("تكوين العقل العربي و " بنية العقل العربي "و "العقل الأخلاقي العربي" ) عن جوانب منها . من المفترض، أن يسبق التفسير التاريخي –النقدي التأويل الاستثماري للتراث الصوفي ،حتى يمتلك التأويل كفاءة الإقناع .أما بناء التأويل على قراءة منحازة لمنظور مخصوص ولمقصدية مسبقة ،فإنه لا يمكن من إعطاء التأويل القوة والجدارة والقدرة على رفد الفكر وتعميق مسارات التحديث. -تركيب: V لقد أغفل هادي العلوي،مساهمة الثقافة الهندية في إرساء مداميك المثقفية الكونية والتصوف القطباني . ومن الغريب أن تخلو لائحته الخاصة بالأبدال أو الأوتاد أو الضنائن ،من أي مفكر أو حكيم هندي ؛علما أن ثمة غرارات هندية ،امتلكت قدرات كبرى على الاستقصاء والاستبصار والتعمق في دروب الحكمة واحتياز المعرفة والوعي الاجتماعي -السياسي الشاملين.
الهوامش: 1-هادي العلوي، محطات في التاريخ والتراث، دار الطليعة الجديدة، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى 1997،ص.138. 2-هادي العلوي ،أبو العلاء المعري ،المنتخب من اللزوميات ،المدى ،دمشق ،سوريا ،الطبعة الثانية 2007،ص.17. 3-هادي العلوي، أبو العلاء المعري، المنتخب من اللزوميات ،ص.102. 4-هادي العلوي، المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة، المدى ، دمشق ،سوريا ،الطبعة الثانية 2003،ص.94. 5-الشهرستاني، الملل والنحل، تحقيق: محمد عبد القادر الفاضلي، المكتبة العصرية ،صيدا –بيروت ،لبنان ، طبعة 2007،القسم الثاني ،ص.235. 6-جون كولر، الفكر الشرقي القديم ، ترجمة : كامل يوسف حسين، مراجعة : إمام عبد الفتاح إمام ، عالم المعرفة، العدد 199،،يوليو-تموز،1995،ص.101. 7-مهدي فضل الله ،آراء نقدية في مشكلات الدين والفلسفة والمنطق ،دار الأندلس ،الطبعة الأولى 1981،ص.170-171. 8-هادي العلوي ،محطات في التاريخ والتراث ، ،ص.136. 9-هادي العلوي ،محطات في التاريخ والتراث ،ص.136. 10-جون كولر، الفكر الشرقي القديم ،ص. 29. . 11- جون كولر، الفكر الشرقي القديم ،ص. 196. 12-ابن الجوزي ،صفة الصفوة، تحقيق : حامد أحمد الطاهر دار الفجر للتراث ،القاهرة ،الطبعة الأولى 2005،المجلد الأول ،ص.555. 13-هادي العلوي، شخصيات غير قلقة في الإسلام، المدى، دمشق، سوريا ، الطبعة الثالثة 2003،ص.50. 14-هادي العلوي، أبو العلاء المعري، المنتخب من اللزوميات، ص.17. 15-هادي العلوي ،أبو العلاء المعري ،المنتخب من اللزوميات ،ص.105. 16-هادي العلوي ،مدارات صوفية ، تراث الثورة المشاعية في الشرق ،مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي ، الطبعة الأولى 1997،ص.134. 17-الشهرستاني، الملل والنحل ،ص.247-248. 18-هادي العلوي ،أبو العلاء المعري ،المنتخب من اللزوميات ،ص.34. 19-لاوتسه /تشانغ تسه، كتاب التاو ، ترجمة : هادي العلوي ،المدى ،دمشق ، سوريا ، الطبعة الأولى 2002،ص.49.. 20-هادي العلوي ،مدارات صوفية ، تراث الثورة المشاعية في الشرق ،ص. 216. 21-هادي العلوي ،مدارات صوفية ، تراث الثورة المشاعية في الشرق، ،ص. 211.
اكادير-المغرب
#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التجديد اللغوي في - المعجم العربي الجديد - لهادي العلوي
-
ورطات العلائق في فيلم -أربعاء الألعاب النارية - لأصغر فرهادي
-
الإنسانية الانتقالية ونسيان تراجيديا الحياة والموت
-
أشواق الذات في فيلم - أرض الأحلام - لداوود عبد السيد
-
استشراف المستقبل وإشكاليات الحرية في فيلم -انفصال - لأصغر فر
...
-
لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي -الجزء الثاني
-
لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي الجزء الأول
-
الذات والتاريخ في -رحلة من الحمراء الى إيلغ -لمحمد المختار ا
...
-
نبيلة قشتالية –برتغالية في القصر السعدي بتارودانت
-
الدراسات التراثية : إشكاليات المنهج والتداول
-
إفريقيات -موانع المأسسة السياسية
-
موزار والإشهار
-
حكايات حارتنا : حكايات التوت والنبوت
-
ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.
-
معاصر السكر بسوس في عصر المنصور الذهبي . قراءة في (أخبار أحم
...
-
جماليات في عالم بلا خرائط : هوامش على -شارع الأميرات-
-
مسخرة بوجلود : نحو تاريخية للكرنفال الأمازيغي
-
حتى لا ننسج جوارب-للعقول-!
-
أصول الرقابة في الفضاء الثقافي الإسلاميّ 4
-
أصول الرقابة في الفضاء الثقافي الإسلاميّ 3
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|