أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاستعراض الخالي من النباهة














المزيد.....

الاستعراض الخالي من النباهة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نحن من نشتري الحروب بدماء أبنائنا، نبيع الانتصارات
لألد أعدائنا، نحن من نزرع أراضينا رصاص ومقابر".
إدريس سالم
بالرغم من أن الكثير من التنظيمات السياسية التي لها أجنحة استخباراتية أو عسكرية تقترف الأعمال الإرهابية من حين لآخر، هذا إن لم يكن الفعل الإرهابي أصلاً جزء رئيسي من بنية تلك التنظيمات، بل والكثير من دول العالم الثالث وبعض دول أمريكا اللاتينية تمارس الإرهاب المنظّم، ولكن نادراً ما تجد جهة أو دولة منها تتفاخر بالأعمال الإرهابية، إنما بالعكس تماماً فهم يمارسون الإرهاب بجميع أشكاله وفنونه ولكنهم يتبرؤون منه، ومن أجل تبرئة الذات من تلك العمليات المدانة في العرف العالمي ترى منفذوها يستخدمون أذكى السيناريوهات لكي يخرجوا منها بأقل التكاليف السياسية أو المعنوية، باستثناء المفتقِر للنباهة الذي يُغريه الاستعراض من دون التفكير بنتائجه، بكونه محروم من نعمة التفكير الإيجابي واستشراف عواقب الأمور، فهو قد ينسب لنفسه أقبح الأفعال التي لم يرتكبها حتى وذلك لكي يقول لمعارفه أو لمحيطه الاجتماعي أو السياسي ها أنا ذا بكامل بلاهتي؛ فأبصروني!!
وكمثال قريب جداً فإن العملية التي استهدفت الكلية الحربية في حمص بسورية والتي بلغ عدد ضحاياها 89 شخصاً ونحو 239 مصاباً، وذلك في حصيلة غير نهائية حسب وزارة الصحة السورية، نظراً لوجود مصابين حالتهم خطيرة وفق وزير الصحة حسن الغباش، علماً أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن عدد الضحايا أكثر من 110 قتلى، وبالرغم من أن قتلى العملية بمجملهم كانوا من عناصر وضباط النظام أو من مؤيدي النظام، ومع ذلك لم يتبناها أي تنظيم سياسي أو أي جهة عسكرية معارضة للنظام في سورية وهم بالعشرات ومن ضمنهم التنظيمات المتشددة، بل وفي هذا الإطار نفى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري منذر سراس في تصريح له بشكل كامل علاقة الجيش الوطني السوري بالتفجيرات التي طالت مواقع النظام العسكرية في حمص؛ بينما عملية أنقرة فسارع حزب العمال الكردستاني إلى تبنيها! علماً أن قادة المعارضة السورية ليس لهم باع أو تاريخ طويل في العمل السياسي والعسكري مقارنةً بحزب العمال الكردستاني الذي مضى على تأسيسه أكثر من أربعين سنة، ولكن من خلال أغلب تصريحاتهم يبدو للمراقب أن قادة ذلك التنظيم كانوا قد قضوا سنواتهم مع أهل الكهف في سباتٍ عميق، لذا لم يتطوروا مع مرور الزمن قيد أنملة، ولا غيروا أساليبهم وتكتيكاتهم واستراتيجياتهم منذ وقت التأسيس إلى تاريخ اليوم، وذلك لأن الشمولية أكبر عائق أمام التغيير أو التقدم للأمام.
وفي هذا الصدد ثمة ما يشبه الإجماع لدى متنوري شعوب المنطقة على أن أبرز معالم الحزب العقائدي هو الشمولية والاستفراد بقرار الحل والربط وقرار السلم والحرب نيابة عن الناس من دون العودة إليهم أو استشارتهم في العمليات أو الخطوات المدمرة، إذ ليس على الرعية إلاّ تحمل تبعات القرار الأخرق للتنظيم ودفع ثمن حماقة تصرفات أو أوامر أو تصريحات قادته، وهو بالضبط ما يتجرعه الآن سكان المناطق الكردية في سورية، بعد أن تبنى حزب العمال الكردستاني عملية أنقرة التي كانت شبه بالونية لعدم إيراد الخسائر مقارنةً بتبعات تبني تلك العملية والكوارث التي جلبها التنظيم المذكور للسكان الكرد في سورية.
وحيال الغاية من التفجير الصوري في أنقرة طرح الكاتب عنايت ديكو تساؤلاً جوهرياً قال فيه: " عندما ألقى الأمن التركي القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في أدغال كينيا فلم يفعلوا أي شي؟" فمن الذي دفعهم للفعل الأخرق اليوم وما مِن مناسبة عظيمة تضاهي اعتقال الزعيم؟ وقد يقول قائل بأن التنظيم المذكور أراد من خلال هذه العملية استعراض القدرة على شن الهجمات في العمق التركي، ولنفترض أن هذا التصور وارد إن كان التنظيم هو الفاعل الحقيقي وليس فقط طُلب منه التبني بعد التنفيذ، فهل ثمة فائدة ولو بنسبة واحد بالمئة تعود للتنظيم أو لأنصاره من خلال هذه العملية؟ خصوصاً إذ ما عُرف أنه غير العمليات العسكرية التركية داخل سورية في أعقاب عملية أنقرة فقد فتم اعتقال العشرات من المواطنين الكرد داخل تركيا ممن تشك الأجهزة الأمنية بقربهم الفكري من ذلك التنظيم.
وبالعودة إلى تساؤل الاستاذ ديكو فإذا كان الزعيم لدى الأحزاب الشمولية هو القيمة العظمى والشخص الذي يستأهل القيام بأي شيء كرمى بقائه أو خلاصه، ومع ذلك فيوم اعتقال الخاقان الأعظم للحزب لم يُحرك أنصاره أي ساكنٍ يُقلق راحة الدولة التي اعتقلته بطريقة بدت مهينة لكل من شاهد لحظات الاعتقال، إذن مَن الذي يُحرك التنظيم الآن؟ مَن الذي يدعوه إلى تبنى الأعمال النتنة؟ ومَن الذي يطالبه بهكذا أفعال مدانة عالمياً وليس ثمة خطب عظيم يوازي اعتقال الزعيم للقيام بهكذا تصرفات خرقاء، في الوقت الذي تبحث الدولة ليل نهار عن ذريعةٍ للهجوم على المناطق الكردية في سورية لمحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي التابع الأيديولوجي لحزب العمال الكردستاني؟ ثم ما الفائدة التسويقية البخسة من وراء عملية أنقرة الاستعراضية، مقابل الأهداف التي حققتها تركيا داخل سورية بسبب تلك العملية الهزيلة، وحيث أن الطائرات والمسيرات التركية حسب نشطاء الداخل قصفت ودمّرت ما يقارب 70 موقعاً منذ 5 تشرين الأول 2023 إضافة إلى أعداد الضحايا.
عموماً فالتصرف الاستعراضي الأخير لحزب العمال الكردستاني لا يذكرنا إلاّ ببعض ما أورده المؤرخ الإيطالي كارلو شيبولا في كتابه "الغباء البشري" الذي أشار فيه إلى أن (الشخص الغبي هو شخص يؤذي الآخرين دون أن يحصل على أيّ مكسب، على عكس قاطع الطريق الأكثر قابلية للتنبؤ بتصرفاته والذي يحقق مكسباً من إيذائك، والغبي يعمل بالضد من مصلحته ومصلحة الآخرين)، ولا شك أن الغباء إذا ما ارتبط بمنبر سياسي أو ديني أو عسكري فإن التكلفة على المجتمع تصبح كبيرة للغاية.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس
- بين إرجاع الحقوق لأصحابها وحرمانهم منها
- نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين
- أحوال مَن نتظاهر لأجلهم
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل
- في تفضيل القشور على الأبدان
- تلاوة اللامبالاة
- تجنب مخاطِر الحسد
- الحرية وأحلام المقيم
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاستعراض الخالي من النباهة