أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد ع محمد - إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع














المزيد.....

إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


“فرق بين النقد الذي يكمل العمل، والانتقاد الذي يهدم قيمته”.
شيماء فؤاد
إن لم يكن التلميح إلى المثالب السلوكية لبعضنا مفيداً، فعلى الأغلب لن يكون هناك ضرر كبير من الإقرار بأن الظواهر المرضية في مجتمعاتنا المحقونة بقيم الجور الإكراه أكثر من أن تحصيها مراكز الأبحاث والدراسات، ومن بين الظواهر القميئة التي يتعثر بأهلها العاملون في الكثير من المؤسسات والشركات والمصانع والورشات، وكذلك يعيش بعض فصولها العسكر والضباط في الجيش، وربما يلحظها الناس في الملتقيات الاجتماعية، هي ظاهرة لجوء السنفور* المعارض لكل شيء أينما كان إلى آلية إخفاض منزلة الآخر من أجل رفع شأن الذات، أو محاولة إسكات الغير أو التشويش عليه من أجل إسماع الآخرين صوته دون الناس، أو نفي أهمية ما قام به المغاير من أجل أن يُلقى هو لوحده القبول ويتم الاحتفاء به والإلتفات إليه.
واللافت في أمر هذا النموذج المهيأ للاعتراض بمناسبة وبدونها أنه يردد من حين لآخر أقوال الأولين ولكنه يتجاهل وصية سقراط: "لا ترفض دوماً ما يتعارض مع منطقك وفكرك"، وحاله حال الشخص النرجسي فهو فالح في ارتداء الأردية وخاصة رداء النقد باعتباره السلاح الأساسي لديه، إذ أنه عبر قناع النقد يهين الآخر، ويطعن بمقامه، ويؤلب الناس عليه، ويشن الحرب على مواقعه، لا لشيء سوى الأذية التي تُشعره بالنشوة والانتصار النفسي على حساب تعاسة وإزهاق معنويات أي مستهدفٍ من قبله، وهي بحق من ظواهر النقد السقيم ولا تستند آليته العدوانية إلى أي معيار نقدي، إنما يتبع المنتقد فيها الهوى بعد الاستعانة بما تكدس في قاعه من الشوائب المستخدمة كشظايا جارحة في كل غاراته على الآخرين.
إذ لا يجد الفرد من هذا النوع حرجاً في تسفيه أي شيء يقوم به الغير ليس لأن ذلك الناقد قادر وعالم بأصول البناء الذي يهم بهدمه، إنما ربما كان أصلاً غير قادر على بناء ولو مدماك واحد من العمارة التي يبدأ بهدمها بناءً على بغض صاحبها أو كرهه للموضوع أو المنتج الذي استفزه وجعله يخرج عن طوره، إنما كبسولة الانفجار لديه تعمل من تلقاء ذاتها عندما يتبوأ الغير الصدارة في أي مجالٍ كان، حيث يدفعه فوز الآخر أو تقدمه عليه إلى التفكير المباشر بتشويه صورته أو التقليل من أهمية ما أقدم عليه، بكون المعترض أعجز من أن يقبل بريادة الآخرين أو يُقدّر أعمالهم أو أفضالهم.
كما أنه قد يشن غاراته العدوانية فقط ليدلي بدلوه، أو ليلفت الأنظار إليه لكي يُظهر للعامة كشخص حريص ومهتم بالشأن العام وبقضايا يتم تجاهلها من قبل أقرانه في عالم التصريح بالمكنون عبر الأثير، كلجوء أحدهم لاستهداف سياسي ما اتهمه قبل نهش جسده بالخذلان، وذلك فقط لأن ذلك السياسي لا يتحمس مع ما يثير غريزة صاحبنا ولا يغدو السياسي كالثور الأهوج مع كل إشكالية تختلقها منصات وسائل التواصل الاجتماعي، أو تراه يهم بمهاجمة شخصية عامة في الطلوع والنزول فقط لأنه لم يكن طوع بنانه في شتم الجهة التي وقف ضدها المهاجم بعد أن فقد موقع قدمه في بنيانها وانقطع وريد الانتفاع بينه وبينها.
وهذا التصرف يشير إلى أن بعضهم من أجل المباشرة بالعدوان يختلقون المناسبات أو الإشكاليات أو المواقف حتى يبرروا لأنفسهم الهجوم الذي يبلغهم حالة الابتهاج بعد اقتحام معاقل المختلفين عنهم، وغالباً ما ينتقد واحدهم على طريقة زعران زوايا الأزقة، ممن يأتون بحركات مبتذلة لإغاظة الآخرين ودفعهم للرد، ومن كل بد أن هكذا ناقد لو كان عاملاً في السلك الأمني لما ارتضى لنفسه مهمة غير جلد المواطنين والاستمتاع بمشهد تعليقهم وتعذيبهم، وذلك لأن العنف المكتنز لديه والذي يخرج من بين مكتوباته وملفوظاته يدل على مكنونه التسلطي، كما أن لذة الطعن لديه لا تدل إلاَّ على نفسيته المجبولة على اللدغ، وبتصوري أن قراءة هكذا نقاد تضر بالذائقة، ووجودهم في الساحة كوجود كتلة اسمنتية فوضوية لا قيمة جمالية أو وجدودية لها في مشتلٍ يحوي أجمل الزهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شخصية من شخصيات المسلسل الكرتوني الذي ابتكره الرسام البلجيكي بيير كوليفر



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس
- بين إرجاع الحقوق لأصحابها وحرمانهم منها
- نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين
- أحوال مَن نتظاهر لأجلهم
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل
- في تفضيل القشور على الأبدان
- تلاوة اللامبالاة
- تجنب مخاطِر الحسد
- الحرية وأحلام المقيم
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ
- ماتت دون رؤية بيتها واسم ابنها في غينيس


المزيد.....




- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد
- كيربي حول صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس: لا يزال هناك فجوات و ...
- الملك الأردني يبحث مع بايدن الوضع في غزة والتطورات في الضفة ...
- -نوفوستي-: أوكرانيا تنشر طيرانها على أراضي دول ثالثة
- كينيدي جونيور يتعهد بإنشاء احتياطي قدره 4 ملايين بيتكوين حال ...
- تركيا.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بسبب مشروع قانون حول الك ...
- خبير يحذر من احتمالية تعرض مصر ودول في حوض النيل لسنوات عجاف ...
- كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي: حياة العشرات من المخطوفي ...
- في اتصال مع بايدن.. الملك عبدالله يؤكد على ضرورة وقف حرب غزة ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد ع محمد - إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع