أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - طهران من الفعل إلى المحاكاة














المزيد.....

طهران من الفعل إلى المحاكاة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من أن دولة الملالي تتلقى ضربة عقب أُخرى من إسرائيل في سورية، إلاَّ أن طهران لا تأتي بأيّة حركة تشي بأنها في وارد الرد على مَن يستهدفون رؤوس حربتها، إذ أن آخر ضربةٍ تلقتها طهران من قِبل إسرائيل كانت فجر يوم الثلاثاء في 26 آذار (مارس) 2024، والضربة الأخيرة التي استهدفت موقعاً للحرس الثوري الإيراني في دير الزور شرق سورية لم تكن تحذيرية أو تخويفية، إنما أدت إلى مقتل 13 شخصاً من المقاتلين الموالين لإيران بينهم ضابط برتبة عقيد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وطهران حيال تعرُّض مواقع ميليشياتها للضربات المتكررة غدت كحال النظام السوري الذي يحتفظ بحق الرد على إسرائيل منذ عقودٍ طويلة، بينما تراه ـ أي النظام السوري ـ أسرع من البرق إذا ما تعلّق الأمرُ بالمواطنين السوريين واعتراضاتهم أو مطالبهم، ولا يتوانى عن صب جام حقده عليهم في لمح البصر، وكذلك الأمر هو حالياً وضع دولة الملالي المتغطرسة التي ما تزال تمارس طغيانها عبر ميليشياتها في مجموعة من دول المنطقة وتستقوي من حينٍ لآخر على إقليم كردستان العراق، إلاّ أنها في ما يتعلق بالضربات الإسرائيلية التي تستهدف مستشاريها وقادتها الميدانيين في سورية فهي تتبع خطى النظام السوري في الاحتفاظ بحق الرد، وفي هذا الإطار كتب الإعلامي السوري فيصل القاسم متهكماً: "إن إيران تُمهل إسرائيل 1000 سنة لوقف العدوان على غزة، وإذا لم تتوقف بعد هذه المهلة فسوف تضرب سوريا".
والأغرب من ذلك في خط الاِنحناء والتقهقر في المواقف، راحت طهران في الآونة الأخيرة تحاكي أنشطة منظمات المجتمع المدني وممارسات الأحزاب والتجمعات الطلابية والمتطوعين في استراتيجية مقاطعة بضائع دولةٍ ما من أجل إلحاق الضرر الاقتصادي بها بدلاً من الرد العسكري، حيث أن تلك المنظمات عادةً ما تفعل ذلك لأن ليس لديها القدرة على الرد على هذه الدولة أو تلك، وهي عاجزة تماماً عن مواجهتها بالطرق الأخرى، لذا تعبّر عن رفضها لسياسة أو أفعال دولة ما بهذه الطريقة السلمية، ولكن الغريب في الأمر هو أن تقوم دولة معروفة بعدوانها وغطرستها بما تقوم به المنظمات أو الحركات الجماهيرية!
وفي هذا الصدد كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد أكد في تاريخ 19 شباط (فبراير) 2024 أنَّ البضائع الإسرائيلية لن تدخل الأراضي الإيرانية، وأضاف كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي بشأن ما تناقلته مواقع إخبارية عن دخول بضائع إسرائيلية إلى إيران: "يمنع قطعًا إدخال البضائع الصهيونية إلى إيران"، وأشار إلى أن مقاطعة السلع الإسرائيلية مطلب لكل الأحرار في العالم، قائلاً: "إذا قطعت شرايين هذا النظام، ولو من قبل الدول الإسلامية، فإنه لا توجد إمكانية لاستمرار جرائمه بهذا الحجم".
ولا شك في أن لجوء دولة الملالي التي لم تسلم مجموعة من دول المنطقة مِن شرها إلى محاكاة التنظيمات والأحزاب السياسية الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة ولا سلطة، إشارة واضحة إلى وضع طهران الهزيل والمضعضع أمام مَن هم أقوى منها، إضافةً إلى عدم قدرتها على رد الاعتبار، بل وهي دلالة إما إلى رضاها الضمني عن التخلص من أذيالها الرخيصة أو إلى خنوعها التام بخصوص الهجمات الاسرائيلية المتكررة على قادتها ومستشاريها في سورية ولبنان، علماً أن هذه الدولة التي تتدخل في شؤون كل من اليمن وسورية والعراق ولبنان تمارس كل الموبقات بحق تلك البدان من خلال أدواتها، كما أنها تسلّط ميليشياتها العدوانية على شعوب تلك الدول ولا تكف عن ممارسة طغيانها في تلك المضارب عبر أذرعها الإرهابية المنتشرة فيها.
وبخصوص ذلك التضاد السلوكي لدى طهران ورضوخها قد لا تكون الشماتة بموقفها المُحرِج محمودة في الإطار الاجتماعي، إلاَّ أنَّ الشماتة بالمتغطرسين ليست من المعايب، إنما قد تمنح الضعيف أو المظلوم لحظات من الفرح المسروق، وذلك باعتبار أن المتغطرس إن لم يجد من يُلقنه الدروس ويجرّعه المرارة سيظل يمارس طغيانه على من هم أضعف منه، لذا ففيما يتعلق بالمتعجرفين والعدوانيين، فلا بأس بأن يشمت المرء بهم، وربما يبلغ النشوة أيضاً في الذي تفعل طائرات إسرائيل بهم، وفي هذا الصدد بودي ذكر قول أحد المسنين في منطقتنا حيال العلاقة الشائكة بين إسرائيل والدول الاستبدادية في المنطقة، حيث كان دائماً ما يقول: لولا عصا إسرائيل على رقاب هؤلاء الحكام والأنظمة لمارسوا بحق شعوبها ما هو أبشع من ممارسات سلطات القرون الوسطى في أوروبا.
وحقيقةً فإنَّ طهران من خلال هذه الازدواجية السلوكية لا تشبه إلاَّ المرضى النفسيين ممن يتنمّرون على غيرهم من البشر في محيط اجتماعي ما، الذين قد تراهم عقبَ الغطرسةِ والفوقيةِ بلحظاتٍ قليلة جداً وهم في أتمّ حالات الجبن والخنوع والخزي أمام جبَّارين آخرين أكثر سطوةً منهم، ولا شك في أن تلك النماذج المَرَضية البغيضة موجودة بكثرة في المجتمعات المدحورة التي تعاني من القهر والإنكسار، حيث أن الفرد المستبد والمتغطرس بينهم إذا ما أُتيحت له الفرصة تراه يمارس كامل عدوانه وعجرفته وتسلطه على مَن هم أضعف منه قوةً أو شأنا، بينما الشخص نفسه تراه رعديداً، خنوعاً، مذعناً، منقاداً وذليلاً عندما يكون في حضرة من هم أقوى منه.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئ ومخاوفه المستقبلية
- المغتصبة عندنا وعندهم
- الفُرجة على مباريات الذيول
- عفن النظام خارج مناطق سيطرته
- طهران بين التمادي والتملص
- متى تلدغ طهران نفسها؟
- غطرسة الوضيع
- حرية قمع الآخرين
- شناعة المُندَلق
- أسطوانة البديل المفترض
- عندما يُخنقك مدّعي إنقاذك
- لماذا لم تفر مثلنا؟
- أيقطع القطبُ صلته بالأقطاب؟
- الاستعراض الخالي من النباهة
- إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - طهران من الفعل إلى المحاكاة