أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الخضر - لا يزال المثقف العراقيّ في برجه العالي !!!














المزيد.....

لا يزال المثقف العراقيّ في برجه العالي !!!


حيدر الخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك إشكاليّة كبرى يعيشها مثقفينا في الوقت الحاضر وهذه الإشكاليّة جعلتهم ينطوون على أنفسهم ، ويعزفون عن أي تثقيف اجتماعي ؛ متصورين أنهم فوق مستوى الجميع من العوام ولا يليق بهم النزول إلى مستوى الآخرين ، فهذه الإشكاليّة جعلت المثقف يعزف عن كل ما يجري على ارض الواقع وينظر من برجه العاجي بروح التعالي والتكبر والغرور على الأخر ، وهذا نتيجة الفهم الخاطئ لمصطلح المثقف فلو أردنا أن نستفهم من هو المثقف على مر العصور لوجدناه هو ذو العقل الراجح الذي يتعامل مع الجميع وفق مستويات عقولهم أي أنه يكون واقعياً يفهم العالم على وضعه ويتعامل معه ويظهر علمه وفلسفته اتجاه العالم ويضمر ما هو صعب الفهم على الجاهل ، فسئل عالم الأمة عبد الله بن عباس ما العلم فقال : ثلثه فطنة وثلثيه تغافل ، والتغافل هنا هو معرفة الشيء وعدم البوح به أي عدم التفلسف والتمنطق على العوام المحدودي الفهم ، أما المثقف العراقيّ اليوم عندنا هو ا لذي يراد من المجتمع أن يتعامل معه وفق عقله هو وأقصد بذلك لا يتعامل المثقف إلا مع الذين من شاكلته الذين يظن بهم مثقفين هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى يرى الكثير من الناس أنفسهم مثقفين نتيجة فهمهم بعلم واحد وتجاهلهم باقي العلوم فهذه المغالطة يعيشها كثير من الناس فيظنون أنفسهم مثقفين وهم حقيقة الأمر جهلاء وهذا النوع كثير ما نجده عند الأكاديميين وذوي التحصيل الدراسي فعندما يقول أنا دكتور أو أنا حامل بكالوريوس يتصور نفسه مثقف عالم بكل شيء وينعزل عن كل شيء وهذا ما جعل أكثر الأكاديميين يتنصلوا عن مهامهم الحقيقة ولا ينزلون إلى مستوى الناس . إن الثقافة كما عرفها الجاحظ المتوفى 255هـ ((هي الأخذ من كل علم بطرفٍ )) أما الذين يحسبون أنفسهم مثقفو العصر فهم جهلاء العصر لا يفقهوا من ضروب الثقافة بشيء ، فالثقافة التي نفهمها مصطلح متعدد الأفاق ومتوسع الرؤى ويمكن أن نعرفه بهذا التعريف الموجز ((هو معرفة بعض الشيء عن كل شيء)) وهذا التعريف يتفق إلى حدٍ كبير مع قول الجاحظ أما أولئك الذين يحسبون أنفسهم على هذه الشريحة فهم جهلاء ؛ لأنهم يدركون مفاتيح علماً واحداً ويجهلون باقي العلوم وكما قال فيهم أبو نؤاس : (( فقلْ لمن يدعي في العلمِ فلسفةٍ ... عرفتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ )) ،
فالراشد هو الذي له بكل علم شيء ويمتلك رجاحة العقل والمنطق فيأخذ من علم السياسة والفكر والدين والفقه والحلم وإيجاد التعامل مع الأخر إضافة إلى النكتة والسخرية التي تعد من باب الثقافة ؛ لأنها تعبر عن نقيض الواقع المر ، فالمثقف هو الذي ينفتح على الجميع من الناس لا ينغلق على نفسه ويخزن علمه بداخله فعندما ينغلق يركبه الغرور فنعت الرسول –ص- المثقف المغرور بقوله : لا يزالَ المرء عالماً إذ يقول لا أعلمُ ... فإن قال قد علمت فقد جهل ، ونجد أغلب المثقفين الحقيقيين هم من جالس الناس وعبر عن همومهم وأراهم ، فسئل ماوسيتونك لماذا تكتب بهذا الأسلوب البسيط فقال حتى يفهمني الكل من البسطاء والعمال والفلاحين أما عالمنا د. علي الوردي فلا يخفى على أحد كيف كان يجالس عامة الناس ويعبر عنهم وعبر عن جميع الناس من الفيلسوف إلى ( المطيرجي ) فهذه الثقافة البساطة والانفتاح والمجالسة والمناقشة مع الجميع كل حسب عقله لا الانعزال والغرور والتكبر .



#حيدر_الخضر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام البرلماني ..أساس البلاء في العراق
- دعوا السياسة .. والعبوا رياضة
- خطاب طائفيّ بامتياز .. يادولة رئيس الوزراء
- إشكاليات العلمانيّة ... في المجتمعات الإسلاميّة


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر الخضر - لا يزال المثقف العراقيّ في برجه العالي !!!