أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد ع محمد - الحرية وأحلام المقيم














المزيد.....

الحرية وأحلام المقيم


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 22:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كما لا يغيبُ عن بال متابع أحوال الأمم التصورُ بأن الأسس المتينة للماضي هي الأرضية التي تُبنى عليها صروح الحاضر في المجتمعات والدول التي انطلق فيها قطار تقدمها الحضاري للأمام، بالمقابل عليه أن يدرك جيداً بأن المجتمعات المتقهقرة والتي تكون وجهتها للخلف والسلطات فيها قائمة على ركائز الجبر والإكراه، فاليوم الأسحم فيها هو امتدادٌ طبيعي لأمسها القاتم.
وما تعرض له طاقم "تلفزيون سوريا" وخاصةً المراسل هادي طاطين والمصور خالد الهبل (خالد أبو الهدى) يوم الاثنين في 3/10/2021، من الاعتداء ركلاً وإهانةً مِن قِبل أحد قادة الفصائل المسلحة في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، وكيف أنه لمجرد قيام الصحفي لأسبابٍ طارئة بتجاوز ذلك القيادي المتغطرس حتى انهال عليه ضرباً وشتماً مهدداً إيّاه بالقتل؛ يُعيدنا الحدثُ المقيت إلى صفحات التاريخ وما أورده الثعالبي في "لطائف المعارف" عن بدايات انتشار ثقافة التسلط في الإسلام حيث يقول: "أوَّل ما ظهر من الظلم في أمّة محمد قولهم تنح عن الطريق، يقصد إخلاء الطريق وإيقاف الحركة عند مرور المسؤولين" والأمر الذي ينبغي التوقف عنده هو أن المراسل لم يتحمل غلاظة أمثال هؤلاء المتعجرفين خمس دقائق فحسب، فماذا إذن عن وضع الأهالي مع هذه النمر المريضة المتسلطة على رقاب سكان المنطقة منذ عام 2018؟
كما أعادني حدثُ الأمس إلى عام 2013 حيث كنتُ مع زميلٍ لي يعمل في جمعية إغاثية نمر بالقرب من حاجزٍ تابع لفصيلٍ اسمه "شهداء بدر" في حي مساكن الشباب بالأشرفية في مدينة حلب، فتوقفتُ حينها برهةً وأنا أتأمل منظر عناصر ذلك الحاجز، فقال الزميل أين شردت؟ قلتُ له: أخذني مشهد هؤلاء الأنفار الذين يسمون أنفسهم ثواراً إلى عام 1991، قال كيف لم أفهم؟ قلتُ أشكالهم وتصرفاتهم تذكرني بشبيحة فواز الأسد ومنذر الأسد في مدن الساحل السوري.
على كل حال فالاعتداء الأخير على كادر تلفزيون سوريا هو ليس استثناء إنما هو شبه قاعدة ممارساتية لدى الكثير من هذه النماذج التي تم إطلاق يدها في المنطقة، وهي استمرار لما قام به أقران هذا المهيمن في حلب عام 2013 والذي كان من أحد أسبابه نفور أهل المدينة من الكتائب برمتها، وبالمجمل فهذه الممارسات هي امتداد لنهج العسف والطغيان الذي يقوم به جلاوزة النظام.
ويبقى الموجع بالنسبة للسوريين هو أنه بعد تقديم عشرات الآلاف من الشهداء، وبعد اعتقال واختفاء عشرات الآلاف، وتهجير نصف سكان البلد لم يُقدم هؤلاء العسكر المناهضين للنظام ولو في أصغر قرية تجربة واحدة جديرة بالتقدير والثناء، وهذه النقطة بالتحديد كان قد أشار إلى إليها نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الحكيم بشار في مقالة له تحت عنوان (قطار إعادة تأهيل النظام السوري المتسارع) حيث قال: مع