أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - القنبلة الديمغرافية في إسرائيل وخداع النفس















المزيد.....



القنبلة الديمغرافية في إسرائيل وخداع النفس


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 11:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن خطة الفصل أحادي الجانب التي أعلن عنها ارئيل شارون في مؤتمر هر تسليا الثالث بالأمر الجديد أو تغييرا في السياسات الإسرائيلية تجاه الوضع في فلسطين ( الضفة والقطاع ) أو إنها ناتجة عن عدم قدرة إسرائيل الأمنية لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية، إنما هي احدي الآليات الإسرائيلية لتفادي ما يسمي " بالخطر الديمغرافي " الذي أشير إليه سابقا في مؤتمر هر تسليا الثاني الذي انعقد في نهاية 2001، حين حذر البروفسور ارنون سوفير – جامعة حيفا، من مواجهة إسرائيل لمشكلة ديمغرافيا كبيرة عام 2020، ذلك لانه سيتواجد في إسرائيل مليون يهودي متشدد، وما يناهز مليون عربي فلسطيني، وذلك سوف ينتج عنه هجرة الأغلبية اليهودية الحالية خاصة مع زيادة الأغلبية الفلسطينية في إسرائيل وفي مؤسسات الدولة، وان لم يطبق سياسة الفصل سوف يطوق إسرائيل 6 مليون عربي في المنطقة منهم ما يقرب من 505 مليون يعانون من الفقر الشديد... ويجب أن لا تكون إسرائيل دولة ديمقراطية... وإننا علينا توطين الدروز والبدو والمسيحيين من عرب إسرائيل، وعلينا أن نضع بعض المدن المكتظة بعرب إسرائيل مثل أم الفحم داخل أو ضمن الحدود الفلسطينية "
إن خطة الفصل أحادي الجانب، والجدار الفصل العنصر كانتا ضمن الاقتراحات التي قدمت في مؤتمر هر تسليا الثاني 2001 لتفادي الكارثة الديمغرافية المقبلة عليها إسرائيل، وعليه بدا العديد من السياسيين والباحثين والصحافيين في إسرائيل للترويج ل" القنبلة الديمغرافية في إسرائيل " تمهيدا لتقبل الشارع الإسرائيلي السياسات الإسرائيلية في أية عملية تسوية قادمة، كذلك للترويج إعلاميا في الخارج لتبرير السياسات الإسرائيلية تجاه " الإرهاب الفلسطيني " أو الفلسطينيين عموما، مما يخدم أية تسوية مقبلة تراعي تلك الإشكالية الإسرائيلية وتتفادى الإقرار بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة سواء إلي الأراضي الفلسطينية لعام 1948 أو في أراضي الدولة الفلسطينية الجديدة.
القنبلة الديمغرافية في إسرائيل:
تشير احدي التقارير الإسرائيلية إلي وجود 5 مليون يهودي في إسرائيل مقابل 1.2 مليون فلسطيني داخل إسرائيل، و1.2 مليون فلسطيني في غزة، و1.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ويستنتج من هذه المعادلة السكانية حسب الإحصائيات التي قدمها الجنرال عوزي ديان انه سيعيش في المنطقة ما بين الأردن والبحر المتوسط عام 2020 حوالي 8 مليون فلسطيني مقابل 605 مليون يهودي، وفي دراسة أخري توصلت إلي إن عام 2020 سيعيش في المنطقة نفسها 24% فقط يهود مقابل 85% من الفلسطينيين.
في حين ذكر مركز الإحصاء الفلسطيني إن عدد السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بلغ حوالي 4.6 مليون نسمة نهاية عام 2002، في حين بلغ عدد اليهود 5.1 مليون نسمة، وستساوي عدد اليهود والفلسطينيين في عام 2006، بينما سيرتفع عدد الفلسطينيين إلي 6.2 مليون مقابل 5.7 ملي2010. في عام 2010 .
إن الأرقام السالفة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي تشير إلي غلبة السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية قدرت نتيجة الزيادة الطبيعية الثابتة للسكان بين الطرفين ولكنها تغيب عنصر غاية في الأهمية علي الجانب الإسرائيلي هو صافي الهجرة اليهودية والتي يمكن إن يحد من التغييرات الديمغرافية في فلسطين التاريخية في فترة من الزمن، إلي جانب إنها تتجاهل أية مشروعات سياسية يمكن أن تقوم بها الدولة الإسرائيلية لتجنيبها مخاطر ديمغرافية قادمة مثل، الفصل بين الفلسطينيين والدولة الإسرائيلية وما يترتب عليه من تبادل أراضي وسكان أو غير ذلك، أو الضم إي ضم الأراضي الفلسطينية إلي الدولة الإسرائيلية وما يترتب عليه من ترانسفير طوعي أو قسري للفلسطينيين، الاعتقالات والإبعاد والحد من الخصوبة الفلسطينية وتشجيع زيادة المواليد لدي المرآة اليهودية وما إلي ذلك، أو إبقاء الوضع كما هو إي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الضفة والقطاع والممارسات الإرهابية في مواجهة السكان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر أو في الضفة والقطاع.
تنطوي خطة الفصل السالف الإشارة إليه علي ما يسمي تبادل الأرض والسكان، وقد اقترح افراييم سنيه إما مؤتمر هر تسليا الأول عام 2000 ضم إسرائيل أراضي الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة والقطاع مقابل إعطاء الدولة الفلسطينية الجديدة عددا من المدن العربية في المثلث والجليل والنقب جنوبا، وبهذا تتخلص إسرائيل من الإلف الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية مقابل تعديلات في حدود الضفة والقطاع والتي تلبي أيضا المطامع الأمنية و الاستيطانية، فيما ذكر البر فسيور يائيل تامير – جامعة تل أبيب في مؤتمر هر تسليا الثاني 2001 عن ضرورة التخلص من بعض المدن العربية مستندا إلي دراسة قدمتها مؤسسة فريدرش ايبرت حيث حذرت من وضع تضطر فيه إسرائيل للاختيار بين يهو ديتها وديمقراطيتها عندما يصبح فلسطيني 1948 الأغلبية بحلول 2050.
إن المأزق الحقيقي التي ستعيشه إسرائيل المستند علي تلك الإحصائيات هو فقدان الطابع اليهودي للدولة وانتهاء الوجود اليهودي في فلسطين التاريخية باندماج الأقلية اليهودية في المحيط الأغلب للسكان، وبالتالي سيطرة الفلسطينيين مرة أخري علي الأرض واستعادتها للسيطرة مرة أخري، ولكن هناك عدة تساؤلات تطرحا تلك الإحصائيات هو هل الفصل الأحادي الجانب أو فك الارتباط وبناء الجدار الفصل العنصري وما ينتج عنهما من السماح بقيام دولة فلسطينية علي بعض من أراضي الضفة والقطاع سيحد من النمو السكاني الفلسطيني ؟ وبالتالي سيحد من الخطر الديمغرافي التي تشير إليه إسرائيل ؟ وهل يمكن للعامل الديمغرافي بمفرده أن يلعب دورا رئيسا في حل الصراع بين الطرفين ؟ وهل يمكن التعويل علي الزيادة الطبيعية للسكان الفلسطينيين في إسرائيل والأرضي المحتلة لإجبار إسرائيل علي وضع أسس عملية لتسوية النزاع بينهم علي الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ؟ وما هو حدود تأثير العامل الديمغرافي في العلاقة ما بين الدولة الإسرائيلية والدولة الفلسطينية في ظل موازين القوي الإقليمية والدولية لصالح إسرائيل ؟ وأخيرا، ما هو تأثير العامل الديمغرافي في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي في المستقبل القريب أو البعيد ؟
في محاولة لتفكيك ما يسمي " القنبلة الديمغرافية في إسرائيل " علينا أن نتحدث عن مجمل حقائق متعلقة بالسكان في إسرائيل والأراضي المحتلة وسمات النمو السكاني في الجانبين، ومن ثم نتبين السياسات الإسرائيلية في مواجهة تلك الحقائق الديمغرافية علي الأرض.
السكان في إسرائيل:
يتمتع السكان في إسرائيل بسمات خاصة اعتمدت قبل قيام الكيان الإسرائيلي وبعده بتدفق موجات الهجرة اليهودية من الخارج إلي الدولة الإسرائيلية مما ساعد في إيجاد خريطة سكانية شديدة التمايز وغير متجانسة بجانب أن معدل الزيادة الطبيعية في إسرائيل ضعيف مقارنة بالسكان الفلسطينيين، فعبر أكثر من 12 موجة هجرة يهودية إلي إسرائيل منذ عام 1948-1997 أدت إلي الانقلاب الجذري في تركيب السكان وتوزيعهم حسب مناطق الإقامة والعرق والتوزيع العمرى لليهود بجانب الكثافة السكانية اليهودية.قفز عدد اليهود داخل الخط الأخضر من 650 ألف في مايو 1948 إلي 758.7 ألف في نهاية العام نفسه، وارتفع عددهم بسبب موجات الهجرة المتتالية.( انظر جدول رقم 1)
ملاحظات إجمالي عدد المهاجرين العام
101.819 1948
239.576 1949
170.215 1950
175.129 1951

كان انخفاض الهجرة ناتج بسبب الهجرة من أوروبا إلي أمريكان وكندا واستراليا

24.369 1952
11.369 1953
18.37 1954


كانت زيادة الهجرة ناتجة عن العدوان الثلاثي علي مصر 37.408 1955
56.234 1956
71.224 1957
27.082 1958

انخفض الهجرة ناتج عن القيود التي وضعتها دول أوروبا الشرقية علي الهجرة اليهودية 23.895 1959
24.510 1960
47.638 1961
61.328 1962
64.364 1963
54.716 1964
30.736 1965

انخفاضها ناتج عن حرب حزيران 1967 15.730 1966
14.327 1967
20.544 1968
37.804 1969
36.750 1970
41.930 1971
55.888 1972
54.886 1973
31.981 1974

بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي مرت بها إسرائيل خاصة بعد التهدئة مع مصر( كامب ديفيد) 20.028 1975
19.754 1976
21.429 1977
26.394 1978
37.222 1979
20.428 1980
12.599 1981
13.723 1982
16.906 1983
19.981 1984
10.906 1985
19.981 1986

الانخفاض راجع إلي الانتفاضة الأولي 9.505 1987
12.965 1988
13.034 1989
عاد الارتفاع الهجرة إلي سقوط الاتحاد السوفيتي وما تبعه من هجرة اليهود السوفيت طيلة عقد التسعينيات 199.516 1990
176.100 1991


هجرة اليهود السوفيت والفلاشا بمعدلات ثابتة 77.057 1992
76.805 1993
79.844 1994
76.361 1995
70.919 1996
66000 1997
67.000 1998
76.000 1999
60.192
2000
43.580 2001


مع بدء انهيار الإتحاد السوفيتي السابق، استغلت الحركة الصهيونية وإسرائيل الظروف الجديدة لجذب مزيد من يهود جمهورياته المستقلة، وذلك بالاتفاق مع الولايات المتحدة التي واجهت هجرات متتالية من يهود السوفيت إليها، وبذلك تراجعت نسبة التساقط بين المهاجرين اليهود، وأصبح 100 في المئة من موجات الهجرة اليهودية خلال الفترة بين عامي 1990-2000 هي في اتجاه قسري إلي فلسطين المحتلة.وإن كان جزء من موجات الهجرة من غير اليهود أصلا، بيد أنه لا بد من الإشارة إلى أن الفترة 1990 ـ 1995 شهدت مساهمة بنحو 65 في المئة من إجمالي الزيادة اليهودية في فلسطين المحتلة، ومع تراجع زخم الهجرة تراجعت مساهمتها خلال الفترة بين عامي1996-2002 لتصل إلي 50 المئة فقط مقارنة بالفترات السابقة، وقد تتراجع مساهمة الهجرة في النمو السكاني اليهودي، خلال الخمس سنوات الحالية 2001-2004 نظرا إلى تراجع معدلات الهجرة وأرقامها المطلقة، حيث استطاعت السلطات الإسرائيلية جذب نحو 900 ألف يهود جلهم من جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق في خلال الفترة بين عامي 1990-2000، وبذلك ستعتمد معدلات النمو السكاني خلال العقود القادمة على الزيادة الطبيعية في شكل أساسي، وسيبقى معدل النمو السكاني اليهودي في حدود 1.5 عاما،ئة سنويا، وتبعا لذلك، فإن مجموع السكان اليهود في فلسطين سيتضاعف بعد 46.7 عاما، أي أن مجموع اليهود في فلسطين إذا لم تحصل متغيرات في إطار عملية الصراع، وفي إطار الحراك الداخلي للمجتمع الإسرائيلي، سيبلغ 9.8 مليون يهودي بحلول عام 2047 . ويلاحظ أنه على الرغم من السياسات السكانية الإسرائيلية الطاردة للعرب عبر خطة ترانسفير مبرمجة وجاذبة لليهود ، فإن الدولة العبرية لم تستطع جذب أكثر من 4.9 مليون يهودي من دول العالم كافة ، حيث لم تتعد نسبتهم 37.7 في المئة من إجمالي مجموع اليهود في العالم والبالغ نحو 13 مليون يهودي نصفهم في الولايات المتحدة الأمير كية.
في مقابل التطور الديموغرافي غير الطبيعي لليهود في فلسطين، والناتج أساس من عامل الهجرة في اجتذاب المادة البشرية اليهودية إلى الدولة العبرية التي أنشئت في عام 1948 في ظروف إقليمية ودولية استثنائية وبدعم غير محدود من بريطانيا، والولايات المتحدة الأمير كية والدولة الغربية الأخرى، ارتفع مجموع السكان العرب داخل أرضهم المحتلة في عام 1948، من 156 ألفا في العام المذكور إلى 1.2 مليون نسمة في عام 2000، وكان النمو السكاني معتمداً على معدل الزيادة الطبيعية التي بقيت رغم تراجعها في حدود 3.5 في المعام،ويا خلال الفترة بين عامي 1995 ـ2000. وفي شكل عام ، فإن سكان الدولة العبرية وصل في العام 2000 إلى ستة ملايين نسمة بينهم 81.7 في المئة منالعرب،، و 18.35 فيمئة من العرب، ومن بين نسبة العرب ثمة 14.5 في المئة مسلمون، ونحو 3.8 في المئة من المسيحيين والدروز.



الزيادة الطبيعية وصافي الهجرة في إسرائيل:
تمثل معدلات الزيادة الطبيعية الفارق بين معدلات المواليد ومعدلات الوفيات، وفي هذا الإطار بلغ معدلات الزيادة الطبيعية في إسرائيل من عام 1990- 2002
الخصوبة الكلية الوفيات * الألف المواليد* الألف الأعوام
2.69 6.8 19.4 1990
2.9 6.8 18.3 1997
1999
2000
2001

حسب موقع وزارة استيعاب الهجرإسرائيل فقدعلى الإنترنت، انخفضت معدلات الهجرة إلى دولة إسرائيل بشكل ملموس منذ بدأت الانتفاضة في أواخر صيف عام 2000، فعدد المهاجرين انخفض من 78 ألفاً عام 1999إلى 61 ألفاً عام 2000إلى 44ألفاً عام 2001إلى 22 ألفاً عام 2002. أما الهجرة المعاكسة من دولة إسرائيل فقد نمت أيضاً بشكل كبير، دون أن يعني ذلك بالطبع التخلي عن الجنسية "الإسرائيلية". وقد ذكر مثلاً تقرير لصحيفة الغاردين البريطانية من برلين في هذا الصدد يوم 17 يونيو/حزيران 2002 أن طلبات الحصول على جنسية ألمانية قفزت فجأةً من بضعة مئات إلى بضعة آلاف مع العام 2002. وليست هناك، على حد علمي، تقارير دقيقة عن عدد اليهود الذين غادروا "إسرائيل" خلال فترة تصاعد الانتفاضة، ولكن تقارير صحفية مختلفة وضعت الرقم بين مئات الآلاف ومليون. ومن ذلك مثلاً تقرير للجامعة العربية نشر ملخص عنه في الصحف يوم 17 أيلول/سبتمبر 2002 يقول أن الهجرة المعاكسة من إسرائيل منذ بدء الانتفاضة بلغت حوالي ربع مليون مهاجر يهوديوبالتالي فان ما بين الهجرة اليهودية إلي إسرائيل والهجرة المعاكسة تبين أن صافي الهجرة إلي أو من إسرائيل يلعب دورا في حساب الزيادة /النقصان السكانية في إسرائيل ويؤثر بشكل واضح علي الأوضاع الديمغرافية اليهودية في إسرائيل.



بالنسبة للنزوح اليهودي من إسرائيل فهناك نوعان من النزوح:
1- صافي مغادرة السكان اليهود المقيمين
2- المقيمون في الخارج بعد انقضاء فترة الإقامة المحددة
بالنسبة لمغادرة السكان اليهود تختلف التقديرات، فيقدر عدد النازح خلال الفترة من 1948-1987 بنحو 457.889 بمتوسط سنوي يبلغ 11.4 ألف وخلال الفترة من 1990-1997 بلغ عدد النازح 30.841 نازح إي بمتوسط يبلغ 3.855 نازحا، وكانت موجات النزوح اليهودي من اسرئيل إلي الخارج ناتجة عن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في إسرائيل بسبب الاوضاع في إسرائيل والشرق الأوسط.
ونلاحظ مساهمة زيادة الهجرة لليهود إلي فلسطين عن مساهمة الزيادة الطبيعية لدي اليهود منذ 1949-1999 فيما انخفض صافي الهجرة من عام 2000 حتي2001 ( انظر الجدول التالي )
الفترة تطور مجموع اليهود في فلسطين مساهمة الهجرة * المئة مساهمة الزيادة الطبيعية * المئة
1948-1995 650 ألفا ـ 4.5 مليون نسمة 54.7 45.3
1948-1960 650 ألفا ـ 1.9 مليون نسمة 68.9 31.1
1961-1971 1.9 مليون ـ 2.7 مليون نسمة 45 55
1972-1982 2.7 مليون ـ 3.4 مليون نسمة 25.1 74.9
1983-1989 3.4 مليون ـ 3.7 مليون نسمة 7.5 92.5
1990-1995 3.7 مليون ـ 4.5 مليون نسمة 65 35
1996 4.616 مليون نسمة 50.3 49.7
1997 4.701 مليون نسمة 55.1 44.9
1998 4.743 مليون نسمة

50
1999 4.829 كليون نسمة
2000 4.914 مليون نسمة
2001 4.990 مليون نسمة

إن الزيادة الطبيعية في إسرائيل رغم اقترابها من معدلات الهجرة الخارجية إليها إلا أنهما يشكلان تطور ديمغرافي يهودي في إسرائيل، وبالرغم أن الزيادة الطبيعية لدي إسرائيل ذات مساهمة محدودة مقارنة بالفلسطينيين في إسرائيل إلا أنها عنصر ثابت ستعتمد عليه إسرائيل مستقبلية في التطور الديمغرافي بعد انتهاء مساهمة الهجرة اليهودية من الخارج إلي إسرائيل بعد عام 2025.

