|
علاقة غريبة : الأردن وحارث الضاري
طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 1752 - 2006 / 12 / 2 - 07:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعترف ارهابي عراقي بجريمة قتل اقترفها ضد مواطن أردني في مدينة من مدن محافطة الأنبار . هذا الارهابي اعترف أيضا أنه ينتمي الى تنظيم القاعدة بالعراق . قبل ذلك حاولت مجموعة من تنظيم القاعدة تفجير دائرة المخابرات العامة ودوائر أردنية مهمة أخرى . المخابرات الأردنية تمكنت من افشال المخطط الاجرامي قبل وقوعه ، لكن مجموعة أخرى من تنظيم القاعدة تمكنت من تفجيرعدد من الفنادق في العاصمة الأردنية . راح ضحية هذه الجريمة العشرات من المواطنين الأبرياء . تعد المملكة الأردنية من أوائل الدول العربية التي تضررت من الارهاب المتمثل بتنظيم القاعدة وتعد من أوائل الدول العربية التي حاربت وما زالت تحارب هذا التنظيم ، ليس في داخل المملكة فحسب ، بل أنها تتعاون مع جميع بلدان العالم للقضاء على هذا التنظيم الارهابي وقد أشارت الأخبار الى أن المخابرات الأردنية كان لها اليد الطولى في العملية التي تمكنت فيها القوات الأمريكية والعراقية من قتل الارهابي ( أبو مصعب الزرقاوي ) . لهذا كله نقول : أن يلتقي الملك عبد الله ملك الأردن بمختلف الأطراف العراقية كرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أو طارق الهاشمي أوعدنان الدليمي أو أياد علاوي أو عبد العزيز الحكيم ، أو حتى مع أطراف غير حكومية فذلك من الأمور الطبيعية ، لكن أن يلتقي بحارث الضاري فهذا هو الأمر الذي يعد غريبا ؟ تكمن الغرابة في أن حارث الضاري يعد من الداعمين لتنظيم القاعدة ، إذ أنه صرح ، علنا ، بأنه يعد هذا التنظيم تنظيما جهاديا ، وكثيرا ما مجد بجرائمه سواء ضد القوات العراقية أو القوات متعددة الجنسيات ، فضلا عن دعمه المادي السري والعلني أيضا . تكمن الغرابة أيضا في أن بعض تصريحات الضاري حول تنظيم القاعدة قد حصلت في الأردن . من المؤكد أن الحكومة الأردنية تقف ضد الارهاب الذي يتعرض له العراق ، ومن المؤكد أنها حاولت وتحاول وقف نزيف الدم الذي يتعرض له الأبرياء في العراق وسبق لها أن أدانت التفجير الارهابي الذي اقترفه مجرم أردني من أهالي السلط في مدينة الحلة وراح ضحيته المئات من العراقيين ، وكذلك قامت بحبس أعضاء من البرلمان الأردني الذين عدوا الزرقاوي ( شهيدا ) ، لكننا نستغرب أن تقوم هذه الحكومة باستقبال من يدعم تنظيم القاعدة ويمجد عملياته الاجرامية ، بل ويسميها عمليات ( جهادية ) . من المؤكد أن الورقة التي لعبها الضاري خلال زيارته للأردن والسعودية ومصر هي الورقة التي يتحدث فيها عن الجرائم التي يرتكبها ( الصفويون ) ضد أهل السنة بالعراق ، مع أن واقع الأمر يشير الى أن الشيعة هم الذين يتعرضون الى جرائم بشعة ليس آخرها الجريمة التي حصلت في مدينة الثورة وراح ضحيتها المئات من الأبرياء . نحن هنا لا ننكر أن جرائم حصلت ضد أبرياء من أبناء المذهب السني ، بل أننا نستكرها بشدة ونعد من يقترفها حاله كحال أي مجرم من تنظيم القاعدة ، لكن في الأحوال كلها لا يمكن مقارنة هذه الجرائم بالفواجع التي تحصل يوميا للشيعة ، إذ لم تحصل جريمة لأبناء السنة مثل جريمة جسر الكاظمية ، ولا مثل جريمة الحلة ، ولا مثل جريمة مدينة الثورة ، ولا يمكن لأي سياسي أردني أو مصري أو سعودي أن يقفز على هذه الحقيقة الا إذا أراد أن يتحرك بطائفية مفضوحة . الغرابة أن الضاري وبوقاحته المعهودة يشتم الأردن وملكها مع أن الحكومة الأردنية تستضيفه على أرضها ، إذ أنه صرح بعد وصول الرئيس الأمريكي الى عمان قائلا : " لن أتشرف بمصافحة بوش الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين وانتهاك حرماتهم " وهو يعني أن مَن يصافح بوش فانه يصافح المجرم الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين وهو يقصد بذلك الملك عبد الله الذي صافح بوش خلال زيارته عمان . أليست غريبة تلك العلاقة التي تربط الضاري بالحكومة الأردنية .. نحن نتساءل فقط ؟
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دماء الشهداء مقابل المجاري والأرصفة
-
مذكرة القاء قبض أم تحقيق .. نفذوها يا حكومة
-
مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر
-
أسوأ من التكفيريين
-
الدجيل مدينة حدودية مع ايران !
-
متظاهرون أم ارهابيون
-
الى طارق الهاشمي ، ليس حصريا : الثورة ليست مدينة ارهابية
-
وثيقة مكة لن توقف النزيف
-
صحوة عشائر الأنبار
-
مبروك .. العراق يتأهل الى نهائيات آسيا بكرة القدم
-
وثيقة عهد أم حبر على ورق
-
صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت
-
الوقت المناسب للمناقشة .. متى ؟
-
اجتثاث العلم البعثي أيضا
-
رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم
-
تحقيق الانجازات في ظل التهديدات
-
فيلم هندي : ارهابي هندي بالعراق
-
رفع الصور قبل فوات الأوان
-
رسائل تضامنية
-
هيئة اجتثاث البعث
المزيد.....
-
من إسرائيل -ستزول بسنتين- إلى -حل الدولتين-.. ترامب وهاريس ي
...
-
بالصور: المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب وهاريس
-
دراسة تكشف تأثير التعرض لتلوث الهواء في الطفولة على دخل الفر
...
-
مشروب منشط صحي أكثر من القهوة!
-
لماذا كل هذه -الدراما- حول مناظرة ترامب-هاريس؟
-
مقتل 22 فلسطينيا بقصف استهدف منزلي عائلتي القرا بخانيونس وال
...
-
الصين تعلن استعدادها لتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا
-
كامالا هاريس ودونالد ترامب وجها لوجه في أول مناظرة رئاسية قد
...
-
بلينكن: قتل الناشطة الأميركية في الضفة الغربية -غير مبرر-
-
ما هي قصة الحمار والفيل اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ ع
...
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|