أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - حركة حماس-بين إجراءات التأقلم والانتقال المفاجئ للسلطة















المزيد.....

حركة حماس-بين إجراءات التأقلم والانتقال المفاجئ للسلطة


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقدمة
" تجربة يوم في السلطة أغني من سنين في المعارضة"، هكذا يمكن وصف العلاقات الجدلية الصراعات المتشابكة التي دخلت فيها حركة "حماس" منذ تشكيلها للحكومة الفلسطينية. فهناك أشياء لا يمكن رؤيتها إلا من موقع كرسي السلطة.
فـ"حماس" التي ظلت 18 عاماً في صفوف المعارضة لـ"فتح" وخارج منظمة التحرير الفلسطينية وجدت نفسها في خضم صرا عات وتشابكات داخلية وإقليمية وخارجية كانت تتعاطى معها بمنطق الخطاب السياسي وفعل المقاومة، فجاء اليوم الذي تتفاعل مع هذه التشابكات من منطلق القابض على جمرة القرار السياسي.
إذا وضعنا صورة عرضية للتحديات التي واجهتها ومازال تواجهها منذ فوزها، نجدها داخل الحركة بين قيادات الداخل في غزة والضفة من ناحية وقيادات الخارج وخاصة قيادات دمشق، وبين مواقف القيادة السياسية للحركة وضغوط القاعدة المتحمسة والأكثر إيديولوجية واقل وعياً بالسياسة، وهي والصراعات التي تظللها قوة "حماس" التنظيمية ولكنها تتشابك مع صراعاتها مع مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ممثلة في محمود عباس " أبومازن" حول الصلاحيات، والتشابكات في ظل وجود سلطة ذات رأسين احدهم "حماس" بحكومة وأخري في رام الله ممثلة في الرئاسة الفتحاوية.
وفيما يسير جدل الداخل على خطي الفوضى الأمنية الاشتباكات المتقطعة، وبين حرب الشوارع والحرب الكلامية بين قيادات "حماس" و"فتح"، كان الاشتباكات الإقليمية تسير بين محاولة خلق محور جديد مع سوريا وإيران على خط المواجهة مع الولايات المتحدة وبين محاولة عدم خسارة الفاعلين الأكثر نفوذها في القاهرة والرياض.
فدخلت "حماس" على خطي صراعات أكبر إقليمية، وسط ضغوط عربية واضحة للقبول بمبادرة السلام العربية (بيروت 2002) وبين الموقف الإيراني والسوري المتشدد الذي وجد في الحركة ضالته للعودة إلى ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي بقوة، وعلى صعيد التشابكات الدولية، لم تجد قيادة "حماس" موطئ قدم سوى في روسيا بحثا عن أي قوى تساندها في مواجهة الموقف الأميريكي ـ الأوروبي الحازم بضرورة قبول خطة "خريطة الطريق" والاعتراف بدولة إسرائيل، ولكن مطار موسكو لم ينجح في كسر الحصار لدولي المفروض ماليا على الشعب الفلسطيني.
كان الحوار بشان الموقف من القوى الدولية يتجاذب ويتداخل في التشابكات داخل الحركة وبين الحركة وفتح ومع القوي الإقليمية. فخطاب حماس ومواقفها العملية كانت تتعاطى مع أكثر من جمهور فهناك الفلسطينيين الذين يتطلعون للقمة العيش الصعبة النوال وفي الانتصار الذي وعدت به الحركة، ومؤسسة الرئاسة وفتح التي تضغط من اجل مواقف أكثر براجماتية واعتدالا، وبالأحرى سياسية لحلحلة وضعية الشلل التي افرزها وجود "حماس" في بؤرة صنع القرار الفلسطيني. وكذلك هناك الأطراف الإقليمية والدولية التي تضغط حينا من أجل إعادة إحياء خارطة الطريق وتغيير خطاب "حماس" السياسي الرافض لقانون التسوية الذي اقره المجتمع الدولي في 1991، ويخشى حينا أخر من اندلاع فوضي شاملة في الأراضي الفلسطينية في حال كسر حكومة الحركة مما قد يقود إلى حالة فوضي إقليمية يخشى عقباها.
وفي بؤرة كافة هذه التشابكات هناك بالطبع الموقف من إسرائيل، فالحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت انه لا يوجد شريك فلسطيني في التسوية منذ 2001، وجدت في صعود "حماس" دافع اكبر للسير قدما في خطة الفصل الأحادية العنصرية دون نقد أو إدانة دولية، فأصبحت إسرائيل فجاء الضحية والفلسطينيين هما الجاني. مما جعل "حماس" في موضع اتهام بأنها تفرش طريق من الورود لخطة شارون وخليفته اولمرت لإقرار الوضع القائم كوضع نهائي دون مشاركة فلسطينية أو إقليمية.
فكيف تعاطت "حماس" مع كافة هذه التشابكات والتعقيدات التي تشبه خيوط عنكبوت عملاق يصعب فك خيط واحد منها ودون الوقوع في شباك هذا العنكبوت، والعنكبوت الأخطر إلي تخشاه "حماس" هو انهيارها تحت ضغوط متطلبات السلطة والقرار السياسي العملي بعد أن عاشت طويلا في جنة المعارضة بدون أن تتسخ أيديها بالسياسة الحقيقية.
شكلت حماس منذ نشأتها عام 1987 حتى حوار الفصائل وإعلان الهدنة 2005 في القاهرة، قوة معارضة مانعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها في انتفاضة عام 1987، ثم لنهج التسوية الذي اتخذه عرفات وقياداته (حركة فتح) منذ اتفاقيات أوسلو وصولاً لأول انتخابات تشريعية فلسطينية عام 1996 والتي رفضت المشاركة بها، إلا أن الانتفاضة الثانية 2000 والتي شهدت منعطفات سياسية وعسكرية حتى عام 2006 ألقت بظلالها على الحركة حماس سواء على المستوى العسكري ونهج المقاومة أو على المستوى السياسي، وما بين 2000 ـ 2006 وما صاحبه من تطورات وتغيرات في البيئة الدولية والإقليمية خاصة بعد 11 سبتمبر 2001، كانت حماس الحاضرة بقوة في المشهد الفلسطيني راهن أول من تأثر بذلك، وبدا أن الحركة الإسلامية ككل، وحماس على وجه الخصوص في صعود متوالي على الساحة السياسية كرد فعل موازي للهيمنة الأمريكية برؤاها الدينية للصراع، إلا أن المشهد الفلسطيني شديد التعقيد يصبغ الحركة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي بتعقيدات مختلفة ويفصلها بشكل جزئي عن مثيلاتها من الحركات الإسلامية في المنطقة، فيتشابك مع كونها حركة ذات رؤى دينية كونها حركة تحرر وطنين وهي كباقي حركات التحرر تنتقل من "الثورة" إلى "السلطة" بكل ما يستلزم ذلك من تغييرات تنظيمية وسياسية، كما يستلزم ذلك تغييرات في الهيكل التنظيمي السياسي الذي تحكم اعتبارات العمل السري، والمقاومة المسلحة، والتعبئة السياسية... الخ.
بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية 2006، وتداعيات ذلك الحدث داخل الأراضي الفلسطينية (مناطق الحكم الذاتي المحدود) وخارجياً إقليمياً ودولياً، هناك عدَّة ملامح للمشهد الفلسطيني يثير عدَّة تساؤلات أهمها، كيف ستعامل حماس مع التحديات الداخلية بكل ما فيها من تعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية أنتجها الواقع المركب الذي خلقها أولاً وأخيراً دولة الاحتلال الإسرائيلية عسكرياً وسلمياً عبر عملية التسوية التي أعلن موتها شارون في انتفاضة الأقصى وأعلن المجتمع الدولي موتها بتبنيه خارطة الطريق الأمر الذي سيعيق الانتقال النمطي لحركة حماس من الثورة إلى السلطة مما يعني طرح صيغ مرحلية أو مؤقتة قفي التعامل مع كافة القضايا الداخلية والخارجية، يعيد القوى والقضية الفلسطينية برمتها إلى نقطة الصفر.
على الجانب الآخر من المشهد الفلسطيني والذي يمكن أن يجعل من الصيغ المرحلية أو المؤقتة التي ستطرحها حركة حماس للتكيف مع المتغيرات الجديدة من موقع المركز ـ الحكم، كارثة على مجمل القضية الفلسطينية، هي خطة ايهود أولمرت بالانسحاب الأحادي الجانب في الضفة الغربية وترسيم الحدود النهائية بين الدولتين، واستكمال جدار الفصل العنصري وضم غور الأردن، الأمر الذي يعني مزيد من المرحلية والتكييف السياسي للحركة وفقاً للمستجدات التي تقوم بتنفيذها الحركة حفاظاً على بقائها واحتفاظها بالسلطة مغلفة ذلك برؤى دينية تهدئة للشارع الفلسطيني وناخبيها.
