أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - طلابُ سلطة أم طلابُ حرية؟














المزيد.....

طلابُ سلطة أم طلابُ حرية؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المتوقع أن الكثير منا شبه متيقن بأن مناهضة الأنظمة الشمولية مِن فضائل الإنسان الحر، كما أن مناوأة النظم الاستبدادية من المفروض أن تكون أولوية لدى كل إنسان يؤمن بالحق والعدل والجمال، ولأهمية الأقانيم المذكورة للبشر الأسوياء في هذه الحياة نرى بأن الشموليات في أصلها تعادي هذه الأركان الثلاثة؛ ولكن بالمقابل ليس بالضرورة أن يكون المناوئ للسلطة يتمثل تلك القيم أو أنه سلوكياً أرقى من السلطات التي يعارضها، وذلك باعتبار أن الجهات المسلحة المناهضة للأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط خرجت من نفس البيئة، ونهلت من نفس المصادر الثقافية للسلطات، وجربت التعسف في ظل نفس الجهات السلطوية سابقاً، لذا يجب أن يكون الشك بممارسات الأخيرة حاضراً باستمرار لدى المؤمنين بحقوق الإنسان، وذلك باعتبار أنها ما تزال إلى الآن تقتفي أثر من انتفضت عليه؛ كما أن مجموع الأطراف المسلحة المنتفضة على النُظم الجائرة في الدول التى شهدت ثورات الربيع العربي لم تُقدم حسب المتابعين لتحركاتهم في مختلف الميادين إلى الآن أيّ مشروعٍ لائق بتضحيات شعوب المنطقة.
ويبقى الأمر الغريب هو أن ساسة الأنظمة وساسة معارضاتها في بلادنا يحملون نفس اللافتات، ويرددون نفس الشعارات، ويتغزلون بنفس الديباجات، فلربما كان التهافت على نفس الجُمل البراقة والتمنطق بها يأتي من باب المزايدة على بعض، مَن يدري ربما كان المردَّدُ والملتحف به مجرد اكسسوار مكتوب أو منطوق في حضرة الرعية لتسويق الذات أمامها، أو خداعها إلى أجلٍ غير مسمى، وحيث أن هذه الإزدواجية التي يعيشون فصولها تذكِّر القارئ بالذي أشار إليه الكاتب الهنغاري إيمرة كريتس بقوله:" نرى كل يوم العديد من السياسيين يغازلون الحرية، ولكنهم يطارحون الطغيان الغرام".
ولا ننسى في هذه الوقفة تذكير بعض الذين داهمهم النسيان أو المتناسين في سورية والعراق واليمن وليبيا، بأن الكثير من المدَّعين بأنهم طلاب الحرية والكرامة عندما صارت لديهم مناطق نفوذ خاصة بهم، راحوا كما الأجهزة الأمنية لدى الأنظمة يحرمون الغير مما يطالبون به لأنفسهم، وفوقها يعتدون على حرية الآخرين ويهينون كرامتهم لاختلافهم عنهم، وترى البعض منهم يمارسون جورهم على الغير بنفس آليات الأنظمة وكله باسم الثورة وحماية منجزاتها، ما يشير إلى أن الكثير منهم كانوا بالأصل طلاب سلطة وليسوا طلاب حرية، وأنهم ممن يحملون نفس الصفات الاستبدادية والقمعية النّتنة لدى الطغم الحاكمة في بلادنا، ولكن الظروف ربما لم تسمح لهم حتى الآن ليقوموا بمحاكاة جميع ممارسات المستبدين وطغيانهم.
كما أن السماح للجهات المناوئة للأنظمة بأن ترتكب كل الموبقات والانتهاكات بحق المدنيين في هذه المنطقة وتلك بدعوى أنها تحمي الثورة وتحارب مؤيدي النُّظم الحاكمة، هي نفس الحجج والمعاذير والتبريرات التي قدمها الشعب السوري على سبيل المثال لحزب البعث العربي الإشتراكي طوال أربعين سنة، وبالتالي السكوت عن كل طغيان وجور وفساد نظام البعث الحاكم وجرائمه بدعوى محاربة العدو الإسرائيلي، والذي تبين فيما بعد بأنه كان يحمي تلك الدولة ولا يحاربها!.
عموماً قد لا نكون ملمين بكل ما فعلته السلطات والجهات المسلحة المناهضة للأنظمة في عموم البلاد التي شهدت موجات الربيع العربي، إلاّ أننا بعد متابعة ممارسات معظم القوى المسلحة على الأرض في سورية، تبين لدينا بأن أي سياسي سوري له جناح أمني أو عسكري ويردِّد بلا أدنى حرج كلمتا الديمقراطية والحرية في أحاديثه اليومية كالببغاء، فبعد إمعان المقارنة بين ما يقوله ويتبجح به في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وما يقوم به أنصاره وما يفعلونه حقيقةً في مناطق نفوذهم، تظهر أمام ذلك المشاهِد الذي أمعن المقارنة لوحة كبيرة جداً عليها صورة بهيّة وفي منتهى النضارة لشخصٍ يروِّج لأرقى العطورات الفرنسية، بينما هو عملياً وعلى أرض الواقع جالسٌ على قمة المزبلة!!!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من الرَّهط إنقاذاً للجماعة
- ضريبة التعبير عن الرأي
- زبانية المحرَّر حرقوا نسخة من القرآن بخط اليد عمرها 130 سنة
- الشيطان أوان التقرب من الرحمَن
- يوم الأرض الذي أعادنا إلى نوروز
- صمتٌ يُماثل الكلام
- إغارة
- مخاطِر حَسَد السياسي والمُدرَّع
- ضحايا براقع الأدلجة
- علوم الدفن
- اللصوصية وفضيلة التذكر
- صحوة ضمير المُعدي
- حقيرٌ يذل الجبابرة
- جشع المستعطي
- حلبة الحياة
- العودة إلى السفينة
- قراءة في ديوان الشاعر إدريس سالم -جحيم حي-
- بين زيتون فلسطين وعفرين
- مئتا مُصحَف
- لن يمر


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - طلابُ سلطة أم طلابُ حرية؟