الزيادة الطبيعية وصافي الهجرة لدي الفلسطينيين:
في عام 1948 طردت العصابات الصهيونية (750) ألف فلسطيني يمثلون آنذاك (53.6) في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ (1.400.000) فلسطيني، وتركز معظم اللاجئين الفلسطينيين إثر نكبة عام 1948 في المناطق الفلسطينية الناجية من الاحتلال، أي في الضفة والقطاع (80.5) في المائة، في حين اضطر (19.5) في المائة من اللاجئين الفلسطينيين إلى التوجه إلى الدول العربية الشقيقة: سورية، الأردن ولبنان، ومصر والعراق. ثم ما لبث العديد ممن توجهوا إلى الدول العربية أن سافروا إلى مناطق جذب اقتصادية في أوروبا وأمريكا, وبعد ذلك إلى دول الخليج العربية. ويشار إلى أنه بقي في المناطق الفلسطينية التي أنشئ عليها ما يسمى إسرائيل والبالغة 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة (27009) كيلو متر مربع، بقي نحو (151) ألف فلسطيني تركز غالبيتهم في الجليل الفلسطيني، ووصل عددهم في عام 2002 إلى (1.2) مليون فلسطيني.
وبفعل الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع مجموعهم ليصل إلى (8.2) مليون عربي فلسطيني في عام 2002، والملاحظ أنه رغم السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى عمليات ترانسفير طالت نحو 70 في المائة من الشعب الفلسطيني في عامي 1948 و1967، بيد أن غالبية الفلسطينيين تتركز في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة، وتشير المعطيات أن (45.6) في المائة هم في فلسطين التاريخية، و (54.4) في المائة خارجها في المنافي القريبة والبعيدة. وتقدر نسبة الفلسطينيين المقيمين في فلسطين وحولها في الدول العربية المجاورة (80) في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني في عام 2002، وباقي النسبة (20) في المائة تتوزع في الدول العربية غير المجاورة لفلسطين وأوروبا وأمريكا. ، وبذلك تصل نسبة اللاجئين إلى مجموع الشعب الفلسطيني في عام 2002 نحو (55) في المائة، في حين لا تتعدى النسبة (48.8) في المائة حسب المسجلين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
يتضاعف مجموع الشعب الفلسطيني كل عشرين عاماً، وتبعاً لذلك سيصل مجموع الشعب الفلسطيني إلى (16.4) مليون في عام 2022، وذلك بناء على سنة أساس هي 2002 ومعدل نمو وسطي قدره (3) في المائة سنوياً، في مقابل ذلك يتضاعف مجموع اليهود في الكيان الصهيوني (إسرائيل) كل 47 عاماً بناء على سنة أساس 2002 حيث عدد اليهود في الكيان الصهيوني (إسرائيل) (5.2) مليون يهودي، ومعدل النمو دون الهجرة (1.5) في المائة.
من أهم الخصائص المختلفة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني الفتوة، حيث تصل نسبة الأطفال دون الخامسة عشر من العمر إلى أكثر من (40) في المائة من الشعب الفلسطيني بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون الذين يشكلون (55) في المائة من الشعب الفلسطيني كما ذكرنا، ومرد ارتفاع نسبة الأطفال ارتفاع معدلات الخصوبة الكلية للمرأة الفلسطينية حيث يصل المعدل إلى أربعة أطفال طيلة الحياة الإنجابية، وتتفاوت نسب الأطفال والخصوبة بين التجمعات الفلسطينية وإن كانت المؤشرات أعلى في قطاع غزة، وسبب التفاوت في المؤشرات اختلاف العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة.
والملاحظ أن الصراع الديموغرافي بين العرب الفلسطينيين واليهود في إسرائيل هو لصالح العرب في المدى البعيد، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار معدلات النمو العالية بين العرب مقارنة بمثيلاتها بين اليهود، فضلاً عن تراجع أرقام الهجرة اليهودية باتجاه فلسطين المحتلة، بفعل استمرار الانتفاضة وتراجع عوامل الجذب المحلية لليهود إلى فلسطين المحتلة وانعدام اأمن في المقام الأول وتراجع مؤشرات الرفاه الاقتصادي والاجتماعي في الكيان الصهيوني (إسرائيل)، وقد يكون صمود الفلسطيني فوق أرضه العامل الأهم في الصراع المذكور، خاصة وأن الحركة الصهيونية وإسرائيل اعتمدت فكرة الترانسفير للعرب الفلسطينيين مدخلاً أساسياً من أجل تحقيق التفوق الديموغرافي في المدى البعيد
عند الحديث عن السكان في فلسطين سنضع الفلسطينيين في إسرائيل مع الفلسطينيين في الضفة والقطاع باعتبار عن إسرائيل في حديثها عن القنبلة الديمغرافية، تتحدث عن الفلسطينيين في فلسطين التاريخية والزيادة المرتقبة لهم مقابل اليهود بالإضافة إلي أن الدولة الإسرائيلية إضافة سكان القدس الشرقية وهضبة الجولان في تعداد عرب إسرائيل، بجانب إبعادنا للتصنيف العرقي للعرب في إسرائيل ( المسلمين – المسيحيين- الدروز) بجانب إبعادنا لمجموعة أنطوان المتعاونة مع إسرائيل.
يبلغ عدد السكان الفلسطينيون في إسرائيل في كل من الضفة والقطاع والداخل في بداية التسعينيات 2.475.200 فيما زاد عددهم في عام 2000 الي4.247.556 وبنهاية عام 2003 بلغ عددهم 4.835.495 رغم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من سياسات إسرائيلية من قتل وإبعاد داخلي وخارجي، وتهجير طوعي حيث خرج في غضون سنوات الانتفاضة من الضفة الغربية إلي الأردن ما يقارب من 150 ألف فلسطيني نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلي الاعتقالات والتهجير الداخلي الناتج عن سياسات التدمير والهدم للبيوت والممتلكات الفلسطينية تخل بأي زيادة طبيعية للسكان، إلا إن الجدول التالي يوضح الزيادة الطبيعية في إعداد السكان والتي رافقت دخول ما يقرب من 300.000 في أعوام إقامة السلطة الفلسطينية والتي تعد تلك العودة ( في إطار البنية السياسية للسلطة الفلسطينية وليس علي أساس حق العودة ) متغير لن يتكرر في الزيادة السكانية في 1993- 1995، الجدول 4 يبين الزيادة في إعداد السكان الفلسطينيين من 1990-
2003.

السنة الفلسطينيون
الضفة الغربية وقطاع غزة إسرائيل
1990 1.682.800 792.400
1995 2.389.800 931.800
1997 2.783.084 994.000
1998 2.897.452 1028.500
1999 3.019.704 1.063.000
2000 3.150.056 1.097.500
2001 3.298.951 1.132.000
2002 3.464.550 1.166.500
2003 3.634.495 1.201.000

الفلسطينيون في إسرائيل :
يتمتع فلسطينيو 1948 بمعدلات زيادة مرتفعة مقارنة بمثيلتها لدي اليهود بجانب معدل الخصوبة المرتفع لدي العرب عن مثيلته لدي اليهود( انظر الجدول رقم 4)


معدل الوليد في الألف
2001 2000 1997 1990 الفئة /العام
34.3 37.2 37.3 36.8 عرب
18.2 21.7 18.3 19.4 يهود

معدل الوفيات في الألف
2001 2000 1997 1990 الفئة /العام
2.9 2.9 2.9 2.9 عرب
6.4 6.0 6.8 6.8 يهود

معدل الخصوبة الكلية في المائة
2001 2000 1997 1990 الفئة /العام
4.33 3.9 4.7 4.7 عرب
2.35 2.95 2.9 2.69 يهود

بالرغم إن معدل الزيادة الطبيعية لدي فلسطينيون 1948 اعلي من اليهود إلي إن من الملاحظة الأولي نجد أنها تنخفض سنة عن الاخري وذلك نظرا لانخفاض نسبة المواليد لدي النساء المسيحيات عنها لدي المسلمات بجانب البرامج التي تتبعها الدولة الإسرائيلية لتقليل تلك الزيادة الطبيعية لدي فلسطينيون 1948 ومنها تمدين بعض القرى العربية ن وبرامج تحديد النسل، والنمو الاقتصادي وارتفاع مستوي المعيشة الذي حد من زيادة المواليد لدي النساء الفلسطينيات في إسرائيل، بجانب الهجرات الطوعية من الشباب إلي الخارج، رغم ذلك يعتبر المجتمع العربي في إسرائيل مجتمع فتيا مقابل المجتمع اليهودي، و تظهر البيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة عام 1948 لعام 2002، بلغت نسبة الأفراد دون الخامسة عشر من العمر 41.5%، في حين بلغت نسبة الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر 3.2%. أشارت البيانات إلى أن متوسط حجم الأسرة الفلسطينية بلغ 5.1 فردا. وبلغ معدل وفيات الرضيعة في العام 2002 للفلسطينيين في إسرائيل 8.6 حالة وفاة لكل ألف مولود حي. من جانب آخر بلغ معدل الخصوبة الكلي 4.6 مولود لكل امرأة في العام 2002، كما بلغ معدل المواليد الخام 32.9 مولود لكل ألف من السكان. ويمكن تقدير الزيادة السنوية للعرب الفلسطينيين، بناء على سنة أساس 2002 ، ومعدل نمو (3) في المائة سنوياً، حيث يزيد العرب الفلسطينيون بمقدار (246000) نسمة على مدار العام، ومعدل شهري قدره (20500) نسمة، أي أن هناك ثمة (683) مولوداً فلسطينيا على مدار اليوم، وفي الساعة (28.5) مولود، مقابل ذلك يزيد اليهود في الكيان الصهيوني (إسرائيل) بمقدار (63600) سنوياً، بمعدل (5300) شهرياً، وفي اليوم (177) مولوداً ، وفي الساعة يزداد اليهود بمقدار(7.4) مولود، أي أن الزيادة بين العرب الفلسطينيين تشكل أربعة أضعاف الزيادة اليومية بين اليهود في الكيان الصهيوني إسرائيل.
السكان في الأراضي المحتلة:
تظهر البيانات المتوفرة حول الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية في نهاية عام 2003 أن 42.6% من السكان الفلسطينيين لاجئين وأن نسبة الأفراد دون الخامسة عشرا من العمر بلغت 46.0%، في حين بلغت نسبة الذين تزيد أعمارهم 65 سنة 3.1%. بلغ العمر الوسيط للسكان 16.7 سنة. ومن جانب آخر بلغ معدل الخصوبة الكلي في العام 1999 في الأراضي الفلسطينية 5.9 مولود لكل امرأة. و بلغ معدل المواليد الخام 39.2 مولود لكل ألف من السكان أما بالنسبة للعمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة فقد بلع 70.7 سنة للذكور و73.8 سنة للإناث وذلك في العام 2003 ، نتبين ( وفي الجدول رقم 6 ) إعداد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الناتجة عن الزيادة الطبيعية للسكان منذ عام 1990-2003

السنة الفلسطينيون
الضفة الغربية وقطاع غزة
1990 1.682.800
1995 2.389.800
1997 2.783.084
1998 2.897.452
1999 3.019.704
2000 3.150.056
2001 3.298.951
2002 3.464.550
2003 3.634.495

تتسم معدلات الزيادة الطبيعية للسكان في الأراضي المحتلة بالارتفاع الكبير بحيث نجد إن معدلات المواليد في القطاع والضفة تفوق مثيلتها حتى لدي فلسطينيو 1948، وبنما نجد إن نسبة المواليد في الأراضي المحتلة لم تتأثر بأي من الأوضاع الاقتصادية أو الأمنية إلا إن معدلات الوفيات استمرت علي ارتفاعها ولم تشهد انخفاضا ملموسا كحالة الفلسطينيون في إسرائيل ( انظر الجدول التالي )

الزيادة الطبيعية في غزة لزيادة الطبيعية في الضفة الأعوام
الوفيات* الألف المواليد* الألف الوفيات *الألف المواليد* الألف
19.7 42.9 23.9 43.9 1968
15.3 50.1 16 46.3 1975
13.2 - 15.2 - 1987
46.3 42.9 1997



فيما يتعلق باستمرار معدلات المواليد المرتفعة لدي فلسطيني الضفة والقطاع يمكن تفسير ذلك بالتصدي للانتشار الاستيطاني لليهود في الضفة والقطاع من خلال ارتفاع عدد المستوطنات بجانب إلي العامل الديني لدي المرآة المسلمة حيث يشكل المسلمون أغلبية سكان الضفة والقطاع بنما يستمر انخفاض عدد الوفيات بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية خاصة في فترات الثمانينات والسنوات الأخيرة من التسعينات خاصة في فترة انتفاضة الاقصي 2000-2003

بينما لا تساهم الهجرة إلي فلسطين من قبل الفلسطينيين منذ أكثر من خمسين عاما بنسبة ضئيلة رافقت سنوات التسعينات بسبب دخول بضعة مئات الألوف من قبل أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية ولم شمل العائلات نتيجة التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية ومن قبل ذلك إعادة اللاجئين في مخيم كندا ( رفح المصرية ) 1997 إلي أقاربهم إلي رفح الفلسطينية والتي قدرت مجموعة حوالي 300 ألف فلسطينية ألان إن مساهمة النزوح من فلسطين إلي الخارج نظرا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والأوضاع الاقتصادية ساهمت بنصيب وافر في تعداد السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حيث تستمر ظاهرة نزوح فئات الشباب الفلسطيني للعمل في الخارج والعودة مرة أخري وأيضا ظاهرة النزوح بصفة دائمة، فهناك هجرة من فلسطينيين داخل الخط الأخضر إلي أراضي الضفة والقطاع مما أدي إلي زيادة إعداد السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في أعوام 1948 و نزوح خارج الأراضي عام 1967 حيث فقدت الضفة وغزة إعداد كبيرة من سكانها واستمر ذلك الانخفاض الناتج عن النزوح حتى بداية السبعينات نتيجة التهجير الإسرائيلي للسكان في السنوات السالف ذكرها، ثم بسبب العوامل الاقتصادية وظهور الحقبة النفطية استمر النزوح من الأراضي المحتلة حتى بداية التسعينيات، إلي إن عملية التسوية ودخول السلطة الفلسطينية قد أوقف بشكل نسبي النزوح بل أدي إلي هجرة فلسطينية طفيفة إلي الداخل والاعتماد علي الزيادة الطبيعية السكانية نتيجة الاستقرار السياسي وزيادة الموارد الاقتصادية الناتجة عن المنح الخارجية لبناء المؤسسات الفلسطينية، إلا إن عام 1997 حتى 2003 شهد عودة النزوح مرة أخري بسبب الأوضاع الاقتصادية ثم الانتفاضة الفلسطينية وما تبعها من سياسات إسرائيلية تجاه السكان الفلسطينيين.( انظر الجدول التالي )

الهجرة والنزوح من والي
قطاع غزة الهجرة والنزوح من والي الضفة الغربية الأعوام



- 109.8 -31 1967
-15.8 1968
1.3 1969
-7.5 1970-1971
7.6 1972-1973
-144 1974 1989
8.8 16.5 1990 - 1992
-2.8 -8.8 1993
- 14.8 1994

* ( -) النزوح إلي خارج الأراضي المحتلة
وحسب الإحصائيات الأردنية، هناك ما لا يقل عن 150 ألف فلسطيني تركوا الضفة الغربية خلال سنوات الانتفاضة 2000-2002 ولم يعودوا وتشير معطيات البنك الدولي والمؤسسات الفلسطينية بشكل واضح إلي تدهور الأوضاع الاقتصادية في المناطق الفلسطينية خلال الانتفاضة إذا تعددت نسبة العائلات الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر بلغت 60% وعدد العاطلين عن العمل تعدت200 ألف فلسطيني، وعليه فان الإحصائيات تدلل علي إمكانية حدوث موجات نزوح
متوالية من الفلسطينيين نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية.

العامل الديمغرافي في فلسطين ومستقبل الصراع:
أكد العديد من الباحثين علي اثر الزيادة الطبيعية المرتفعة لدي الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة ستؤدي إلي تفوق سكاني فلسطيني في مقابل أقلية يهودية الأمر الذي سيؤدي إلي حسم الصراع لصالح الفلسطينيين بعد تذويب الأقلية اليهودية في محيطها العربي خاصة بحلول عام 2025، من خلال استعراض الأرقام السابقة تبين إن كلا الفريقين العرب والاسرائيلين قد استندوا في إحصائياتهم إلي معدلات الزيادة الطبيعية الثابتة للطرفين والتي تعمل لصالح الفلسطينيين في الفترة التي تشهد ادني معدلات الهجرة اليهودية إلي إسرائيل ، وعليه خرجت العديد من التوقعات لعدد السكان اليهود والفلسطينيين في اسرئيل والأراضي المحتلة والتي توصلت إلي نتيجة واحدة إلا وهي غلبة السكان الفلسطينيين في العقود القادمة.
بالرغم إن التطور الديمغرافي لصالح الفلسطينيين بسبب الزيادة الطبيعية قد يلعب دورا هاما في خلق حقائق داخل الأراضي المحتلة لعامي 1948-1967 لكنه ليس بالضرورة إن تؤدي هذه الزيادة إلي حسم الصراع لصالح الفلسطينيين وإجبار إسرائيل علي الدخول في عملية تسوية يسلم من خلالها بحقوق الشعب الفلسطيني بل انه يمكن إن تدفع إسرائيل إلي القيام بعملية ترانسفير واسعة لجزء كبير من الشعب الفلسطيني تجاه الأردن.
اذاكان هناك من دور للعامل الديمغرافي في حل الصراع في الوقت الراهن فسوف يكون قاصرا علي تحديد شكل الحل أي تحديد المناطق التي ترغب إسرائيل في تجنب ضمها نظرا للكثافة السكانية الفلسطينية المرتفعة بها، ومن ثمة تقتضي المصالح الإسرائيلية عدم ضمها ولعل خطة فك الارتباط التي أعلنها ارئيل شارون ( يديعوت احرنوت 13مارس 2004) تبين أهمية التخلي عن المناطق العربية ذات الكثافة السكانية العالية في إسرائيل في مقابل ضم أراضي من المناطق المحتلة لعام 1967مناطق مقام علها مستوطنات تطبيقا لفكرة تبادل أراضي وسكان كما جاء في نصوص خارطة الطريق وعليه لا تتعرض إسرائيل لفقدان صفتها كدولة يهودية.
هناك خيارات إسرائيلية لتفادي تلك المشكلة بجانب تفادي المشكلات الاقتصادية والأمنية، من بين تلك الخيارات هي:
* الانسحاب من الإسرائيلي التام من الأراضي المحتلة
* ضم الأراضي المحتلة أو جزء منها
*الاستمرار علي الوضع القائم.
إما بالنسبة للأبعاد الديمغرافية بالنسبة للخيارات السالفة، وعلي أرضية الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة يساعد إسرائيل علي التخلص من مشكلة السكان الفلسطينيين بحيث يحصرهم في إطار محدود داخل الخط الأخضر وفي هذه الحالة فان أقصي تقديرات لعدد الفلسطينيين في إسرائيل يصل عام 2010 وفقا للإحصائيات الكتاب الإحصائي الإسرائيلي 1.353.600 مليون فلسطيني أي نسبة 23.6% من إجمالي السكان وذلك اقل نسبة ممكن إن يصل إليها السكان الفلسطينيين ضمن خيار انسحاب إسرائيل ( انظر الجدول التالي ):
نسبة الفلسطينيين الفلسطينيون في إسرائيل- مليون اليهودي إسرائيل
مليون الأعوام
منخفض متوسط منخفض متوسط منخفض متوسط الاحتمال
21.6% 22.3% 1.184.1 1.184.6 4.126.8 4.291.3 2000
22.9% 23.7% 1.352.2 1.352.3 4.342.2 4.537.7 2005
23.6% 23.7% 1.353.6 1.457.9 4.386.5 4.702.6 2010

يشمل هذا الإسقاط عدد سكان القدس الشرقية في كل الاحتمالات، فالاحتمال الأول ( المتوسط ) يشمل محصلة ميزان الهجرة الإسرائيلية في الثمانينيات والتي كانت بمعدل 15 ألف مهاجر سنويا لذا سوف تصل في التسعينيات إلي 5 الألف فقط بينما ستصل إلي صفر لغير اليهود، إما بالنسبة للزيادة الطبيعية اليهودية فسوف تنخفض الخصوبة الكلية للمرآة اليهودية من 2.8 طفل إلي 2.4 طفل ن كذلك ستنخفض نسبة الخصوبة لدي المرآة العربية المسلمة من5 أطفال إلي 3 أطفال بينما ستظل مدل الخصوبة لدي المرآة المسيحية 2.2 طفلا.
إما الاحتمال الثاني المنخفض، اعتمد علي محصلة ميزان الهجرة في الثمانينيات بمعدل 5 الألف مهاجر سنويا ويصل في التسعينيات إلي معدل صفر والمحصلة لغير اليهود صفر أيضا، بينما الزيادة الطبيعية انخفاض الخصوبة الكلية للمرآة اليهودية من 2.8 طفل إلي 2.1 طفلا، بجانب انخفاض الخصوبة لدي المرآة العربية المسلمة من 5 أطفال إلي 2.5 طفلا مع بقاء معدل الخصوبة لدي المرآة المسيحية إلي 2.2 طفل سنويا.

* ضم الأراضي المحتلة:
يقصد بضم الأراضي المحإسرائيل ورار منفرد من الكنيست بتطبيق القانون الإسرائيلي علي الضفة والقطاع المحتلين باعتبارهم جزءا من إسرائيل إما البعد الديمغرافي المترتب علي هذا الوضع يمكن إن يحدث انقلاب ديمغرافي حيث سيكون في إسرائيل كاملة ما يقرب من 1.270.000 مليون فلسطيني في إسرائيل و 3.298.951 مليون فلسطيني في أراضي الضفة والقطاع أي 4.247.556 مليون فلسطينيا عام 2000 مقابلا 5.369.600 يهودي في العام نفسه، في حين سيتساوى عددهم نسبيا عام 2005 ليصل إلي 5.256.813 فلسطيني مقابل 5.369.600 يهودي
وبهذه الحسابات وبزيادة 3.1 % زيادة طبيعية لدي الفلسطينيين ومع نضوب جلب المهاجرين اليهود من الخارج البالغ عددهم ما يقرب من 8 مليون يهودي حتى عام 2020 مع الزيادة الطبيعية لدي اليهود التي تمثل 1.2 % سيكون علي إسرائيل استخدام سياسات الترحيل القسري لقطاعات واسعة من فلسطيني الأرضي المحتلة للتفادي أي انقلاب ديمغرافي في الدولة عام 2025 – 2050 في فلسطين التاريخية.
إذا كان للعامل الديمغرافي دورا هاما في مستقبل الصراع إلا انه لا يمكن التعويل علي الزيادة السكانية الفلسطينية بمفردها في حل الصراع، حيث إننا نجد إن اليهود ومن خلال صافي الهجرة استطاعوا الحفاظ علي نسبتهم المرتفعة في إسرائيل في المقابل تتلاشي نتائج الزيادة الطبيعية الفلسطينية بسبب ارتفاع معدلات النزوح وزيادة عدد الوفيات والعوامل الاقتصادية والأمنية في الأراضي المحتلة وبرامج تحديد النسل لدي فلسطيني 1948 والبرامج الاقتصادية والاجتماعية لديهم التي تساعد علي انخفاض معدلات الخصوبة.. الخ، لذا ا فان العامل الديمغرافي سوف يلعب دورا محدودا بل هامشيا في الصراع إذا تم الاعتماد علي الأرقام فقط دون النظر إلي التفاعلات الاقتصادية والسياسية العسكرية في إسرائيل، حتى لو صار اليهود أقلية في إسرائيل فالعديد من التجارب التاريخية تثبت قدرة الأقلية علي التحكم في الأغلبية لفترات طويلة.



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2003 فيلم أمريكي طويل
- قراءة في أوراق فلسطيني 1948 : حول الوعي الجماعي والضبط الاجت ...
- خارطة الطريق المتاهة القادمة للفلسطينيين
- إشكالية الهوية الفلسطينية بين المركز والأطراف - مقدمة لدراسة ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بيسان عدوان - القنبلة الديمغرافية في إسرائيل وخداع النفس