أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد ع محمد - نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد














المزيد.....

نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 21:44
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بادئ ذي بدءٍ المفتتح أعلاه هو تصوُّر لما يكاد أن ينطقه أو لعله يتحدث به ضمنياً من دون أيّ تصريحٍ عن كنهه أعضاء وقيادات حزب العدالة والتنمية في تركيا قِبال حراك الهائجين من جمهور وزعامات المعارضة التركية منذ أشهر بخصوص ملف اللاجئين السوريين؛ إذ أن الوعود التي يطلقها زعماء المعارضة التركية حيال ملف اللاجئين السوريين في الانتخابات تضعنا في أجواء قصة طريفة عن صيادٍ قنوع ورأسماليٍّ جشع أوردها الكاتب الهندي البريطاني "أنتوني دو مِلو" ضمن قصص الحكمة، وفحواها أن صناعياً ثرياً تضايق يوماً عند رؤيته صيّاداً على الشاطئ وهو جالس بتكاسل ملحوظ بجوار القارب وهو يدخن غليونه.
فسأله: لماذا لم تخرج للصيد؟
أجاب: لأني اصطدت كمية كافية من السمك اليوم.
ـ ولماذا لم تصطد أكثر مما تحتاج؟
ـ وماذا أفعل بها؟
ـ يمكنك أن تكسب مالاً أكثر، وبمقدورك شراء محرّك أقوى وتثبته في قاربك، فيساعدك ذلك على الدخول إلى عمق البحر وتصطاد كمية أكبر من السمك، لتبيعها وتشتري بثمنها شباك من النايلون فتساعدك تلك الشباك على اصطياد كميات كبيرة من السمك، فتجني بها أرباحاً كثيرة تساعدك على امتلاك قاربين وربّما أسطول من القوارب، وعندئذٍ تستطيع أن تصبح ثرياً مثلي.
ـ وماذا أستطيع أن افعل عندئذٍ؟
ـ تستطيع أن تجلس وتستمتع بالحياة.
فأجاب الصيّاد القنوع: وماذا تعتقد فيما أنا فاعله الآن؟؟؟
ولا يخفى على القارئ المتابع أوضاع تركيا في الوقت الراهن بأن الحوار بين الرجل الثري المتحمس والصياد الهادئ يحيلنا مباشرةً إلى موضوع المزايدة على ملف اللاجئين السوريين في تركيا، وحيث أن الذي يقوم فعلياً منذ أكثر من سنة بإرجاع السوريين وترحيل قوافل تلو قوافل إلى الشمال السوري القابل للانفجار في أية لحظة هو الحزب الحاكم، بينما المعارضة ما تزال في طور النية والتفكير بإرجاعهم إن وصلت للحكم، وحيال الترحيل الفعلي سبق أن أكدت هيومن رايتس ووتش في تقريرٍ لها نشر في تشرين الأول 2022 أن "السلطات التركية اعتقلت مئات اللاجئين السوريين، حتى الأطفال غير المصحوبين بذويهم، وأجبرتهم على العودة إلى شمال سورية".
كما يرى مراقبون أن التطبيع مع نظام دمشق قبل دول الخليج العربي بدأ من تركيا في ظل الحزب الحاكم أي العدالة والتنمية، فعملياً وواقعياً وفعلياً السلطة الراهنة (العدالة والتنمية) هي التي من دون أي إعلان أو صخب إعلامي تعيد السوريين تدريجياً إلى بلادهم، وهي التي مهدت للدول الخليجية بأن تخطو نحو دمشق، وربما هي التي عبّدت الطريق أمام الدول الأخرى بأن تحذو حذوها في إعادة اللاجئين إلى سورية رغماً عنهم، كما يحصل الأمر في لبنان منذ فترة والتي بدأت فيها عمليات الترحيل التعسفي للاجئين السوريين بشكل مكثف، كما أن مَن جعل من اللاجئين السوريين وسيلة ضغط كانت الحكومة وذلك عندما حاولت الضغط على أوروبا من خلال تلك الروقة، بينما المعارضة أتت فيما بعد واستخدمت نفس ورقة الحكومة، ولكن هذه المرة ليس لتهديد أوروبا بها إنما لتضغط من خلالها على الحكومة التي عملت على اختلاقها في البداية؛ إذن فما الذي ستقدمه المعارضة التركية للمواطن التركي وحتى للنظام السوري غير ورقة اللاجئين التي يوعودن الجماهير داخلياً ونظام دمشق خارجياً بها، بما أنهم ما يزالون في إطار التمنيات والرغبات الشعاراتية، بينما الحزب الحاكم بدأ منذ الأمس ويقوم اليوم بالذي تتمنى المعارضة التركية القيام به إن فازت في الغد.
وبتصورنا أن المعارضة التركية بدلاً من منافسة الحكومة في عملية الترحيل والتطبيع الماضية على قدم وساق، لو ركزت على الأسباب الكامنة خلف التضخم المالي، وعلى الارتفاع الجنوني لأسعار المنتجات والعقارات، واهتمت بالملفات المالية لزعماء الفساد في البلد، أو سلطت الأضواء على احتكار وسائل الإعلام من قبل الحكومة وتصفية وسائل الإعلام المستقلة والتي لا تكاد تشكل نسبة تتجاوز الخمسة بالمئة من مجمل وسائل الإعلام في تركيا وفق الكاتب التركي محمد أوجاكتان، أو ركزت على موضوع تأخر أجهزة الدولة في الوصول إلى بعض المدن المدمرة بعد ثلاثة أو أربعة أيام من كارثة الزلزال في السادس من شهر شباط، وعدم استغلالها الجيش العرمرم في مجالات إنقاذ الأرواح العالقة تحت الأنقاض في المناطق التي ضربها ذلك الزلزال المدمر، أو اشتغلت المعارضة إعلامياً وبشكل مدروس على الشخصيات التي صنعت المجد الاقتصادي والسياسي لتركيا خلال العقدين الأخيرين والتي تركت صفوف الحزب الحاكم في الفترة الأخيرة، فلو قامت المعارضة باستغلال ذلك الأمر وروَّجت لتلك الشخصيات بشكلٍ فاعل ربما لكسبت أصوات حتى فئة لا بأس بها من أعضاء الحزب الحاكم نفسه، أما مزاحمة السلطة عبر الشعارات والتمنيات على ما تقوم به الحكومة فعلياً هو رهانٌ لا يمت للمنطق السياسي بصلة لجهةٍ لا تقدِّم للمواطنين أي مشروع حقيقي في الانتخابات تفيد به البلد وأبنائه في المرحلة القادمة، في الوقت الذي تحشد فيه كل طاقتها الدعائية في ملف اللاجئين من أجل ربح بعض الأصوات الصاخبة من العنصريين المرضى الذين يترنحون مع إيقاع أي نغمة تحريضية تدغدغ مشاعرهم.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين
- أحوال مَن نتظاهر لأجلهم
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل
- في تفضيل القشور على الأبدان
- تلاوة اللامبالاة
- تجنب مخاطِر الحسد
- الحرية وأحلام المقيم
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ
- ماتت دون رؤية بيتها واسم ابنها في غينيس
- من فضاءات الحرية إلى المأوى
- نموذج من بيدر المغالطات في وسائل التواصل
- من محتوى الهرم إلى إطار القدم
- الحشد البشري وجيراننا الزواحف
- العبث بالأمن غاية العدوِ والحاسِد
- الفاسد بين المحاربة والحماية
- تقارير السجن الكبير
- كل سني إخواني وكل كردي PKK


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد ع محمد - نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد