أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الخضر - عالم وهيبة يستفز نظاميّن سياسيين














المزيد.....

عالم وهيبة يستفز نظاميّن سياسيين


حيدر الخضر

الحوار المتمدن-العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تزل وهيبة تشغّل الشارع العراقي منذ تسعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا ، حيث كتب الكاتب الفذ صباح عطوان هذا المسلسل في التسعينيات وهو يحاكي الواقع العراقي بتلك الفترة والحصار الأقتصادي وفيه نوع من الترميز لانتقاد النظام أنذاك بطريقة دراميّة إيحائيّة استخدم فيها أسلوب القناع والترميز وكان اختياره للشخصيات وأسمائها بشكل دقيق وهو لم يقصد الأسماء بشكل طائفيّ وإنما أغلب الظن كان يختار البيئة الاجتماعيّة وما فيها من أسماء حسب الرقعة الجغرافية لبغداد ، وإذا أردنا أن نحلّل الشخصيات وأسمائها فهي واضحة بشكل كبير وفيها نوع من الطبقة الاجتماعية ، فعندما يسمي ( مهدي وحويدر) يرمز إلى منطقة بغداديّة فيها كثافة سكانيّة وغالباً ما تدّل على الفقر والعشوائيّة أنذاك ،وعندما يسمي ( نواف وحمادي وقدري وحسيب وصبحي) فهو يرمز إلى منطقة بغداديّة تراثية فيها أيضاً كثافة سكانيّة ولو ندقق ونحلّل نجد أن الشخصيات مختلفة الطوائف ويظهر لنا جميعهم يمارسون النصب والاحتيال ونوع من الإجرام بسبب ظروف مختلفة في مقدّمتها الفقر والحرمان ، ومن ثم يخرج عطوان إلى البيئة الأستقراطية وطبقة اجتماعية أخرى فيها يسمي ( توفيق وغسان وسحر ) وهنا جاءت بيئة أخرى أكثر تحضر وثقافة ، وهذا هو واقع المجتمع فلس لأي اسم قدّسية مهما كان وإلا فلا يجوز لقاضي أن يسجن كل من اسمه محمد وعيسى وموسى وعلي وكاظم الخ... بسبب قدّسية الاسم ! ويتحول المجتمع إلى غابة ليس فيه قانون أو أخلاق ونهاية الأمر هو عمل فني بإطار درامي يشخص أخطاء المجتمع وينبه الفرد على عدم الوقوع بالخطأ ، وبدأ الكاتب من هذه الشخصيات ينسج العمل ويتحدّث عن وضع العراق في أيام البعث وما يعانيّه من جوع وفقر وحرمان وظلم وبالنتيجة ينعكس على سلوك المجتمع فدخل الكاتب يناقش وينقد ويحلّل عالمه عبر ٱمرأة بسيطة وهي الست وهيبة الممرضة المثالية التي تحاول أن تصلح ما أفسده النظام و الواقع مناقشاً القضايا التي يعاني منها الوطن كالقهر والاستبداد والجوع وما تفرزه هذه القضايا من إجرام ، وتحاول وهيبة بطريقة أرشادية كبيرة أن توعي الناس على احترام النظام والقانون والأخلاق والالتزام بالوصايا الصحية التي تجنب الأمراض سيما وأن العمل هو من إنتاج اليونسيف. آثارت هذه المسلسل سابقاً حفيظة النظام البعثي ومُنع من العرض بسبب الانتقاد غير المباشر والإيحائي إلى النظام واستخدام عبارات فيها ترميز لرأس النظام فكان العراقيون سابقاً يطلقون على صدام حسين اسم ( عبود) ويأتي الفنان عبد الستار البصريّ ويقول : (( عبود خرب اقتصاد البلد)) وهذا كان جرم في عرف النظام القمعي وبعد عام من المنع عُرض العمل بعد أن سُمح لهُ بالعرض على قناة الشباب ولم يعرض على تلفزيون العراق القناة الأولى وكان أول مسلسل يعرض ظهراً ، فالكاتب صباح عطوان يناقش قضايا اجتماعيّة بطريقة نقدّية بالإيحاء والرمز فيحلّل ويشخص ويعالج دون توظيف طائفيّ أو عنصريّ كما يدعي البعض وانتهى العصر الدكتاتوري وجاء النظام السياسي بعد ٢٠٠٣ وانهارت المنظومة القيميّة والأخلاقيّة لحّد كبير وحدّث تغيير ديمغرافي في بنيّة المجتمع العراقي وهذا كان نتيجة لسنوات الظلم والاستبداد والقمع الذي مارسه نظام صدام ؛ وما جاءت هذه الطغمة السياسيّة بعد ٢٠٠٣ إلا مكمّلة ومتممّة لذلك النظام الجائر فهم ورثة الرئيس القائد المناضل صدام حسين حفظه الله ورعاه !!! وعادت من جديد وهيبة لتشهد التغيّرات الاجتماعية التي طرأت على بنيّة المجتمع والعراق الجديد وأفرزت واقعاً جديداً أغلب أبطاله هم ( مهيدي وصبحي وعلاء وحمادي وحسيب) وهذا التطوّر المنطقي لعصابة ( مهيدي) الذي سيصبح الباشا والحجي والدكتور !!! ويصبحون هؤلاء حيتان فساد كوّنهم وجدوا الأرض الخصبة التي تحتضنهم نتيجة ضعف القانون وبسبب العفو الرئاسي الذي أصدره حامل الراية الإيمانيّة صدام حسين!!! عندما أخرج أغلب المجرمين من السجون عام ٢٠٠٢ بما يسمى تبيض السجون حيث كان العراقيون أنذاك ينتظرون خطاب الرئيس وهو يحمل الخير لهم كتحسين الوضع المعيشي الصعب وإذا بهِ يزف بشرى خروج المجرمون من السجون لتأتي سنة ٢٠٠٣ ويبدأ هؤلاء بأخذ أدوار كبرى في العراق الجديد وتأتي وهيبة بعالمها المثالي لتشهد عليهم وتشهد على نظاميّن يختلفان في الشكل يتشابهان في المضمون ويعترض الكثير على المسلسل بحجج واهية على أنه يسيء إلى طائفة معينة عبر اسم ( مهيدي أبو صالح) ويعدوُهُ إشارة إلى الإمام المهدي عج وهذا غير وارد لا في نية الكاتب أو نية المخرج أو الممثلين وإنما لم يستطيعوا أن ينتقدوا المسلسل بسبب أنه يناقش ما وصل إليه العراق من مافيات الفساد وانتشار المخدرات والانحلال الاجتماعي وسطوة الأحزاب التي تأخذ الدين شعاراً لها ؛ لأن هذا الشيء يمسهم كونهم هم أحد أركان هذا الفساد أراد البعض أن يحاول تأجيج الشارع بنفس طائفي قذر بعد ما غادر العراق هذا الفكر المتعفن الذي لا فرق بينه وبين داعش اللعين ليضرب العراقيون مثالاً بالوطنية عبروا عنها بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي ويكونون صداً منيعاً لهذه الأصوات النشاز معلنين تأييدهم للست وهيبة الشخصية العراقية المثالية لا المسلسل ويحجمون كل من يحاول أن يعلي صوته بنفس طائفي وتبقى وهيبة العراقية الأصيلة تنقد وتشخص الأخطاء وتحاول أن تصنع عالماً مثالياً مفعماً بالوطنية والأنتماء والأخلاق الحميدة معلنة عن أواصر الأخوة والمحبة بين العراقيين.



#حيدر_الخضر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلبية صامتة وأقلية حاكمة
- الحلبوسي من الرئاسة إلى الزعامة
- الملاك، والمحاضر، والعقد، والدولة
- رئيس وزراء توافقي قُح...
- إعمار مثل الأنبار
- سيادة الرئيس.. كُنْ شجاعاً وأنتصر للشعبِ
- العراق الأمريكيّ الإيراني.. أما بعد
- دولة ... مع إيقاف التنفيذ
- الاغلبية السياسية ومشروع الدولة
- هذا ما وصل إليه طلبة الجامعات
- وزير مع تقدير امتياز
- المطلك والموقف الشجاع
- خذلتني العراقية
- لا يزال المثقف العراقيّ في برجه العالي !!!
- النظام البرلماني ..أساس البلاء في العراق
- دعوا السياسة .. والعبوا رياضة
- خطاب طائفيّ بامتياز .. يادولة رئيس الوزراء
- إشكاليات العلمانيّة ... في المجتمعات الإسلاميّة


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الخضر - عالم وهيبة يستفز نظاميّن سياسيين