يتمثل الموقف الدولي خاصة الأمريكي معضلة تواجه حكومة حماس الجديدة فما بين الرفض ـ والارتباك ثم القبول مساحة غير مرئية على حماس اجتيازها لمواجهة الضغوط الدولية، فرغم أن حركة حماس ذات مرجعية دينية إلا أنها غير صلبة، فلا يمكن التكهن أن الحركة يمكن أن تحدث تغييراً استراتيجياً لثوابتها التقليدية التي أكسبتها الشرعية, ولكن سلوكيات وتكتيكات الحركة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ومواءمتها للتغييرات الدولية، جعلنا نرى بأن لديها القدرة على إتيان السياسة العملية بدون خسائر جسيمة، نرى الحركة قابلية لمزيد من المرونة إذا ما حصلت على استحقاقات كبيرة تعزز به مصداقيتها في الشارع الفلسطيني وداخل النظام بصفة عامة، فيمكن أن تتعامل مع الضغوط الخارجية خاصة الأمريكية من هذا المنطق.
كانت الانتخابات التشريعية لعام 2006 آلية لتوسيع المشاركة في النظام السياسي الفلسطيني وتصحيح أوضاعه الداخلية، بما يضمن أداءً فلسطينياً أكثر انسجاماً وتوحداً، وتنعكس آثاره على الحالة الفلسطينية الداخلية، وعلى العلاقة مع الأطراف الخارجية، وخصوصاً فيما يتعلق بملف التسوية السياسية مع إسرائيل لذا كان يجب أن يتم احتواء حماس تزامناً مع نهجها "التغيير التدريجي طويل الأمد" ودخولها إلى النظام السياسي الفلسطيني من موقع المعارضة الفاعلة وليست المانعة، إلا أن نتائج الانتخابات جاءت مربكة لها وللقوى الفلسطينية المختلفة وللأطراف الدولية خاصة الولايات المتحدة.
العديد من المراحل تتواءم فيها الحركة الإسلامية حماس منذ نشأتها عام 1987 وهي الرديف الفلسطيني لحركة الإخوان المسلمين، منطلقة من المرجعية الدينية لتحرير فلسطين وإقامة دولتها من النهر إلى البحر عبر أدوات أسلمة المجتمع أولاً في زمن الانتفاضة الأولى، ثم الكفاح المسلح في زمن التسوية حتى انتفاضة الأقصى، ثم التزاوج ما بين العمل السياسي والمسلح ما بعد أحداث 11 سبتمبر حتى 2005، وعبر كل مرحلة مما ذكرنا أنفا تنطوي على قدر عالي من المرونة يؤهلها إلى الصعود الهائل إلى قمة الهرم السياسي في فلسطين، حامية بذلك وجودها من المخاطر الداخلية والخارجية ولا يطيح بمنطلقها ذات المرجعيات الدينية، وما كانت الانتخابات التشريعية والتي فازت بها الحركة بغالبية المجلس إلى إحدى تكتيكاتها نحو التغيير، وهي ما يمكن أن نطلق عليها المرحلة الانتقالية للعبور إلى النظام السياسي الفلسطيني ممهدة بذلك إلى الانتقال الهادي لحماس الثورية الدينية إلى حركة سياسية تعمل داخل النظام السياسي الفلسطيني أما الانتقال المفاجئ لرأس النظام السياسي ينطوي على العديد من المعضلات فهل يمكن للحركة الإسلامية حماس أن تواجه تلك التحديات؟ وكيف يمكن لها أن تتواءم في ظل تبعات واستحقاقات الانتقال من موقع المعارضة إلى موقع ترأس النظام "الحكومة أو السلطة" والحفاظ على شعاراتها وبرنامجها وثوابتها ومرجعياتها التي حصلت بموجبه على هذا التأييد الشعبي الديمقراطي في
الأرضي الفلسطينية؟
تم نشر هذا الكتاب في كراسات استراتيجية بمركز الاهرام الاستراتيجي - عدد اكتوبر2006*



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وثقافة الانتخابات
- - سيناريوهات المستقبل -حماس والنظام السياسي الفلسطيني
- تغيير المفاهيم مقابل الحقوق
- خطة الانطوار.. غور الاردن وترسيم نهائي للحدود
- الحكومة الاسرائيلية الجديدة
- صعود اليهود الشرقيين في المشهد الاسرائيلي
- المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس
- خيار الوطن البديل - دولة فلسطين القادمة في الاردن
- أمريكا الدينية وإسرائيل3-3
- المشهد الديني السياسي الأمريكي 2-3
- أمريكا الدينية واسرائيل 1-3
- التحديات الفلسطينية فيما بعد الانسحاب من غزة
- مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين
- الدعم الامريكي للاستيطان ثقافة دينية ام سياسة
- الاستيطان الإسرائيلي في ضوء القانون الدولي
- هل بدأ العد التنازلي لدمشق؟
- الوضع الاقليمي الدولي بعد رحيل عرفات
- ايران النووية في مؤتمر هرتسليا الخامس
- الفلسطينيون 2004 عام الحزن
- الانتخابات الفلسطينية هل تحقق الاصلاح والديمقراطية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - حركة حماس-بين إجراءات التأقلم والانتقال المفاجئ للسلطة