أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس















المزيد.....

المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعاني الساحة السياسية الاسرائيلية حالة أرتباك ضخمة صاحبت أصابت أريئيل شارون بجلطات دماغ متكررة، وينتظر القادة الاسرائيليون ما سيسفر عنه وضع شارون الصحي، مما سيؤثر علي المشهد السياسي الاسرائيلي عامة، وعلي الاخص وضع حزب قاديما الجديد الذي أسسه شارون منذ ما يقرب من شهرين ولا نعرف إلي متي سيظل في الساحة الاسرائيلية، وسواء مات شارون أو بقي اسير مرضه، فأنه في الحقيقة مات وانتهي سياسياً، وعليه فأن بإنتهاء شارون، يبدو ثمة تغييرات يشهدها الواقع الاسرائيلي؛ وهي غير قاصرة علي الانتخابات الإسرائيلية في أذار/مارس القادم، فحسب، بل إنها تشمل الخريطة الحزبية الاسرائيلية، وما يمكن أن تشهده من تكتلات واصطفافات داخلها أروقة الأحزاب، وكما يحدد غيابه أفول جيل الصابرا ( جيل المؤسسين للدولة العبرية)؛ ودخول إسرائيل مرحلة جديدة بصعود جيل سياسي جديد ( الجيل الثالث )، يؤثر بالضرورة علي مستقبل التسوية مع الفلسطينيين والمنطقة في المدي القريب، وذلك مرهون بعاملين؛ أولهما : ما أنتجته الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 يناير بفوز حماس بأغلبية ، وبالتالي فهناك فرص متزايدة لحزب الليكود في الصعود السياسي بالائتلاف مع قاديما أو بالائتلاف مع الأحزاب الدينية اليمينية، أو الاتجاه نحو قاديما بزعامة يهود أولمرت، اما بالنسبة لحزب العمل فاشارت التحليلات أنه سيجمد حراكه السياسي ربما لأكثر من سنتين.
وثانيهما؛ إستعداد الإدارة الأمريكية للضغط علي الحكومة الاسرائيلية؛ أياً كانت؛ للتكيف مع الأوضاع الاقليمية والدولية التي ستساعدها في الخروج من مأزق سياستها في المنطقة، وإقرار تسوية وفق الرؤية الأمريكية، وفقاً لمشروعها الشرق الأوسط الكبير.
ويرجح المحللون بأن بغياب شارون وتولي أولمرت رئاسة الحزب ستشهد الساحة الاسرائيلية تغييرات جديدة في الاصطفافات السياسية بين الأحزاب المختلفة وبين حزب قاديما والعمل والليكود يتمثل بالإندماج أو بالتحالفات، فثمة خيار أمام حزب شينوي للبقاء في داخل الساحة السياسية في التحالف مع حزب قاديما/ أولمرت، بما إنه يمثل الوسط السياسي ويتشابه معه في كثير من القضايا المتعلقة بالتطورات الاقليمية والدولية، كما أن هناك إمكانية للتحالف بين أحزاب اليسار مع حزب العمل لمواجهة أي تقدم نسبي يحرزه المعسكر اليميني، خاصة إذا فازت حماس بأغلبية في نتائج الانتخابات التشريعية في في نهاية يناير 2006، فيما يمكن أن تدمج الأحزاب اليمينية الصغيرة مثل الاتحاد الوطني – وموليديت هاتوراه والمفدال والصهيونيين المتدينيين غير المؤثرة في العمل السياسي الإسرائيلي مع الليكود في القوائم الانتخابية تبعاً لنتائج الانتخابات الفلسطينية من جهة، وقدرة يهود أولمرت علي اختيار القائمة الانتخابية لحزبه بإيجاد شخصيات عسكرية ذات قبول في الشارع الإسرائيلي.
ربما يفتت قاديما الثنائية الحزبية التي سيطرت علي المشهد السياسي في العقود السابقة خاصة في مرحلة المدي القريب، إلا أن سرعان ما ستعاود الحياة الإسرائيلية أسيرة تلك الثنائية، ومرد ذلك للإشكاليات التي تلزم حزب قاديما سواء كانت اشكاليات ذاتية متعلقة بطبيعة الحزب وهيكليته وبنيته وبرنامجه، أو متعلقة بمدي حاجة النظام الأسرائيلي لأحزاب وسط، واستجابته للمتغييرات الخارجية التي تستدعي عدم سيطرة النزعة اليمينية علي السياسة الإسرائيلية فيما يخص التسوية مع الفلسطينيين. خاصة أن قاديما ولد نتيجة لأزمة داخل السياسة الإسرائيلية، وهو كما أحزاب وحركات أخري ولدت نتيجة لأزمات سياسية، سرعان ما إنتهت بعد مرور تلك الأزمة، وحلت أحزاب أخري مكانها ناتجة عن أزمات جديدة، وسرعان ما ينكشف الواقع عن إنها لم تكن سوى حادث عارض حيث تختفي في غضون أقل من عقد من الزمان، والأمثلة عن ذلك في التاريخ الإسرائيلي كثيرة بدء من تشكيل بن جوريون لقائمة انتخابية مثلت الوسط، ومنشقاً بذلك عن حزب الماباي عام 1965 اختفت نهائيا عن الساحة في انتخابات 1969، وجاءت تجربة ياجئيل يادين الذي شكل عام 1977 حزب وسط باسم الحركة الديموقراطية من أجل التغيير (داش) الناتجة من أزمة غضب الرأي العام الاسرائيلي علي الهزيمة في حرب 1973 سرعان ما تفكك بعد الكنيست التاسع (1977 – 1981) وأختفي عن الساحة الإسرائيلية، وأخيراً حزب شينوي الذي قام عام 1992 واحتل مركز الوسط، وخلال الانتخابات اللاحقة ظل يحتفظ ما بين 17-15 مقعدا ، إلا أن استطلاعات الرأي بعد قيام قاديما تتوقع له أن يحقق 5 مقاعد، وربما لا لن يستطيع تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات ويخرج من الحياة السياسية نهائياً، خاصة نتيجة الأزمات التي تعتريه بالانقسامات والانشقاقات وخروج قيادات عدة متجهة صوب الحزب الجديد.
كما أن قاديما يعتمد حتي الآن علي الشخصية الكاريزمية ( أريئيل شارون )، فإذا ما اختفي شارون بالتقاعد أو الموت في السنوات القليلة القادمة، فأن الأمر يصب بإتجاه ينذر بموسم للهجرة مرة أخري من قاديما باتجاه الأحزاب الرئيسة ( العمل والليكود ) رغم استمراره في الصعود طبقاً لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية حيث حصل علي 44 مقعدا بعد ايام من غيبوبة شارون وقد ثبت عند 40 مقعدا بقيادة أولمرت، إلا أن صمود الليكود أمامه واحتفاظه بنسبة تمثيل معقولة ( 15 مقعدا ) في الكنيست القادم ، يجعل أختفاء قاديما أو موته أمر أقرب للواقع.
بالاضافة إلي أن هناك مأزق ثالث أمام حزب قاديما يتعلق بتوقعات الناخب الإسرائيلي من الحزب الجديد، فالمجتمع الإسرائيلي يمر بمرحلة أرتباك من المخاطر التي ستلحق به في حالة استمرت المواجهات مع الفلسطينيين، بعد ما يسمي بحالة الفوضي الأمنية الناتجة عن حالة الفراغ الذي أخلفته قوات الاحتلال الاسرائيلي، إثر الانسحاب الأحادي الجانب، وتصدر حركة حماس المشهد الفلسطيني خاصة، إذا فازت بأغلبية في الانتخابات الفلسطينية، لذلك فهو ما يزال مترددا بين ترتيب الأوليات الخاصة به بين أن يحسم باتجاه الأمن أم معالجة القضاية الاقتصادية – والاجتماعية.
هناك قاعدة رئيسة تحكم قاديما في التسوية مع الفلسطينيين بغض النظر عن قيادته هي الترتيبات السياسية، وهي أن (اسرائيل لا يمكنها أن تتخلى عن الاجراءات الأمنية الضرورية، وعن الاستيطان والكتل الاستيطانية، والمجال الحيوي في غور الاردن، وجدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية، والمعابر التي تمزق الضفة الغربية و القدس)، الأمر الذي يعكس خطوات أحادية الجانب بمعزل عن الجانب الفلسطيني في إطار الحلول المرحلية، حيث تقع الدولة الفلسطينية المؤقتة أو ذات الحدود المؤقتة في بؤرة تركيز خارطة الطريق الإسرائيلية ( الخطة المعدلة لشارون مع الاحتفاظ بـ14 تحفظ ).
وعليه فأن قاديما بقيادة شارون وأولمرت يتقاربان في القضاية السياسية الأساسية، إلا أن كل منهما يختلف في تفسير وأليـات تنفيذ تلك الرؤي، فكلاهما مع خطة أنسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية، إلا أن أولمرت مع انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية إلي الخط الجغرافي الذي يسمح لإسرائيل بأغلبية ديمغرافية بنسبة 80% لليهود مقابل 20% للعرب، وكما يقول أولمرت لا يعني هذا انسحاب إسرائيل من الكتل الاستيطانية الكبري في الضفة الغربية ؟، أما بخصوص القدس ؛ فيعترض شارون علي أي تقسيم أو تجزئة، فيما يريد أولمرت الابقاء علي احتلال القدس الشرقية الا أنه يؤيد خروج إسرائيل من الأحياء والضواحي العربية في المدينة مع الابقاء علي السيطرة الاسرائيلية علي البلدة القديمة ؟.
كما لم يختلف أولمرت عن شارون في المقاربات السياسية، فأنه لم يختلف – كلياً – عن الرؤية الاجتماعية- الاقتصادية ، وقد اتضح ذلك في تهربهما من مناقشة مشروع ميزانية عام 2006 قبل الانتخابت القادمة، وذلك لمواجهة حزب العمل في المعركة الانتخابية الذي يركز في برنامجه الانتخابي علي القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالدرجة الرئيسة. الا أن تعهد شارون بالقضاء علي الفقر البالغ 22% في اسرائيل، وتقليل الهوة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الإسرائيلي، يندرج تحت ما يسمي بالدعاية الانتخابية، فحسب، وذلك لاسترضاء الطبقات الفقيرة وأبناء مدن وبلدات التطوير من الطوائف الشرقية والعمل علي تحييدها – علي الأقل – حتي لا تذهب أصواتها لمنافسه البعيد ( حزب العمل ).
لدي كل من شارون وأولمرت أجندة واحدة بخصوص الأوضاع الاجتماعية – الاقتصادية تجلت فيما قبل من خلال مشروع موازنة 2005 ، والتي أطلعنا أولمرت علي العمل بها في اثناء حكومته النيابية عن شارون في 6 كانون الثاني / يناير 2006 وصولا إلي ما ستسافر عنه نتائج الانتخابات القادمة، إلا أننا يمكن قراءة الخطوط العريضة لرؤيتهما الاقتصادية الجديدة من خلال التصريحات الصحفية لكلاهما وهي: تحفيز النمو الاقتصادي عن طريق تقليص النفقات الحكومية عن طريق خصخصة الشركات الصناعت العسكرية والجوية والكهرباء ومصافي تكرير النفط، وخصخصة أجهزة الصحة والتعليم والبني التحتية، كما يهدفا إلي اتاحة الفرص للاستثمار أمام القطاع الخاص عن طريق المزاوجة بين خفض ضريبة الشركات وبين زيادة الضريبة علي أرباح رأس المال، لخلق سوق حر لتوفير فرص عمل جديدة.
وأخيرا فرغم الحديث عن أحتمال أنهيار حزب قاديما بعد غياب شارون، فأنه مازال يمثل كلمة السر في المشهد الساسي الاسرائيلي ، حتي بعد قيادة يهود اولمرت لرئاسته رغم اعتماده علي برنامج شارون السياسي الفضفاض والمرن، وافتقاره للهيكيلية ولنظام داخلي وخلوه من أية تقاليد تحكمه، إلا أن مصير أحزاب العمل، الليكود، وشينوي مرهون بمقدار نجاح قاديما في تثبيت نفسه علي الساحة السياسية في الانتخابات القادمة، وقدرته علي البقاء في المشهد السياسي.



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار الوطن البديل - دولة فلسطين القادمة في الاردن
- أمريكا الدينية وإسرائيل3-3
- المشهد الديني السياسي الأمريكي 2-3
- أمريكا الدينية واسرائيل 1-3
- التحديات الفلسطينية فيما بعد الانسحاب من غزة
- مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين
- الدعم الامريكي للاستيطان ثقافة دينية ام سياسة
- الاستيطان الإسرائيلي في ضوء القانون الدولي
- هل بدأ العد التنازلي لدمشق؟
- الوضع الاقليمي الدولي بعد رحيل عرفات
- ايران النووية في مؤتمر هرتسليا الخامس
- الفلسطينيون 2004 عام الحزن
- الانتخابات الفلسطينية هل تحقق الاصلاح والديمقراطية
- الفلسطينيون في مصر بين السياسات التمييزية و الإقصاء من الجنس ...
- القضية الفلسطينية ما بين الإرهاب والكفاح المسلح جدلية الشرعي ...
- القنبلة الديمغرافية في إسرائيل وخداع النفس
- 2003 فيلم أمريكي طويل
- قراءة في أوراق فلسطيني 1948 : حول الوعي الجماعي والضبط الاجت ...
- خارطة الطريق المتاهة القادمة للفلسطينيين
- إشكالية الهوية الفلسطينية بين المركز والأطراف - مقدمة لدراسة ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس