أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - اللاجئ ومخاوفه المستقبلية














المزيد.....

اللاجئ ومخاوفه المستقبلية


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيحٌ أننا في شهر رمضان، إلاَّ أن السمات الدالة علينا ليست متعلقة بفرط الإيمان أو بفرائض الشهر المبارك، إنما لمعة القلق في أعيننا، والاهتزاز الذي لا يفارق حبالنا الصوتية حين الإفصاح عما ألم بنا، هي أبرز ما يلاحظه كل مَن يجالس السوريين في دول الجوار، إذ بُعيد لحظاتٍ من التلاقي والحكي سرعان ما يكتشف الغريب أو القريب حالة اللااستقرار الظاهرة على ملامحنا وملامح مَن في حكمنا، وكحال بندول ساعة الحائط المستمر في تأرجحه منذ سنين، ما يزال الكثير من السوريين محرومين مِن نعمة السكينة، وذلك بالرغم من مضي 13 سنة على إقلاع مواكب الاحتجاجات الشعبية في البلد، وبالرغم من أنهم يعيشون في بلدانٍ آمنة بعيداً عن جبهات الحروب والمعارك.
حيث أن الطائفة الكبيرة من أبناء ذلك البلد المنهك، خاصةً الفئة التي اختارت دول الجوار السوري على أمل تغيير الأوضاع في البقعة التي فروا منها، وعقب إحراز التغيير المنشود يباشر واحدهم بحزم الأمتعة والتهيؤ للرجوع إليها، لديهم مخاوف مشتركة تنتاب الكثير منهم في حال أنهم كانوا بخلاف أقرانهم مِمَن قرَّروا متابعة الدرب نحو المغتربات، فعزموا على الانتظار في الأماكن التي استقروا بها بشكلٍ مؤقت في الدول المحيطة ببلدهم لحين قرع أجراس العودة.
إذ إبان الحديث معهم يقر عدد كبير منهم بأنهم ليسوا مغرمين بفضاءات الغرب اجتماعياً وثقافياً، وبيئياً لا يعجبهم تداخل الفصول في تلك البلاد، ولا حتى ملذات تلك المرابع تحثهم على المضي نحو تلك المضارب بعد أن تجرعوا المرارة على أصولها في الوطن وكذلك الأمر في البلد الذي مكثوا فيه على مدار السنوات السابقة، ولكن الخوف من الآتي هو ما يدفع جماعات كبيرة منهم للتزحلق صوب تلك التضاريس على مضض.
علماً أن الخوف لدى تلك الكتلة البشرية أو هذا الشخص البسيط الذي لا يملك غير بدنه الذي من خلاله يؤمن قوت يومه في عراء الغربة، هو نفس الخوف الذي يدفع ساسة المعارضات على غرار بعض قادة النظام لتأمين موطئ قدم لهم في المنافي ذاتها، ألا وهو الخوف من الجوع في الغد، الخوف من اليوم الذي لن يقدر الفرد منهم على إعالة أسرته، الخشية من اليوم الذي سيصرفه رب العمل لأن سنه لم يعد يسمح له بأن يكون منتجاً وفاعلاً ومفيداً لرب العمل ودولته، الذُعر من أن يأتي يوم ولا يجد معيل الأسرة في جيبه فلساً، وما من جهةٍ حينها بمقدور ذلك الأب أن يقصدها أو يستجر عطفها حتى تؤمن له عملاً يعوضه عن الحاجة للناس، الجزع من أن يُجبره الظرف لاحقاً على الاستعطاء يوماً وهو الذي كره التعكز والتطفل والاتكاء طوال عمره.
فموضوع الرهبة من المستقبل يستدعي الوقوف أمامه لساعات، ويستدعي ذلك الموضوع الجالب للتوتُّر التفكير العميق بما وراءه وإيجاد الحلول له، أو على الأقل طرح التساؤلات بخصوصه، وذكر البدائل المتعلقة به، هذا إن كان هنالك بدائل أصلاً، لذا يطرح الفرد المرتاب نيابة عن آلاف الأفراد تساؤله قائلاً: هل فكَّر أيّ سياسي ممن ساهم بإشعال البركان في المضارب في وضع خطة أو رسم خريطة مستقبلية للملايين من أبناء الوطن، أو فكّر في إيجاد حلول اقتصادية حقيقية للبلد المنهك مع ناسه، بدلاً من التفكير المتواصل بمن سيصبح رئيس القاووش ومَن هم وزراؤه ونواب حظيرته.
عموماً، فالمخاوف المستقبلية لا تخص المقيم في دول الجوار وحده، ولا تقتصر على مَن يخشى مِن الاضمحلال وفقدان الذات والتلاشي في المغتربات، إنما هو هاجس دائم لدى كل من في نيته العودة إلى البلد أيضاً، وخاصةً من انتقدوا مؤسسات النظام طويلاً عبر مواد الرأي، أو من خلال مدوناتهم اليومية عن ممارسات قوات النظام وجلاوزته منذ سنوات في وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف منصاتها.
وفي إطار الإرتعاب ذاته، ثمة من يقول إنه عند انتهاء طبول الحرب في سورية قد يعود كغيره إلى البلد كما خرج منه ورأسه غير مطأطأ، متصوراً بأنه إن لم يفد أحداً طوال الفترة السابقة فعلى الأقل لم يلحق الضرر بأي نفر أو أي جهة، كما لم يؤذي أيّ كائن بشري أو حيواني طوال وجوده في البلد وحتى عندما صار خارجه، نعم انتقد كثيراً وما يزال، ولكنه لم يهدر دم أي نفر من أي ملة أو طائفة، ولا هم يوماً بشتم أو إهانة طائفة رأس النظام، ولكنه مع ذلك يتوجس من شيء واحد فقط، ألا وهو أن ترفع التقارير به في المستقبل عند العودة إلى البلد ليس مِن قبل مَن بقي يُدافع ويقاتل مع النظام حتى آخر رمق، وليس من قبل شبيحة النظام وكتَّاب التقارير لديه، إنما مِن قِبل مَن كان يشتم الأسد والطائفة العلوية ليل نهار، ومن كان يريد إبادة صغيرهم وكبيرهم عن بكرة أبيهم، ولكنه في غمضة عين غيَّر بوصلة الولاء وانتقل من جبهة الضد إلى خندق النظير.
ففي حال لم ينتصر طلاب الحرية، ولم يُحققوا شيئاً من الذي خرجوا من أجله، وفي حال فشل مشروع إسقاط النظام، وتم الاتفاق بين الدول التي تتلاعب وما تزال بمصير الشعب السوري على إجراء تعديلاتٍ بسيطة في جسم النظام الحالي مع الإبقاء على الأمن والعسكر كما هما، فمن المتوقع جداً حينها أن تعود الفئات المنافقة إلى ما كانت عليه قبل 2010، وذلك باعتبار أن مَن كانوا مِن "محبكجية" رأس النظام بشار الأسد، ومن ثم صاروا من "محبكجية" رئيس دولةٍ مجاورة، قادرون بلمح البصر على أن يعودوا إلى ما كانوا عليه، أي أن يرجعوا إلى التمجيد والدبك للأسد كما كانوا مِن قبل، طالما أن الجينات النفاقية تمثل جزءاً من تربيتهم الاجتماعية وتكوينهم الثقافي، وأكبر مثال حي وبارز من ذلك النموذج البشري هو الموالي بشدة، ومن ثم المعارض بقوة 12 حصان، ثم الموالي من جديدٍ وبقوةٍ مضاعفة الشيخ عمر الرحمون.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغتصبة عندنا وعندهم
- الفُرجة على مباريات الذيول
- عفن النظام خارج مناطق سيطرته
- طهران بين التمادي والتملص
- متى تلدغ طهران نفسها؟
- غطرسة الوضيع
- حرية قمع الآخرين
- شناعة المُندَلق
- أسطوانة البديل المفترض
- عندما يُخنقك مدّعي إنقاذك
- لماذا لم تفر مثلنا؟
- أيقطع القطبُ صلته بالأقطاب؟
- الاستعراض الخالي من النباهة
- إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - اللاجئ ومخاوفه المستقبلية