وجود أربع إدارات في سورية "فإن إدارة منطقة المعارضة ليست أحسن من سواها، إن لم تكن بالعكس، وليست النموذج الذي ثار من أجله السوريون وسانده المجتمع الدولي، وليست النموذج الذي يمكن أن يراه المجتمع الدولي بديلاً للنظام"، وحيث يعرف كل سوري بأن أحد أهم أسباب اندلاع الثورة كانت الممارسات التعسفية للأجهزة الأمنية للدولة، ولكن بعد 10 سنوات وبدلاً من التخلص من كل إرث القمع والتسلط والجور والطغيان الذي ثار عليه الشعب السوري، خلق بعض المتجبرين بدائل هي حسب الأهالي أكثر قبحاً من كل مَن حَكم المنطقة منذ تاريخ الوحدة بين مصر وسورية، ووفق إفادات العشرات من أبناء المنطقة أن ممارساتهم مع المدنيين وخاصة مع السكان الأصليين هي أردأ من تصرفات الأجهزة الأمنية التي ثاروا عليها في 2011.
وفي هذا الخصوص يسرد أحد المقيمين في منطقة عفرين ممن لم يغادرها، رغم كل الصعوبات التي اعترضت سبيله إبان تبعية المنطقة للنظام، ومن ثم استلام حزب الاتحاد الديمقراطي حكم المنطقة، ومن ثم خضوعها للسلطة الفصائلية التي رافقها انتشار قطاع الطرق والمافيات المسلحة في عموم قرى المنطقة وبلداتها، قائلاً بأنه قبيل عام 2012 كان يحلم بشرائط وبالونات الحرية ترفرف في سماء سورية ومنطقته ضمناً، ويحلم بأعراس الديمقراطية، ويحلم بمشاريع التنمية وهي تعم المنطقة، يحلم بالازدهار وقد زنّر خصور جبال المنطقة وروابيها، إلاَّ أنه بعد 18 آذار 2018 لم يعد يجد إلاّ الكوابيس في أحلامه الليلية، وصار أبهى حلم لديه هو أن يأوي إلى فراشه ولا تداهمه المافيات في الليل، وأن لا ينهض في الفجر وقد قطع الهمج كل أشجاره المثمرة، وأن يستيقظ في الصباح ويرى نفسه في فراشه وليس في معتقلٍ بائس لدى إحدى الأمنيات المنتشرة كالفطر في المنطقة؛ وهذا المناخ الكابوسي الذي يشكو منه سكان منطقة عفرين منذ أربع سنوات يأخذنا إلى دولة الهند إبان خضوعها لحكم الإنكليز، إذ حيال ذلك الأمر كتب إميل سيوران: "في أحد أقاليم الهند النائية يُفسَّرُ كل شيء عن طريق الأحلام، والأهم في ذلك أن الأحلام تُستخدم لعلاج الأمراض، هكذا على حد قولهم كانت تُدار الأعمال اليومية، إلى أن وصل الإنجليز، حينها قال أحدُ السكان: منذ وصولهم لم نعد نحلم"!



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ
- ماتت دون رؤية بيتها واسم ابنها في غينيس
- من فضاءات الحرية إلى المأوى
- نموذج من بيدر المغالطات في وسائل التواصل
- من محتوى الهرم إلى إطار القدم
- الحشد البشري وجيراننا الزواحف
- العبث بالأمن غاية العدوِ والحاسِد
- الفاسد بين المحاربة والحماية
- تقارير السجن الكبير
- كل سني إخواني وكل كردي PKK
- مخططات البُلهاء
- باقة من قصائد الشاعر روخاش زيفار
- النظام في المحرَّر
- مَنَاقِص القُفة في سورية
- سورية وسطوة الهَمَج
- انتصار الحبّ في -أرواح تحت الصفر-
- الدكتور محمود والسيّد كلسي
- طلابُ سلطة أم طلابُ حرية؟
- التخلص من الرَّهط إنقاذاً للجماعة
- ضريبة التعبير عن الرأي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد ع محمد - الحرية وأحلام المقيم