أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيسان عدوان - إيران في العقلية الإسرائيلية















المزيد.....

إيران في العقلية الإسرائيلية


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميزان المناعة والأمن القومي
" باتت اسرائيل مستعدة لاحتمال مواجهة مع إيران"، هذا ما يصرح به المحللون الإسرائيليون منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية علي لبنان، وفي الحقيقة هذا ما يحاول تسويقه الخبراء السياسيون والعسكريون في تل أبيب في السنوات الماضية، فلا يخلو مؤتمر أو دراسة أو خطط استراتيجية تعقد في اسرائيل، الا وكانت إيران محور النقاش.
كشف النقاب بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية علي لبنان عن تعيين قائد سلاح الجو الإسرائيلي اليعزر شكيدي، قائدا لما اسماه بـ" جبهة إيران العسكرية "، حيث ستكون وظيفته بلورة خطط حربية ضد إيران وإدارة هذه الخطط في حال اندلعت حرب ضدها، وفي أولي تصريحاته ذكر " أن الحسم بشأن عملية عسكرية ضد المنشآت الإيرانية النووية آخذ في الاقتراب، في ضوء الظروف المستجدة التي تماطل فيها إيران في الوقت وهي تمضي في الطريق نحو نقطة اللاعودة النووية، وستكون هذه العملية إما أميركية أو إسرائيلية".
لم تكن الحرب وحدها بداية للحديث عن إيران النووية، فهي تسعى إسرائيل منذ وقت ليس ببعيد علي درء خطر امتلاك إيران تكنولوجيا نووية متقدمة توفر عاملا للردع في الشرق الأوسط، وذلك انطلاقا من رؤيتها التي تعتبر إيران ونظامها الإسلامي يشكلان خطرا حقيقيا على بقاء دولة إسرائيل وإعمالا لإحدى الأسس الثابتة للسياسة النووية الإسرائيلية والقائمة على بقاء إسرائيل الدولة النووية الوحيدة بالمنطقة وإجهاض أي محاولات من جانب الآخرين لامتلاك السلاح النووي أو السماح بتطوير قدرات نووية فائقة قد تسمح بامتلاكه فيما بعد، فقامت إسرائيل لهذه الأسباب بدور في الزج بإيران ضمن قائمة محور الشر الأمريكي، حيث يذهب بعض المحللين مثل وليام بيمان الأستاذ المتخصص في الشؤون الإيرانية بجامعة براون الأمريكية إلى القول أن ذلك تم بتحريض إسرائيلي بهدف جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع طهران لتدمير قوتها النووية، حيث أمدت إسرائيل واشنطن بمعلومات مضللة حول حماية إيران لكل من الملا عمر وأسامة بن لادن ووجودهما بالأراضي الإيرانية، الحملات الإعلامية الإسرائيلية المستعرة حول تزويد إيران لحزب الله بالأسلحة المتطورة قبل وأثناء وبعد الحرب علي لبنان، ولعل التصريحات التي خرج بها ايهود اولمرت أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة في لبنان باتهامه بوجود مقاتلين وأسلحة إيرانية مع مليشيات حزب الله في الجنوب أثناء الحرب دليلا علي الهوس الإسرائيلي بإيران النووية.
نوقش في مؤتمر هرتسليا السادس قبيل الانتخابات الإسرائيلية 2006 قضايا رئيسة تحت عنوان " ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل"، وقد جاء في وثائقه أن إسرائيل باتت على أعتاب العام 2006 في واقع إستراتيجي، أمني وسياسي، "من أفضل ما عرفته في تاريخها"، لكنها تقف أمام سلسلة من التحديات والتهديدات العسكرية والسياسية، أهمها وجود إيران التي تقوم بتطوير وسائل عسكرية ذرية وتمول وتسلح وتوجِّه أنشطة إرهابية ضد إسرائيل، واستمرار- بل وتصاعد- تهديد الإرهاب، سواء الإرهاب الإسلامي العالمي الذي بات يقترب من حدود إسرائيل، أو الإرهاب الإقليمي، كما ازدياد قوة ونفوذ الإسلام السياسي في دول الشرق الوسط.
وقد جاءت الأوراق التي ناقشت موضوع تحول إيران إلي قوة ذرية في مؤتمر هرتسليا السادس محددة في مواجهة اسرائيل للخطر النووي حيث عليها العمل بغطاء دولي للقضاء علي القوي المحيطة بها والتي تشارك مع الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك، فعلي المستوي السياسة الإقليمية يبدو أن " إسرائيل" لا ترى في أي من جيرانها مخاطر وجودية حقيقية بل و بالعكس فإن " إسرائيل " تقدر أنها في أحسن مستويات الأمن الوجودي منذ عام 1948، إلا أن أهم المخاطر التي ستظهر في المرحلة المقبلة هي الذرة العسكرية الإيرانية، فلم يسبق لإسرائيل أن واجهت تهديد قوة إقليمية تمتلك التكنولوجيا النووية و تدعم منظمات و قوى مقاومة تبعد مسافة صفر عن حدود "إسرائيل" مثل حماس و حزب الله مما سيشكل مظلة ذرية لهذه القوى، وقد ورد في الوثيقة أن علي اسرائيل استخدام القوة بغية تعطيل وعرقلة تقدم المشروع لسنوات مع حساب الثمن المتوقع دفعه و الذي يشمل "إرهاباً" تحركه إيران في أنحاء العالم".
وتكرر الوثيقة رأيا راسخا بأن إسرائيل لن تستطيع التسليم بوضع تمتلك فيه إيران، بنظامها الحالي، سلاحًا نوويًا ووسائل لإطلاق مثل هذا السلاح، وأنه من الصعب الاعتماد على منطقية أو عقلانية نظام يتأثر تفكيره بأسس وعناصر دينية، خاصة وأن هذا النظام يجاهر بنيته في محو إسرائيل عن الوجود، وعلاوة على ذلك تؤكد الوثيقة مرة أخرى أنه كما هي الحال في العراق فإنه لا يمكن القضاء نهائيًا على القدرة الإيرانية على تطوير سلاح نووي دون احتلال إيران، مع أنه من الصعب رؤية هذا البديل يتحقق عمليًا.
تعتمد إسرائيل على عدة ركائز أساسية في مواجهة إيران وتوسعها الإقليمي وبرنامجها النووي منها:
• تعمل اسرائيل علي الجمع بين نظرية بيجين التي تؤكد بقاء إسرائيل القوة النووية الوحيدة بالمنطقة، وبين نظرية بن جوريون الداعية لاحتواء أطراف الصراع، من ثم أقامت إسرائيل قواعد لها في وسط آسيا خاصة أذربيجان بالتعاون مع الولايات المتحدة، ووثقت علاقاتها الإستراتيجية مع الهند خاصة بعد زيارة شارون في سبتمبر الماضي وأكملت تطويق إيران من الجنوب الشرقي، فضلا عن اتفاق عسكري سابق مع تركيا قد تستخدمه إسرائيل للسعي لدى تركيا لاستخدام مطاراتها القريبة من الحدود الإيرانية عند الضرورة، ولا ننسى الوجود العسكري الأمريكي المباشر في كل من أفغانستان والعراق والخليج، وعليه تكون إيران رغم اتساع مساحتها وتشعب حدودها مخنوقة بوجود إسرائيلي أو أمريكي في كل مكان يحيط بها.
• الضغط المستمر خاصة على الولايات المتحدة في هذا الموضوع الذي قد يمس سياسيا وضع إسرائيل النووي، من ثم توارت كل التحركات الإسرائيلية خلف الولايات المتحدة التي قد تكون هي من يطبق نظرية بيجين هذه المرة بأي وسيلة ممكنة سواء كانت دبلوماسية مانعة أو عسكرية وقائية.
• إن إسرائيل لا تعول كثيرا على الاعتماد على غيرها في الأمور التي تعتقد أنها ربما قد تمس وجودها، ونتيجة فكرة الهاجس الأمني المطلق الذي يحكم الفكر الإسرائيلي، أعدت إسرائيل خططها المسبقة لتوجيه ضربات استباقية وقائية لضرب المنشآت الإيرانية قبل انفلات الأمر وذلك إما لممارسة الضغط المعلن على جميع الأطراف بما فيها الجانب الإيراني ذاته أو لتوجيه رسالة تؤكد احتمالية فعل ذلك مستقبلا أو الانقياد لانفلات زمام الأمور بإقليم الشرق الأوسط كله وقيامها بعمل ذلك فعليا.
لا تتوقف إسرائيل عند الملف النووي فقط لكنها تسعى لاستغلال ملف الإرهاب لفتح الباب على مصراعيه لاتهام إيران بإيواء الجماعات الإرهابية والاستمرار في دعم الإرهاب في الدول المجاورة لإسرائيل وذلك لأن فتح العديد من الملفات على الجبهة الإيرانية يفيد إسرائيل في تحقيق غرضها الأساسي، حيث تربط موافقتها على أي مبادرات سلمية أو مشروعات إقليمية مقترحة لنزع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط بشرطين هما: التوصل لاتفاق سلام مع الدول العربية ودائما تضيف لها إيران، والتطبيق الكامل للقيود على كل النظم التسليحية لدى الدول العربية وإيران بحيث يتضمن ذلك إزالة الأشكال المختلفة من أنظمة التوصيل وإزالة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بصورة كاملة مع القبول ضمنيا بأسلحة نووية إسرائيلية بقدرات أقل تكون مقبولة من الأطراف الأخرى.
بعد الحرب الإسرائيلية علي لبنان ثمة حقيقة واحدة تركزت في الذهنية الإسرائيلية، كما أجملها رئيس الموساد السابق شتاي شفيط " إن هناك حقيقة واحدة مركزية متعلقة بهذه الحرب تغلغلت في وعي أصحاب القرار والرأي العام في جميع الديمقراطيات الغربية، وهي "مركزية إيران في هذه المعركة". وأضاف أنه بكل بساطة يمكن القول إن حزب الله هو فرقة تابعة لجيش إيران منتشرة على طول الحدود الشمالية الإسرائيلية.



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر هرتسليا السادس- مؤشرات المناعة وتقييم الأمن القومي
- تغيير المفاهيم مقابل الحقوق- الأسري بين غزة وبيروت
- حركة حماس-بين إجراءات التأقلم والانتقال المفاجئ للسلطة
- حماس وثقافة الانتخابات
- - سيناريوهات المستقبل -حماس والنظام السياسي الفلسطيني
- تغيير المفاهيم مقابل الحقوق
- خطة الانطوار.. غور الاردن وترسيم نهائي للحدود
- الحكومة الاسرائيلية الجديدة
- صعود اليهود الشرقيين في المشهد الاسرائيلي
- المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس
- خيار الوطن البديل - دولة فلسطين القادمة في الاردن
- أمريكا الدينية وإسرائيل3-3
- المشهد الديني السياسي الأمريكي 2-3
- أمريكا الدينية واسرائيل 1-3
- التحديات الفلسطينية فيما بعد الانسحاب من غزة
- مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين
- الدعم الامريكي للاستيطان ثقافة دينية ام سياسة
- الاستيطان الإسرائيلي في ضوء القانون الدولي
- هل بدأ العد التنازلي لدمشق؟
- الوضع الاقليمي الدولي بعد رحيل عرفات


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيسان عدوان - إيران في العقلية الإسرائيلية