أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في فلسطين يجب تغيير النظام وليس تغيير الوزارة














المزيد.....

في فلسطين يجب تغيير النظام وليس تغيير الوزارة


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 14:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المنعطفات التاريخية تتغير الوجوه المنتصرة والمهزومة إلا في الشرق بوجه عام وفي فلسطين بشكل خاص.
المنعطف التاريخي ليس مجرد الحدث الذي يطفو على سطح الأحداث فقط، بل المرحلة القصيرة من الترتيبات التي سبقت الحدث والأثر قصير المدى الذي تبع الحدث لأن الأثر له ثلاث مراحل قصير ومتوسط وطويل المدى لان الأثر هو نتائج المنعطف وما يترتب عليه من مفاهيم ومنشآت أجتماعية وسياسية واقتصادية وعلاقات خارجية وداخلية جديدة نتجت من المكاسب او الخسائر او تغيرت مع مواقف الآخرين واذا لم يحدث التغيير فتلك دولة او جماعة او امة متجمدة في المكان والزمان ولا تستفيد من هذا الأثر ولا تتطور ويبقى التراجع سيد الموقف بدل التقدم، وهذا الفارق هو الذي يحمل المستقبل الافضل للدول التي تتغير فيها الخوارط السياسية وانظمة الحكم والحكام أما التراجع فيحدث للأمم الخاملة وأنظمة الحكم الديكتاتورية.

في حالتنا الفلسطينية خاصة وحالتنا العربية والشرق اوسطية عامة وهي مليئة بالديكتاتوريات والشعوب الخاملة لا تحدث تلك التغيرات الحيوية بعد المنعطف نتيجة القهر المزمن السياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي رغم غنى مجتمعات كثيرة وذلك نتيجة تفشي مفاهيم الظلامية الدينية اولا وأنظمة الإدارة العليلة بالواسطة والمحسوبية ثانيا وغياب الحريات ثالثا، ورابعا بتزوير الانتخابات ليس بالنتائج بل بتضليل المجتمع الجاهل الساذج بحلو الكلام دون الفعل، وخانسا بتاخير الصالح العام وتقديم الصالح الخاص للمتنفذين المبني على التحايل على القوانين او عدم صلاحية القوانين وتقادمها.

ظل ياسر عرفات يجري بالثورة وتراكيبها العقيمة من منعطف تاريخي إلى آخر أي من هزيمة إلى أخرى أو من نصر إلى آخر دون تغيير في المفاهيم والشخوص حتى وقع او اوقعه بؤس الحال الذي وصلت إليه منظمة التحرير في فخ اوسلو، وانتخب رئيسا دون منافسة حقيقية وبنفس النهج والمفاهيم الديكتاتورية والضحك عالذقون المجتمعية والسياسية إلى أن استبدله الأمريكان والإسرائيليون بالرئيس عباس الذي واصل نفس النهج الديكتاتوري بتغييب المؤسسات التشريعية واحتكار منظمة التحرير والمجالس التمثيلية واحتكار المال في الوظيفة العمومية والأقصاء والعقاب بقطع الراتب رغم المنعطفات التاريخية الهامة في عهده كالانقلاب الحمساوي واستيلاء حماس على الحكم في قطاع غزة، وأيضا فساد السلطة والتذيل للتنسيق الأمني، واكبر المنعطفات التاريخية في عهد الرئيس عباس كان في أحداث ثلاث أكثر اهمية مما سبق على الصعيد الوطني، الاول اقتحامات جيش الاحتلال للمناطق ألف (A) والعمل بها طوال الوقت دون تصدي أو تغيير في نهج الرئيس او الشخوص المتنفذين، والحدث الثاني هو اعلان القدس كاملة عاصمة لإسرائيل دون للتصدي لذلك، والحدث الثالث الكبير او المنعطف التاريخي الأكبر وهو الحرب الجارية المدمرة على غزة بغض النظر عن المسبب حماس، فالحرب دمرت الجغرفيا الفلسطينية والشعب الفلسطيني المسؤول عنه الرئيس عباس.

ناتي للأهم، حماس وهي على وشك مغادرة المشهد السياسي كليا او جزئيا وهي التي قامت بالانقلاب في غزة واستولت على السلطة وقسمت الوطن عموديا وأفقيا واضعفت القضية وقامت بالحروب وأخرها الحرب المدمرة لا يعني تغييبها هو جائزة للرئيس عباس وسلطته لإبقاء النظام الحالي كما هو، بل ايضا يجب ان يغادر المسرح الرئيس عباس وفريقه لترفع القبضة الحديدية على منظمة التحرير ومؤسسات الحكم في الضفة الغربية، والمطلوب ليس تغيير وزارة بوزارة، بل المكلوب تغيير النظام السياسي بمجمله ليحل محله نظاما جديدا وموحدا في ربوع الوطن، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة والمهجر وكذلك تحديث النظام في خدمة القضية وخدمة المواطن الفلسطيني أينما تواجد.

وفي النهاية نقول، كما تواجدت حماس في غزة وقمعت الحريات وصادرت حقوق المواطنين وسيطرت على الوظيفة العامة واجهزة الأمن وغيبت العدل لصالحها كتنظيم فقد فعلت ذلك فتح كتنظيم ومعها الرئيس في رام الله اي في الضفة الغربية ...

الآن نريد نظاما جديدا بعد تجربة الحكم السابقة التي اضعفت القضية الوطنية وظلمت الشعب الفلسطيني كله وبعد كل الاخفاقات وتغييب الديمقراطية والظلم الذي حل بأهل غزة والضفة الغربية وإهمال شؤون شعبنا في المهجر، يجب ان يتغير هذا النظام بشقيه في غزة والضفة الغربية، وعندها يمكن لشعبنا أن يواصل مسيرة التحرر والانعتاق من الاحتلال، وتغييب حماس من غزة لم تكن جهودا للتيار الوطني بمجمله بل جهدا للإحتلال ومصالحه وعلى شعبنا تغيير الرئيس وإدارته والنظام في الضفة الغربية بدل ان يغيره الإحتلال الذي سيعني بان الشعب الفلسطيني غير قادر على حكم نفسه بنفسه وما يترتب عن هذه النقائص ونصبح غير جديرين بالتحرر واقامة دولتنا أمام العالم، ومعلوم للجميع بأنه لو صدقت الولايات المتحدة في إقامة الدولة الفلسطينية فهو رد فعل لعمل قامت به حماس وتضحياتها وليس فعلا قامت به السلطة وغيرها طوال فترة مفاوضات السلام رغم الدمار الذي حل بغزة وأهلها.

كلما غابت إرادة الشعب أكثر في اختيار قيادته ونوابه يغوص الشعب الفلسطيني في خلافاته ويرتفع منسوب الظلم على الشعب ويتفتت الصمود في وجه الاحتلال.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس أخطأت إستراتيجيا مرتين
- هاي بلطجة وليس عقل منظم للتحرر
- بايدن والإثنين 4 آذار المفاجأة
- إنتباه .. لدينا عبور إجباري للإكتئاب العام بعد انتهاء الحرب
- حتى لا تطير فرصة الدولة في الهواء
- جمود الثقافة والفكر الفلسطيني جزء من جمود الثقافة والفكر الع ...
- خطتي للمستقبل
- هل مازالت ورقة المحتجزين تشكل جسر الإنقاذ
- الله عليك يا قبل أن تكون قائد فأنت إنسان
- المعركة الأخيرة الحاسمة حول احتلال معبر رفح واليوم التالي لل ...
- سيقل عدد الكذابين في فلسطين
- تدابير (إجراءات) محكمة العدل الدولية فخاخ مستعجلة منصوبة لإس ...
- هل توقفت خطة التهجير
- هل تفاجات حماس بقوتها ام بضعف جيش إسرائيل وبمفاجآت أخرى عالم ...
- في الصراع على السلطة والحكم وفي الحروب تعلو الأنانية والخيان ...
- دحلان الفلسطيني خادم للشعب والقضية ولا يريد مناصب
- هل تغيرنا
- إعلان عالمي جديد متوحش لحقوق الإنسان شعاره الموت أفضل من الح ...
- المستقبل
- ماذا وراء طرح اسرائيل وأمريكا من جديد موضوع هدئة إنسانية وتب ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في فلسطين يجب تغيير النظام وليس تغيير الوزارة