أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - حروف مفقودة وأمنية














المزيد.....

حروف مفقودة وأمنية


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 20:11
المحور: الادب والفن
    


حملت سماعة الهاتف القديم المعلق على جدار الممر الرئيس المؤدي إلى الغرف الكثيرة في ذلك البيت الذي أنزل بضيافته واتصلت برقمها من جديد وقلت بثقة بالنفس: "أتمنى أن تصغي لي جيدا: إن كان النزاعات بين دول يمكن أن تحل فلماذا نحن لا نستطيع أن نحل نزاعا لا أساس له ونحن من تزوجنا بقناعة و بعد علاقة استمرت سنوات قبل الزواج....؟" تبدلت نبرتي وارتجف صوتي و استرسلت في الطلب والالحاح موضحا عدم جدوى المكابرة والمضي في طريق الخلاف ما دام هناك لا أساس للخلاف...! وكررت الكلام... وفي داخلي كنت أتساءل عما إذا كانت هذه الحروف الضعيفة قادرة على إحداث أي تأثير أو تغيير على عقل من اتخذت قرارا...كنت أكرر في الطلب وأتساءل إن كانت كلماتي تسقط على قلب شريكة أم على جدار حال من الحياة مثل ذلك الذي التقطت سماعة الهاتف عنه..! كانت تصغي وكأنها تريد أن تستمع أكثر لهذا الكلام لغاية في نفسها... كانت الصدمة واضحة في صوتي، فأنا لم أستطع تقديم الكلمات بثقة، بل بلغة الجرح والتشويه التي تعلّمتها من خلال اتصالاتي التي سبقت وعلى عدة أيام...وأنا على هذا الحال خرجت الصبية التي تنزل في نفس بيت الأصدقاء من الغرفة التي خصصت لها ونظرت لي قائلة أترغب بمشوار نتمشى به في شوارع المدينة أو في إحدى الحدائق القريبة؟ قلت نعم مع أنني لم أكن في أحسن احوالي النفسية...وهكذا خرجنا بعد دقائق معا أردت أن أتحدث إن كانت عطلتها موفقة في هذه المدينة وهي التي أتت من قارة أخرى...أجابت باقتضاب حول أسئلتي العامة وانتقلت سريعا لتحكي عن أنها كوّنت فكرة عمن أخاطبها على الجانب الآخر من الهاتف وأردفت متسائلة: "أتظن أن كل الأزواج أو الأحبة أو الأصدقاء حتى يحرصون هكذا على الاستمرار مع من تتعامل بهذه الطريقة...؟ ثم قبل أن تسمع محاولتي الإجابة أو تبريري نطقت بما كان محتبسا في صدرها وبينت أنها هنا في هذه المدينة بعد أن تركت صديقها الذي خانها وشاهدته بوضع يصعب الكلام عن تفاصيله في الخيانة...في تلك اللحظة يبدو أن قلوبا تفتحت لبعضها وصرنا نشعر بالقرب من بعضنا البعض...كنا نمشي ونحكي مررنا بأماكن كثيرة وتوقفنا ننظر للأبنية الجميلة وللأشجار والأزهار كانت تنظر لكل شيء وكأنها تريد أن تقول أريد أن أكون هنا وأبدأ من جديد...وبدوري كنت أريد أن أخرج من جو الإحباط الذي لم أعرف سببا له...كنت أمشي وأحكي وأستمع وأنظر وأرى الأشياء كلها جميلة وكأنني طفل أرى كل ما تقع عيني عليه للمرة الأولى فيبهرني...فجأة لمعت عيناها وقالت: "لندخل تلك الحديقة المدارية" فعلنا وتجلنا وعبثنا وفي داخلي كنت أتمنى لو أن الزمن يقف هنا وعند هذه اللحظات...توقفنا بجانب بركة صغيرة لمعت فيها أعداد لا تحصى من القطع النقدية صغيرة القيمة تفرش القاع...سألتها (وأنا ابن منطقة لا تعرف ذلك) عن المقصود، فأجابت: تناول قطعة نقدية صغيرة من محفظتك وفي سرك تمنى أن يتحقق ما تريد.. تمنى ذلك في سرك وأنت ترميها في الماء.. ولا تتفشي أمنيتك! ثم قالت: لنفعل ذلك في وقت واحد....! رمينا القطع النقدية الصغيرة و تمنينا في وقت واحد كل في السر!
بعد فترة كنا نمشي وسط شوارع ذات المدينة حينما سألتني:
ــ ماذا تمنيت ذلك اليوم؟ قلها دون تردد! فقلت:
ــ "تمنيت لو أننا نبقى معا هكذا و للأبد..."
ابتسمت معلقة:
ــ "هذه كانت أمنيتي أيضا".
..................................................

أود أن أنوه بأن هذه القصة هي مجرد تخيل ولا تعبر عن أي تجربة حقيقية



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحور الحياة: رحلة أبو نجوان بين زمردة الأمل وألم الوداع
- عبور الزمن: عندما يعود الماضي ليطارد الحاضر
- ناقد كاتب وشاعر: وقفة قصيرة مع المثقف مصطفى سليمان
- قمر، ولكن...!
- والمال بدّل أيديولوجية مسرحية تاجر البندقية
- بانتظار الغريبة
- لا يكفر من يصرخ من شدة الألم!
- أهو ذئب في ثوب حمل؟
- نموذج إنجليزي لتفادي المشاكل الاجتماعية السياسية
- إذلال
- مواجهة
- يحيى ويحيى
- حب أو حرمان
- القافلة
- الغرب لم يسرق أخلاقك
- غياب
- قد يكون الحب
- أنت موجود وغيرك موجود
- فرح وصدمة
- غش عابر للامتحانات


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - حروف مفقودة وأمنية