هاي بلطجة وليس عقل منظم للتحرر

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 10:25
المحور: القضية الفلسطينية
    

عقليتنا انتحارية ومعاركنا دائما نهائية يا قاتل يا مقتول وحتى لو قتلنا فسنقتل بعضنا فنصبح في كلا الحالتين مقتولين، غياب العقل المنظم ليس حدث طارئ، يا ريت بنتحمل، لكنه تربية وعادات نتوارثها بثقة فالسو زائدة عن الحد لأننا تربينا على ذلك، لا نعرف الخطوة الثانية سواء تقدمنا بالخطوة الأولى أو تراجعناها، بعدها بنغرز او بنبنشر او نتوقف او نتبنج او نتصلب ونفقد العقل ..

نعم هكذا هو حالنا لأن من يملكون عقول منظمة قلائل في كل أمة او في كل شعب، وبسبب البناء بعقلية العائلة والقبيلة والفهلوة والأنا المتضخمة على فشوش فنستثني قصرا او طوعا أصحاب العقول المنظمة فنخسر كل معاركنا الصغيرة والكبيرة.

نتزوج ولا نعرف الخطوة الثانية او التالية في العلاقة مع الزوجة او في تربية الأطفال، نبني البيت ولا نعرف الخطوة التالية في كيف نعيش، نشتري السيارة ولا نعرف كيف نصونها، تعجبنا أمرأة فنعرض عليها الزواج دون تفكير والمصيبة هي توافق وتعرف انه متزوج والرجل ينسى أنه متزوج أصلا، تركيب عجيب، تركب او تشوف سيارة تسال صاحبها بكام يقلك بعشرين ألف تقوله تاخد واحد وعشرين بيبيعك على طول وانتا بتشتريها في دقايق، بنبني بيت وبنبيعه في لحظة والمشتري بيشتري في لحظة وعلى فكرة راحت البيوت وراحت السيارات وراحت المرأة وراحوا الأولاد في الحرب للتذكير، لكن بقي العقل الأهبل ، قضايا استراتيجية بتبيعها وبتشتريها دون عقل منظم او تفكير وبتنزح غصب عنك، هكذا حياتنا وقليل من كثير هذا الذي نتحدث عنه، حياتنا فوضى في كل صغيرة وكبيرة.

تعالوا شوفوا حالنا السياسي أسوا من حالنا الإجتماعي نتيجة غياب العقل المنظم، عملنا حرب وصارلها ست شهور، لا إحنا عارفين إحنا منتصرين وإلا مهزومين، ناس بتقلك انتصرنا، وناس بتقلك انهزمنا، والأدهى وامر اللي بيقلك إحنا صامدين، شو يعني صامدين؟!! أخذوا البلد كلها وبنفذوا مشاريع استراتيجية واحنا الخطوة التالية تبعتنا تهديد لبعض مين يستلم السلطة وهي أصلا وين السلطة؟ مش لاقيين ناكل والناس بتموت على كيس الطحين او وجبة غذائية، وبقلك إحنا ضد التهجير وهما نفسهم وآخرين بيدفعوا آلاف الدولارات ليهاجروا، ناهيك عما يحدث من مآسي وشكاوي المحاصرين وغياب العدل في الحصول على المستلزمات ومقومات الحياة، في اسرائيل الناس تهجروا من الشمال والجنوب ما سمعنا حدا بيبكي مش لاقي خيمة وإلا مش لاقي أكل ...
عباس شغال في حماس، وحماس شغالة في ممنوع حدا يدير شؤون الناس إلا حماس، والباقي بيسمع الاخبار والتحليلات وبيسب عالامارات وعالجزيرة وعالعرب وعالمساعدات واللي ظابسين خلف الشاشات من محللين ويوتيوبرز بيخونا اللي بدو يقدم خطوة مش فارقة معهم امريكي والا اسرائيلي والا فلسطيني او عربي، المهم يحكي كلام سيء ويشكك ويجعل كل شيء مؤامرة ليجيب اعلى مشاهدات ويجمع دولارات
، مٍهن برواتب ضخمة خربت الوعي وهدول اسفل ناس ما حدا منتبه لتخريبهم، بيخربوا بلد، وبشبكوا شعب علشان يقبضوا من اليوتيوب...

شوفوا العقل البائس للتنظيمات تعالوا للمصالحة بيجروا جراي وما بتصالحوا تعالوا نعمل حكومة بيصير كل طرف عامل حاله فهمان ووطني أكثر من الثاني والجميع متخلف لإنه ما في إنجاز أصلا، لو بيفهموا سياسة وعقلهم منظم ومش ساقطين مدارس لزمان وحدوا الصف.

هكذا حالنا من سيء لإسوأ واللي عنده عقل منظم بيطفشوه وبيتآمروا عليه واسهل حاجة عندنا التخوين والتكفير، صارلنا سبعين سنة نفس الموال بنتعارك مع الاحتلال خمس دقايق وبنقتل بعض وبنخون وبنكفر بعض ثلاثة وعشرين ساعة وخمسة وخمسين دقيقة في اليوم، عقول ترللي، وسلوكيات تعبانة، تراجع تراجع لحد ما حشروا شعب كامل في رفح الصغيرة وشعب الشمال ميت من الجوع، ناهيك عن التدمير والموت والقصف وتجار الحروب، ومساكين الناس بتجري ما تدري، عمرك شفت واحد بيموت من وجبة غذاء نازلة من السما شو هالعقل وسنينه بيكفي يا هووووو

لا أحد على يقين من أي شيء دائما
غياب العقل المنظم عند هذه الامة واولهم احنا ولا نفهم الخطوة التالية في حالتي النصر والهزيمة
الخطوة التالية نترك العدو ونشتبك ونتخاين فنخسر النصر او نخسر هزيمتين فلا ننهض بعد ذلك لسنين وهكذا تاريخنا أصبح معروفا دون تحزير .

العقل المنظم بيقول اعمل بالممكن مش بس مطالب لا تتحقق وشوفيني يا بنت خال ..من لا يدرك المطلوب والممكن ولا يتعامل مع الواقع جاهل وما بينفع يقود شعب.

سيبوكوا من هذا العبث وشوفوا الشعب شو بدو وشو محتاج مش شو محتاج الحزب وقائد الحزب هاي بلطجة وليس عقل منظم للتحرر.. اول خطوة في التحرر العقل المنظم .. وينو وينو العقل المنظم من حالنا ؟؟!! نفسي حد يقوللنا احنا منتصرين وإلا مهزومين؟ إسألوا الشعب وإلا إنتو مش من الشعب؟

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات