أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - شناعة المُندَلق














المزيد.....

شناعة المُندَلق


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيلَ لماكِثٍ تحت أنظار العَسَس لماذا تومئ ولا تجاهر؟ قال: وهل من الشجاعة أن أسلِّم رقبتي للجلاد كرمى بضعة كلماتٍ إحتجاجية لا تصنع أيَّ فارق لا في حياتي كفرد ولا في حياة أيّ فرد من أبناء المجتمع الذي يعنيني أمر خلاصه، ثم لماذا أصرخ طالما كان الهمسُ يفي بالغرض، باعتبار أن الكثير ممن أتوجه بكلامي إليهم يعرفون الحَبر المشار إليه، والقليل منهم مَن يقدر على التصريح باسمه، خاصةً إن كان القائل في متناول أدوات الزعيم المبجل، ولكن في الوقت نفسه لا مانع للذين ليس بمقدور صاحب العَسَس إلحاق الأذى بهم العمل ليل نهار على فضح جرائم أذرعه بكل الوسائل الإعلامية والفنية المتاحة، ليس لأن أنشطتهم ستوقف ممارسات أدواته على الأرض، إنما عسى ولعل تلك المنتجات المخالفة لممارسات وأقوال وادّعات صاحب السلطة تؤثر على ذهنية الحشد الذي منذ سنواتٍ يقف وقفة القطيع المطيع معه، مأخوذاً بخطاباته المفتقرة للصدق وهو يتجمهر في كل مناسبةٍ تحشيدية أمامه، ومذهولاً ما يزالُ بتصريحاته المناهضة لسلطان العقل الخيّر.
صحيح أن السلطة التي تستخدم قفازاتها الملوثة، ومجمل أدواتها لتركيع الناس في بقعة جغرافية معينة، هي لا تقول جهارةً بأنها مع إرتكاب الاِنتهاكات على نطاقٍ واسع من أجل إذلال الأهالي، ولا تشجِّع في العلن الأفعال القذرة لتلك القفازات، ولا تظهر لأحد بأنها فرِحة بما يجري بحق البشر والشجر والحجر، ولكن طالما أنها عبر أجهزتها الأمنية ترى كل شيء، ويصلها التقارير الدورية عن كل ما تقوم به الأدوات ولا تحرك أيَّ ساكن لكبح جماح الأوباش، بل وفوقها تغضب من المنظمات التي توثق تلك الاِنتهاكات في السر وبنفس الوقت لا تسمح للمنظمات الحقوقية بالدخول إلى تلك البقعة الجغرافية للوقوف على ما يجري فيها من اِنتهاكات، فهو ما يشير بكل وضوحٍ إلى أنها راضية ضمنياً ليس فقط عن تخريب البيئة من خلال اقتلاع الأشجار أو حرقها وتدمير الطبيعة وجرف مواقع الآثار فيها، إنما لعلها راضية حتى عن عمليات التصفية الجسدية والقتل العمد لأي مواطنٍ يُعادي مشروعها أو أي نفرٍ يقف بالضد من أهدافها القريبة والبعيدة، ولكن بشرط أن لا يترك المنتهكون والقتلة أيّة أدلة خلفهم تدل عليهم.
وبديهي أن السلطة التي تمنع دخول وسائل الإعلام إلى منطقة جغرافية ما، أو تلك الواقعة عملياً تحت نفوذها بدعوى أنها لا تقدر على حماية الصحفيين الداخلين إلى تلك المنطقة، هي تتعمد إبعاد الصحفيين عن تلك المنطقة حتى لا يعرف أحد ما يحدث فيها من اِنتهاكات الجهات الأمنية والعسكرية فيها، باعتبار أن مآربها لم تتحقق بالصورة المطلوبة بعد، لأنها إن حققت كل غاياتها في تلك البقعة فلن تمنع حينها من دعوة الإعلام العالمي برمته للدخول إليها، لأنه وقتها تكون تلك الجهة المتسلطة قد قضت على كل نفسٍ معارِض لمآربها في تلك البقعة.
أما أشنعُ مُندَلق فهو الذي يخرج بلا استحياءٍ من فاه أعيان سلطاتٍ تنتقد بأقسى العبارات جرائم تمارسها سلطة أخرى بحق سكان منطقة ما، وفي الوقت ذاته تكون ممارساتها هي نفسها في مكانٍ آخر لا تقل فظاعةً عن ممارسات تلك السلطة التي بكل فجاجة تنتقدها، وحيث يناسب مقام ساستها حينئذٍ قول الشاعر المصري فاروق جويدة "أسوأ الأشياء يا سيدي أن نتحدث عن أخلاق لا نمارسها، وفضائل لا نعرفها، وأنتم تكلمتم كثيراً عن الأخلاق ولم يكن الأمر أكثر من مسرحية هزلية رخيصة أضاعت أجيالاً وأفسدت وطناً".
ولا يغيب عن بال أي شخص متوازن الإدراك بأن الأجهزة الأمنية في أيّ بلدٍ كان عندما تتحول من غرض حماية مؤسسات الدولة وكجهة مهمتها بالدرجة الأولى المحافظة على سلامة المجتمع إلى قطيعٍ من كلاب الدولة التي تنهش بجسد الرعية دفاعاً عن السلطة فحسب، لا تغدو أجهزة أمنية مهمتها حفظ الأمن وتوفير الأمان، إنما تصبح أذرع مدمرة مهمتها تمزيق جسد المجتمع وجعله أشلاء مبعثرة كرمى الحفاظ على الهيكل العظمي للدولة.
وكم يثير القرف المتلاحق ذلك الحديث الاعتراضي لشخصٍ يضع اليوم حافره على حافر من انتقده مراراً في الأمس، وكم يثير الاشمئزاز انتقاد السياسي لجهة ما بناءً على أصغر ممارسات تلك الجهة، بينما نفس السياسي يصمت صمت المقابر حيال جهات تدوس على كرامة أهله وتغتصب نساء ملته وتقترف بحق بني قومه أنجس الممارسات.
وفي نهاية هذه الوقفة الخاطفة، ليس من باب اليأس ولا من باب القبول بأمر الواقع، إنما من باب التعبير عن مناهضة هذا الواقع القميء نقول: إذا كانت بعض الدول الغربية صاحبة الديمقراطيات العريقة والتي انبثقت فيها الدعوة للحرية والعدل والمساواة وصكّت فيها قوانين حقوق الإنسان والاِنعتاق من نير العبودية ما تزال من أجل استمرار مصالحها، ومن أجل تعاظم شأنها الاقتصادي، ومن أجل ضمان الرفاهية لمواطنيها تتعاون بشكل مباشر ومتواصل مع أنظمة دكتاتورية طغانية في الشرق الأوسط وأفريقيا، فلا غرابة قط في اعتماد الدول الاقليمية القائمة على السطوة الأمنية والعسكرة على أقذر الجماعات البشرية من الأجهزة الأمنية أو العسكرية لتحقيق مآربها سواء داخل حدودها أو خارج أسوراها في بقعةٍ جغرافيةٍ ما.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطوانة البديل المفترض
- عندما يُخنقك مدّعي إنقاذك
- لماذا لم تفر مثلنا؟
- أيقطع القطبُ صلته بالأقطاب؟
- الاستعراض الخالي من النباهة
- إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس
- بين إرجاع الحقوق لأصحابها وحرمانهم منها
- نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين
- أحوال مَن نتظاهر لأجلهم
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - شناعة المُندَلق